شبكة ذي قار
عـاجـل










كثيرة هي الأمثال التي تنطبق على واقعنا لتشدنا إليها حينما تدور في خواطرنا أفكار معينة, فتأتي في صياغة جميلة كجمال لغتنا العربية. والحقيقة هذا المثل يتكون من شقين: الأول يعبر عن الفخر والأصالة والفروسية والعزة ممثلة بالخيل التي تحتل مكانة مرموقة عند العرب, فأرتبط وسمها بالجمال والنصر والإيمان, فعلى سبيل المثال نجد المتنبي في بيت الشعر هذ ( والخيل تبكي جلودها عرقاً....بأدمع ٍ ماتسحها مقل ) , يثير حماسة المقاتلين الأبطال وهم يذودون دفاعاً عن كرامة الأمة وأرضها وشرفها؛ أما  الشق الثاني فهو يعبر عن النقيض تماما فلا سرج من ذهب ولاحتى أردأ أنواع الجلود, بل هي لا تعدوا عن كونها بردعة وعلى حمار ( أجلكم الله ) .

 

كما أن الفرق أيضاً كبير مابين الصهيل والنهيق!! ولا مانع من أن يحلم الحمار بأن يكون حصاناً ولكن يجب أن يعرف حدوده التي يجب عليه أن ينتهي بها, ولا ينسى واقعه بأنه ليس سوى حماراً وإن ذلك السرج المذهب لايمكن أن يغير من جنسه مطلقاً, لأنها لاتليق إلا بالخيول الأصيلة.

وياليت شعري, كم من حمار تسرج بالذهب اليوم! ولسنا بموضع حديث عنهم, لأنها دولة... ولكل زمان دولة ورجال, وسيعود ذلك الحمار الى بردعته القديمة, حتماً!

 

في الواقع أنا بصدد حمار آخر ( أجلكم الله ) , وجدت هذا المثل ينطبق تماماً عليه وهو الأخرق بوش الصغير خاقان أمريكا. عندما قرأت تعليقاً في إحدى الصحف هنا عن عنوان غريب لكتاب صادر بالفرنسية للإعلامي الفرنسي الشهير جون كلود موريس وهو: " لو كررت ذلك على مسمعي فلن أصدقه ".

"Si vous le répétez, je démentiral…."

 

والمثير في الموضوع هو أن هذا الكتاب تحول من مجرد مادة توثيقية الى فضيحة سياسية تكشف النوايا الحقيقية وراء إحتلال العراق. وكالعادة فقد تعودنا سماع كل ماهو مهين عن هذا الحاقان الصغير. فبعد أن ورط العالم بإحتلال العراق بحجج واهية منها  "الحرب على الإرهاب" أو "الديمقراطية المستوردة من بلاد العلوج" أو "البحث عن أسلحة دمار شامل" تبين ويالسخرية القدر....إنه جاء المسكين يبحث عن يأجوج ومأجوج في العراق!!

 

ألم أقل لكم قبل قليل...أنه خير حمار مسرج بالذهب عرفت !! لاتستغربوا ذلك...

فقد كانت إعترافات صادمة حقيقة للمجتمع الغربي هنا, عندما تكشفت له تلك الأكاذيب وزيف الشعارات التي رفعوها وهم يقرعون طبول الحرب المشؤومة, والتي تبين أنها ليست إلا حرباً دينية لا أكثر ولا أقل!!

إذ يستعرض الكاتب وقائع خطيرة ( كما يسميه ) , تتمثل في مكالمات هاتفية جرت بين البيت الأسود الأمريكي وقصر الإليزيه بين عامي 2002 و2003. كان ( حمارنا المسرج ) يتصل بالرئيس الفرنسي جاك شيراك بمعدل مرتين في اليوم لحثه على المشاركة في الحرب القادمة على العراق.

 

لقد حاول جاهدا ليقنعه بذلك, فتارة يلوح بحجة القضاء على أسلحة الدمار الشامل وتارة أخرى بحجة إقامة نظام ديمقراطي في العراق, ولكن دعواته هذه لم تلق تلك الآذان الصاغية لدى الرئيس الفرنسي شيراك ( فالرجل معروف بإتزانه ) ! لذلك قرر ( مهفوف الأمريكان ) أخيراً المصارحة. حينما فوجئ الرئيس الفرنسي بمكالمة هاتفية أخرى مطلع عام 2003 من نظيره الأمريكي وهو يطلب منه صراحة ضم الجيش الفرنسي الى القوات الأمريكية ( المتهالكة بإذن الله ) بحجة "البحث عن يأجوج ومأجوج" لأنهما مختبآن في العراق قرب مدينة بابل!!.

 

وفوجئ جاك شيراك أكثر بل فقد صعق الرئيس الفرنسي من هذا الفكر التافه الذي ينعم به ذلك الشقي الأخرق عندما سمعه وهو يبرر له من "إنها حملة إيمانية مباركة".

 

بالله عليكم ألا يصدق عليه وصف المتنبي "وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم". إنها لأضحوكة العصر, حينما يخوض رئيس أكبر دولة في العالم حرباً إبادية ضد شعب آمن بأسم الديمقراطية ليبحث عن يأجوج ومأجوج!!!

 

ماذا أقول لك فقد رفع الحرج عن المهفوفين ياحمار الأمريكان لأنك أضفت لكيانك مسمى آخر فقد أصبحت في نظر العالم كله "مهفوف عقل أخرق".

 

 

وسلمت يمين الزيدي منتظر! فهو الوحيد الذي عرف دواء هذا الأخرق عندما ودعه بضربة حذاء مبتكر.

 

 





الاحد٢٠ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / حزيران / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور علي خليل الحديثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة