شبكة ذي قار
عـاجـل










حدث ما كنا قد قلناه في مقالنا ( سحب الثقة وجر الحبل ) ،أن اللعبة انتهت بشأن أزمة سحب الثقة من حكومة المالكي،بعد تدخل إيران وإدارة اوباما على خط الأزمة والتقائهم بإطراف الكتل السياسية في طهران وبغداد ،وضغوطاتهم على هذه الأطراف ، وهكذا استطاعت طهران –واشنطن من تفكيك الأزمة التي أرادت أن تطيح بحكومة المالكي، وتعلن الحرب الأهلية في العراق ( تفجيرات الأربعاء الدامي مثالا له ) ،فكيف تم تفكيك هذه الأزمة ،ابتداء كانت زيارة الصدر إلى طهران بعد اجتماع النجف وتصاعد حدة التصريحات والتهديدات والتسقيطات بين التيار الصدري و دولة القانون ، ( فتح الملفات بوجه التيار الصدري ومنها قضية مقتل السيد الخوئي وغيره ) ،قابلها تهديدات من التيار الصدري بفتح قضية مجزرة الزركة والفساد الإداري وحماية المفسدين والمزورين في حكومة المالكي وحزبه،

 

وكذلك التصعيد الخطير بين التحالف الكردستاني ودولة القانون ومثله مع القائمة العراقية،إلا أن تدويل الأزمة ودخول الطرف الإيراني بقوة نفوذه على دولة القانون والتيار الصدري واجتماع السفير الإيراني مع هذه الأطراف في بغداد وتبليغهم توجيهات وأوامر الفقيه خامنئي بضرورة إنهاء الأزمة وإبقاء المالكي رئيسا للوزراء حفاظا على مصالح إيران الدولية قبل سقوط نظام بشار الأسد كما أعلنت بعض الصحف الأمريكية فأصرت طهران على إبقاء المالكي لمدة شهرين لصالح النظام السوري ،وهكذا أعلن المرجع كاظم الحائري فتوته بعدم جواز انتخاب العلمانيين موجها فتوته إلى مقتدى الصدر تحديدا ،فرد الصدر بأنني سأصبح علمانيا إذا أصر الحائري على فتوته هذه،ثم أرسل له ملالي طهران وفدا في أثناء تواجده في إيران من دولة القانون وقادة حزب الدعوة والتقوا به هناك دون الوصول إلى كلمة من الصدر تثنيه عن إصراره سحب الثقة من المالكي وعزله عن اجتماع اربيل والنجف،في وقت كانت الأخبار تنقل أن بايدن قد حضر إلى العراق واجتمع مع مسئولين عراقيين لمدة ساعتين في مطار بغداد وعاد إلى واشنطن مكلفا سفيره في بغداد إكمال المهمة وهو ما حصل ،فاجتمع السفير وسكرتير بايدن مع أطراف الأزمة في بغداد واربيل والسليمانية،

 

في هذه الأثناء كانت هناك سجالات ساخنة بين رئيس الجمهورية طالباني حول الأسماء التي طالبت بسحب الثقة وضرورة إرسالها إلى مجلس النواب واستجواب المالكي والتي أظهرت تعنت طالباني ورفضه إرسال الأسماء بضغط وتهديد إيراني مباشر لطالباني ،حيث هددت إيران باجتياح كردستان إذا أرسل طالباني الأسماء وجرى سحب الثقة من المالكي،يقابله حراك محموم داخل حكومة المالكي مع سيل من التهديدات للتحالف الكردستاني والعراقية بفتح الملفات الأمنية والعسكرية لكلا الطرفين،مع إطلاق وعود ورشاوى لأعضاء في العراقية بعد لقائه بهم ( أكثر من عشرين نائب ) ،منها عودة الضباط والقادة العسكريين من الجيش السابق وتعيينات بالجملة وإعادة المفصولين المشمولين بالمساءلة والعدالة وغيرها من الإغراءات والوعود الكثيرة ،ونسأل أين كان منها رئيس الوزراء طوال سنوات الاحتلال وبعده ولماذا تنفذ في هذا الوقت بالذات، أليست هي استمالة وقتية ،وليست جذرية شاملة مع مصالحة حقيقية ولجميع فئات الشعب وليست فئة بعينها ،

 

والهدف من هذا كله هو شق صفوف العراقية وإضعافها وتفكيكها،واليوم يتحقق ما ذهبنا إليه ويعود مقتدى الصدر إلى النجف ويتصل مباشرة بالمالكي بعد ضغوط وتهديدات إيرانية له في طهران ،ويتفق مع المالكي على عدم سحب الثقة والذهاب إلى الإصلاح وإعادة التوازن الحكومي،وهذا يأتي من الاتفاق على تنفيذ المصالح الشخصية والطائفية وتوزيع الغنائم بينهما ،أما الدماء التي سالت يوم الأربعاء وسالت قبلها ،ومئات الآلاف في السجون السرية والعلنية وغلق الأحياء والمدن والشوارع يتحملها المالكي نفسه وفشل حكومته الطائفية،ومن يتحالف معه إن كان مقتدى الصدر أو غيره،

 

بالرغم عمق الخلافات بين التيار الصدري ودولة القانون،وظهورها إلى العلن على شكل تهديدات بصولة فرسان أخرى ضد التيار الصدري ،أو فتح ملف الزركة ضد المالكي،فما حدا مما بدا لكي يتصل المالكي أو الصدر ببعضهما ،وتسوية خلافاتهما بليلة وضحاها،لولا تدخل وضغط ملالي طهران على الطرفين لمصلحتها تحديدا أن بقاء المالكي يخدم أجندتها حاليا ،كما يخدم مصالح أمريكا في العراق والمنطقة،وهكذا استطاعت طهران-واشنطن من تفكيك أزمة سحب الثقة من المالكي فهل تستطيعان تفكيك أزمات العراق الأخرى ،والتي تشهد تعقيدا وتوترا وانهيارا على الصعيدين السياسي والعسكري، وهل يستطيع المالكي تسوية أزماته مع التحالف الكردستاني والعراقية أيضا،أنا اشك في هذا واعتقد أن تحالفات جديدة ستظهر ضد المالكي قريبا،بعد أن تهدأ عاصفة سحب الثقة منه ،لتظهر عاصفة اشد واخطر منها في المدى المنظور .....

 

 





السبت٢٦ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / حزيران / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبار الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة