شبكة ذي قار
عـاجـل










اوجه مقالي وحديثي اليوم الى ابناء العراق الصابرين على البلوى والمتحلين بخلق اهل القرآن، اوجه كلامي الى اخوتي في العقيدة واخوتي في الحق.. الى كل اولئك اقول من قول الرحمن في كتابه العزيز "ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون".

 

تمر علينا اليوم ذكرى من ابشع ما تكون الذكرى، ذكرى تحمل معها منتهى الجريمة وتلاشي معاني الانسانية، يوم ان تجرأ العدو الاحمق بقيادة المجرم بوش باقتحام ارض الشرف العراق  ليوغل تقتيلا في اهله وتدميرا لأبنيته وعمرانه، واغتصابا لنسائه وهتكا لأعراضه. يوم قرر المجرم بوش الصغير ان لا تقوم للعراق قائمة خسأ وما قرر، فأستجاب خاب ظنه لنعيق الشيطان وحفيف الافاعي من صغار الديوثين ممن سموا انفسهم ولطخوها بالعار فاطلقوا على انفسهم اسم "المعارضة"، هؤلاء الذين اثبتوا انهم اخس من اهل القردة والخنازير قبل ان يقلبهم الله العزيز الجبار. لا نسميهم وان كان بعضهم معروفا اليوم في عالم الخيانة كأجداده ابي رغال وفيشي، لأن بعضهم قد مات واخرين يحتضرون وغيرهم ينتظر مصيره اما دعسا باحذية ايتام العراق او وقوفا امام محكمة عدل عراقية عجزوا عن ان يوفروها لكل اعدائهم من قادة الحكم الوطني ولأكثر من تسع سنوات من تاريخ الاحتلال البغيض الى اليوم.

 

ظن اعداء العراق كما ظن صاحب الجنة المذكور في سورة الكهف "انها لن تبيد ابدا" فابدلها الله عليه خرابا في خراب، وهكذا لن يكون اعداء العراق بافضل حالا من ذلك الخائبء الذي أمن مكر الله وعقابه. لن يكون بعيدا ان يقلب الله عليهم مدنهم وبلدانهم وبناءهم واقتصادهم ومجتمعاتهم خرابا عقابا لما فعلوه بالعراق ولما يفعلوه بامة القرآن امة العروبة والاسلام الامة العربية الخالدة باذن من الله ووعده لنبيه.

تمر ذكرى العدوان اليوم والعراقي لا زال يقاتل اعداءه، لم ينكفء، لم يتخاذل، لم يتراجع، لم تهن عليه قيمه واخلاقه المستقاة من دينه وعروبته وكبرياء الفرسان الذي يحمله في قلبه. يقاتل العراقي وخلفه مليونان من الارامل واربعة ملايين يتيم يدفعونه لأخذ الحق من قاتلي ازواجهم وآبائهم وامهاتهم، خلفه يدفعه ويشجعه مئات الالاف ممن فقدوا ابنائهم بقصف عدو احمق او بوشاية خائن او تفجير على زائرين لأبناء بنت رسول الله قام به عدو او عميل او ضال عن سبيل الحق، او ماتوا بسبب السرطان وامراض اخرى جاء بها الاحتلال الاجرب، او قتلوا بليل من قبل عصابات الجريمة التي جاء بها وشجعها عدونا الصهيوني وعملاؤه ومساعدوه، او مما خطط له ودبر اعداء الامة العربية والاسلام الحكام المعتوهين بكره العروبة في قم وطهران، اولئك الذين اسكت العراقيون صوتهم واوقف غبارهم لعشرين عاما وتزيد ثم ليأتوا مختبئين تحت عباءة الصهيونية والرأسمالية في احتلالها للعراق، وهم الذين لطالما تشدقوا بشعارات يضحكون بها على الغلابة من الناس من ان امريكا هي الشيطان الاكبر والتي جاءت على لسان كبيرهم الذي علمهم.... ولولا ان ديننا الحنيف وأمر شهيد الحج الاكبر يمنعاننا من ان نقول على قائد ثورتهم اللعينة لقلت فيه ما لم يقل في احقر خونة الامة الاسلامية واعدائها. لكننا نحفظ اللسان اليوم في الميتين تثبيتا لقيم الاسلام ولما كان الشهيد صدام حسين يؤكد عليه مرار وتكرارا، رحمك الله يا ابا عدي حتى ذكراك تمنع الناس عن الخطأ.

 

في هذه الذكرى تحديدا هناك الم وغضب على غضب يعتصر به قلب كل عراقية فقدت بعلا او طفلا، كل مسن ينتظر كل يوم عسى ان تفتح الباب لتعود اليه بعزيز اكلته اتون العدوان الامريكي الصهيوصفوي، كل طفل ينتظر ان يصبح الصباح ليرى ابيه الذي تركه يتيما يجلس على مائدة الاسرة. كل اولئك وغيرهم كثير ممن ينتظر اسيرا ليتحرر او مفقودا ليعود او امرأة مغتصبة لتأخذ حقها أو .. رجل اغتصبته عصابات الجريمة في المنطقة الصفراء او في سجن الشرف او غيره من السجون ليؤخذ له حقه. كل اولئك يستعيدون الذكرى في هذه الايام من كل سنة فتأخذهم الذكرى وتنال منهم وتقضي على آمالهم وتعوقهم من ان يكونوا فاعلين كما ينبغي. كل ذلك ولم ينتظر العراقيون مساعدة من احد او عونا ونصرا من احد الا من الله العزيز المتعال، ليس لأنهم بغير حاجة للناس، بل هم بحاجة ولكنهم لا ينتظروها من امعات الرجال الذين يحكمون ارض العروبة اليوم.. هذا شيخ وذاك امير واولئك الرؤساء والملوك، كلهم وقفوا ينتظرون الكلب المغتصب الصهيوني حتى يقضي وطره ولم يتنادوا لا بداعي الحق ولا الاسلام ولا حتى بدم العروبة الذي يجري في عروقهم. كان بعضنا يوفر لهم الحجج والذرائع بان يقول ليس بيدهم اي شيء، انما هم مغلوبون على امرهم، فالحكيم قد استضاف عدة الاف من العراقيين وكأنه استضاف ايتاما وارامل بل هم خيرة ابناء العراق الذين تعبت عليهم الدولة وصرفت حتى اصبحوا قادة وعلماء ولو حاول هذا الحكيم ان يبني مثل هذه الكفاءات لأحتاج عدة مئات من السنين، والخفيف استقبل بضعة الاف اخرى ممنوعين عن العمل، واخذ يفرقهم ويميز بينهم هذه شيعي وذاك سني لأسباب لا يمكن وصفها الا بالدنيئة، ودول عظيمة!! اخرى لا تتجاوز مساحتها مساحة الواحدة منها مساحة مدينة الاعظمية في بغداد، يقدم لها العراقي على تاشيرة دخول لتأخذ شهورا تأتي بها النتيجة الموعودة "مرفوض لأنك عراقي"؟. واخرى في المغرب نسيت هبّة العراقي ونخوته ضد احتلال الظالمين اولا ثم بعدها ضد احتلال الجهل والامية. ثم جيراننا وما ادراك بجيراننا، يوم بتأشيرة ثم بلا تاشيرة، ثم للمريض فقط او لحامل الدرجة الاولى من جواز المرور التجاري "هوية غرفة التجارة"، ثم لا يدخل العراقيون بغير سبب. واخرى غيرها كثير، ولكننا لا نريد ان ننكأ الجراح فنذكر بعضنا بمساوئ اهلنا.

 

اليوم لا نستطيع ان نوفر لهم التبرير فيما يريدون اقترافه بان يكونوا شهداء زور على كل حرة عراقية اغتصبت وكل شهيد قتل بغدر وبغير ذنب وكل يتيم يجهل سبب قتل ابيه او امه وغيرهم من ضحايا العراق، بل يشهدون زورا على انين دجلة والفرات وانين صحراء العراق الذين لا زال بعضهم يتشدق انه اصطاد فيه صقرا او طيرا. سيكونون هناك في بغداد غير بعيدين عن خلايا الصهيونية التي ثبتت بعضهم على عروشهم، عن خلايا القتل الايرانية التي قتلت بدم بارد الطيارين الذين حمو سماء العروبة من الخليج الى الشام فمصر لأكثر من خمسة عقود، وضباط الجيش العراقي الذين وقفوا لكل محتل باغي من ان ينال من شبر عربي من اقصى ارض العروبة الى اقصاها. بل سيشهد اولئك القادة والرؤساء زورا على اعدام شهم العروبة وفارس مرابعها البطل صدام حسين الذي عبر بعض اولئك القادة والرؤساء في الغرف المغلقة ومع نسائهم او المقربين منهم فقط عن امتعاضهم ورفضهم لقتله وعن اعجابهم بوقفته واستشهاده. سيقف اولئك القادة في حضرة العدو الذي امر باعدامه وفي ضيافة الخسيس الذي وقع زورا قرار اعدامه ليصافحوه ويعانقوه خسئوا. والاكثر ان الخسيس يريد ان يكافئ القادة الضيوف بان استصدر قرارا استبقايا خسيسا كوجهه القذر بنقل رفاة الشهيد صدام حسين الى جهة مجهولة، ليتخلص ويخلص القادة الضيوف من عقدتهم النفسية التي يرونها يوميا مع مئات الزائرين لضريح الرجل لذي وقف امام الصهيونية وحده في وقت يتبارى خونة الامة سبقا لترضية الصهاينة وحلفائهم.

 

اهلي واخوتي واحبتي رجال العراق ونساءه وخصوصا الشباب منهم، اولئك القابضين على جمرة الحق، في آذار من كل عام نستذكر الألم ليس ليضعفنا ولكن ليقوى به عودنا ولنتأمل الحق وطريقه وكم هو عظيم وجميل ان نكون لوحدنا نقاتل في سبيل الله ثم الوطن بلا هم او منّة تلاحقنا لأن فلان وقف معنا او علان تعاطف معنا او آزرنا. القادة اليوم يا اخواني واحبتي شباب العراق يسقطون الواحد بعد الاخر، اما بحمى غضب جمهوره وشعبه، او بعقوبة ممن وضعهم على كراسييهم من الصهاينة والمحتلين، لا يهم فانهم يسقطون وسيكون سقوط بقيتهم بحضور مؤتمر خيانة العراق. انظروا وتأملوا يا شباب سقوط بقية بقيتهم. راقبوهم ولا تتأسفوا على المتآمرين.. وكل قائد او رئيس سيرفض ان يكون في جمعية الامعات في مؤتمر خيانة العراق فلا تنسوه في الدعاء او في ذكر الطيبات، ومهما كان فعله قبلا لا يرضينا، لا يهمكم، فالموقف اليوم ليس ككل المواقف، انه موقف رجولة ليس سهلا او يسيرا، انه موقف فروسية اعلى من امكانية بعضهم.

 

أنتظروا الموقف المهين لبعضهم وهو يتمرغل في طين المهانة وراقبوا آخرين سيكونون كما اراد الله لهم ثابتين على قيم الرجال والمبادئ، او على الاقل صاغرين لرغبة الشعب العربي الجبار الذي يأخذ اليوم كل حاكم على جريرته.

 

ايها الشباب العراقي جيل البطولة والمعجزات لا تهنوا و لا تحزنوا فانتم قادة الدفاع عن الشرف العربي، عن القيم العربية، عن الاخلاق والفروسية العربية، بل ان شباب العرب اليوم وهم ينتفضون على حكامهم يضعونكم مثلا، ويضعوا قادة العراق العظماء امثالا يقتدى بها لينضموا الى قائمة المحتفى بهم عبر تاريخنا الطويل، ومنهم قادة الامة العربية والاسلامية وفي مقدمتهم اسوتنا وقائد دربنا رسول الله نبينا محمد بن عبد الله صل عليه الله وسلم ورفاقه وصحبه ابي بكر الامين صاحب الغار وعمر العادل المغوار وعثمان ذور النورين صاحب الحياء البار وعلي ابن عم الرسول وبوابة علمه الفتى الكرار.

موعدنا ايها الرجال في ساحة الاحتفالات الكبرى في بغداد المنصورة باذن الله وقوته وجبروته

 

 

اخوكم ورفيقكم

محمود خالد المسافر

 

 





الاربعاء٠٥ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمود خالد المسافر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة