شبكة ذي قار
عـاجـل










ياتي على الناس زمان يستحل فيه خمسة أشياء بخمسة أشياء. يستحلون الخمر بأسماء يسمونها بها. والسحت بالهدية، والقتل بالرهبة، والزنا بالنكاح، والربا بالبيع". حديث نبوي شريف.

 

الزنا وزواج المتعة تؤمان متشابهان

 

يوم بعد يوم تشتد رياح الخطاب الصفوي التحريضي فتعصف بأسيجة عقول العديد من المسلمين وتتوغل بالعمق والإنتشار ناشرة أوبئة الرذيلة والإنحطاط الأخلاقي بينهم. وإن خفتً الرياح لسبب ما! نفخ رجال الدين فيها ثانية لتشتد وتؤثر في عقول الجهلة والسذج. هذه الخطابات كما يلاحظ تحاكي قلوب الناس ومشاعرهم ورغباتهم وليس عقولهم وهنا مكن الخطر. هناك العديد من الصفات المشتركة بين الزنا وزاوج المتعة لا يغفل عنها أحدا. وقد أدرجت في الجدول الملحق في إدناه.

 

من هي الزانية؟

ورد في الذكر الحكيم عدد من الآيات بشأن الزنا منها الآية 68 من سورة الفرقان" ولا يقتلون النفس التي حرم الله  إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما". والاية 12 من سورة الممتحنة " يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن اولادهن". والآية32 من سورة الاسراء " ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا". والآية 2 من سورة النور" الزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذنكم بهما رأفة". والآية 3 من سورة النور" الزاني لا ينكح إلا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين".

 

وهناك بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن الزنا ونستشهد ببعض منها" إتقوا الله في النساء فأنتم أخذتموهن بأمان الله وإستحللتم فروجهن بكلمة الله". ومن المعروف إن زواج المتعة لا يستحل فيه الفرج بكلمة الله. وآخر ذكره ابن ماجة" لا تزوج المرأة نفسها فإن الزانية هي التي تزوج نفسها". وسبق أن تحدثنا بأن المتمتعة تتواجد في أماكن محددة ولا سيما العتبات المقدسة عارضة بضاعتها للرجال. وهناك إشارات متفق عليها بين المتمتعين لينطلقا بعدها لعالم الفوضى الجنسية وحديثا آخر" لا نكاح إلا بولي". و" لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل" وزواج المتعة لا يتطلب موافقة الولي ولا شاهدي عدل. وفي حديث آخر رواه ابن عباس عن النبي(ص)" البغايا اللاتي ينكحن انفسهن بغير بينة" وزواج المتعة بلا بينة. وحديث آخرأورده الترمذي والبيهقي وأبن ماجة" اعلنوا النكاح وأجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدفوف". وزواج المتعة يجري سرا وليس فيه من مراسم الزواج الدائمي شيئا من الفرح. وبنفس المعنى أورد البيهقي في سننه نقلا عن الإمام علي(ع)" بأن الرسول وأصحابه مروا ببني زريق فسمعوا غناءا ولعبا, فسألوا عنه؟ فقيل لهم هو نكاح فقال الرسول" كمل دينه. هذا النكاح, لا السفاح ولا نكاح السر, حتى يسمع دف أو يرى دخان". فلا دفوف تسمع ولا دخان يرى في زواج المتعة.

 

ويعقب الإمام مالك على حديث الرسول(ص) " اعلنوا النكاح"بقوله " الكتم من أوصاف الزنا". ويزيد في المدونة الكبرى نقلا عن أبي بكر (رض) قوله" لا يجوز نكاح السر حتى يعلن به ويشهد عليه". وهو نفس ما أورده الدارقطني عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن الإمام علي قوله" لا نكاح إلا بإذن وليً. فمن نكح أو أنكح بغير إذن ولي فنكاحه باطل". وهذا سعيد بن المسيب يترحم بقوله" رحم الله عمرا لو لم ينه عن المتعة لإتخذها الناس دولسيا" بمعنى ذريعة لكي يمارس الناس الزنا . والطريف في هذا الموضوع ما جاء به حجة الاسلام انواري بأن " المتعة تشبه الدعارة مع فارق ان الله أباح الاولى وحرم الثانية"! وهنا يدخلنا الحجة في مشكل فلسفي كيف يتشابهان عند الله جلً جلاله فيحرم أحدهما ويحل الآخر؟

 

ربما يحاول البعض ان يتذاكى بأنه توجد في مراجع السنة من الصحاح والسنن أحاديث تحل زواج المتعة! وبرأينا إن بعض الأحاديث تحتاج إلى عملية غربلة مهما كانت ثقتنا بمن أوردها أو تواترها. فهم بشر والبشر خطائون والكمال لله وحده. فأي حديث لا يتوافق مع القرآن الكريم أو يناقضه لا نأخذ به مهما كان مصدره. أما تأويل البعض سور القرآن الكريم بما يخدم أغراض البعض فهذا الأمر ليس بجديد، ونستذكر وصية الإمام علي(ع) لمبعوثه إلى جماعة قائلا" لا تحاجهم بالقرآن فإن القرآن حمال أوجه". وسنعرج على هذا الموضوع بشكل منفصل بإذن الله.

 

الإمام علي يتفاكه مع الشيطان ؟

 

الحديث في هذا الموضوع مثير للشجون ولكن للضرورة أحكام لذلك سنحاول ان نبين المسالك المنحرفة لتوجهات علماء الصفوية ونبدأها في كلام منسوب للإمام علي(ع) وهو منه براء وحاشاه أن يصل بفكره النير إلى هذا المستوى من الضلال المنسوب إليه. روى الصدوق عن الامام علي(ع) أنه قال " عدوت خلف ذلك اللعين (يقصد إبليس) حتى لحقته وصرعته إلى الأرض وجلست على صدره! ووضعت يدي على حلقه لأخنقه! فقال: لا تفعل يا أبا الحسن فإني من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، والله يا علي أني لأحبك جداً وما أبغضك أحد إلاّ شاركت أباه في أمه فصار ولد زنا فضحكت وخلّيت سبيله". ورد الحديث في بحار الأنوار والأنوار النعمانية وعيون أخبار الرضا. ويزيدنا العياشي في تفسيره المسمى بالبرهان والأحرى تسميته(البهتان)" ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته فإن علم أن المولود من شيعتنا حجبه من ذلك الشيطان وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه في دبر الغلام فكان مأبوناً وفي فرج الجارية فكانت فاجرة". وجاء في كافي الكليني ووسائل الشيعة للحر العاملي "عن أبي حمزة عن الباقر قال قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم - فقال لي الكف عنهم يا ابا حمزة أجمل .....ثم قال : والله يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا ماخلا شيعتنا". أما الشيخ يوسف البحراني فله نظرة مادية بحته في أسباب الزنا حيث يرى في كتاب الحدائق" من جملة أسباب الزنا أكل الخمس وتواترة الأخبار بتحليل الخمس للشيعة لتطيب ولادتهم وفي بعضها ان الزنا وخبث الولادة إنما دخل على المخالفين من جهة الخمس- أي السنة-". ثم يقفزون فوق القرآن والسنة النبوية بأحاديث ما أنزل الله بها من سلطان فغير الشيعي مهما أدى من فرائض وأعمال برً فأن مصيره النار! أما الشيعي فمهما أرتكب من ذنوب وكبائر فمأواه الجنة! فهو ليس إبن زنا ولا مأبون كبقية الطوائف وشفيعه الأئمة يوم القايمة فلا خوف عليه. يكفي الشيعي مثلا البكاء على الحسين (ع)فمن بكى عليه" غفرالله ذنوبه ولو كانت بعدد قطرات البحار وحبات الرمال". كتبهم مليئة بهذه الترهات والبذاءات التي لا تجدها في أي مذهب وضعي بما فيها الإباحية والمشاعية والالحادية والفوضوية.

 

 

لماذا لا يعلن زواج المتعة ؟

 

الإشهار في الزواج كما شهدنا في الأحاديث السابقة صفة رئيسة للزواج وكتمه من صفات الزنا برأي الأمام مالك. أو وزواجا باطلا كما نقل عن الإمام علي(ع). ولكن لعلماء الصفوية رأي آخر لا يقل شواذا عما قرأناه. في إجابة للدكتور (حجة الله انواري) على سؤل بشأن سبب تستر الرجال والنساء من إعلان زواج المتعة والتكتم عليه طالما هو شرعي وقانوني؟ أجاب:" نمارس المتعة سرا فهذا الشيء لا يعلن على الملأ لأنه فعل خير". ويبدو إن الحجة يتعامل مع المتعة كأنها صدقة يمنحها الناس للفقراء والأيتام وليس زواج بضوابط. ويضيف ببلاهة متهما الأمام الحسن بممارسة المتعة مع معظم النساء كأن الجنس هو الشاغل الوحيد لحفيد الرسول(ص) بقوله " معظم النساء أردن أن يكنً مع الامام الحسن لذلك عقد معهن زيجات متعة". عجبي إي إهانة للمرأة المسلمة بقوله معظم النساء! وهل شهوتهن تغلبت على إيمانهن واخلاقهن؟ سيما إن الحديث يخص المسلمات في صدر الإسلام. إن هذا الحجة وأمثاله يذكرونا بحديث النبي(ص)" الكهنة رسل الشيطان والنساء مصايده" وهذا بالضبط ما ينطبق على زواج المتعة. فالكهان يروجون له والمصيدة هي المرأة الجاهلة والساذجة والفقيرة اللواتي لايدركن مغبة المتاجرة باجسادهن! وهو ما يسمية الدكتور علي شريعتي بالإستحمار حيث يوضحه بطريقة رائعة" عندما يندلع حريق في بيت ويدعوك أحدهم إلى الصلاة بدلا من المساعدة في إطفائه. فإنها دعوة باطلة لأن الإنصراف عن الحريق في عمل آخر هو فعلا الإستحمار حتى وإن كان العمل مقدسا".

 

على أي حال يبقى القرآن الكريم هو الفيصل الحاسم في هذا الأمر فلو كان زواج المتعة قد أحله الله للمسلم فعلا! فإننا نتساءل: لماذا لم تفصل ضوابطه بصورة واضحة في القرآن الكريم؟ كشكله وطريقة إجرائه وحقوق الزوجين وموضوع الارث والخلع والطلاق وغيرها مما إشير اليه في الزواج الدائم؟ لماذا يترك سائبا هكذا بلا ضوابط ولا توضيحات طالما هو زواج بل أهم وأفضل وأكثر أجرا من الزوج الدائم؟

 

المتشابه والمختلف بين الزواج الدائم وزواج المتعة والزنا

 

 

في الزنا

في المتعة

في الزواج

الشرط

لا

لا

نعم

الشهود

لا

لا

نعم

الاشهار والإعلان

لا

لا

نعم

الخطبة والمهر

لا فهو أجر

لا

نعم

المقدم والمؤخر

لا

نعم

نعم

عقد زواج

نعم

نعم

لا

الزواج من زانية

نعم

نعم

لا

الزواج من المجوسية

لا

لا

نعم

مصاحبة الزوجة في الترحال

لا

لا

نعم

الطلاق 

لا

لا

نعم

التوارث للزوج والزوجة

لا

لا

نعم

تثبيت وحفظ  النسب

نعم

نعم

لا

نكاح الدبر

نعم

نعم

لا

شرط مدة النكاح 

لا

لا

نعم

الإستقرار وتكوين العائلة الأبناء

لا

لا

نعم

تكون المرأة محصنة

لا

نعم / 45 يوما أوحيضتان

نعم/3 أشهرأو 3 حيضات

عدة المطلقة 

لا

لا

نعم

للمرأة في العدة النفقة 

لا

لا

نعم/ 4

حد عدد  الزوجات

نعم

نعم

لا/ إلا بعد ان ينكحها غيره

عودة المطلقة لزوجها الاول

نعم

نعم

لا

الزواج من المتزوجة

لا

لا

نعم

اللعان والظهار

لا

لا

نعم

حفظ الفروج

لا

لا

نعم

موافقة وليً الأمر 

لا

لا

نعم

اعتراف الأب بولده 

نعم

نعم

لا

إعارة الفرج للأخ

 

 

وما يلي بعض الاحاديث التي تؤكد المعلومات الواردة في الجدول: 

 

   روى الطوسي في الإستبصار عن محمد عن ابي جعفر قال" قلت الرجل يحل لأخيه فرج جاريته؟  قال نعم لاباس به له ما احل له منها ". وجاء في الكافي " عن أبان بن تغلب قال : قلت لأبي عبد الله إني أكون في بعض الطرقات فأرى المرأة الحسناء و لا آمن أن تكون ذات بعل أو من العواهر. قال: ليس عليك هذا  إنما عليك أن تصدِّقها في نفسها". وفي مستدرك الوسائل" عن الحسن بن حريز قال: سألت أبا عبد الله في المرأة تزني (أي يتمتع بها) ؟ قال: أرأيت ذلك ( أي رأيتها تزني) ؟ قلت: لا ولكنها ترمى به . فقال: نعم تمتع بها على أنك تغادر وتغلق بابك". وفي مستدرك الوسائل كذلك " قال أبو عبد الله :لا بأس بتزويج البكر إذا رضيت من غير إذن أبيها". وفي الوسائل" عن أبي عبد الله قال: وصاحب الأربع نسوة يتزوج منهن ما شاء بغير ولي ولا شهود". وفي الوسائل أيضا عن أبي عبد الله انه قال" لا بأس بأن تتمتع بالمجوسية". وفي الوسائل "عن معمر بن خلاد قال: سألت الرضا عن الرجل يتزوج المرأة متعة فيحملها من بلد إلى بلد ؟ قال يجوز النكاح الآخر ولا يجوز في هذا". وفي الكافي عن أبي جعفر قال عن المتمعة" المتمتعة لا تطلق ولا ترث". وفي الكافي  قال أبو جعفر" عدة المتعة 45 يوما". وفي الوسائل عن أبي عبد الله قال: لا نفقة للمتمتعة ولا عدة عليها". وفي الكافي" عن أبي عبد الله قال: تزوج منهن ألفا فإنهن مستأجرات". وفي الوسائل عن أبي عبد الله قال" لا يلاعن المرأة التي يتمتع منها". كذلك "عن أبي عبد الله قال: لا يكون ظهار إلا على مثل موضع الطلاق". وذكر الطوسي في التهذيب" ليس في المتعة إشهاد ولا إعلان" . كذلك" عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنما جعلت البينة في النكاح من أجل المواريث".

 

خلاصة الحديث : إن الخصائص المشتركة بين زواج المتعة والزنا كثيرة، ولا مجال لمقارنة زواج المتعة بالزواج الدائم مطلقا. فزواج المتعة أقرب للزنا كما تبين من سياق الحديث.

 

الأجزاء الأربعة المتبقية خصصت لمناقشة موضوع إنتشار الرذيلة في دولة الفضيلة (إيران) والنتائج المترتبة على ترويج المتعة في إيران ... ومن الله التوفيق.

 

 





الخميس١٠ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي الكاش نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة