شبكة ذي قار
عـاجـل










هذه الرسائل أنقلها كما وردتني دون أن أتدخل في   تغيير ما ورد فيها لكي تستوضح صورة الواقع العراقي في ظل الاحتلال الأمريكي الفارسي ، وتعرف حقيقة مرتزقة المحتل وعبيده من الخونة والمرتدين.

 

نص الرسالة :

 

ربي أحفظ أبي العراق وأمي بغداد

وأرحمهما كما ربياني صغيرا


قلت لهم اشتقت لحبيبتي ومالكة قلبي وعقلي

قالوا لا تذهب...سترى العراق غير عراقنا ... وبغداد حزينة لفراقنا .. بجدرانٍ مجزأة .. محطّمة ... مدمّرة... مُدَنّسة بأقدام الفرس الهمجية!!! ليس هناك سماء بغدادنا ولا نجوم آبائنا وأجدادنا

قلت لهم أشم النرجس والياسمين والقداح ؟

قالوا لا تحلم بصباح قد ولّى وراح !!

 

ذهبت إلى مديرية المشاتل والمتنزهات التابعة لأمانة بغداد لأجراء معاملة، أكملت المعاملة من الإدارة وأخذتها إلى المدير العام لغرض التوقيع فقط .. فتحت أول باب وإذا بثلاثة شباب ، أحدهم يأكل (لفة فلافل) والاثنان يُدخنان السكائر، حسبتهم في مقهى فسلمت عليهم ، ردوا السلام وقالوا(شعندك) قلت كتاب يحتاج لتوقيع المدير العام .. فقالوا ( يم السيد ) دخلت على السيد وعرضت عليه الكتاب لغرض توقيعه من قبل المدير العام ، قال (وديته للعلوية ؟؟) قلت عفواً .. قال لازم توديه للعلوية أولاً وهي تدخل البريد للمدير العام ، قلت ( وين العلوية ؟؟) قال تلك الغرفة وأشار إليها ... ذهبت إلى العلوية وسلمت على الشرطي في الباب ، فردّ الشرطي (ممنوع الدخول عليك المراجعة من الشباك) قلت OK ، وجاء رجل بعمامة سوداء وجبّة وعباءة وگيوة وإذا بنفس الشرطي يفتح له الطريق (أهلاً مولاي تفضّل مولانا) فدخل  (المولى والسيد)  ..!

 

ولا أدري إن كان أفضل مني في الدين المهم راقبت الموقف وإذا بالسيد يدخل الغرفة التي أقف عند شبّاكها فأجلسوه على كرسي وأنجزوا معاملته قبل الجميع ثم خرج فرِحاً مستبشراً فقلت ( إشوكت الله يگلبها بعباده).. بلعها السيد وسكت، ثم حصلت على التأييد وذهبت لمجلس الكاظمية للمصادقة عليه، فرأيت نفس الكارثة.. (السيد) وقد دخل الغرفة من الباب بينما عباد الله عند الشباك يصطلون بنار شمس تموز وآب اللهّاب !!!

 

دخلت على العلوية وكانت وحدها في المكتب فسألتها استهزاءاً ( العفو وين العلوية ).. قالت أنا ، قلت أظنني في حسينية لا في دائرة حكومية ، ثم أعطيتها الكتاب فقالت ( والله عيني البريد يتأخر عند السيد المدير العام إذا تحب تعال باچر)... والباچر أصبحت عشرة أيام ولم أحصل على الكتاب..! وأخيراً حصلت على الكتاب المعنون إلى أمانة بغداد .. ذهبت للأمانة وصعدت الى الطابق الثاني (الموارد البشرية /الموظفة ناظرة) قلت أريد خدمات سابقة قالت (أم الميكروفيلم مجازة أسبوع) قلت ماذا عن بديلها ؟ قالت مجازة أيضاً!!!

 

وجئت بعد أسبوع وقبل أن أتكلم قالت عرفتك أبو طلب الخدمات .. قلت لها ذكية وقوية الذاكرة ، قالت أذهب إلى الملاك لتزويدنا بتاريخ الاستقالة ذهبت إلى (الملاك - بكسر الميم) وأعطيت الطلب لفتاة لم تتجاوز العشرين محجبة بسواد من الرأس إلى القدمين، وعلى منضدتها مسبحة وتربة الحسين ومفاتيح الجنان وموبايل يقرأ لطميات على الحسين !! لم يكن في عاشوراء محرم بل في رمضان المبارك، وكل ذلك في دائرة حكومية في قلب بغداد !!! فتحت أبواب الدولاب وإذا بسجلات أكل عليها الدهر وشرب !! لم تكن منظمة بل مبعثرة بعضها فوق بعض وبعد ساعتين من التدقيق عثرنا على المراد ولكن لم تكتمل المعاملة لحد الآن والسبب (مستتر )

 

المهم انطلقنا بالسيارة نحو حضن حبيبتي بغـداد وإذا بأخي يقود السيارة عكس السير وبسرعة !!! صرخت به (أنت عكس السير)، ضحك وقال(هاي شبيك هو أنت تشوف أكو نظام لو ترفك لايت لو قانون أخوي كلها ضايعة العراق صار حارة كلمن إيدو إلو .. ما تشوف السيارات ورانا .. المسألة طبيعية)..! قلت له (والله لو تعطيني الملايين ما أسوق سيارة بالعراق)..!

 

وما هي إلا دقائق وإذا بالسيارة التي خلفنا تصدمنا!! فرفع أخي يديه معاتباً السائق الذي خلفه ( شعندك طاير على كيفك ) قلت صدمك وتتركه ؟ قال ( يمعود هسه يجر عليّ مسدس ويطلعني آني الغلطان ويگلي شبيك أعمى ما تشوف ، يمعود لا قانون ولا نظام ) ، أنطلقنا ومررنا بعدة سيطرات عسكرية منها من يُفتش بجهاز الكاشف، وتخيّل عزيزي القارئ أربعة خطوط سيارات تلتقي عند السيطرة وتكوّن خطاً واحداً (إحسب حسابك أنت والساعة لتجتاز سيطرة واحدة!! إذا كان الشرطي أو الجندي شريف وما يسولف مع السائق وما يطلب منه سكاير أو يسأله تبيع سيارتك ؟ شلونها بالبنزين اقتصادية ؟ أنت بيش ماخذها العباس عليك ؟!! كل هذا وأكثر وعباد الله يصطلون في الحرّ !!)

 

ومن السيطرات لا تمتلك جهاز الكاشف المزيف وظيفتها عرقلة السير والإزعاج فقط معتمدة على قراءة العيون في كشف المفخخات والمتفجرات (ورغم كثرة السيطرات أطلقت الأحزاب المتصارعة على السلطة عدة صواريخ وفجّرت مئات العبوات وكان نصيبي منها اثنان واحدة على جسر الدولعي بجانب الحرس (المكبسل)والثانية قرب تقاطع حي الأعلام !! أما الثالثة فأُبطِلت بعدما وضِعت تحت كرسي الحرس في مدخل البياع!!.

 

كيف لا وعندنا رئيس وزراء ووزير كل الوزارات وكالة والذي أوعدنا بالإصلاح في مهلة المائة يوم بحساب ربنا (ويوماً عند ربك كألف سنة مما تعدّون) ولا زلنا نترقب الإصلاح ولا نرى إلا الفساد !! المهم وصلنا قلب بغداد ومشيت على الجسور ونظرت إلى جانبيّ الرصافة والكرخ وإذا بهما سواد بسواد وخراب بخراب ودمار بدمار فأبنية دُمرت منذ ثمان سنين ولازال يُكثِر لكن أحزاب الإسلام إسماً أفتوا بفتواهم ( أسرق ثم أذهب إلى الحج وكبِّر ) . قلت أين الله من هذا الدمار ؟ أهذا الدمار هو تفسيراً للآية ((واذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )). ألم يعلم قادة الرئاسات الثلاث ونوّابهم ونوّاب نوّابهم ومستشاروهم بهذه الأبنية المُدمّرة؟؟ ألم تمرّ عليها مواكبهم البهية بعجلاتهم المصفّحة والمجهزة بصافرات الإنذار.

 

قالوا لي إخوتي سنأخذك إلى جزيرة الأعراس وفعلاً ذهبنا وكانت دخول كل سيارة عائلة بـ(5000) آلاف دينار تُدفع عند السيطرة في الباب... وحينما وصلنا الجزيرة وإذا بها كما قال الشاعر ( أمرّن بالمنازل منازلهم خليّة أگلها وين أهلنا تگول اگطعوْا بيّ ) فهي خربة والبحيرة التي كانت شفاء لضيق الصدر قد جفّت وأصبحت ملجأً للكلاب السائبة !! فلا بحيرة ولا ماء ولا نافورات ماء ولا حدائق ولا عشب ولا عشق ولا حُبُّ !!!. فخرجنا منها فوراً فلسنا بحاجة لهمٍّ ولا غمٍّ ولا كربُ . رجعنا للشعلة ومررنا بمنطقة الجنينة بنهاية الغزالية على ضفاف مشروع البزل فرأيت ما رأيت ولم أصدّق .... خلق الله المُكَرَّمون يعيشون بين الأزبال ... يفترشون فراش البغال .. ولا سقف عليهم ليدعوا مُغيِّر الأحوال ..وروائح الأنقاض والأزبال قد أقفلت حواسّهم بخمسة أقفال ...!!

 

وهذه دعوة لكل أهل الدين والسياسة الأبطال لزيارة أهلنا بعد طول الإهمال.. فلا دين لكم ولا صلاة ولا حج ولا صوم ولا زكاة أموال إن لم تتفقّدوا رعيتكم الفقراء البؤساء العمال .... وفي اليوم التالي وهو الجمعة وقد أغلقت كل الشوارع المؤدية للجوامع وأخذت السيطرات مكاناتها فمررنا بشارع جامع الحسين ولم يكن مغلقاً بل كان في الشارع أنبوب ماء قديم صغير وقصير ممكن عبور السيارة فوقه واجتيازه لكن أوقفنا الجندي قائلاً ممنوع... قلت لكن الشارع لم يُغلق وقد اجتزنا الجامع فما السبب في إرجاعنا ؟ قال بكيفنا نرجعكم !! أنتظرنا قليلاً فجاءت سيارة أخرى (بك أب) وفيها شاب .. تحدّث إليه ومدّ اليه يده ولا أعرف ماذا أعطاه فسمح له بالعبور!! قلت له (ليش ناس وناس) قال (إحنا السلطة وبكيفنا وإذا ما ترجع هسه نحطكم بمادة 4 إرهاب) قلت لأخي ماذا يعني ؟ قال ( اللي ما يعجبهم ياخذوله صورة مع أسلحة وعتاد ويروح بيها )..!

 

أحسست بالغربة على أرضي ومرِضت لتدهور العراق وضياعه على أيدي الدخلاء ... فالأرض تبدّلت والهواء تبدل والماء تبدل وحتى الإنسان تبدّل، فمنهم من أشترى نسب الرسول بمليونٍ ومثنى وثلاث ورباع حسب القرب والجاه، وبدّلوا أبيضهم بأسود ليعتلوا على أخوتهم بتباه، وأختلط الحابل بالنابل وأحتُقر النبيل وقُدّس الرذيل .. ونسوا الله وكتابه والسلسبيل .

 

عدت إلى المنزل وأنا أتساءل عن دولتي (الثانية)كندا التي لم توقفني مرة واحدة في عشرين سنة، ولم تمنعني من المرور في أرض الله، ولم تتدخل في شؤوني الدينية والاجتماعية، وإن احتجت معاملة أو طلباً فلا سيد ولا علوية ولا باطل ولا حق، فمن مكتبي في بيتي وعلى النت أنال حقوقي كالبرق. وعذراً يا عراق لكن علينا أن نُطهر أرضك من دنس الغرباء السرّاق ونحطّم جدار الطائفية الفارسي الذي مزق حبيبتنا بغداد بحقد ... ستكون قبلتنا وبك بعد الله نعتصم ، ربي أحفظ أبي العراق وأمي بغداد وأرحمهما كما ربياني صغيرا .

 

كامل اللامي

 

 





السبت٠٧ محــرم ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / كانون الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مجاهد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة