شبكة ذي قار
عـاجـل










يا أبناء شعبنا العربي

عندما ننعت الجامعة العربية ( بجامعة الخيانة العربية )، فإننا نستند على كل الحقائق والمعطيات والإحداث التاريخية لمسيرة الجامعة ودورها في الشأن العربي، حتى أنها أصبحت موضع تندر وسخرية  على ألسنة الجماهير الشعبية العربية، حيث تعزز الوعي والإحساس لدى الشارع العربي من أن الجامعة العربية لا تمثل الشعب العربي وبعيدة كل البعد عن خدمة أهدافه الوطنية والقومية التحررية، وليس في هذا القول ما هو مخالف لحقيقة مواقف الجامعة العربية التي تحولت في ظل سيطرة وهيمنة فريق من الحكام العرب، توارثوا الأدوار الخيانية وارتبطوا ارتباط وثيقاً بالقوى الاستعمارية وجعلوا من الجامعة أداة تخدم سياسة ومخططات الغرب الامبريالي الصهيوني.

 

إن وقفة متأنية أمام أبرز القضايا العربية المصيرية، تعطينا صورة كاملة عن الأدوار المشبوهة والمتخاذلة، لا بل الخائنة لمواقف الحكام العرب، إذا ما استثنينا منها فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر، الذي صارع كثيرا من اجل إحياء روح النهضة العربية والدفع بنشاط الجامعة العربية بالاتجاهات الرامية إلى توحيد الأمة العربية وتعزيز دورها العربي والإقليمي والدولي.

 

ولكن بعد وفاة جمال عبد الناصر ومجيء أنور السادات إلى الحكم انقلبت الأمور رأسا على عقب وسارت سفينة الجامعة بقوة دفع رياح الصهيونية العالمية، بزعامة  الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها إلى أن فقدت الجامعة كامل استقلاليتها وهيبتها أمام الضغوط والامتلاءات الخارجية إلى أن وصل الحال إلى ما نحن عليه الآن من السقوط المخزي في مشروع استعماري، واضح الأهداف والمعالم، يهدف إلى تمزيق وحدة واستقلال البلدان العربية وتحويلها إلى محميات خاضعة لمشيئة دول الناتو الاستعماري.

 

إن مراجعة بسيطة وسريعة للأبرز واكبر قضايا التآمر في محطات الجامعة العربية بعد القضية الفلسطينية هي مؤامرة احتلال العراق والدور التآمري الخائن المعروف الذي لعبته الجامعة في تمرير القرارات الداعمة للحرب العدوانية عام 2003 والمشاركة الفعلية مع قوات التحالف الغربي في كافة الأعمال الحربية والمخابراتية والإعلامية ومحاصرة العراق من جميع الاتجاهات، حيث سخرت كل الإمكانات اللوجستية في خدمة قوى التحالف الامبريالي – الصهيوني ألصفوي والذي تم فيه تدمير العراق وقتل أكثر من مليونيين من أبناء شعبنا العراقي.

 

إن جامعة العمالة والخيانة هي أول من سارع بالاعتراف بحكومة الاحتلال وقبول تمثيلها على الفور في عضوية الجامعة، ومازالت تدعم حكومة الاحتلال  بالرغم من كل الجرائم والأعمال الإرهابية وأشكال الفساد والنهب والإعدامات والاغتيالات والاعتقالات والتعذيب وانتهاك أعراض الناس. ومع كل ذلك، لم يصدر من الجامعة العربية أي قرار يطالب بالتحقيق في تلك الجرائم اليومية التي يذهب جرائها الآلاف من الضحايا الأبرياء.  

 

ثم جاءت صفحة التآمر على النظام الوطني الليبي والحرب التي قادها حلف الناتو، بدعم واسع من قبل حكام الخليج تتقدمهم قطر والإمارات والدور  التآمري المخزي والمشين لمواقف الجامعة العربية التي يتزعم دورتها الحالية أمير مشيخة قطر حمد بن ثاني ونشاطاته المحمومة في تنفيذ مخطط الغزو وتهيئة رموز ما يسمى بمجلس الناتو الانتقالي وقبوله عضوا في الجامعة وحتى قبل سقوط نظام القذافي، فضلاً عن الدور الإعلامي المخادع والتضليلي الذي لعبته قناتي الجزيرة والعربية في إشاعة مظاهر الفرح والبهجة لمشاهد تدمير ليبيا وقتل وجرح ما يقارب نصف مليون مواطن ليبي، عززوها بالمشهد المأساوي لقتل العقيد الشهيد معمر القذافي مع أبنائه بطريقة بربرية يندى لها جبين الإنسانية.

 

وها هي الآن أمامنا صفحة التآمر على سوريا والمطروحة بغطاء مفضوح، عنوانه "المبادرة العربية"، التي أعدتها السعودية وقطر، بالتنسيق والتشاور مع دول الناتو وإعطاء تركيا العضو في الحلف دورا محوريا لما تحمله من هوية إسلامية ومن قوة جيوسياسية وعسكرية في المنطقة من أجل شن حرب جديدة على سوريا .

 

دعونا أن نقف قليلاً على حقيقة المشروع الامبريالي – الصهيوني وهو مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يحقق الحلم الصهيوني بخريطته المزعومة التي ترسم حدود دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وكيفية تنفيذ هذا المشروع الذي ابتدأ باحتلال العراق، حينها كانت خطة المصفوع بوش تقوم على توجيه الضربة إلى الهدف المباشر الثاني بعد العراق وهي سوريا، ولكن بسبب ما واجهته قوى التحالف الامبريالي الصهيوني من مقاومة شرسة خاضتها المقاومة الوطنية العراقية، منذ اليوم الأول لسقوط العاصمة بغداد، تواصلت الضربات الجسورة على قوى التحالف مما جعلها تنهزم الواحدة تلو الأخرى، وصولا إلى هزيمة الجيش الأمريكي وهروبه من ارض الرافدين، تحت ذريعة الانسحاب، ولهذا فان دور المقاومة الوطنية العراقية في التصدي لقوى الاحتلال في العراق كان من بين أهم العوامل الفاعلة والمؤثرة في عرقلة وإفشال صفحة الحرب على سوريا.

 

إن المبادرة العربية التي طرحتها الجامعة العربية بخصوص الإحداث في سوريا، لا تحتاج إلى مزيد من النقاش والجدل، لقد أظهرت بكل تفصيلاتها وآليات تنفيذها وتحديد أيامها وساعاتها حقيقة الأهداف التآمرية المبيتة على سوريا ووضعها إمام خيار الحرب.

 

لو أجرينا مقارنة سريعة بين المبادرة التي أطلقها ملك السعودية   "مبادرة السلام العربية " مع إسرائيل والتي أقرتها الجامعة العربية، لم نجد فيها فيها سقف زمني محدد لتطبيقها، ولا حزمة من العقوبات الاقتصادية والسياسية ولا سحب للسفراء العرب من إسرائيل، بهكذا من الحرص والإخوة  تعاملت الجامعة العربية مع الكيان الصهيوني، بينما ثارت حمية وغيرة حمد بن ثاني بمعية 18 من وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم العاجل، يوم 12 نوفمبر 2011 واتخاذهم جملة من القرارات الرعناء، المخالفة لميثاق الجامعة العربية كان في مقدمتها تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية وفرض حزمة من العقوبات السياسية والاقتصادية وسحب السفراء العرب من دمشق.

 

إن تركيز الجامعة العربية على مطلب إرسال فريق من لجان المراقبة إلى سوريا وبالشروط التي اشترطتها الجامعة فيه الكثير من علامات الاستفهام. إن هذه اللجان كان مخطط لها أن تكون شبيه بلجان التفتيش التي أرسلت الى العراق للبحث عن أسلحة الدمار الشامل، حيث استخدمت لأغراض التجسس على كامل التراب الوطني العراقي  وبعد استكمال أهداف مهماتها التجسيسية المخابراتية، تم الإيعاز لها بالانسحاب تمهيدا للحرب .

 

حسناً فعلت القيادة السورية، برفضها الطريقة التي اعتمدها الجامعة وفق شروطها المخلة، بالأمن الوطني والقومي السوري .

لقد فقدنا منذ زمن بعيد، الثقة بما يسمى "الجامعة العربية"، لأنها أصبحت بؤرة للخونة من حكام العرب وغرفة لعمليات التآمر على امتنا العربية والإسلامية والوقائع كثيرة ولا حصر لها.

إن القيادة السورية قد أبدت الكثير من الجهود والمساعي لتطويق الأزمة، وشرعت بالعديد من الإجراءات والتدابير الرامية إلى إحلال تشريعات جديدة سياسية واقتصادية واجتماعية، تلبي المطالب الجماهيرية، وأعطت للمبادرة العربية اهتمام وتجاوب واضح، ولكن الأجندة التي تقف خلف مشروع إسقاط النظام السوري، هي التي تمارس أشد وسائل الضغط والتصعيد ضد القيادة السورية، وتدفعها إلى المواجهة العسكرية.

 

لقد فضحت القيادة السورية كل الحجج والمبررات الكاذبة والواهية، التي تضمنتها المبادرة المغلفة بغلاف الحرص على سوريا ومساعدتها في تجاوز الأزمة، بينما نلاحظ لغة خطابات متقاطعة تفضح الأهداف التآمرية للمبادرة العربية، انعكست في  تصريحات العقلاء، أمثال أوباما وساركوزي وكاميرون وإنجيلا ميغل وكاترين اشتون والمنافق الاخواني اوردغان رئيس وزراء تركيا، وهم يحرضون ويتوعدون ويهددون صراحة بالحرب، إذن هؤلاء هم عقلاء العالم وقادته الذين يمتلكون قوة السلاح ويهددون البشرية بالدمار والخراب منتهكين كل الأعراف والمواثيق الدولية.

 

لنسأل الرئيس الأمريكي الديمقراطي أوباما : كيف تعاملتم مع محتجي وول ستريت ؟ ... أليس بأساليب القمع والتنكيل والغازات السامة والاعتقالات مع أنهم لم يخربوا مؤسسات الدولة ولم يقتلوا الناس ولم يرفعوا السلاح أو يعتدوا على الشرطة ؟ وماذا ستفعلون لو شكلوا مجلساً انتقالياً لهم في هافانا أو كاراكاس أو موسكو أو بكين؟ ماذا سيكون ردكم  لو تمردت وانشقت بعض المجموعات من قواتكم المسلحة وأعلنت حربها عليكم ؟

 

الشعوب باتت تعرف أساليبكم وطرق تعاملكم بنموذج الديمقراطية الأمريكية، تقتلون الملايين من البشر بتهمة الإرهاب... تقتلون المئات بالشبهة والخطأ ... تقتلون الجنود في باكستان بطائراتكم بلا طيار  وتعتذرون ... فهل يكون من المعقول أن يقبل بشار الأسد بالتنحي عن الحكم، ويترك بلده وشعبه يتعرض لهجمات إرهابية، تقوم بها عصابات ومافيات تتسرب من حدود تركيا والعراق والأردن ولبنان وتتلقى الدعم الواسع من الأموال والأسلحة من بلدان الخليج  والناتو.

 

إن الاحتجاجات الشعبية في البحرين كانت ذات طابع سلمي ولكنها جوبهت بالقمع والقتل والاعتقالات من قبل شرطة ملك البحرين، وعندما خرجت الأمور عن السيطرة، سارع مجلس التعاون الخليجي إلى إرسال جيش كامل من قوات درع الجزيرة  يكفي لمحارب دولة، وما زالت هذه القوات متواجدة في البحرين استعداداً لمواجهة أي اعتصامات أخرى.

 كل هذا، ولم نسمع من أن الجامعة العربية اجتمعت بهذه العجالة واتخذت قرارات مثلما تفعله الآن مع سوريا.

 

إن حزبنا يدين بشدة قرارات الجامعة العربية، لأنها قرارات ظالمة ومخالفة لميثاق الجامعة العربية كونها تصب في خدمة المخطط الاستعماري الهادف لإسقاط النظام الوطني السوري.

إن ما صدر من عقوبات اقتصادية وسياسية، هي بمثابة إعلان حرب على الشعب السوري الشقيق لما لها من أضرار جسيمة على حياة المواطن السوري ومن يعتقد أنها بخلاف ذلك فهو واهم جدا.

إننا ندعو أبناء امتنا العربية وطلائعها الثورية إلى أهمية وضرورة إدراك واستيعاب المخاطر التي تواجهنا جراء مسلسل الحروب العدوانية المدمرة على بلداننا، مما يستوجب علينا النهوض بكامل مسؤولياتنا الوطنية والقومية والإسلامية في التصدي الحازم للقوى المتآمرة بعد أن انكشفت خنادق  المتآمرين دولاً وأحزابا ومنظمات.

 

إننا مع المطالب المشروعة للمعارضة الوطنية السورية وندعو القيادة السورية إلى الاستجابة لتلك المطالب وتحقيق الإصلاحات الجذرية، وبالأخص ما يمس الطبقات الفقيرة والكادحة .

إن المعارضة التي انضوت تحت عنوان "المجلس الوطني السوري"، أفصحت عن هويتها وحقيقتها من خلال ارتباطها الواضح بقوى دول الناتو الاستعمارية وهي معارضة مشبوه ومعزولة، لا تمثل الشعب السوري بأي شكل من الإشكال وأعلنت  عن اصطفافها وموقفها الخياني في خدمة تنفيذ مخطط الحرب وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من قوى التآمر الامبريالي – الصهيوني – الخليجي .

 

إن برهان الذي تزعم هذا المجلس يريد أن "يولع غليونه " من نيران الحرب العدوانية على أبناء شعبه ليشبع غليل نفسه الحقيرة بوعود زائفة من أسياده بمنصب كرزاي سوريا، وهو يتجاهل دروس وتجارب الحروب العدوانية على العراق وليبيا والصومال وأفغانستان وما خلفته من قتل ودمار وتشريد لملايين البشر.

 

إن حزبنا الشيوعي العراقي يناشد أبناء شعبنا العربي على ضرورة التصدي لقوى التآمر الاستعماري والوقوف إلى جانب الأشقاء في سوريا الصمود ، والعمل الجاد والسريع على إفشال كافة المخططات التآمرية التي تقودها جامعة فريق العمالة من حكام العرب خدم الصهيونية، ويستوجب الخروج من خنادق الدفاع إلى ساحات الهجوم الواسع لمواجهة مخطط الأعداء بالإجراءات العملية التالية .

 

1 – فرض الحصار الشعبي الشامل على جميع الذين شاركوا في فرض العقوبات الاقتصادية والسياسية على الشعب السوري الشقيق من خلال مقاطعة التعامل مع الهياكل الاقتصادية والسياسية والإعلامية التابعة لتلك الدول.

 

2 – العمل على فتح أبواب التطوع في صفوف المقاومة الشعبية العربية وتشكيل فصائل مسلحة جهادية ثورية في كافة البلدان العربية لتقوم بنشاطاتها المطلوبة في الدفاع عن حرية واستقلال بلداننا العربية والإسلامية .

 

3 – العمل على فضح الجيل الجديد من الإخوان المسلمين فهم " القاعدة الفكرية والسياسية والتنظيمية لتنظيم القاعدة الإرهابي " وهم دعاة شعار الربيع العربي النسخة المصدرة لنموذج الثورات البرتقالية في بلدان المعسكر الاشتراكي سابقاً.

 

 فبعد أن قتلت أمريكا مجاهدها بن لادن زعيم القاعدة وألقت في جثمانه في أعماق المحيطات لتدفن كل إسرارها وجرائمها التي نفذتها القاعدة وقطعوا بذلك الطريق عن الذين يبحثون عن الحقائق، ولو تمعنا قليلا بعملية تقسيط الظواهري حسب رواية "السي اى أي " من كونه هو الذي أوشى بمكان بن لادن لاستنتجنا من أن الأمر استهدف قطع الصلات بين الظواهري والجيل الجديد الذي وظفته أمريكا الآن في خدمة مشروعها الاستعماري في المنطقة واختارت له الأخوان المنافقون ليحملوا شعار الربيع العربي والذي هو في حقيقته ربيع الدم العربي المهدور بحروب الناتو وطابوره العميل في المنطقة .

 

4 – العمل على فضح الإعلام المأجور وعلى رأسه " قناتي العربية والجزيرة " كونهما أصبحتا وسائل إعلامية موجه لخدمة المخطط الاستعماري واعتبار مراسليهما عناصر غير موثوق بهم وبمصداقية إخبارهم وتقاريرهم التي تبثها قنواتهم ووسائل إعلامهم المشبوه.

 

 

الحزب الشيوعي العراقي

اللجنة القيادية

بغــــــــــــــــــــداد

٠٩ / كانون الاول / ٢٠١١ 

 

 





الجمعة١٣ محــرم ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / كانون الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة