شبكة ذي قار
عـاجـل










- الأخوة رئيس وأعضاء الأمانة العامة للمنتدى القومي العربي
- الأخوة رئيس وأعضاء الهيئة الوطنية لدعم المقاومة والشعب العراقي
- الرفاق قيادة وكوادر جبهة التحرير الفلسطينية


أيها الأخوة الإخوان ،
أيها الرفاق

فاتحة اللقاء معكم، تحية، وعبركم إلى شهداء الأمة العربية، وإذا كانت المناسبة لا تتسع للتبرك بذكرهم جميعاً، إلا أننا نستأذن الحضور الكريم لنخص ثلاثة، لعلاقتهم بوحي المناسبة، الأول، هو القائد الشهيد صدام حسين، الذي استشهد في موقعه مشهودة، دلالاة ومعنى، في مواجهة الاحتلال الأميركي وإفرازاته السياسية والأمنية، والقائد الشهيد ياسر عرفات، الذي استشهد وهو يفيض بيد على البندقية، وباليد الأخرى على ثوابت الموقف الوطني الفلسطيني، والرفيق القائد أبو العباس الذي استشهد على أرض العراق، أرض الحضن الدافئ للقضية الفلسطينية، مشروعاً نضالياً، ورموزاً كفاحية.


أيها الأخوة والأخوات
إن نلتقي في هذا اليوم بالذات، وتحت رعاية ثلاثة أطراف، المنتدى القومي العربي، والهيئة الوطنية لدعم المقاومة والشعب العراقي وجبهة التحرير الفلسطينية، ففي هذا دلالات بالغة الأهمية، وابرزها بأن العدوان على العراق، لم يكن يستهدفه لذاته وحسب، بل من خلاله الأمة العربية، مشروعاً قومياً نهضوياً، وفلسطين قضية مركزية في النضال العربي، ولهذا وجدت الأطراف التي ترعى هذا اللقاء، بأنها معينة بالتوقف عند هذه المناسبة في استحضار مقدماتها ونتائجها.


وإذا كنا نتوقف عند هذه المناسبة، ذكرى بدء الغزو للعراق، فإن توقفنا عندها، إنما يندرج في إطار التأشير على المستوى المتقدم الذي بلغته العدوانية الاستعمارية التي تلعب أميركا دور قيادتها الاستراتيجية لأجل استهداف الأمة بشخوصها الوطنية ورموزها المناضلة.


إن استهداف العراق بالعدوان والاحتلال، إنما يأتي بنفس السياق الذي استهدفت فيه فلسطين، مقدمات ونتائج، خاصة بعدما تحول العراق إلى قاعدة الإسناد الاساسية لحركة النضال الوطني الفلسطيني، وبعدما بدا واضحاً لقوى الغرب الاستعماري وقوى الإقليم المتقاطعة معه، بأن العراق بعد خروجه من الحرب مع إيران أكثر قوة واقتداراً، يشكل الرافعة الأساسي لمشروع التحرير القومي.


على هذا الأساس، فإن العدوان على العراق في التاسع عشر من آذار سنة 2003، كان محطة في سياق مقدمات وتحضيرات طبخت في مراكز القرار الأميركي -الصهيوني منذ شعر هذا الطرفان أن شيئاً ما غير اعتيادي يجري في العراق في ظل قيادة حزب البعث لهذا القطر العربي.


هذا الامر غير العادي الذي حصل في العراق، صحت فيه تقديرات أعداء الأمة، لكنها لم تصح فيها تقديرات نتائج العدوان. لأن الشيء غير العادي، الذي جعل من العراق موقعاً عربياً مميزاً، في النهوض الوطني وفي الدور القومي، كان شيئاً غير عادي، في التصدي للعدوانية، الأميركية، والتي وصفها يومها جورج بوش، بأن الحرب انتهت، يوم دخلت قواته إلى بغداد، فإذا بها تبدأ جولتها الجديدة، مع بدء إعلان شهيد العراق والأمة الرئيس صدام حسين، بأن أميركا ستنتحرعلى أسوار بغداد.


لقد ظن البعض، أن الشعار، هو مجرد شعارتعبوي، لشد العزم في لحظة صعبة شديدة القسوة وأنه في تأثيره النفسي لن يتجاوز حدود اللحظة، فإذا به يترجم إلى واقع مادي اعترف به العدو قبل الصديق، عندما انتحر العدوان على أسوار بغداد. بغداد بما تمثله كعاصمة للتاريخ العربي، عاصمة للثقافة القومية العربية، عاصمة للوحدة العربية، عاصمة للبعث، بعث ميشيل عفلق وصدام حسين، ومسيرة الحزب الكفاحية، عاصمة فلسطين العنوان كما القدس عاصمة المكان. فلسطين، أبو عمار وابو العباس، أحمد ياسين وأبو جهاد وأبو أياد وابو الهول وعبد الرحيم أحمد، عاصمة كمال ناصر وأبو يوسف النجار وأبو علي اياد وجورج حبش، والاف الشهداء والأسرى والمعتقلين والمناضلين الذي يكافحون في كل ارض ومكان، أنها بغداد عاصمة العراق الواحد الموحد، العربي، هوية وانتماء، عاصمة النضال الوطني الفلسطيني.


إن هذا الشعار، جعلته المقاومة الوطنية العراقية نبراساً لها وكان ردها على الاحتلال الأميركي، الذي أنتج إسقاطاً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وأخلاقياً ونفسياً للمحتل الأميركي، وعليه يحق لشعب العراق ولقواه المقاومة بقيادة جبهة المقاومة للجهاد والتحرير الوطني والخلاص الوطني، أن تفتخر بهذا الانجاز البطولي، ذي الأبعاد الوطنية والقومية، ووحدها مع شعب العراق المقاوم وكل الخيرين من هذه الأمة، يستحقون وسام الشرف القومي. اما من يحاول تجيير هذا الانتصار لنفسه، فهذا يشكل تزييفاً وتحريفاً للحقيقة، لأن من أتى على متن الدبابات الأميركية ومن راهن على المشروع الأميركي، ومن تقاطع معه ويهيىء نفسه ليكون وريثاً سياسياً في فرض وصايته على العراق لا يحق له الادعاء بأن إخراج أميركا كان بفضله، بل كل هؤلاء يصح فيهم تسمية منتحلوا صفة و الشعب في العراق يعرفهم والأمة العربية تعرفهم، وان المقاومة الوطنية العراقية بتعدد أطيافها السياسية والشعبية، تعتبر نفسها معنية بحماية إنجاز التحرير، وتزخيم معطياته باتجاه اكمال مسيرة إسقاط كل إفرازات الاحتلال، التي تسعى للاستقواء بالوصي الجديد الذي منّ النفس بوضع اليد على العراق والتي من مقدماتها جاءت حملة الاعتقالات الواسعة ضد المناضلين البعثيين والوطنيين حيث تجاوز عدد الذين اعتقلوا أكثر من ألفي مناضل، وفيه نرى بأن اعتقال البعثيين، ومحاكمتهم هو اعتقال لعروبة العراق ومحاكمتهم هي محاكمة للعروبة وعليه يجب وضع هذا النهج السياسي والأمني الذي تمارسه السلطة التي أدارت شؤون العراق تحت الاحتلال، والتي تستمر في إدارته تحت الوصاية الإيرانية الجديدة تحت المجهر القومي العربي، لاتخاذ الموقف الذي يتناسب وخطورة ما تتعرض له وحدة العراق الوطنية وهويته القومية.


ولهذا فإننا نرفض عقد القمة العربية في بغداد وحتى لا تعوم هذه الإدارة ولا تغطى ممارستها وحتى لا يكون دورها في رئاسة القمة نافذة للتسلل الايراني إلى دائرة القرار العربي الرسمي.
إن المقاومة الوطنية العراقية، ستبقى تقاوم هذا النهج، لأنها لا تعتبر أن مهمتها قد أنتهت، بل أمامها مهام جديدة وهي استعادة العراق موحداً والى رحاب أمته العربية، وأن المقاومة التي استطاعت أن تدحر الاحتلال قادرة على التصدي وإسقاط رموز الاحتلال وكل إفرازاته، ومن يستطيع إسقاط الاصيل سيسقط الوكيل بكل تلاوينه.


هذه المقاومة، نقول لها أنها قادرة، لأن أثار دورها النضالي والذي توج بدحر الاحتلال، أحدث تحولاً في الاستراتيجية الأميركية ذات البعد الكوني، حيث اعترفت أميركا أن ما جرى في العراق كانت نتائجه كارثية، وأنه بالاستناد إلى هذه النتائج ستدخل تعديلاً على استراتيجيتها الدولية وطبيعة الحروب التي تخوضها.


كما أن نضال المقاومة الوطنية العراقية أحدث تحولاً استراتيجياً في البعد القومي العربي حيث شكلت المقاومة في العراق كما في فلسطين ولبنان، ضخاً تعبوياً للجماهير ، من خلال استعادة الثقة بنفسها وقدرتها على أحداث التغيير. ولهذا تقاطعت معطيات هذا الضخ التعبوي، مع تراكمات المعطى لداخلي في المجتمع العربي الذي عانى من الفساد والإفساد وانعدام الديموقراطية والاستلاب وبما أدى إلى انتفاضات شعبية، تصدح بصوت واحد، الشعب يريد التغيير.


هذا الحراك الشعبي، الذي انطلق في أكثر من ساحة العربية بعضها دخل مخاض المرحلة الانتقالية لإعادة الهيكلية السياسية لمجتمعاته الوطنية، والبعض الآخر، ما يزال ضمن دوامه أزمة بنيوية سياسية حادة لعل أبرزها الأزمة السورية.


هذه الازمة نختصر رؤيتنا لآلية الحل السياسي بثلاثة عناوين :

أولاً : إن للأزمة في سوريا، طرفان داخليان، النظام من جهة، وقوى الاعتراض السياسي من جهة أخرة، واي بحث عن حل الأزمة، يجب أن يكونا شريكين في تظهيره، وهذا يتطلب، أن يعترف النظام بوجود معارضة وطنية غير تلك المرتبطة بأجندات أجنبية وكالتي يمثلها اتجاه رئيسي في المجلس الوطني ، وايضاً غير تلك التي يسميها أو تلك التي تدور في فلكه. كما على أن المعارضة أن توحد صفوفها وتقدم نفسها طرفاً واحداً بمشروع سياسي واحد، وأن تعترف بأن النظام في ظل المعطى الحالي هو طرف في تظهير الحل السياسي الذي ينقل سوريا إلى مرحلة جديدة.


ثانيا ً: أن يكون الحوار السياسي بين الطرفين متجهاً نحو إعادة هيكلة الحياة السياسية على قاعدة التعددية وليس إلى إسقاط الدولة وفرط عقد مؤسساتها.


ثالثاً : أن يدرك الجميع، أن الصراع المسلح بين نظام يمتلك فائض قوة في العدة والعدد ومعارضة مفتوحة صفوفها على أشكال ونماذج مختلفة من التدخلات، سيدفع الوضع نحو العسكرة، ولن يخرج أحد رابحاً منها وعلى قاعدة أن الحل الأمني السلطوي، لا يشكل حلاً لأزمة سياسية بنيوية، وأن عسكرة حركة الاعتراض وأن كان من موقع رد الفعل، ستحاصر الحركة السياسية بكل تعبيراتها الشعبية، وسيسقط تدريجياً حضورها الداخلي والخارجي، لمصلحة القوى المعسكرة، التي ستتولى إدارة الأزمة من موقع الاعتراض.


هذه العناوين الثلاثة تشكل بنظرنا، مدخلاً لولوج عتبة الحل السياسي، الذي يجنب سوريا مخاطر الانزلاق إلى صراع دموي ستكون تكلفته ليست جسيمة عن الشعب في سوريا وحسب بل أيضاً على الأمة العربية.


إنه ليس من مصلحة النظام في سوريا ولا من مصلحة حركة الاعتراض السياسي والشعبي أن يتحول جيش سوريا الوطني إلى أداة قمع شعبي، وأن يستنزف هذا الجيش في عمليات أمنية، ويكون على حساب أعداده واستعداداه في مواجهة العدو الصهيوني، هذا من جانب، أما من جانب آخر، فإن استمرار الأزمة وانسداد الآفاق، سيولد كوراث اجتماعية وإنسانية وستستنزف قدرات البلد والمواطنين والاقتصادية ومدخراتهم، وهذا ليس من مصلحة النظام ولا المعارضة فالجيش، إذا تلاشت قوته، والاقتصاد إذا خربت مقوماته، ستصبح سورياً أمام انكشاف وطني واقتصادي وهذا ليس من مصلحة الأمن الوطني السوري ولا في مصلحة الأمن القومي العربي، وهذه حقيقة يجب أن يدركها طرفا الأزمة.


من هنا، فإنه بالقدر الذي تضيق مساحة الالتقاء الداخلي تتسع مساحة التدخل الخارجي والعكس صحيح، وبالقدر الذي يصبح الوضع الداخلي عاجزاً عن إنتاج حل سياسي وطني ، يصبح الوضع الدولي هو الأقدر على إنتاج هذا الحل والذي بالضرورة لن يكون في مصلحة سوريا ودورها.


لذلك نقول أن التدويل لأزمة سوريا، ليس من مصلحة أحد، لأن "الشرق الدولي" يريد مواقع قدم سياسية خارج حدوده القارية، "والغرب الدولي"، هو بالأساس مع تدويل الأزمات الوطنية، ليرسم سقفاً للحلول التي توفر حماية لمصلحته.


على هذا الأساس، يجب على طرفي الأزمة في سوريا، أن يقلعا عن سياسة الإلغاء المتقابل، وينتقلا في التعاطي مع بعضهما البعض إلى الاعتراف المتبادل، وأن تقدم التنازلات المتقابلة لإنتاج حل داخلي، لان ذلك أفضل من أن تقدم هذه التنازلات للخارج وخاصة الأجنبي منه ولأن سوريا كمكون وطني هي أهم من النظام ومن المعارضة.


إننا نطرح هذا الموقف، انطلاقاً من ثوابت موقفنا من الحراك الشعبي الذي أطلقنا عليه مسمى الانتفاضات العربية ذات الطابع الثوري، والذي نحن معه، على قاعدة ديموقراطيته وسلميته ووطنيته وعدم الانزلاق إلى أتون صراعات مذهبية وطائفية وأثنية وعدم الاستقواء بالأجنبي، دولي كان أم إقليمي ولقطع الطريق على كل تدخل خارجي ذي تأثيرات سلبية على معطى هذا الحراك الشعبي في تموضعات الوطنية.


تحية لشعب العراق ومقاومته ، وعلى رأسها الرفيق المناضل الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، عزت إبراهيم الدوري.
تحية لفلسطين ومناضليها في داخل الأرض المحتلة وخارجها.
تحية لشهداء المقاومة العربية في العراق وفلسطين ولبنان
تحية شهداء لأمة العربية


وسنبقى نحيي ذكرى دحر الاحتلال الأميركي التي تقاطعت في التوقيت مع ذكر استشهاد قائد العراق باعتبارها إنجازاً قومياً يجب أن تبقى دائمة الحضورفي الذاكرة العربية
الخزي والعار لمن اعتبر يوم التاسع من نيسان يوم دنست اقدام الغزاة ارض بغداد يوماً وطنياً
والسلام عليكم ....



المحامي حسن بيان
نائب رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
بيروت في ١٩ / أذار / ٢٠١٢

 

 





السبت٠١ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة