شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يخفى على سيادتكم الأوضاع المزرية التي يعيشها العراقيون في ظل قيادتكم العميلة وإن نسبة الفقر تصل ما بين 25-35 % من الشعب العراقي. إضافة إلى إنتشار البطالة وهناك حوالي نصف مليون عراقي يعيشون ويعتاشون على ومن القمامة. ومدارس الطين تزدهر في جنوب العراق مخبرة بأن الجنوب لايزال يعيش في الألفية الأولى. الإرهاب الذي يعصف بالأبرياء خطف أرواح الكثيرين ممن تركوا خلفهم أفواه جائعة لاتجد لقمة تسد بها رمقها. سوس الجوع ينخر في أجساد أغنى دولة في العالم ويتركهم هياكل عظمية شفافة كشفافية قيادتكم. الأرهاب الأمريكي والحكومي والميليشياوي خلف نصف مليون معوق ومئات الألاف من الجرحى بإعتراف حكومتكم. معظمهم لايجد العناية الطبية اللازمة بسبب هروب الأطباء لإعتداء عناصر الشرطة الأميين عليهم! ناهيك عن شحة الأدوية والمستلزمات الطبية وصفقات الأدوية الفاسدة والفساد المالي والإداري المتفشي في وزارة الصحة بكل مؤسساتها. بلدكم بلا منازع ولا منافس هو بلد الميليشيات واللصوص والعملاء والعاطلين والمزورين والمهجرين والمعوقين والمحرومين.


لكن أين أنتم من هذا الشعب المبتلى بكم؟
جاءنا الخبر كالصاعقة من المحقق الأمريكي (جوزيف ترنتو) المختص بشئون الأمن القومي بأن سيادتكم تهملون شعبكم وتكرمون من يقتلهم. فقد تبين إنكم تقدمون مساعدة سخية قدرها (5000) دولار لكل وغد أمريكي يجرح في العراق سواء كانت الإصابة ناجمة عن عمليات المقاومة العراقية الباسلة أو حوادث الطرق وحتى الأمراض. من البديهي إنكم تدركون جيدا أي عمل مخزي تقومون به! لذا أخفيتم هذه المكرمة على الشعب العراقي ليس إحتراما له معاذ الله وإنما شفقة به. الرئيس الطالباني يوزع مال الشعب العراقي على الجنود الأمريكان الجرحى. ورئيس الحكومة المالكي يقرأ الفاتحة على أرواح الجنود الأمريكان الذين قتلوا في العراق. أكيد من يتحلى بمثل هذا الإستهتار والوقاحة لا يمكن أن يحترم شعبه! وأكيد الشعب الذي إنتخبكم لمرتين يستحق تعاملكم معه بهذه الطريقة.


سؤال بريء سيادتكم! لماذا تدسون النقود خفية تحت وسادات الجرحى الأمريكان كإنكم تخشون ملامة أحد وتجعلون الغير يتشفى بكم؟ وهذا ما لانرتضيه كشعب لكم! فهذا (ترنتو) يصف منظركم المهيب بقوله((منظر الرئيس العراقي طالباني وهو يدس النقود تحت وسدات الجنود المصابين خلال زياراته لمستشفى والتر ريد هي صورة رجل استفاد بشكل كبير من التدخل العسكري الأمريكي! إنه يعطي بقشيشا للجنود الأمريكان الذين ضحوا بأعضائهم وأطرافهم من أجل تمكين امبراطوريته النفطية)). صدق ترنتو بأنها إمبراطوريتكم النفطية لأن الشعب خارج هذه الإمبراطورية والثروة من حق الحكام وليس المحكومين!


واشار ترنتو الى(( أن الساسة الاكراد يستأجرون الجنرالات والدبلوماسيين الأمريكان الذين سبق أن ساعدوهم. وإن الحزبين الرئيسيين الكرديين وضعا الموظفين الرسميين وقادة الجيش الأمريكي بدءا من جاي غارنر فصاعدا، على قائمة رواتبهم لتنفيذ طلباتهم في واشنطن، وهؤلاء هم أفضل الجنرالات والدبلوماسيين السابقين الذين يمكن شراؤهم بالمال". لحسن حظ سيادتكم إن شعبكم لا يقرأ ولا يعرف الكثير عن فضائحكم؟ وهذا يفسر حرصكم الدائم على إبقائهم أميين وجهلة! فالشعب الواعي والمثققف لا يمكن أن يقبل بسلوككم الشاذ هذا.
يستطرد هذا الرجل وهو يشرف حكومتكم وبرلمانكم بالحديث عن مصالح عائلتك وعائلة غريمك البرزاني، بقوله(( الجنرالات الذين أرسلوا جنودنا الشباب للموت في العراق يتربحون الآن من خدمة مصالح عائلتين ترفضان أساسا مشاركة ثروة العراق مع الآخرين مما يؤدي الى المزيد من الصراع والقتل. إن فيلق جنرالات الجيش الأمريكي يفعلون كل شيء من أجل المال والحصول على تذكرة رجال أعمال على الطائرات)).


فكم دفعتم لهم من ملايين؟ ومن أين لكم تلك الملايين؟ بلا أدنى شك تجارتكم هذه رابحة! فأنتم لا تدفعون هذه الملايين إلا إذا كنتم متأكدين بأن الوارد يغطي التكاليف مع أرباح مضاعفة. فالسياسة في عرفكم فن وتجارة.


أما بشأن ديمقراطية العراق الجديد فأن ترنتو أوضحها بشكل دقيق قائلا ((ليس هناك ديمقراطية في العراق، هناك فساد فقط)).
كلمة أخيرة لسيادتكم!


نأسف فعلا على إشغال سيادتكم بمقالاتنا هذه لمعرفتنا بأن الحكومة والبرلمان منشغلين جدا في الأيام الماضية بموضوع أهم من الإرهاب وشحة الماء والكهرباء وإستقالة وزيره وتفاقم الفساد المالي والإداري، وتسمية الوزراء الأمنيين ومجلس علاوي الإستراتيجي والإعتداءات الإيرانية والتركية على شمال العراق ومستجدات ميناء مبارك وتحشيد قوات كويتية بإتجاه الحدود العراقية.


تصور سيادتكم أين أوصلتم العراق؟ من خامس جيش في العالم إلى جيش غير قادر على مواجهة إمارة هشة مثل الكويت! كان يكفي لعشيرة عراقية من الجنوب أن تكتسحها ويجلس رئيس العشيرة محل الأمير. لم ينشغل البرلمان لا بهذه الأمور ولا بقطع الجارة المسلمة لمياه نهر الوند أو العمليات الأرهابية التي إستهدفت مؤخرا نصف محافظات العراق، وبقية مشاكل العراق التي لاتعد ولاتحصى فقد عكفوا نوابنا الأشاوس بلا راحة رغم شدة الحر وحلول شهر رمضان الكريم في أوج شدته على مناقشة مسلسل (الحسن والحسين)! وبذلك سيدخل برلماننا القاصر كتاب جينز لأنه أول برلمان في العالم يناقش مسلسل تلفزيوني... فيا لفرحتنا ببرلماننا!


الأنكى منه! إنها المرة الأولى التي يتفق فيها جميع الأعضاء على منع المسلسل, لا مشاكسات ولا إعتراضات ولا معارك بالأيدي ولا إنسحاب نواب قائمة ما لخارج البرلمان. ومن الطريف إن معظم النواب وافقوا بالإجماع على منع المسلسل دون أن يشاهد بعضهم أية حلقة منه!


ربما في الجلسة القادمة سيناقش البرلمان مسلسل (أبو طبر). فقد إنتهى بحمد الله من حسم الملفات الخطيرة والعالقة على الساحة العراقية وأصبح البلد في قمة الرخاء والتطور يسوده السلام والأمن والإستقرار. والشعب في أعلى هرم السعادة والرفاهية! ولم يبقى للحكومة والبرلمان سوى مناقشة المسلسلات التلفزيونية. اخزاكم الله دنيا وآخرة فقد فضحتمونا!
لم ينته بعد الحديث مع سيا@ دت. كم

 

 





الاحد٠٦ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضحى عبد الرحمن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة