شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن الإجتماع الذي عُقد يوم الأحد الماضي المواقق 26 حزيران 2011 بمنزل صالح المطلق وحضره كل من أُسامة النجيفي ورافع العيساوي وسلمان الجميلي وغيرهم من جوقة العملية السياسية البائسة الفاشلة، إلا ستاراً يتذرعون به في تنفيذ المشروع الأمريكي بتقسيم العراق. أن الحجة المحورية التي طاف حولها المجتمعون هي وضع حدّ لمعاناة التهميش السياسي لأهل السُنّة في العراق، وذلك بإقامة إقليم الأنبار؛ كخطوة أولية، ثم يتم توسيعه ليضم بقية المحافظات السّنية: نينوى، صلاح الدين، ديالى.


أن المقترح الذي قدمه جوزيف بايدن وليزلي غليب، الرئيس السابق لمجلس العلاقات الخارجية، والذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز في 1 آيار/مايو 2006 ينص على تقسيم العراق إلى ثلاثة دويلات: شيعية، سنية، كردية. والفكرة تستند إلى ما تحقق في البوسنة عام 1995، حيث كل مكون يهتم بإدارة شؤونه الإقليمية، بينما تهتم الحكومة المركزية بالشؤون المشتركة! ثم إتجه بايدن إلى مجلس الشيوخ الذي حصل على موافقة الأغلبية في مشروع تقسيم العراق الذي صادقوا عليه عام 2007!!


إذاً ما قام به إمعات الإحتلال في إجتماعهم الفاضح والمريب، إن هو إلا نقلة تمهيدية تصب في جانب الترسيخ العملي لفكرة التقسيم، كونها أصبحت مقتضى ضروري وحل سياسي لابد منه. ولا ندري من ذا الذي أباح لهؤلاء الحفنة المخادعة بأن تباشر بهكذا إتجاه أشول ضعيف لا قوة فيه للوطن. إن كانوا يعتبرون أنفسهم منتخبون من قِبل شريحة معينة من الشعب، فعليهم أن يعترفوا – إن كانت لهم شجاعة وجرأة وطنية – ويقولوا أن لا وزن لهم داخل قرارات سياسة دولة الإحتلال، بدلاً من أن يتذرعوا بمسألة التهميش الطائفي.


أن الشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه قد أعلنها منذ إنتخابات مجالس المحافظات في أواخر عام 2008، حيث رفض بشكل قاطع فكر ونهج وأسلوب الأحزاب الطائفية التي منيت بخسارة لم تقوم منها للآن. وكذلك في الأنتخابات التشريعية التي جرت في 7 آذار/مارس 2010، حيث أراد الشعب التغيير ولم يتحقق له، فبدأت ثورته الحضارية السلمية في 25 شباط/فبراير من هذا العام، وما زالت مستمرة وسوف تستمر طالما إرادة الجماهير قد تحركت ضد أحابيل وتضليل الطائفيين والعرقيين.


إن ما يضطلع به المطلق والنجيفي والعيساوي والجميلي ومن لف لفيفهم في سعيهم المشين بخدمة المشروع الأمريكي في تقسيم العراق، هي خيانة وطنية واضحة سيحاسبهم عليها الشعب والتاريخ أشد محاسبة. حيث أصبحوا الآن أداةً جلية بين أدوات التقسيم لعراقنا العظيم بحضاراته التليدة وأمجاده الكثيرة وأبطاله الميامين الذين لم يتقطوا عبرالتاريخ رغم أزماته ونكساته. فالعراق كما قال عنه أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:


"العراق جمجمة العرب، وكنز الرجال، ومادة الأمصار، ورمح الله على الأرض، فأطمأنوا فإن رمح الله لا ينكسر".


أن التحايل على الشعب بدعوة مجابهة التهميش السياسي من خلال إقامة الأقاليم السّنية، هي دعوة باطلة ومماحكة زائفة لأذناب الإحتلال. فلو كانوا صادقين لرفضوا العملية السياسية التي تهمش طائفتهم، أو في الأقل دعوا إلى إستفتاء شعبي نزيه. لكنهم خونة الوطن الذين رضوا أن يكونوا بيادقاً تحركها الأيادي الأمريكية والصفوية الهادفة إلى تمزيق وحدة المجتمع والدين الوطن.


أن الحل لا يأتي من المحتل الأمريكي أو الصفوي الإيراني، بل من "كنز الرجال" المجاهدين في فصائل المقاومة الوطنية المسلحة والقوى المدنية المناهضة للإحتلاليين العسكري الأمريكي والسياسي الإيراني. أن أشاوس الميدان وشجاعة المناهظين وجرأة المتظاهرين المسالمين هي من تأتي بالحل إلى العراق وأهله، وإن غداً بعون الله تعالى قريب لناظريه.

 

 





الثلاثاء٢٦ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . عماد الدين الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة