شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يعد حكام بغداد الحاليون بحاجة إلى العرب بعد ان وصلوا إلى سدة الحكم بالدبابات الأمريكية ،ولم تعد العروبة تعني لهم شيئا ، بدليل أن دستورهم العتيد لم يعتبر العراق عربيا ،وجاهر الكثير منهم بالعداء للعروبة مطالبين العرب بأن يتركوهم وشأنهم، بحجة أن الحكم باسم القومية والعروبة كان وبالا عليهم ،وأفقر العراق والعراقيين بسبب الدعم الذي قدمه للأشقاء العرب.


عداؤهم للعروبة ينطلق من جذور طائفية متأصلة لدى البعض منهم، ومبادئ قومية شوفينية لدى البعض الأخر، ولأن نظام الحكم السابق في العراق كان يحكم البلد باسم المبادئ القومية العربية ، ويقف ضد هذه الأفكار الطائفية والشوفينية، للحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا.


لذا كان عداؤهم للعروبة واضحا منذ أن أوصلتهم الدبابات الأمريكية إلى المنطقة الخضراء ، ترجم هذا العداء تصريحات لكثير من المسئولين تتهم العرب بالتآمر على العراق، وشعارات ملأت الشوارع ،كتبها أنصارهم تدعو إلى طرد العرب من العراق.


ضمن حالة العداء هذه كانت هناك دعوات لبعض المسئولين الجدد في المنطقة الخضراء، لعودة السفراء العرب إلى بغداد بعد سحبهم منها قبيل الغزو، وهذه الدعوات لاتعني حبهم للعلاقة مع العرب ،بقدر ماتعني اخذ الشرعية العربية لنظام حكمهم الذي كان نموذجا جديدا في تدخل الدول الاستعمارية في فرض إرادتها على دولة مستقلة.


اليوم يستميت حكام بغداد على استضافة القمة العربية ، ليس حبا بالعروبة بل لاستكمال شرعية حكمهم المنقوصة، لرفض معظم العرب هذا النموذج الشاذ من الحكم الذي فرض بقوة المستعمر.


قمة بغداد في حال انعقادها نهاية الشهر الجاري تعطي الشرعية لفعل إجرامي بحق العرب والعروبة ، أنتج حالة شاذة في الواقع العربي ،بوصول من تحالفوا مع قوى الشر وساهموا بتدمير العراق إلى سدة الحكم فيه .


لقد كان على الجامعة العربية واجبا تفرضه المصلحة العربية ( ان كانت تهمها ) ،وهو رفض التعامل مع حلفاء المحتل مهما كانت صفتهم ،لأن ذلك يفتح الباب على مصراعيه لكل من تسول له نفسه الإستقواء بالأجنبي لتحقيق مصالح خاصة ،والوصول إلى حكم البلد عبر الدبابة الأجنبية المعادية لمصالح الشعب والوطن.


ان قمة بغداد عار سيلحق بالزعماء العرب الذين سيحضرونها ويضفون الشرعية عليها ،حيث سيبحثون مصالح الأمة مع من تلوثت أيديهم بدماء شعبنا العراقي الذي دفع نحو مليون ونص ضحية ثمنا لتآمرهم على العراق ،ناسين أو متناسين أن من يدمر بلده لتحقيق مصلحته الخاصة لن يكون حريصا على امن وسلامة الأقطار العربية.


فتبا لكل المتآمرين على امتنا العربية ،وتبا لجامعة تدعي الحرص على المصالح العربية وتشرعن نتائج اكبر جريمة ارتكبت بحق العرب والعروبة في هذا القرن.


من هنا وباسمنا نحن الذين ندفع ضريبة أفعال وممارسات من يدعون الحرص على العروبة ،نقول للزعماء الذين سيحضرون القمة في بغداد ،إن دماء شهداء العراق الذين ستشمون رائحته في كل شارع من شوارع بغداد لن يغفر لكم وقوفكم إلى جانب أعداء العروبة ،وإعطائهم الشرعية لفعل اقل مايقال عنه خيانة بحق العراق وعروبته.

 

 





الثلاثاء٠٤ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زياد المنجد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة