شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
{ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ }
سورة التوبة ـ 78



ليس بخاف على احد أكان داخل العراق أم خارجه ، عراقيا كان أم غير ذلك ، نوع وحجم ومستوى الابتهاج الذي عبّر عنه من جاء بهم المحتل للإنابة عنه في تسيير دفة الحكم له وتحت مسمى العراق والعراق منهم براء ، فهل لعراقي أن ينسى كيف احتفل باحتلال العراق وراح زعماء التحرير المزعوم يكيلون المديح ولا يزالون للعدو المحتل الغاصب لما ادعوه تحريرا لبلدهم ، والانكى وزيادة بالتعبير عن هذا الفرح عدوه يوما وطنيا وأرادوا له أن يكون العيد الوطني الرسمي للعراق ولم يحول بينهم وذلك المراد غير الرفض الشعبي العارم لما أرادوه ، وأطلق تاريخ التاسع من نيسان كمسمى على عدد من المشاريع والأحياء والمؤسسات والمدارس تقديسا وتكريسا ليوم احتلال بغداد ، فهل بعد ذلك من غدر وجحود ، وهل بعد ذلك من تجاوز على حدود الله حين يرحب بالغازي وهو الذي راح ذبحا وقتلا وتدميرا لكل شيء في العراق الطاهر المؤمن الشريف ، وبأبنائه النجباء الشرفاء المؤمنون بالله ورسله ، على يد طاغوت متجبر لم يألف غير السرقة والاغتصاب وسلب حقوق الآخرين ، هذا هو موقفهم المعلن من الاحتلال منذ وقوعه ، وقبلها عملوا ما عملوا كي يكسبوا عطف هذا الطاغوت ويقبل بهم كبديل عن الحالة الوطنية بعدان نزعوا له كل ما يرتدون ، وحتى ورقة التوت عز عليهم إبقاءها في محلها طمعا في مغنم السلطة وليس غيره ، فما الذي تغيير يا ترى كي يبتهج المالكي ورهطه بما أسموه بيوم العراق ، فأي منهما نصدق ومن الكاذب ومن الدعي من بين شلة نفاق لا هم لها غير مصالحها ومصالحها فقط وان ذهب العراق وأهله إلى طوفان .


اليوم 31 كانون أول 2011 تعمم رسالة قصيرة من نوري المالكي على شبكة زين ولمستخدميها مضمونها التهنئة بيوم العراق ، اليوم التاريخي الأغر كما أطلق عليه ، وصبيحة ذات اليوم تتولى الطائرات السمتية توزيع القصاصات الورقية لذات الغاية المعلنة وأخرى مستترة تتوعد بالقوة المضافة التي امتلكها المالكي في تتبع خصومه وإعاقة حركتهم بعد استعراض جوي جرى لهذه الطائرات المستلمة حديثا قبل أيام قليلة من التاريخ أعلاه والتي امتلأت جيوب سُرّاق الشعب من قيمة عقدها ، ورد في هذه القصاصات ما نصه { أيها الشعب العراقي العظيم .. نهنئكم بهذا اليوم التاريخي الأغر (( يوم العراق )) ، انه انجاز كبير يضاف إلى الانجازات الكبيرة التي حققها الشعب العراقي في السيادة والحرية والاستقلال ، عاش العراق حرا أبيا موحدا والمجد والعز لكم جميعا ..نوري كامل المالكي ، رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة } .


هنا بات لنا موقفين متناقضين لذات الأشخاص الذين اعتمروا العمائم وأزياء رجال الدين وكثيرا ما تحدثوا شرعيا وأفتوا لما هم يردونه خارج المألوف وبعيدا عن شرع الله وحدوده ونواهيه ، ومن حقنا السؤال ثانية أيهما نصدق ، وان كان نوري المالكي قد زف بشرى السيادة وكما ورد في النص الموزع والوارد في أعلاه فلم لم يأتي تشخيص المحتل وتجنب تسميته بالاسم وتعويم الحالة وكأن ما يراد هو إيجاد إحساس لدى المواطن العراقي أن الخروج الظاهري للمحتل هو من بركات نوري المالكي ، وغاب عنه وعن شلة الفساد المحيطة به أن مراسيم الاحتفالية التي أقيمت بهذه المناسبة والتي ألقى فيها المالكي كلمته كانت أمريكية بامتياز وإنها من إعداد المستشارين الأمريكان ، وما هي الانجازات التي تحققت صغيرة كانت أم كبيرة للشعب العراقي منذ احتلال بغداد كي يضيف لها المالكي متكرما هذا الانجاز ، وبصرف النظر عن من يكون المالكي أو ما يمثله ، هل لحاكم عادل أن يبتهج بأدنى مستوى من الابتهاج والشعب الذي كلف بإدارته أمام عينة يتقطع إربا ، قتلاه بمئات الآلاف ومهجروه بالملايين ، ومعتقلوه لم يعرف لهم عددا محددا وكذا مفقوديه ،والمطاردات والاغتيالات والتصفيات الجسدية والمعنوية هي السمة الرئيسية والشاخصة من هذه الانجازات ، فعن أي انجازات يتحدث المالكي ، ولم تخلى المالكي فجأة في هذه القصاصات عن تسمية العراق الفدرالي الديمقراطي وغيرها من عناوين الاحتلال وعباراته وراح متغنيا بالشعارات الوطنية التي ألفها شعبنا العظيم في ظل نظامه الوطني وفي ظل قيادته الحكيمة الشجاعة ، ولنفترض جدلا أن المقصود في ذلك التمييز عن فترة الاحتلال المباشر وتحميل المحتل مسؤولية كل ما جرى من مآس ،فهل هناك من بديل يتلمسه المواطن العراقي كي يصدق بما تريدون فرضه عليه ، ولمن التصديق وانتم بكل مسمياتكم الدستورية ودستوركم صهيوني الإعداد كذابون وبامتياز ، ولمستوى الكذب والفاحشة التي تتلبسكم ، باتت الثقة معدومة فيما بينكم ، فلم يصدقكم الشعب ولم ينتظر منكم خيرا وانتم من استهدف واحدكم الآخر من اقرأنه رغم حبل المحتل الجامع لكم ، منافقون وفاسقون وان أرديتم كل أغطية التقوى ، كذابون لا أمان فيما بينكم فكيف بأمنكم شعب العراق العظيم وانتم من كان سببا في بلواه ، قال الله تعالى .. بسم الله الرحمن الرحيم : اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ]. التوبة:80[

 

 





الثلاثاء١٦ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عنه / غفران نجيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة