شبكة ذي قار
عـاجـل










ز. تخريب الاقتصاد العراقي؛ حيث أصبح العراق سوقا مفتوحة للبضائع الإيرانية بمختلف أنواعها ابتداء من أصغر شيء وانتهاء بالأسلحة والأمور الكبيرة والمؤثرة على الساحة, مما جعل الاقتصاد العراقي تابعا لإيران تبعية مطلقة, و معتمدا عليها اعتمادا كليا؛ حتى إن المحلات في كربلاء والنجف أبدلت أسماءها بأسماء إيرانية, فضلا على إدخال المخدرات والأدوية الفاسدة والمجرثمة بجراثيم الأوبئة القاتلة كالايدز؛ وعلى هذا الأساس شجعت إيران التجار الإيرانيين للذهاب إلى العراق والاستثمار هناك وخصوصا في المدن والعتبات المقدسة ودفع أسعار خيالية للاستحواذ على اقتصاد العراق, وقد ارتفع حجم التبادل التجاري ( الرسمي ) بين العراق وإيران من 800 مليون دولار في العام 2006م إلى ما يزيد عن ألملياري دولار العام 2008م ( حسب جريدة أوان/ 7/3/2009م ) ، وتخطط إيران لجعل ميناء خميني بديلا عن العقبة وربط إيران والعراق بخط السكك الحديدية مع سوريا وتركيا, وكان خبراء اقتصاديون قد حذروا من خطة إيرانية تهدف إلى تجميد الموانئ العراقية وإخراجها من الخدمة مستقبلا من خلال توسيع قدرات الموانئ الإيرانية القديمة وبناء العديد من الموانئ الجديدة. فضلا على تحطيم الزراعة في العراق من خلال قيامها بتصريف فضلات المصانع والمعامل الكيماوية إلى نهر الكارون والأنهار التي تصب في العراق، وقيامها بقطع مياه وتحويل مسار بعض الأنهار الأخرى إلى داخل الأراضي الإيرانية مثل نهر الوند الذي يغذي الزراعة في محافظة ديالى.

 

ح. تغيير المناهج والمواد الدراسية في العراق حيث إزالوا اغلب ما ورد في كتب التاريخ السابقة حول العداء التاريخي الذي يكنه الفرس للعرب وتآمر الفرس على العروبة والإسلام، كما تمت إعادة كتابة تاريخ الحرب العراقية الإيرانية ( من1980م إلى 1988م ) ، حيث ثبتوا إن العراق هو الذي بدأ الحرب وأنها انتهت دون منتصر أو منهزم, وتم حذف الحقيقة التاريخية التي تقول إن القوات الإيرانية هي التي قامت بقصف المدن العراقية وأغلقت مضيق هرمز بوجه الملاحة العراقية وقصفت المنشآت الاقتصادية والبواخر الراسية في شط العرب. وان القوات العراقية قامت بالرد على العدوان يوم 22 ايلول1980م ، أي بعد 18 يوما من التحركات الفعلية الإيرانية لاحتلال العراق.

 

وفي التاريخ الإسلامي تم حذف الفقرات التي وردت في الكتب المقررة السابقة حول دور الفرس في إثارة الفتنة بين المسلمين خلال فترة الخلفاء الراشدين، ودورهم في قتل عمر وعثمان بن عفان وعلي بن أبى طالب -رضي الله عنهم-. وحذف الفقرات التي كانت تتحدث عن الدور البطولي للجيش العراقي في حرب 1948م ، وحرب أكتوبر 1973م , وحرب القادسية تاريخ الثانية 1980م.

 

وفي كتب الجغرافية تم تغيير خارطة العراق وحذف ( نهر صدام ) و ( ميناء البكر ) وإلغاء تسمية المحافظات وإعادتها إلى أسماءها القديمة فأعادوا تسمية القادسية بالديوانية والمثنى بالسماوة وذي قار بالناصرية والتأميم بكركوك ونينوى بالموصل ..وهكذا..

 

ط. إنشاء المحطات الفضائية التلفزيونية الطائفية الموجهة إلى الشعب العراقي, والتي بلغت أكثر من عشرين محطة فضائية مثل: السلام والعدل ومحطتا أهل البيت والفرات والفيحاء والعراقية وآفاق وبلادي والمسمار الأولى والثانية والغدير وكربلاء والفرقان والمهدي والعدالة الأولى والثانية والأنوار الأولى والثانية والمعارف والأوحد والعالمية وسحر الأولى والثانية والعالم .. وغيرها.

 

ي. قيام المخابرات الإيرانية باغتيال أعدادا كبيرة من العلماء والأساتذة الجامعيين والأطباء العراقيين بالإضافة إلى الضباط وخاصة الطيارين الذين شاركوا في ضرب أهدافا عسكرية داخل إيران إبان الحرب الإيرانية العراقية.

 

5. الأهداف الإيرانية الحالية في العراق

تهدف إيران من خلال تدخلها الحالي في العراق إلى تحقيق أهداف عدة يقف في مقدمتها آلاتي :

 

أ. تحويل الولاء الوطني للعرب الشيعة في العراق إلى ولاء طائفي فقط من اجل تحويل ذلك الولاء تدريجيا إلى ولاء فارسي .

ب. عدم نهوض الدولة الوطنية العراقية التي تشكل تهديدا استراتيجيا للنفوذ الإقليمي الفارسي وتعرقل الأطماع الإيرانية في ارض الرافدين .

ج. ضمان بقاء النفوذ الإيراني في بغداد مؤثرا في الشؤون العراقية, بحيث يكون لطهران دائما رجالها المؤثرون في الهياكل السياسية العراقية .

د. الاشتراك في عملية نهب العراق وتدمير بناه التحتية .

 

هـ. تعمد إيران نشر الفساد والتحلل الأخلاقي في العراق من خلال ترويج المخدرات والدعارة وتشجيع زواج المتعة من المومسات الإيرانيات وما نجم عنه من انتشار مرض الايدز.

 

و. قتل المزيد من العراقيين من خلال تصدير الأدوية الملوثة بفايروس الايدز أو التي تسبب العقم, وهذا ما نبهت إليه وكالة أنباء الصين الجديدة التي بينت بأن " الفحوصات الأولية أثبتت إن هذه الأدوية ( الإيرانية المصدرة للعراق ) ملوثة بفيروس نقص المناعة المكتسبة ( الايدز ) وأخرى تسبب العقم وقطع النسل", وكذلك الحليب والألبان المسممة التي تورد من إيران.

 

ز. السيطرة على المراقد والعتبات المقدسة الدينية الخاصة بال البيت في النجف وكربلاء والكاظمية التي أصبحت مقرات لمخابرات النظام الإيراني, إضافة إلى تحكم ( منظمة الحج والزيارة الإيرانية ) بمصير عشرات الفنادق وفرض شروطها المهينة عليهم.

 

ح. فتح مؤسسات وشركات وهمية لتنفيذ مخططات إيران الإجرامية لإشعال الحرب الطائفية والفتن المذهبية من خلال تشكيل شبكات إرهابية في العراق لغرض دعم الميليشيات وفرق الموت التابعة ل (  ( الحرس الثوري الإيراني )  ) وتجهيزهم بالسلاح والمال من خلال فيلق القدس ووزارة المخابرات الإيرانية؛ حيث تجاوز عدد الشركات الوهمية التابعة ل (( فيلق القدس )) أكثر من ( 300 ) شركة ويتم السيطرة على هذه الشركات والمؤسسات الوهمية من قبل فيلق القدس وبإشراف مباشر من قبل العميد في الحرس الثوري قاسم سليماني ونائبه احمد فروزندة, وتدريب الميليشيات وفرق الموت من خلال إرسالهم إلى المعسكرات الإيرانية, إضافة إلى نقل عناصر ( قوة القدس ) من والى إيران تحت ذريعة زيارة العتبات المقدسة.

 

ط. تشجيع عملاء إيران المجودين في الحكومة العميلة الحالية للمضي في مشروع إنشاء فيدرالية الجنوب على غرار فيدرالية الأكراد في الشمال، وإقامة فيدرالية ( شيعية ) على ضفة الخليج الشمالية، في محاولة لإضعاف العراق ومنع قيام أية حكومة مركزية قوية فيه، ولتكون الفيدرالية الطائفية الجديدة منطلقا ورأس جسر لبث الفتنة والشقاق في عموم الدول المجاورة.

 

ي. المساهمة في إلغاء الهوية العربية للعراق عبر سلب العرب الاصلاء قرارهم السياسي وتوتير مناطقهم مما يزيد من صيحات تقسيم البلد, وتفتيت مناطق العرب السُنة وتدمير اقتصادهم وبناهم التحتية وإخلائها من أي مظهر من مظاهر سيطرة الدولة، كما جرى للفلوجة وتلعفر والقائم والموصل وسامراء والرمادي وبقية المناطق من خلال استهداف الدوائر الخدمية فيها بصورة متعمدة فضلا على تدمير عشرات المساجد فيها, وقتل كبار العلماء وشيوخ المساجد لاسيما الذين أعلنوا صراحة معاداتهم للمشروع الأميركي والشعوبي المستهدف لوحدة البلد.

 

6. الاستنتاجات

يمكن أن نستخلص من خلال ما تقدم جملة استنتاجات من أهمها:

 

أ. ساهمت إيران بشكل فعلي في الاحتلال الأمريكي للعراق بواسطة خلايا فعالة وقوى مدربة عسكرياً وإستخباراتياً لصالح القوات الأمريكية الغازية في مراحل الاشتباك المختلفة ومن ذلك تأمين خطوط الإمداد والتموين للقوات الأمريكية وتعزيز تقدمها نحو بغداد، والقيام بإشاعة الفوضى والنهب والقتل لإرباك الوضع في الداخل والتأثير على أداء القوات العراقية في الدفاع مما ساعد في تسهيل مهمة القوات الأمريكية. وقد أقرّ القادة الإيرانيون بذلك؛ لان الفرس لاتهمهم سوى مصالحهم القومية الفارسية التي كان الشاه وآباءه يسعون لتحقيقها وجاء الملالي وواصلوا المضي من اجل تحقيق تلك المصالح من اجل تكوين الامبراطورية الفارسية الصفوية..

 

ب. بعد إحتلال العراق دخلت إيران بثقل عسكري وسياسي ومخابراتي ومالي وإقتصادي للهيمنة على كل مفاصل الحياة في العراق، وأشرفت على تشكيل العملية السياسية المنشأة في ظل الإحتلال ونصّبت فيها أحزاب وقوى ذات منشأ إيراني؛ أخذت على عاتقها موضوع تكريس الطائفية والقتل على الهوية وتصفية الطيارين العراقيين وكبار ضباط الجيش العراقي والشخصيات الوطنية والعلماء وأساتذة الجامعات؛ في محاولة لتقسيم العراق من خلال التهجير ألقسري، كما شرعت إيران منذ أول أيام الإحتلال في محاولة سلخ العراق من محيطه العربي وتبديل هويته القومية بهويات طائفية وعرقية، وهي لا تزال تسعى لإزالة أي معلم أو آثار أو كتاب أو تمثال أو اسم شارع ذو صفة عربية، واستبدالها بمعالم وأسماء أعجمية؛ من اجل إضعاف العراق وتفتيته, لكي يسهل ابتلاعه وتحقيق حلمهم الفارسي الصفوي المعروف.

 

ج. سرقة النفط العراقي من حقول البصرة - قّدّره تقرير ( بيكر-هاملتون ) بنصف مليون برميل يوميا- وحقول ( مجنون والفكة ) التي طردت الكوادر الهندسية النفطية العراقية منها أمام مرأى ومسمع حكومة الإحتلال واستخدامها لطريقة الحفر المائل لسحب النفط من داخل عمق الحدود العراقية التي ادعت إنها آبار مشتركة - يقع بعضها داخل الأراضي العراقية بعمق ( 10 ) كم-.

 

د. استغلت إيران وجود عملائها في الحكومات المنشأة في ظل الإحتلال وقضمت المزيد من الأراضي العراقية وبالذات في محافظتي ميسان والبصرة حيث تتواجد الحقول النفطية العراقية الكبرى، كما حولت مجاري الروافد التي تصب في حوض دجلة إلى داخل أراضيها خرقا للقانون الدولي، وهي تحاول حاليا ضم جزيرة أم الرصاص العراقية الغنية بالنفط.

 

هـ. تجاوز الوجود الإستخباري الإيراني في العراق، تحت غطاء العمل الدبلوماسي، السياقات البروتوكولية المعمول بها وفق القوانين الدولية بين الدول حيث وصل عدد القنصليات الإيرانية في العراق إلى سبعة قنصليات منتشرة في محافظات عراقية في الشمال والوسط والجنوب وعلى النحو التالي ( بغداد – البصرة – السليمانية – اربيل – النجف – كربلاء – بابل ) ويهدف هذا التواجد إلى التحكم بالوضع الأمني والسياسي والتدخل بالشؤون الداخلية للمحافظات، واستخدام مقرات القنصليات لتنفيذ السياسات الإيرانية مستفيدين من الحصانة الدبلوماسية’ فضلا على الأحزاب والمؤسسات- ذات الواجهات المختلفة- التي أنشأتها من اجل تكريس احتلالها للعراق

 

و. ربط الاقتصاد العراقي بالسوق الإيرانية وتصدير البضائع والسلع والأدوية الإيرانية غير الصالحة من اجل إغلاق المصانع والمعامل العراقية والإضرار بالمستهلك العراقي وإنعاش السوق الإيرانية.

 

ز. رغم ما يطفو على السطح من خلافات أمريكية-إيرانية حول العراق، إلا أن الوقائع تشير الي إن إيران لا مشكلة لها مع الكيان الصهيوني منذ أيام الشاه؛ فنظام الخميني إشترى السلاح من إسرائيل ( فضيحة إيران غيت ) ، وإن إعلان إيران وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني هو مزايدة سياسية وورقة مساومة لا أكثر. ولم يسجل التاريخ لإيران أي موقف حقيقي مع العرب في كل الحروب العربية - الصهيونية بل أنها كان لها دور فعال في إشغال العراق عن المواجهة والصراع مع إسرائيل, كما إن التنسيق متواصل بينهما لوجود مصلحة مشتركة لهما، أدناه أهم عناصرها :

 

أولا: هناك مصلحة مشتركة في العمل على تقسيم العراق وإخراجه من دائرة الصراع العربي الصهيوني والتخلص منه كقوة إقليمية مؤثرة في المعادلة الدولية ولها مقومات المواجهة.

 

ثانيا: الاستفادة من ضعف العراق في إستمرار نهب ثرواته النفطية، فالإيرانيون يستولون على الحقول الحدودية والأمريكان يوقعون على عقود مشاركة طويلة الأمد لإنتاج وتصدير النفط.

 

ثالثا: محاربة الدين الإسلامي الحنيف من خلال تشويه صورته بإستغلال الطائفية وإشاعة القتل والاحتراب بين أبناء الدين الواحد بهدف الحد من توسع الفكر الإسلامي الصحيح بإعتباره أحد أهم الأخطار على المشاريع التفتيتية الباطلة والمخططات الغربية.

 

رابعا: الاستمرار في ابتزاز دول الخليج مالياً وعسكرياً وإقتصادي من خلال تخويفها من ظهور إمبراطورية إيرانية شغوفة بالتوسع والسيطرة على ثروات هذه الدول وإعطاء مبرر لحكومات دول الخليج لعقد صفقات أسلحة لم تستخدمها حاليا ولن تستخدمها مستقبلاً.

 

 

يتبــــــــــــــــع

 

 





الاحد ٤ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / حـزيران / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الرحمن عبد علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة