شبكة ذي قار
عـاجـل










 

لقد نكبت الأمة الإسلامية باحتلال فلسطين والعراق وأفغانستان والأمة غافلة منساقة في تبعيتها العمياء لمؤسسات الغرب الماكرة، والآن تنكب باحتلال ليبيا بخيانة الفئة الباغية المتمردة وبتدخل قوى الإجرام الغربي وحلفهم الجبان الذي لا يزال يقصف مدن ليبيا والثوار الخونة ماضون في فظائعهم المنكرة ضد المواطنيين الليبيين وذلك في تعتيم إعلامي وتغاض عالمي منكر، والعجيب أن الأمة منتشية باحتلال ليبيا وانساقت مع التضليل الغربي دون فطنة ولا إدراك مما أجج الألم فانبعثت في النفس الجريحة خواطر أليمة ضاق بها الوجدان وفاض بها القلم

لأنني جزء من هذه الأمة العربية الإسلامية التي أرادها الله تعالى أن تكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتعمل به، لكنها نكبت عن النهج الأقوم، لا يرضيني حالها مما لا يليق بها، وأتحمل جانبا من مسؤوليتي فيها، ويريبني ما يريبها

والله المستعان والهادي إلى سواء السبيل

 

* * * *

 

من وحي الأحداث في ليبيا

نهج الاستلاب العربي، والحسم الأطلسي المنكر في صنع نهاية مأساوية للدولة الليبية لصالح الأطماع الغربية والأحقاد الأمريكية

 


 

" لا يهم أن يهلل العالم كله للمنكر إذا كان منكرا وجب إنكاره، لايهم أن ينجر العالم كله إلى الباطل وطبل له واتبعه، لا يهم أن يتزلف العالم للفئة الظالمة الخائنة الباغية، بينما يستل سكاكين حقده على الفئة المظلومة المستضامة المدافعة، ولا اعتبار للجموع الجامحة إذا انساقت إلى مستنقع الخونة والكفرة البغاة، المهم ما تدل عليه الفطرة ويحكم به العقل وما يوحيه الضمير والمبدأ حتى ولو ضل عنه الجميع، ولا أستوحش طريق الحق لقلة سالكيه"

 

*********

 

[ عندما يستحكم الغباء المطبق، الغباء الفكري، والإعلامي والسياسي ، وتسود سياسة الاستغباء الغربي التي ينساق لها الكل منتشين ومهللين بالتردي في وهدة التضليل والتردي في الخيانة بكل أشكالها، قبولا بالإذلال الغربي، وخضوعا للتدخل الأمريكي وارتضاء لانتهاكات الناتو وعدوانه وقصفه على الأبرياء، وارتضاء لحسم بغيض منكر في مواجهة يصنع نهايتها العدو الصليبي . ]

 

*********

 

كما انتهت سيادة العراق بنكبة الاحتلال، وانتهت به الأمة من المحيط إلى الخليج نهاية الثور الأبيض الذي افترسه العدو المتربص بعدما ماباعه الإخوان في ملحمة مأثورة لم تؤخذ بها  الموعظة والعبر، إنتهت ليبيا بعد سجال ومؤامرة نسج خيوطها جواسيس اليهود والغرب، ومهدت بخيانة من جامعة المتخاذلين العرب، وحسمت بقصف الناتو ذي التاريخ الإجرامي الحافل ، وبالتواطؤ مع شرذمة من الخونة همها مصالحها الخاصة ولو على حساب سيادة وطن وامن شعب وكرامة رموز نظامه الوطني، ليبيا تطعن بسكين الغدر كما طعن العراق، فلقد نكبتا بنفس الطريقة بسبب غدر الإخوان وجحود الأبناء ومؤامرة الخبثاء قبل أن يجهز عليها الكفار الدخلاء.

 

- أخيرا زهق الحق وظهر الباطل، أخيرا إنتصر الإفك واندحر الحق بصولة البهتان، أخيرا إنتصر الإعلام الفاسد المأجور الضال المضل، وانطمس صوت الحق واندحر، أخيرا يؤخذ المظلوم بذنب الظالم، ويترك الظالم يعيث كيف يشاء، أخيرا انتصرت الخيانة وارتفعت لها الرايات، أخيرا إنتصر الناتو الصليبي الكافر الخسيس والجبان المتصف بكل أوصاف الحقد والنذالة إنتصاره المذموم، ورغم انتصاره الموهوم والمخضب بدماء الأبرياء فلا يزال يواصل قصفه السادي على مدن ليبيا ولا يزال يدمر المنشآت ويحصد المئات من الأرواح البريئة وفي تعتيم إعلامي وتغاض مقصود من العميان ويحاولون صرف النظر عن جرائم الناتو وثوراه بالتركيز على تلفيقات مصطنعة ضد الزعيم الليبي العقيد القذافي، وقد وجدوا لإجرامهم مرتعا بعد إغلاق القنوات الليبية الوطنية التي تصور وتفضح جرائم الناتو وأعوانه، فكل من انتسب إلى هذا الناتو المجرم إرتضى على نفسه الخسة والمهانة، فانتشى ثوار الناتو وخونة الناتو وشيوخ إفتاء الناتو وإعلام الناتو، والكل عربي قد ضل وتردى في حضيض الخيانة أو التخاذل والغباء أوالمداهنة والتزلف، وبهم انتصر كل خائن باع الدين والوطن، وبهم انتصر كل عميل خدم العدوالكافر وخذل الإخوان في عتمة المحن، فماذا بقي بعد كل هذا إلا هدير البهتان يصدح في الأبواق، ماذا بقي بعد كل هذا إلا التمادي في الضلال والتضليل؟

 

- ماذا بقي إلا عقد التشفي والشماتة والانتقام والحقد المصبوب بكل سمومه بدون مبرر على من تداعت عليه دفعة واحدة كل الشدائد والمحن فشحذت عليه السكاكين من كل حدب وصوب وانهالت أصوات الشر تسلقه بألسنة حداد؟ ماذا بقي إلا استهانة الأعداء بكل العرب واستخفافهم بالمتخاذلين منهم حين يبيعون إخوانهم للأعداء وينسون ماضي جرائم الأعداء وحاضرها في حماهم. فهنيئا لمن ابتهج بهذا النصر المؤزر الذي صنعه الناتو وأهداه لزمرة الخونة وأمة الشامتين، هنيئا لهم نصرا صليبيا تفضل به الناتو عليهم بكل كرمه وسخائه تفضلا، وابتهج به العالم ابتهاجا لم يأبه لمأساة بلد دمر الناتو بنيانه وأباد منه فريقا وأفجع سكانا كانوا من قبل في ديارهم آمنين. هنيئا للأمة نصرا على غير وجهه تصنعه عصبة الخونة بالاستعانة بحلف كافر مجرم، لم تصنعه همة الأحرار حيث وجب أن يكون وضد من وجبت مواجهته بالجهاد الحق لتحرير البلاد والعباد من ضيم الاحتلال وانتهاكات المحتلين الأغراب .

 

 لقد ظهر الباطل وزهق الحق، وضاع العدل وضل الصواب عن نهجه ، ليبيا تداعت عليها قوى البغي والخيانة والعدوان ، لأنها الدولة الوحيدة التي لا ترتفع فيها راية لصهاينة ، الدولة الوحيدة التي فيها أكثر من مليون حافظ للقرآن الكريم ، الدولة الوحيدة التي طردت قواعد الاحتلال الأمريكي ومعها نوادي التفسخ الأخلاقي والفساد والموبقات التي حرمها الإسلام، والتي بكل الأسف منتشرة في بلاد الإسلام، ليبيا التي ظلت أمريكا لعقود تحاربها وتضايقها وتحاصرها بكل الطرق والوسائل حتى تسنت لها الفرصة باستغلال ما يسمى ربيع الثورات، وهكذا الظالم المتربص قد واتته الفرصة فعمل لها وتآمر ودس الدسائس واستغل خيانة الزمرة المعارضة وتخاذل الجامعة العربية وعمالة بعض الحكام العرب وهدير الإعلام المحرض، الظالم ينتصر ويطغى وينتصر له الكل ويعتم عن جرائمه، المظلوم تحشد ضده الطاقات ويشحن له كل إفك وبهتان وتوغر عليه القلوب الفاسدة المتلونة بكل ألوان النفاق والعمالة والبلادة والانحراف، العميان يستنصرون بالناتو ضد الإخوان، ويعمون عن جرائم الناتو ضد المسلمين وانتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان ولا أحد يستنكر شيئا.

 

- عندما تقصف طائرات الناتو حيا سكنيا أو إداريا أو صناعيا أوتجاريا في مدن ليبيا فتبيد الإنسان وتدمر البنيان وتقضي على الأرزاق وتحرق كل حي وجامد فيستغيث المنكوبون، أين العرب؟ أين المسلمون؟ أين الإخوان؟ أين العلماء والدعاة؟ أين الصحافة والإعلام؟ أين الجامعة العربية؟ أين سيادة الأوطان وحقوق الإنسان؟ لا أحد يسمع ولا أحد يستجيب ولا شاشة تنقل الصور البالغة الفظاعة تسترا على جرائم الناتو، الكل يغضى ويعتم ويضلل، الكل متهافت يلغ حتى الثمالة في مستنقع البهتان الصليبي ، لأن الكل مع أمريكا مهما طغت بإفكها وتجبرت ، مهما تحدث من فظائع مهولة ترتكبها بواسطة حلفها الآثم الناتو وأعوانه، لأن الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الدولية تطبق الصمت عن جرائم ساسة أمريكا في العراق وأفغانستان وباكستان، وتغضى عن جرائم الصهاينة في فلسطين فيطبق معها الجميع الصمت، وإذا هولت في أمر أو في أي شأن تتخوف منه سببا من أسباب عزة المسلمين أو ضد زعيم ممانع لا يحظى برضاها فالكل معها في سعار وتهافت محموم .

 

- كتاب الله يهان ويدنس والمساجد تقتحم أو تهدم من جيش الاحتلال الأمريكي ومن غارات الناتو في أفغانستان والعراق وليبيا، ولا أحد تثيره حرمات تنتهك، جرائم بوش وإبادته للملايين من الأبرياء وتدمير أفغانستان والعراق وغزة لم تثر أحدا ولم يستنكرها أحد ولم يحشد ضده أحد ولو إعلاميا أو على مستوى الرأي العام العربي المتكلس أو إعلامه المتحجر غالبه، جرائم أوباما المتواصلة ضد شعوب العراق وأفغانستان وفلسطين لا ينكرها أحد، ولايذكر بها أحد، لا أحد يقول إن أوباما كسلفه المجرم بوش طاغية كذاب ومنافق قتل وانتهك وعذب الإنسانية المقهورة في العراق وأفغانستان وباكستان وفي معتقلات الاحتلال، ويمد للصهاينة في جرائمهم وانتهاكاتهم اليومية ضد المستضعفين، لأن أمريكا أرادت طمس جرائمها وحماية مجرميها لكن ترمي بإفكها على الآخرين ومطاردتهم عبر المؤسسات الدولية المدعية بالعدالة والقانون والأمن الدولي ، والتضليل عن فضائحها بنهج التضليل والتعتيم والنفاق والأكاذيب وتحريض العرب بعضهم على بعض، والعرب في غفلتهم لا يستفيقون، وإعلامهم في خدمة المخطط الأمريكي وحماهم تستبيحها أمريكا ،وثرواتهم نهبة لأمريكا تستنزفها كما تشاء، بينما تستنفر العرب على بعضهم البعض فأي تضليل وأي ضلال.

 

- لماذا لم يسع العرب والجامعة في تحرير فلسطين من عدوان اليهود، وتحرير العراق من جور الاحتلال وحكومة العملاء الظالمة التي تعيث فيها بالظلم والفساد المستفحل، أو إنصاف مئات الآلاف من معتقلي الماكلي والاحتلال الأمريكي، كما تداعوا بكل طاقاتهم وإعلامهم وشيوخهم من أشباه الدعاة في "تحرير" ليبيا الحرة أصلا.

 

- نعم.. الثورات العربية تخدم أمريكا والغرب والصهاينة من أجل ذلك سموها بالربيع فهي ربيعهم ، وأي ربيع تتفتح أزهاره بخيانة الخونة فتحيل الكل فوضى وحريقا ورماد؟ وأي ربيع تزدهي مروجه بصواريخ الناتو فتحيل كل شيء إلى إبادة ومآسي ودمار وركام؟ أي ربيع استبشر به التحالف الغربي ليجده سبيلا للتدخل والاحتلال والحيف على العباد ونهب ثروات البلاد؟ ربيع مزعوم لتضليل العقول وهو في الحقيقة نكسة وتدمير لا يهدف لتغيير حقيقي كما يجب أن يكون..

 

- التغيير الحق واللازم لاتريده أمريكا وحلفاؤها للعرب والمسلمين، لأنه التغيير الذي يحيي مبادئ الإسلام وتشريعاته ويبعث العزة والكرامة في نفوس منتسبيه، التغيير الذي يصنع المكانة الإيجابية المثلى للفرد والمجتمع والدولة ويرسخ كيانها وهيبتها ومنعتها بين الأمم، التغيير الذي يصون الهوية والمقومات والأصالة والاستقلال ويبني الفرد والمجتمع وفق ما يرضاه الدين الحنيف والنهج القويم، هذا التغيير لا يريده الغرب للمسلمين فهو يعتبره  خطرا عليه  لأنه يريد أن يستحوذ على عقولهم وأفكارهم ، ويستبيح حماهم وأرضهم وثرواتهم ويمسخ أخلاقهم وفطرتهم ويضل سبيلهم، وهذا التغيير الحقيقي قد ضل عن غالبية العرب ولم يعرفوا إليه المسلك الحقيقي لانعدام الرؤية وقلة الوعي وجمود التفكير، أو عدم الرغبة في التفكير الصحيح...

 

- فلسطين تحتاج إلى تغيير لأنها محتلة ومنتهكة ويتعرض شعبها كل يوم للتشريد والإبادة والاعتقالات الجماعية التعسفية، ولكل أشكال الانتهاك من قبل الصهاينة ، العراق يحتاج إلى تغيير جذري لأنه محتل أفسدت فيه أمريكا وتعيث فيه عصبة الخيانة بمعية جيش الاحتلال، فلم تغاضى عنهما الكل، الأمة التي تنتسب إلى الإسلام ولا تطبقه تحتاج إلى تغيير لكنها ضلت عنه، تغيير منشود لا تحس الأمة حاجتها إليه ولا تريده أمريكا واليهود لذلك ركبوا موجة الثورات في بلاد غير محتلة ليحولوها إلى مواجهات تمرد وعصيان على النظام وتخريب وخيانة وتدمير وتمكين للأعداء من مقدرات البلد، وتحويل الفوضى والتغيير المدمر إلى فرصة لكل مريض بكل الأمراض الخلقية والنفسية لتصريف مكبوتاته في الحقد الأسود غير المبرر وفي الشماتة والتشفي والانتقام والغل والحسابات الضيقة التي تصرف في غير حساب لقيم الكرامة والدين والوطن وتتنكر لمبادئ التضامن ومؤازرة الإخوان عند الشدائد، وتصيد الفرص الآثمة ونيل المكتسبات التي تخولها الخيانة.

 

- عبر الشاشات الضالة أوالعميلة التي تصدرت الأخبار العاجلة لبعضها بكلمتي:"خبر مفرح" - رأينا حشود الشامتين وأموات العقل والضمير ينتشون ويرقصون فرحا بنهاية ليبيا ، فرحا بمأساتها وإخضاعها كليا لإملاءات الكافر أوباما ولإجرام وعبث الناتو ولأطماع الغرب وفساده ، لاستنزاف ثرواتها ومسخ قيمها ، واحتلالها بواسطة شراذم الخونة لتعاد الآية فيها كما وقعت في العراق ثم تغلف الجريمة المنكرة بأكاذيب التحرير والديمقراطية والعهد الجديد لمزيد من التضليل واستقطاب المستغفلين.

 

- فكل بلد عربي يستبدل نظامه لا بالطريقة الشرعية والمستقلة المثلى التي يجب أن تكون ، بل بالخيانة والتمرد والفوضى المدمرة، وبتدخل الناتو والتحريض الأمريكي لتحل في سدته حكام من خونة قتلة لصوص باعوا الشعب والوطن لا ضمير لهم ثم تهلل لعهدهم المخزي ويجعل الكل يهلل لهم بأنه عهد التغيير الجديد، ألا تبا لعهد مسخ منكر تصنعه دولة الانحطاط والبغي أمريكا وحلفها المجرم الباغي الصليبي الذي يقترف الجرائم وينتهك كل الحرمات، والطامة أنها تجد من الأمة سربا أزمن غباؤها تطبل وتهلل للتردي والإذلال وتمهد بكل انتشاء للتدخل الغربي والاحتلال ومنهم شيوخ الدعوة يحرضون على الفتنة يضللون الأمة ويسوغون لها حراما وهو الاستعانة بالناتو الكافر ضد الإخوان ويسكتون عن جرائمه ضد الإنسانية ، حتى الدعاة الذين كنا نحسبهم أئمة علماء وكنا نقبل على محاضراتهم ونحسبهم وعاة تقاة، قد سقطوا الآن في الاختبار، فتردوا في قضية ليبيا ترديا منكرا وبان معدنهم الزائف فما أسرع ما صدحوا في الأبواق عبارات مسمومة، ولم يخفوا شماتتهم المنكرة بمحنة الزعيم الليبي وفجيعة أسرته وشعبه المؤيد له، وهو المنكوب بجرائم الناتو، وانتشوا سرورا بفتحها بصواريخ الناتو التي قتلت الآلاف من الأطفال والنساء والرجال وهم كانوا من قبل في عقر بيوتهم آمنين، إنتشاء مخز وفي غير محله، فكأنهم منتشون بدحر اليهود وفتح فلسطين.

 

- إنتهاكات الناتو لأمن الناس وحياتهم في ليالي رمضان المقدسة وتدمير بنيانهم وإبادة أحيائهم والكل راض وصامت وشاشات الإعلام تعامت.. لأن المجرمين هم أقطاب الناتو.. لأن المحرضين هم زعماء الإجرام الغربيين من زمرة الحاقدين المنافقين الكذابين أوباما وساركوزي وكامرون وبرلسكوني ومن لف لفهم الباطل.. لأن الخونة هم العرب حكام قطر والإمارات ومصر "الجديدة" وما تسمى الجامعة العربية ومن تبعهم من المتخاذلين والمضللين والصامتين وإعلامهم المأجور..

 

- الكل منساق إلا فئة متنورة ممن رحم الله لكنها مستضعفة مقهورة صوتها مكظوم ، الكل ضل ويضلل واتبع الباطل بسعار محموم فلا تجد منهم صوتا رشيدا فكأنما طبقوا المثل القائل : " إذا رأيت جميع الناس ينهقون كالسوائم فافعل مثلهم وإلا حسبوك مجنونا" فهل الجنون في مسايرة الغاوين باتخاذ صوت منكر لايليق بالإنسان، أم بأن يحتفظ الحر بصوته كإنسان ويصر عليه مهما أنكره من يرفع فقط عقيرته بالصوت النكر؟ فما أكثر المضللين الذين إذا نهقت أمريكا وأبواقها وحلفها بالأباطيل رددوها وأعادوها بلا تفكير!! وما أكثر شياطين التحريض والتضليل والتشفي في الإخوان والتهليل لأباطيل أعداء الأمة الكفار! وما أكثر الشياطين الخرساء التي خدمت الباطل بخرسها المنكر! وما أكثر أبواق الاستلاب والتخدير والتضليل من غالب إعلامنا العربي السقيم الذي يزهق الحق ويقيم الباطل الذي يخدم الكفر والفساد والانحلال والخيانة، ويتخاذل عن الكرامة والمواجهة والمقاومة ولو بكلمة حق ونصرة الإخوان حين يدلهم الخطب وتتهافت ألسنة الشر ويتداعى الأعداء.

 

********

 

- عندما تتداعى عشرات الدول الباغية على دولة مسالمة تتعرض لفتنة طارئة بدون سابق إنذار، فتنة تأججت بمؤامرة خارجية وبدسائس مدبرة مع المعارضة الخائنة وبتحرض إعلامي مسعور ، المؤامرة الغربية المحكمة التي اعترف بها الجاسوس الصهيوني برنار ليفي صانع المؤامرات ضد كل دولة عربية تستهدفها قوى التحالف الصهيوني الصليبي، عندما ينتصر الناتو بغارات التدمير والإبادة على مدنيين عزل والقصف بالصواريخ المدمرة والسلاح المتطور الفتاك، عندما تهيمن أمريكا بالاستكبار والتضليل والنفاق الحاقد، وتنتهك البلاد ويطغى الأغراب ويتحكم الخونة بالفساد، وتنساق الأمة مع قوى الضلال ، فماذا بعد؟ وأين الأفهام التي وجهت بأمر الله تعالى : "فاعتبروا ياأولي الألباب" ، فأين الألباب ممن ضل عن الاعتبار؟

 

- لقد هلكت الأمة وضاع منها الدين وانحرف الصواب وتبلد الإحساس وطغى الباطل، وتردت بمسايرة انتهاكات حلف غربي تاريخه حافل بالإجرام في حق الملايين من المسلمين، لقد هلكت الأمة بالانحراف عن تعاليم الله وانسياقها لنزوات الضالين والمغضوب عليهم، وتبعيتها العمياء بموالاة أعداء الإسلام والإنسانية والتمكين للبغي الأمريكي الغربي الصهيوني في تدمير بلدانهم الواحد تلو الآخر بقوة السلاح وإزهاق أرواح زكية وإفجاع نفوس بريئة لاذنب لهم إلا أنهم مسلمون ، والاستقواء بحلف صليبي مجرم لا يجوز الاحتكام إليه بحكم الفطرة السليمة وملكة الصواب لمن يملك بديهة الإدراك، وبحكم تعاليم القرآن الكريم التي تنهي عن موالاة الكفرة أعداء الله، لكن من يعي ويدرك، وبحكم سوابقه الإجرامية والعدوانية على بلاد المسلمين وتسيره قوى إستعمارية حاقدة همها إبادة الإنسان العربي وسرقة نفطه وثرواته، لكن من يتقي ويتعظ؟ ومن يأخذ العبر البينات من تجارب العصر والتاريخ ؟ نهج الحق انطمس عن من ضل عن الهدى فليس إلى رشد من سبيل.

 

ضاع الأمل وتمكن الألم وجف القلم.

 

*******

 

والسلام على من اتبع الهدى.

 

 





الاحد٠٦ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مريم أحمد الأزاريفي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة