شبكة ذي قار
عـاجـل










نظام جديد في مصر يقوده الاخوان المسلمون بعد نظامين مماثلين في كل من تونس وليبيا ، وفي اليمن، وبعد الدورالواضح للتيارات الدينية في ابعاد الرئيس ( علي عبدالله صالح ) عن سدة الحكم،عادت"القاعدة " لتحتل مدناً يمنية وتمارس نشاطها الدموي بشكل واسع يتهدد امن واستقرار ووحدة البلاد ؟ ومايجري في سوريا اليوم سيقود حتماً ، وهذا واضح تماماً من الدماء الي تهرق يومياً ومن خطاب المتناحرين، الى مجيء نظام يقوده تيار اسلامي خلفاً للنظام السوري المتهم بالدكتاتورية والطائفية الذي يقوده بشار الاسد من الطائفة العلوية { النصيرية} المحسوبة على الشيعة ؟ هذه الانظمة ومن سيلحق بها من الانظمة الاخرى التي ستشملها رياح التغيير..هي حصيلة " ثورات الربيع العربي "  فما الذي يحصل في العالم العربي  ،وماهي ابعاد المخطط الامبريالي ـ الصهيوني ؟  

 

ان المخطط الامبريالي في اعادة رسم الخارطة الجديدة للمنطقة باقامة مايسمى بـ " شرق اوسط كبير " او " الشرق اوسطية الجديدة " قد بدأت معالمه تتضح تدريجياً عندما  استهدف النظام الوطني العربي في  العراق منذ ثمانينات القرن العشرين الماضي وحتى تدميره واحتلاله من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في نيسان / ابريل 2003 ، بمشاركة ايرانية فعالة ادت الى اطلاق يد ملالي ايران فيه للتمدد في المنطقة العربية وصولاً الى افغانستان وباكستان لتحقيق حلم اقامة الامبراطورية الفارسية ؟ ، واذا ما اردنا الدقة في التقصي فان نقطة الشروع بتنفيذ هذا المخطط  كانت بتخلي الاميركان عن حليفهم انذاك  الشاه { محمد رضا بهلوي } لصالح الملالي بقيادة ( روح الله خميني ) على حساب القوى السياسية المحرضة والتي قادت الثورة الشعبية الايرانية ضد الحكم الشاهنشاهي عام 1979 وابرزها ..الجبهة الوطنية بقيادة ( كريم سنجابي ) وفدائيو ومجاهدو خلق والقوى اليسارية الاخرى.. لخشية  واشنطن من ان وصول هذه القوى الى الحكم سيكون لصالح الاتحاد السوفيتي ،فيما ان وضع المعممين بقيادة خميني على رأس السلطة سيحقق هدفين في ان واحد، محاربة الروس على الساحة الافغانية حيث الاحتلال السوفيتي لافغانستان ، وكذلك أضعاف العراق واستهدافه؟ومنذ ذلك الحين دأبت ايران خميني انطلاقاً من مبدأ " تصدير الثورة" سعيها المحموم لاجتياح العراق، فدفع الملالي الامورالى حرب ضروس لم يتوقعوا نتائجها حيث الهزيمة على ايدي جند القادسية الاشاوس في هذه الحرب التي استمرت ثمان سنوات 1980ـ1988، ومع هذا واصلت طهران تآمرها ودسائسها ضد العراق بهدف بسط نفوذها والتمدد في عموم المنطقة وفقاً للاستراتيجية الايرانية التوسعية على حساب دول الجوار العربي، وهذا ما تحقق لملالي ايران على يد الاميركان بعد اشراكهم في تدمير واحتلال العراق عام 2003 ، واليوم تمارس واشنطن ذات السياسة في التعامل مع ثورات الشباب العربي والتي عرفت بـ "  ثورات الربيع العربي " حيث تخلت عن اخلص حلفائه ( زين العابدين ) في تونس و ( مبارك ) في مصرلتلحق بركب الثورة وتسيير دفتها بما يخدم مصالحها بزعم الانحياز الى ارادة الشعوب ؟ فدفعت باحزاب الاسلام السياسي وابرز تنظيماتهم..

 

الاخوان المسلمين{ الحلفاء القدامى } الى الواجهة ودعمهم للوصول الى السلطة بعد تنشيط علاقاتها السابقة معهم والتحرك على القيادات الحالية  لهذه الاحزاب واحياء وعقد اتفاقات تحالفية جديدة ، فقد دعمت الولايات المتحدة حركة الاخوان المسلمين في ليبيا ضد نظام الرئيس الراحل معمر القذافي ،

 

وعملت على هذا الخط مع الاخوان المسلمين في اليمن ، وهي تمد بالتعاون مع تركيا ، الاخوان المسلمين في سوريا بشكل مباشربكل وسائل الدعم بما في ذلك السلاح لاسقاط النظام السوري الحالي ؟ اذ ان  لدي  الـمخابرات الامريكية، وكذلك المخابرات البريطانية  علاقات مع  تنظيمات حركة الاخوان المسلمين وبتسمياتها المختلفة سواء على الساحة العربية اوعلى الساحة الاسلامية  بشكل عام ، اذ جاء في كتاب { ام اي 6 }.. "ان المخابرات البريطانية نجحت في تأسيس اتصالات وثيقة مع الاخوان المسلمين منذ عشرينات وثلاثينات القرن العشرين الماضي " وكذا الحال بالنسبة للمخابرات الاميركية التي وفرت للاخوان المسلمين في مصر بعد وصول ( جمال عبدالناصر ) للسلطة "الدعم المالي والملاذ الآمن" وقد اصبح الاهتمام بالاخوان المسلمين كبيراً بعد الغزو السوفيتي لافغانستان ، ووفقاً لهذا الاهتمام ظهر ( اسامة بن لادن ) و[ تنظيم القاعدة] و{ طالبان} في افغانستان و [ احداث 11 أيلول / سبتمبر] وهذء كلها من صنيعة المخابرات الاميركية وذلك لمحاربة الغزاة السوفييت على الساحة الافغانية  قبل ان تنتفي الحاجة لهم ؟؟، وعند اشتعال الساحة العربية بثورات الشباب الشعبية اوائل عام 2011، لعبت واشنطن وبعض عواصم اوربا الغربية بعد ركوب الموجة .. دوراً فعالاً في اسقاط القذافي و دعم الاسلاميين في الوصول الى السلطة  ليس في ليبيا فقط وانما قبلها في تونس ، وبالنسبة لمصر وبرغم  وجود علاقات تأريخية  بين الاخوان والاميركان فقد تحركت المخابرات الامريكية على الاخوان المسلمين لاحياء وتنشيط العلاقات فتم في فرانكفورت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 ..عقد اتفاق سري للتعاون في هذه المرحلة لقاء دعم اميركي لنشاطاتهم ووصولهم الى السلطة ، وفي كانون الثاني / ديسمبر 2012 التقى ( وليم بيرنز ) نائب وزير الخارجية الاميركية مع ( د. محمد مرسي ) رئيس حزب الحرية والعدالة/ الجناح السياسي لحركة الاخوان المسلمين والرئيس المنتخب لجمهورية مصر العربية،كما استقبل البيت الابيض الاميركي في نفس الفترة وفداً من الاخوان المسلمين المصريين ، اما سوريا فقد ذكرت صحيفة { الوورد تربيون } الاميركية ان " ادارة الرئيس اوباما قررت .. ان الاخوان المسلمين هم من يجب ان يحكموا سوريا بعد سقوط بشار" واضافت: ان ( هيلاري كلنتون ) وزيرة الخارجية قد التقت بالاخوان المسلمين السوريين في تموز / يوليو 2011 " وحثتهم على التعاون مع تركيا للتخلص من حكم الاسد ؟" وهنا يثار التساؤل التالي.. ما ذا وراء التفضيل الاميركي للاسلاميين على الاحزاب الاخرى المشاركة بالفعل في ثورات الربيع العربي وبالذات احزاب المعارضة المناهضة للانظمة الحاكمة والتي للكثير منها علاقات جيدة وتنسيق مع واشنطن وبعض العواصم الغربية ،فهل خانتهم، كعادتها،لصالح التغييرات الجديدة ؟؟ لم يكن جديداً على الاميركان   ان تخلوا عن اكثر الحلفاء والعملاء اخلاصاً لهم  كـ ..شاه ايران ورئيس الفلبين  وغيرهم، فليس في القاموس السياسي والاخلاقي الاميركي اي وجود لمعنى الصداقة والاخلاص والوفاء ، وانما هناك مصالح وهي كل ما يعنيهم ؟ ولكل مرحلة تأريخية ظروفها والتي بمقتضاها يتم رسم السياسات التي تتغيرمع طبيعة كل مرحلة ومتطلباتها ، فالفراغ الذي تركه انهيار الاتحاد السوفيتي ومعه منظومة الدول الاشتراكية وتفرد الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة على الساحة الدولية قد زاد من صلف وغرور حكام البيت الابيض وزاد من جشعهم وطمعهم في خيرات الاخرين وبالذات اقطار الوطن العربي ذات الموقع الاستراتيجي الهام والغنية بالثروات الطبيعية وبالذات النفطية، وقد نسب ( وليم باف ) في مقال له نشرته { الهيراتربيون } في 20 / 1 /1997 الى الرئيس الفرنسي الاسبق ( فرانسوا ميتران ) قوله ".. ان هؤلاء الاميركان لايمكن اغفالهم ، لانهم نهمون ويرغبون في سيطرة مطلقة على العالم" وتحت الادعاء بحاجة زعيمة النظام  الدولي الجديد  {الولايات المتحدة } الى الطاقة لابد من الاقتراب من منابع النفط واذا تطلب الامر احتلالها تحت شتى الذرائع ، فالانفراد كقوة عظمى وحيدة على الساحة الدولية قد وفر فرصة تأريخية كبرى للولايات المتحدة لتفرض هيمنتها على العالم ، والدعوة الى ضرورة استغلال هذه الفرصة وفقاً لنظرية الرئيس الاميركي الاسبق { نيكسون }التي تضمنها كتابه "الفرصة التأريخية السانحة" وحسب فلسفة الغلاة من الاستراتيجيين الاميركيين الذين يرون ان العالم " ما هو الاّ سوق كبير تحت السيطرة الاميركية". في تلك المرحلة تم استهداف العراق الذي لم تضعفه حرب الثمان سنوات مع ايران،طمعاً في ثروته النفطية  وتدميره كبلد عربي قوي ومستقل الارادة  بدعوى، ثبت بطلانها، ان لديه اسلحة دمار شامل ؟ فوضعته على رأس قائمة " محور الشر" ومن "الدول المارقة" على القانون الاميركي ؟ فكان عدوان عام 1991 في ظل حصارظالم أستمرحتى تدمير واحتلال العراق في نيسان 2003 ووضعه تحت نفوذ وسيطرة شركائهم في العدوان والاحتلال ، ملالي ايران الطامعين فيه وفي البلدان العربية الاخرى وبالذات بلدان الخليج العربي ؟  فاستبيح العراق واصبح تحت سيطرة المحتل والعملاء ممن وضعوا على رأس  السلطة في بغداد وباشراف ايراني مفضوح ،ولم يخف المجرم ( بوش الابن ) واركان ادارته من المحافظين الجدد تحمسهم لاعادة " تشكيل خارطة الشرق الاوسط الجديد" بالتأكيد على الحاجة الى الاخوان المسلمين في تنفيذ هذا المخطط الذي بدأ بـعدوان تدمير واحتلال العراق الذي اطلق عليه [ الحرب الصليبية] في زلة لسان ، كما ادعى ، لم تقنع احداً ؟؟ولم يتغير شيء في ظل ادارة الرئيس ( باراك اوبام ) ، فالدعم الاميركي والغربي للاخوان المسلمين في سوريا في محاربة نظام بشار الاسد لاسقاطه يأتي ضمن تنفيذ مخطط خلق شرق اوسط كبير؟ في سعي اميركي مفضوح لاغراق منطقة الشرق الاوسط في اتون حرب واسعة النطاق وطويلة الامد يمكن خلالها، حسب مخططهم، حل جميع الازمات العالمية وبالذات الاقتصادية وبما يحرك سوق الصناعة العسكرية الاميركية ، فتأريخ العالم بعد الحرب الباردة ..

 

لم ينته بأنتصار الرأسمالية على المعسكر الاشتراكي كما يرى المفكر الاستراتيجي ( فوكويام ) مؤلف كتاب { نهاية التأريخ}.. بل يعتبربداية مرحلة جديدة من الصراع حسب نظرية المفكر الاميركي ( صموئيل هنيتغتون ) في كتابه{صراع الحضارات}..صراع اخر بين " الحضارة اليهو ـ مسيحية في مواجهة الحضارات الشرقية ، الاسلام والبوذية وغيرها ؟" ويبرر في ما اطلق عليه { النيوليبرالية } عدوان الامبريالية على الاخرين بدعوى الحفاظ على " الحضارة اليهوـ مسيحية " ووفقاً لذلك بدءوا باستهداف الحضارة الاسلامية والتي يشكل العرب جسد هذه الحضارة وذلك بتحريض بعضهم البعض باستخدام سلاح الطائفية المقيت لاضعافهم وزرع الشقاق بينهم فضلاً عن اثارة النزاعات  المسلحة بين الطوائف والقوميات المتآلفة والمتعايشة مع العرب منذ الاف السنين لاشغال العالم العربي بحروب اهلية يغذيها التعصب العنصري والطائفي والعقائدي والديني وذلك لتمزيق الوطن العربي الى دويلات هامشية ضعيفة يسهل ابتلاعها ونهب ثرواتها واستلاب ارادتها ،وقد عبر عن ذلك بكل صلافة المفكر الصهيوني الاميركي ( برنارد لويس ) بقوله " العالم العربي يجب ان يقسم الى 30 دويلة اثنية ومذهبية وذلك من اجل حماية المصالح الاميركية واسرائيل!" وانطلاقاً من ذلك فقد اطلقت الولايات المتحدة يد ملالي ايران في العراق بعد احتلاله عام 2003  واقامة سلطة تقوم على المحاصصة الطائفية والاتنية الغلبة فيها لاتباع ايران طائفياً!؟

 

وما تبع ذلك من تمدد ايراني على دول الجوار العربي والتدخل في الشأن الداخلي لاكثر من بلد عربي من بلدان الخليج العربي والمجاهرة باطماعها في هذه البلدان، اذ يؤكد رئيس الاركان الايراني ( فيروز ابادي ) في احدث تصريح له ان.." الخليج والمنطقة كلها كانت دائماً ملكاً لايران، وان نفط الخليج يقع في مناطق فارسية وانها ملك لايران "!!! وملالي ايران يجاهرون بان  سياستهم الاستراتيجية تهدف الى اقامة { الهلال الشيعي الفارسي } على طريق احياء حلم { امبراطورية فارس الكبرى } مما زاد من قلق وخوف دول المنطقة لاسيما وان طهران تسابق الزمن لامتلاك السلاح النووي ؟! وتخويف دول المنطقة وبالذات دول الخليج العربي بـ { البعبع الايراني }  يصب في مصلحة امريكا والغرب وينسجم ومخطط محاربة الحضارة العربية الاسلامية باضعاف الامة العربية والقضاء على العرب ببث الفرقة والتنازع بين بلدانها واشغالها بحروب اهلية واقليمية طاحنة تستهدف وجودها، وميل الولايات المتحدة ومن معها من الغرب الى تأييد ودعم الاخوان المسلمين يأتي في هذا الاطار،لان ذلك يعني جعل المنطقة العربية ساحة للصراع الطائفي بين طوائف المسلمين وتحديداً بين السنة والشيعة وكذلك اصطدام هؤلاء بالاقليات الدينية الاخرى اذ يوجد مسيحيون وغيرهم ، اي العمل على تمزيق الوطن العربي والنيل من وحدة الامة وشق المسلمين وانهاكهم بصراعات طائفية واتنية مدمرة في هذه المرحلة التي يمكن ان نطلق عليها مرحلة {العمائم واللحى؟؟} واستهداف الحضارة العربية ـ الاسلامية، غاية ما يتمناه الاعداء من امبرياليين وصهاينة، وقد يتطور الامر الى صراع اكبر مع اديان وحضارات اخرى قد تدفع اليها القوى العظمى المتنفدة على الساحة الدولية وفقاً لمصالحها . ان مايحصل على الساحة العربية .. هو مؤامرة كبرى تستهدف الامة العربية بوجودها ود ينها وحضارتها وقيمها وتأريخها؟!! فمتى يعي العرب ما يجري من حولهم ويدركوا ابعاد اللعبة التآمرية الجديدة ويتحركوا قبل ان يقع الفأس في الرأس؟؟!!؟ 

 

 





الخميس ٨ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / حـزيران / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة