ما يزال السجال بين أطراف العملية السياسية مستعرا،ولم يتبلور حتى الآن موقف واضح ومحدد، بشأن عدم الموافقة علي تمديد بقاء المحتل الأمريكي،وبأي شكل، وبأي حجم. ولعل هذا الحراك المستعر،إنما هو في جانب منه، استشعار لسعي الإدارة الأمريكية، لإبقاء حجم معين من هذه القوات بمسمى جديد , تحت غطاء حاجة القوات العراقية إلى مدربين وفنيين، لم تحدد عددهم على وجه الدقة،ناهيك عن الشركات الأمنية المتواجدة في العراق، تحت غطاء حماية الدبلوماسيين الأمريكان، في السفارة الأمريكية وفي القنصليات، والتي قد يصل عدد منتسبيها الى سبعة عشر ألف أمريكي ،وذلك لغرض تنفيذ الأجندة الأمريكية الحقيقية غير المعلنة من الاحتلال.فهم كما يعلم الجميع قد احتلوا العراق، بذريعة تدمير أسلحة التدمير الشامل،ولما ثبت كذب هذه الفرية، زعموا أنهم جاؤوا للإصلاح ونقل الديمقراطية للبلد.ولما باءت كل هذه الادعاءات بالفشل،ومع انه لم يتبلور موقف واضح حتى الآن من موضوع التمديد لقوات الاحتلال، وبأي صيغة، وتحت أي ذريعة، و بأي وصف،إلا أن الواضح، أن الشعب العراقي، يرفض جملة وتفصيلا، وجود المحتل على ارض العراق، تحت أي وصف، وتحت أية ذريعة، لأنه شعب حر و أبي، ولا يقبل أن تمس سيادته، وتدنس أرضه.ولعل الشارع العراقي يتداول رفض وجود المحتل بشكل علني، ويصر على أن يرحل في الحال. وان العراقيين قادرون على إدارة مصيرهم، دون حاجة لوصاية من المحتل الأمريكي، الذي بدا يلعق جراحه مما ألحقته به المقاومة العراقية الباسلة، من خسائر مادية وبشرية، رددها المتظاهرون في الداخل الأمريكي، الزاحفون تحت شعار احتلوا وول ستريت، بأنهم لا يريدون بعد الآن، مزيدا من الحروب، والتدخل في شؤون الغير.
إن الموقف الشعبي العراقي الرافض للمحتل الأمريكي، هو مشروع وطني صادق، يعبر عن رغبة الشعب الحقيقية في الإصرار على طرد المحتل،وبالتالي فان على أطراف العملية السياسية أن يتناغموا مع هذا المطلب الشعبي،وان يقفوا موقفاً جدياً، رافضاً لبقاء أي قوة عسكرية أو أمنية أجنبية على ارض العراق، وبأي صيغة، وتحت أي مسمى .ذلك لان الموضوع أصبح مطلبا شعبيا عاما، وان التاريخ سوف لن يرحم من يتواطأ مع الأجنبي المحتل مهما كانت الذرائع.
