شبكة ذي قار
عـاجـل










هو الجسد العربي واحد ،يعامله العدو كوحدة واحدة ،ويخطط له بصورة كلية ،لكن هذا لا يعني ان ليس هناك مواطن قوة ومواطن ضعف ، هناك ولكن خصيصة الوطن العربي ان المحل الواهن فيه يكون له عمق داعم في النقاط القوية ، هذه مشكلة واجهت المخطط المعادي وتعامل بروية وهدوء معها ، هو ينتزع الاجزاء ويفرقها ويؤكد تفريقها بمشرط جراح ، فاذا ضرب ضربة موجعة في مكان فهو يفعلها بحساب دقيق يسهل علية الاجهاز على بقية المناطق ، هكذا فهم العدو المعادلة العر بية وقوانين التطور العربي .


وهذا ما يفسر ائتلاف القوة البريطانية الفرنسية واجهازها على اسطول محمد علي باشا في اليونان وتدميرة وتحويل مجريات المعركة من نصر الى خسارة في اليونان ثم ملاحقته واخراجه من سوريا بعد ان كانت سوريا تحت حكمه قد استقرت .وهو السبب ذاته الذي يفسر معاني اعادة خارطة العرب السياسية بعد الحرب العالمية الاولى وتقسيمها وفقا لاتفاقية سايكس بيكو .


العرب بعد حين تنبهوا الى هذا القانون فكانت الاجابة في جدلية الوحدة والحرية والاشتراكية .


هذه الجدلية واجهت معارك عنيفة داخل النفوس خصوصا عندما تصل الذات الطامعة الى موقع السلطة والقرارداخل الحركة الثورية وتحاول تطويع المبادىء لمصلحتها والتي حكما تدفع بالاتجاه القطري والنعرات القطرية والمصالح الضيقة وتغليب الثانوى على الاساس ، هذا الحراك تسنده قوى خارجية مباشرة او بصورة غير مباشرة ادت الى نتائج خطيرة في فشل تجربة الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958وفشل مشروع 17 / نيسان 1963 وانتكاسة ثورة 8 / شباط 1963 وحصول الارتداد عام 1966 وفشل مشروع الوحدة بين سوريا والعراق عام 1979 ثم تقدم العدو مستفيدا من تدهور القطب الثاني وبضوء خلقه لمستجدات على ارض الواقع فابتدأ المشروع الجديد الذي استطاع ان يحتل بغداد بعد معركة دامت من 4 / 9 1980 الى 9 / 4 / 2003 بصفحاتها المتعددة المعروفة .


ضمن هذا السقف الزمني انعقد في بيروت مؤتمرا التأمت فيه عناصر مرتبطة بالغرب وحضره تحت ضغط اميركا من جهة ورغبة بايذاء العراق من الجهة الاخرى عرب وغير عرب القاسم المشترك بينهم ايذاء العراق .


هذا المؤتمر هو اب للخيانة شاركنا نحن العرب بالتأسيس والتبريك له فلا بد ان ينتج ،من نتاجه اليوم وهو امر متوقع المجلس الانتقالي السوري ، الذي يستهدف نقل ما حصل بالعراق لا سامح الله الى سوريا ويعيد سوريا التي اصبحت بتاريخها الحالي مفخرة عربية الى سوريا المجزأة في زمن الاحتلال الافرنسي ويلغي حلقات التقدم والتطور والبنية التحتية السورية واهم هدف من اهدافه هو الغاء النفس العربي السوري .


فهل يتحقق ذلك ؟؟


لو كنا استطعنا ان نحقق غير المستطاع في حينه وهو وحدة العراق وسوريا لما حصل كل ذلك !!!!لكن هذا جرى علية الزمن واصبح من التجارب التي تستحق الدراسة لاستخلاص القوانين والعبر .


اذن ماذا ينبغي ؟


الفعل الميداني المنتج السريع ، ان يمد العرب اياديهم سريعا للمقاومة العراقية ودعهمها اعلاميا وماديا لانها وصلت الى مشارف فجر النصر بعون الله وهذا يجعل العدو يتردد عن التواصل بمشاريع التفتيت هذا اولا وثانيا العودة الى الشعب وفتح الحوار الديمقراطي الجاد وقبول اية تضحيات في سبيل ان تبق ىسوريا حرة عربية عصية على اعدائها ، المهم الان وحدة الصف الداخلي وان نستوعب بعضنا .


ان العدو يتعامل معنا باللامالوف فلنتعامل مع قضايانا بطريقة يجهل العدو كيفيتها ، هو لا يستطيع ان يجهز لمعركة ضدنا ولكنه استطاع ان يوظف بعضنا ضد الاخر فلنحرمه من هذه الفرصة بأجتهاد حميمي يستند الى قاعدة ان سوريا لكل السوريين والغاء الضبابية في التعامل واعتماد الثقة والوضوح فمحيطنا اسماك قرش تنتظر ان نجرح لتجهز علينا فلنعمل على صيانة بعضنا البعض الاخر .


ستبقى سوريا البطلة الصامدة عصية على مخططات الاعداء وانا واثق ان القيادة السورية قادرة على تجاوز كل التحديات .
هو المستقبل للعرب وكل ما ترونه هو تدخل القوة الغاشمة كي تمنع تحقق المستقبل العربي .


فلنشد احزمتنا ولنتمسك بصدق بمبادئنا فهي طريق النصر وزاده ، وان كل ما ترونه في الساحة العربية عبارة عن غيوم في سماء العرب تنقشع حال اعلان انتصار المقاومة العراقية في بغداد السلام


والحمد لله رب العالمين
 

 

 





الاربعاء١٤ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صادق احمد العيسى نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة