شبكة ذي قار
عـاجـل










في تقرير أخباري أعدهُ من دُبي نجاح محمد علي ونشرته العربية على موقعها الالكتروني في 13-3-2012، موسوماً بالعنوان العريض: "في "عيد النار" إيرانيون يهتفون "الموت للدكتاتور". وفي إحدى نصوصه جاء ما يلي :


"وفي الأهواز مركز إقليم خوستان الذي تقطنه غالبية عربية، فرضت السلطات غرامات مالية على كل من يستخدم المفرقعات في هذا اليوم. إلا أن الكثير من الشبان العرب خرجوا إلى الشوارع جماعات وحلقات، وأحرقوا إطارات العجلات وأطلقوا المفرقعات".


أذا أردنا أن ننطلق من مبدأ حسن النية تجاه الذي كتب التقرير والجهة التي تبنت النشر، فأن ردنا على مطلع النص أعلاه، نبتدأه بالنقاط التالية :
أولاً: أن كلمة "الأهواز" هي لفظة فارسية للأصل العربي"الأحواز". حيث أن الحرف "ح" حلقي النطق، يصعب على غير العربي أن يتلفظه بالشكل الصحيح. ولذلك تجد الطبري أو غيره من الفُرس المستعربين يستعملون الحرف "ه" بدلاً من الحاء. أن الأحواز تعني الحوز أو الحيازة من الفعل "حاز" أي أمتلك. وهو تأكيد عربي على أن العرب الأحوازيين هم أهل الأرض والبلاد. وفي عهد الدولة الصفوية الفارسية كانت تسمية الأحواز: عربستان، أي أرض أو بلاد العرب.


ثانياً: أن إستخدام التسمية الفارسية "خوزستان" بحق الأحواز، فيه تجني كبير على الهوية العربية، ومشاركة ذميمة في تزييف حقائق التاريخ، وظلم لحضارة شعب تمتد إلى الألف الثالث قبل الميلاد.
ثالثاً: أن كلمة "إقليم" تأتي وفق منظور الاحتلال الفارسي الذي شيد خارطته السياسية بعد العام 1925. بينما الأحواز بلد عربي تمتع بإستقلالية عن دولة الفًرس، وكذلك عن الخلافة العثمانية التي سيطرت على أغلب البلدان العربية.


رابعاً: في التعبير: "الذي تقطنه غالبية عربية"، يعني أن الأحوازيين شعبٌ دخيل على هذا الإقليم. في حين حضارتهم العيلامية تعود إلى عام 2700 قبل الميلاد. بينما قبائل الفُرس الإخمينيين نزحوا من آسيا وقطنوا الشمال الغربي (من إيران)، على حدود الدول الآشورية بالعراق، في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد. فمَنْ هم الذين قطنوا البلاد؟


ورغم هذا القصور والإجحاف تجاه بلد عربي مُحتل منذ ثمانية عقود، نجد صاحب التقرير يسرد نصاً مرادفاً لِما كتبه آنفاً، حيث يشير فيه بوضوح قائلاً:
"إلى ذلك، اكد شهود عيان أن مدن أقليم كردستان، خاصة سنندج ضجت بأصوات الانفجارات الصوتية. ونظمت تجمعات إحتفال بعيد النار للإحتجاج على أحكام بالإعدام صدرت بحق معارضين أكراد، أتهموا بالإنتماء إلى حركة "كومله" أو أي حزب كردي معارض ومحظور في الجمهورية الإسلامية".


في الحقيقة، أن إستعمال كلمة "كردستان"، والتجاهل التام في التقرير عن "عربستان"، يثير فينا الريبة والشكوك. فضلاً عن إظهار حكم الإعدام بحق الثوار الأكراد، وإهمال نفس الإعدامات التي جرت بحق الثوار الأحوازيين. أذا كان هذا الخلل مقصوداً ومدروساً، فهذا بلاء علينا مجابهته بكل ما أوتينا من علم ومعرفة. إذ ليس من المعقول أن يُكتب هكذا تقرير ويتم نشره في موقع عربي مرموق، وفيه التدليس التاريخي والتظليل المبطن تجاه الحقائق والوقائع. أما إذا كان التعبير غير مقصوداً، فأنه الغباء بعينه. فهل يُعقل أن نمنح الغباء مساحة الكتابة والنشر لتتسع رقعته بين القُراء؟

 

 





الاربعاء٢٠ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عماد الدين الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة