شبكة ذي قار
عـاجـل










خضعت قطاعات واسعة من كوادر الدولة العراقية لعملية إبتزاز مرفوضة وغير إنسانية تحت ذريعة البعث وسرحت العديد من الطاقات والكفاءات ؛ ما أفرغ مؤسسات الدولة وجعلها عرضه للضياع بأنواعه؛ ضياع الحقوق وضياع مصالح الناس وهدر إنسانيتهم من خلال مواجهة مصائر مجهولة بعد أبعادهم أو طردهم من أعمالهم مما عرض أحوال عوائل عن بكرة أبيها للمجهول والتشرد والحرمان نتيجة تطبيق (الإجتثاث سيء السمعة والصيت) وتسلط من لايحمل في قلبه ذرة رحمة على رقاب الناس؛والذي تحول فيما بعد (للمساءلة والعدالة) والحجة كما ذكرنا ( البعث).


أغلب الذين طالتهم عبثية هذا القانون أو القرار العبثي غير المسؤول هم من الكوادر الوسطية الذين تمثلهم شرائح المدرسين والمعلمين والموظفين الذين يحملون درجات وظيفية ليست بالعليا؛ أي الذين يعتبرون عماد العملية الإدارية والتربوية التي تمسك بمفاصل الدولة وتعمل على تسيير أمورها وأمور العباد ؛ هذا من جانب ؛ ومن الأخر أن من أصدر هذا القرار كان على علم أنهم ليسوا بالكوادر المتقدمة (بحزب البعث) ولاهم من أصحاب القرار؛


واقع الحال الأني يقول أن هناك قانون يسمى (المساءلة والعدالة) وهو النسخة المعدلة من (الأجتثاث سيء الصيت والسمعة) والذي أنقلب حتى على صاحبه فأرتد سحره عليه وأجتث في آخر الأيام؛ هذا القانون يشرع لمعاقبة من أرتكب جرماً ليبعد عن وظيفته ومن ثبت عليه الجرم يقدم للمحاكمة ولاخلاف في هذا فالمجرم يستحق العقاب بعثياً كان أم ديمقراطياً من الأحزاب التي حكمت بعد البعث وهو شيء مقبول ولايختلف عليه عاقل رغم أن (الديمقراطيين الأفذاذ) لم يحاسبوا لحد الأن على جرائمهم حتى يومنا هذا التي أرتكبوها بحق الشعب منذ قدومهم حتى اللحظة التي تقرأون فيها هذه السطور كونهم مرفوع عنهم الحجاب وهذا شق واحد من القانون؛ أما الشق الثاني فيقول إن من لم يثبت عليه الجرم يجب أن يعاد الى وظيفته وأن تعاد له حقوقه كاملة غير منقوصة وهو كلام المنطق والعقل والتبصر والبصيرة؛ وقد تم إعادة الكثير من أولئك وهذه تحسب لحكومة السيد المالكي ربما لأن الرجل تجاوز قليلاً عن حقده الأسود إتجاه هذا الشعب أو أجله لاأدري ولم يكمل إنتقامه من تلك الفئات التي (لابالعير ولابالنفير) كما يقال.


لكن السؤال هل أعيدت لهم حقوقهم المهدورة بفعل أفكار من أسس لهذا القانون المسخ الشيطانية لينتقم من عوائل عراقية لاحصر لها بأطفالها وشيوخها وشبابها ونسائها في وقت ربما أن وصفناه بالعصيب نكون قد قللنا من هوله وماتعانيه تلك العوائل من شظف العيش ومعاناته؛ فهل يعقل هذا تعطون صك البراءة دون ان تعيدون الحقوق؛ أقول هذا لأن أولئك شريحة ليست بالقليلة من شرائح مجتمعنا وهم شئتم أم لا جزء من قلوبنا ؛ وقد بصمتم لهم بأنهم لم يرتكبوا جرماً ؛وهم ليسوابحاجة لذلك أمامنا لأنهم منا ؛فيما أنتم بحاجة لمن ينزهكم عن تهمة الخيانة والتبعية للأجنبي؛فلماذا وأنتم تقولون عنهم أبرياء تأكلون حقوقهم التي غيبتموها طيلة ثماني سنين؛ وبالمقابل قدمتم المكافأة للعديد من الأشخاص التابعين لكم والذين تسمونهم بالمناضلين أو المفصولين السياسيين وبعطاء جزيل ربما لايستحقه بعضهم أو أغلبهم أو قل كلهم وفق المشهد الذي يعيشه العراق اليوم؛ فهل ترون إن هؤلاء لم تقتصوا منهم سياسياً.


الحق هو الحق ومن يداهن أو يماطل أو يسوف فهو (زنديق) دون مواربة ؛فإما أن تعطوا كل ذي حق حقه أو أن تعيدوا ما منحتم لمن لايستحق( وهو ليس بالتفضل) من أحد فهو حق نطالب لهم به؛ نحن لسنا ضد أحد والعراق عراق الجميع؛إذا أحترم هذا الجميع قدسية البلاد والعباد وقدسية ترابنا الحبيب؛ لكن أن تكون الموازين مقلوبة ويعتاش البعض على معاناة الآخرين فتلك إذا قسمة ضيزى لاترضي الله.


الناس لها حقوق عليكم وهم لم يمارسوا وفق قوانينكم فعلاً منكراً ولم يرتكبوا جرماً بأعترافكم والدليل أن أعدتموهم الى وظائفهم فلما لاتمنحوهم مستحقاتهم؛ أعطوا حقوق الناس أفضل بكثير من أن يأتي وزيراً للتجارة أخر ويسرقها أو يجعلها بضاعة زيت مكدسة في الموانىء تتلف وتذهب أدراج الرياح ويغلق الملف وكأن شيئاً لم يكن ؛ أو أن تدفع أثمان لمحطات كهربائية ويتضح إنها لعب أطفال أو غيرها من فضائح أقترفتموها؛ وهذه جرائم لم تبرءوا منها بأجمعكم ممن تشاركون بما يسمى بالحكومة؛ أي وفق قانونكم هذا لاتستحقون رواتبكم ويجب أن تطردوا من وظائفكم الحالية.


تنعمون ونفر منا يكتوي بنار؛ وتعيشون مرفهين وأقوام من أهلنا يتقلبون على جمر اللظى وأطفالهم تتباكى ولامن مجيب؛أي عرف هذا وإن كانوا بعثيين فهم جزء من الشعب وتذكروا ماكان يفرض عليكم في الماضي وما عانيتم ولاتعملوا بأسقاط معاناتكم على الأبرياء فهم ليس فيهم أميناً عاماً للبعث ولاهم من كوادره المتقدمة وحتى بعض من أولئك برأتموهم أنتم لعدم أرتكابهم جرائم كما تقولون فلما لاتمنحونهم حقوقهم.


لاأدري لمن أوجه خطابي ومن المسؤول إن كان بينهم من يتحمل شرف هذه الكلمة وإلا مابقي في تلك المهزلة التي يسمونها حكومة؛ من المسؤول عن معاناة هذه الشرائح التي تمت تبرأتها والتي تعيش شظف العيش بسبب حقدكم؛ فمن ذا الذي لم يكن في بيته بعثياً ؛ حتى وإن كان فمن منكم لم يكن يركض خلفهم لأنجاز مايريد ؛ عودوا لرشدكم فالظلم ظلمات؛ وأراكم قد أستزدتم منه؛ فأصلحوا أحوالكم قبل أن تركلوا وتذهبوا الى جحيم جهنم جراء ماأقترفتم من جرائم إجعلوا لكم في الطريق اليها ولو عملاً صالحاً تقفون به أمام ربكم الذي لاتغيب عنه غائبة؛ والحق لابد أن يناله أصحابه إن أجلاً أم بعد حين ولاتكونوا ممن يتبارون بالباطل؛ وعجزنا من نصحكم والله.


قد تكون أخرها في أخر أيام الرجل وأخر عهده بمنصبه هذا أوجه كلامي الى السيد رئيس الوزراء مباشرة حتى وإن كنت أختلف معه بالرأي والتطبيق لكن عله يقدم مايذكر له حين تستعيد هذه الشرائح حقوقها كما نال غيرها ؛ ولاتنسى إن وصلك خطابي أيها الرئيس من قتلتموهم من البعثيين وهم أبرياء مثل أقرانهم أي لو طبقتم عليهم قانونكم المسخ هذا لوجدتموهم لم يرتكبوا جرماً ؛ فما تقول عنهم ....... إن نفعت الذكرى.

 

 





الاربعاء١٣ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد الدغمان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة