شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد بينت تطورات الأحداث وموجات الثورات المحمومة التي انحرف مسارها وتعكس أوضاع الأمة كيف آلت وكيف تردى فيها من ضل إلى أن صارت طرفا في العدوان الغربي على ليبيا حاليا والتي تسير على نفس الوتيرة التي مضى بها العدوان الغربي على العراق وبتواطؤ عربي، فلقد أصبح العجب عجيبا في هذا الزمن الذي انقلبت فيه كل الموازين وانحرفت المعايير فضاع الحق والتبس الباطل وضاعت الأمانة في يد أهلها قبل أن يجور عليها أعداؤها.

 

***

 

- قبل احتلال العراق شنت أمريكا حملات مسعورة ودعائية تستهدف دولة العراق ورئيسها ونظامها في حملة محمومة غايتها الخفية تدمير ما حققته دولة العراق من منجزات وتقدم في كل المجالات العلمية والصناعية والعسكرية ، وروجت أمريكا  لدعايات مغرضة وشعارات وأكاذيب ومغالطات مضللة، وأنهكت العراق اقتصاديا وسياسيا وعسكريا بحجة التفتيش عن ما تسميه أسلحة الدمار الشامل، والحقيقة كما يدركها الجميع أنها عمليات حصار جائر وتجسس واستكشاف ومسح لرصد لكل قدرات العراق وإمكانياته تمهيدا لغزوه واحتلاله بعد ذلك، ثم تم الهجوم العسكري الإجرامي الجبان من أمريكا وشركائها منتهكة بذلك كل القيم والقوانين ، وأمعنت سياسة البغي الأمريكي وأعوانها خلال الغزو الهمجي استباحة لكل الحرمات و إبادة وإجراما ونهبا وتدميرا والعالم كله يتفرج، بينما مضت الدول الخليجية والعربية في تقديم كل التسهيلات لأمريكا وحلفائها في عدوانها على العراق، ومن لم تقدم تسهيلات تواطأت بجريمة الصمت على المنكر والتعامل مع دول الغرب الباغية وكأن شيئا لم يكن، وتواطات مع هذا الإجرام الشرس ما تسمى الجامعة العربية التي لم نر لها أي موقف إيجابي ولو بأمرين: 1 - وقف التعامل كليا مع المؤسسات الدولية خاصة مايسمى مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم والمحكمة الدولية التي لا يأتي منها إلا ما يحيف بحق دول العرب والمسلمين وتحت مظلتها سوغ احتلال العراق واستهداف ليبيا، وتحت ناظريها جرت وتجري أفظع الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها أمريكا وأوروبا وحلفها الأطلسي ضد دول المسلمين دون أن تقوم بأي فعل إيجابي أو قول صارخ حاسم.  2 - عدم الاعتراف بحكومات الاحتلال في العراق والتي تتعامل معها وكأنها حكومات شرعية تستحق الاعتبار، وهم يعرفون تماما أنها عصابة العملاء غدرت بوطنها ونظامه الشرعي القائم وارتكبت الخيانة العظمى في حق وطن كان من قبل حرا عزيزا سالما حتى جلبوا له الاحتلال والدمار والإذلال، ثم تبؤوا على سدته ليتحكوا في البلد كعصابة إجرامية لا تتورع عن أبشع المنكرات لتحقيق مصالحها الشخصية وخدمة مخططات الاحتلال.

 

***

 

- ولقد لا حظنا أنه في الوقت الذي شرعت فيه جيوش الأمريكان وقوات التحالف الغربي في استباحة العراق جوا وبرا وإمعانا فيه تدميرا وقصفا وانتهاكا لسيادته وعدوانا على رموز سياسته الشرعية ، كان الإعلام العربي وخاصة الخليجي قد ارتمى في عبث واستهتار عجيب على الأغاني والمسلسلات والأفلام العابثة، وخصص عددا هائلا من باقات القنوات الفضائية في بث متواصل لوصلات اللهو والمجون والاستهتار وتخدير الجموع بأعمال الخدر والتخدير بما يسمى الدراما والفنون، وأخرى تخصصت في عرض ملاهي السينما الغربية والأمريكية، أما القنوات الإخبارية فهي تقدم الأخبار وفقا للتوجهات الأمريكية أو ببلاهة وغباء دون إبدا موقف، هكذا في استلاب عجيب ولهو مفرط بينما شعب العراق إلى جانبهم يهاجم بالدبابات الأمريكية وجيوش باغية تنتهك كل الحرمات، ويقصف بالصواريخ الأمريكية وتدمر مقدراته في عبث واستهتار غربي حاقد ومسعور، وفلسطين ترزح تحت الغارات الصهيونية وعدوانها على شعب مقهور، بينما يستقبل ساسة دول الخليج وما جاورها مجرمي الاحتلال أولهم المجرم الساقط بوش بإقامة السرادقات الحافلة ومراقصته ومؤاكلته ومجالسته كأنما يجالسون وليا حميما.

 

- لم يستنكفوا من استقبال علج كافر مجرم إرتكب في حرمات المسلمين أبشع الجرائم والانتهاكات، بل أهدوه السيوف والصقور المحلاة بالذهب في الوقت الذي يهدي فيه وبجوارهم شعبا مسلما أفظع القتل والانتهاكات والتخريب الغامر قصفا بطائراته ودباباته وإمعانا في المدنيين العزل مداهمات واعتقالات وجرائم مهولة ضد الإنسانية المعذبة في العراق ، ورغم كل الانتهاكات التي ارتكبتها جيوش أمريكا وحكام الاحتلال الأمريكي في العراق واستباحتهم لكل المقدسات والحرمات والتعرض للحرائر وتعذيب وإذلال المسلمين، والعدوان على المساجد وقتل الأئمة والعلماء والمصلين، والعبث بكتب القرآن الكريم تدنيسا واستهدافا بالرماية لم يرف للعرب جفن ولم تهتز لهم نخوة ولم يتحرك فيهم ضمير رغم أن الصور تناقلتها إبانها وسائل الإعلام، بل مضوا في التعلق بأذيال أمريكا وفتح العلاقات معها والهرولة إليها في كل خطب وأمر، واستقبال كذابيها بالترحاب، وفتح جميع العلاقات معها وكأن شيئا لم يكن.

 

***

 

فأين هو الضمير في هؤلاء وأين منهم تقوى الله والغيرة على حرماته والغضب لانتهاكات يرتكبها مجرمو أمريكا في حمى المسلمين وفي عقر ديارهم وأوطانهم، وقد تركوا العراق لمصيره يعاني من آثار الاحتلال الأمريكي الغاشم وما يعج به من مظالم ومآسي مهولة من نتائج ما جنته أمريكا وحلفها الأطلسي وحلفاؤها وما أنتجه عدوانهم الغاشم من أرامل وأيتام ومنكوبين ومشردين ومآسي مهولة لا يحدها عد ولا إحصاء ، وكنت أحسب رغم كل ما أراه من التخاذل والسلبية المفرطة أنه لا تزال بهم بقية بحيث يأخذون الدرس مما ارتكبته قوى الإجرام الصليبي الغربي من آثام في العراق.

 

***

 

 إنني أستنكر غاية الاستنكار وأستغرب ما وقعت فيه دولنا العربية والخليجية خاصة من تواطؤ مع أمريكا وحلفها الأطلسي ضد ليبيا، بعض دول الخليج العربي وبعض الدول العربية الأخرى كمصر بما عرف عنها من الموالاة المطلقة لأعداء الله الصهاينة وأمريكا والغرب عموما تردت غاية التردي الآن وأصبحت بشكل سافر عونا لأمريكا في مخططها التدميري الحاقد ضد العرب والمسلمين سواء بإعلامها وبأموالها أو بجعل أراضيها قواعد عسكرية لأمريكا، دون أن يدركوا أنهم في بيعهم لإخوانهم الواحد تلو الآخر سوف يأتي عليهم الدور كما هي قصة الأسد والثيران الثلاثة، لكن من باعوا دينهم وأوطانهم وقيمهم لا يحسون ولا يعتبرون ولا يتقون الله في أمة مسلمة كلما أصاب شعبا منها سهم الحقد والعدوان الغربي.

 

***

 

- لقد بدأت الأزمة في ليبيا بواسطة القصف الإعلامي المنبث من الخليج خاصة من قناتي الجزيرة والعربية تردفها في أسلوبها التحريضي أو الضاربة على الوتر الأمريكي قنوات أخرى ضالة ومضللة كالبي بي سي وغيرها ممن سار معها في درب الغواية والتضليل، قناة الجزيرة تعتبر نفسها قيدومة الإعلام العربي والمرجع ، لكن الجزيرة أصبح لها دور يتخطى مجرد الإعلام، إنها تشحن النفوس وتهيئها بأسلوب خبيث ظاهره الرأي والرأي الآخر، ثم تطوعها لتوجيهها الوجهة التي تريد، لتجعل من تلك النفوس المسلوبة المشحونة قنابل موقوتة تنفجر في بلدانها وضد أنظمتها وضد كل شيء مستقر، لتقلب الأمور فتنا وفوضى تصطاد من خلاله القوى الغربية وخاصة أمريكا، إنها تحرض وتغذي الفتن في الدول العربية وتستقطب كل أفاك متمرد على النظام في بلاده لتجعل منه شرارة تبث وتشرع للفتنة والتمرد، وتستغل الجزيرة في إعلامها الكاسح مصطلحات أمريكية لتبرير تمرد الشعوب على حكامها وهي الحرية والديمقراطية.

 

***

 

- عندما هاجمت أمريكا دولة العراق وبعد انتفاء أكذوبة أسلحة الدمار الشامل وأن العراق يشكل خطرا على الأمن العالمي ، إستبدلت الادعائين بأكذوبة أخرى روجت لها بواسطة الإعلام، وهي التحرير ونشر الديمقراطية، وللأسف هناك الكثير من المغررين العراقيين صدقوا هذه الأكاذيب، هل يمكن أن يكون الاحتلال تحريرا؟ وهل الاحتلال إلا ظلم وفساد وشر مستطير وذل وهوان؟ وهل يعقل أن يصدق عاقل عقله في رأسه أن الديمقراطية يمكن أن تنشر بقذائف الدبابات المدمرة وبصواريخ الطائرات المغيرة التي تحرق الأخضر واليابس وتقتل الجماعات لا فرق بين صغير وكبير؟ وهل يتقبها كريم أن تأتي عبر الاجتياح والتدمير والإبادات الجماعية وجيوش غازية منحطة الأخلاق تنتهك كل الحرمات وتستبيح المقدسات؟؟؟ هل يقبل من له ذرة عزة وكرامة أن تأتيه الديمقراطية الأمريكية المزعومة عبر الاحتلال والغزو المسلح والاستباحة والإذلال وقنابل الفوسفور الأبيض واليورانيوم المنضب المحرمة دوليا والتي تهلك الحرث والنسل وتضر البيئة والحياة عبر عقود من الزمان؟؟؟ بل إن هناك من صدقها حمقا وغفلة وسذاجة وضعفا في التفكير، وهناك من روج لها في كثير من وسائل الإعلام العراقي سواء منه الحكومي والخاص والممول من أمريكا فكان إعلاما ضالا مزورا يشهد الزور ويروج له، ويرى الباطل ويطبل له.

 

***

 

- هل يعقل أن يعمل جيش هائل ممن يحسبون أنفسهم إعلاميين عراقيين وسياسيين ومن لف لفهم في هذا التفكير المريض - في الترويج للأكاذيب الأمريكية وديمقراطيتها الدموية الفاسدة التي أهلكت الحرث والنسل؟  هل هم من الغفلة والسذاجة وانعدام الكرامة بحيث يضربون على وتر التضليل الأمريكي ليغطوا على جرائم أمريكا وانحطاط سياستها الفاسدة الباغية، دون أن يهتز لهم ضمير لحرمات بلد يستباح بكل الانتهاكات الأمريكية، رغم وضوح الجرائم وآثارها المأساوية في العراق، فكأن النفوس تبلدت وأبصار عميت فلا ترى إلا ما توهمها به أمريكا ، وهناك من صدقها مسايرة للباطل وذلا وضعف همة في النفوس، وتزلفا لقوى ضالة طمعا في فتات مذل يرمى إليها من هنا وهناك، وهناك من صدقها مكرا وتضليلا ومغالطة للتعتيم على جرم التواطؤ والخيانة، وللصيـد في الماء العكر كما تفعل عصبة الإفك والإجرام التي تتولى سدة المنطقة الخضراء، الاحتلال يستغفل الشعب بفتات من ديمقراطية مذلة مغموسة بالدم وتراب الحطام، وتمعن فيه جورا وحيفا لا مثيل له في العالم، وزجت بخيرة شبابها ونوابغ شيوخها وأعلام كفاءاتها إما في عمليات الاغتيال الغادرة أوفي غياهب المعتقلات في ظلمات الأسر وتحت التعذيب ومعهم كل من وقع من الأسرى لا يدرون لماذا يضامون وخارج كل مبرر وقانون، القانون الضائع الذي يتولى تحت ظله المجرمون المناصب ويمعنون في كل الجرائم التي يعاقب عليها القانون وخارج كل محاسبة ومتابعة ، ويضطهد الأبرياء باسم القانون وبأية تهمة جاهزة.

 

***

 

أمريكا تستغفل الشعب العراقي والرأي العام العالمي بديمقراطية مزعومة للتغطية والتمويه على جرائمها في العراق وأفغانستان وباكستان، وللتضليل عن الحقد العارم ومخطط التدمير المتسلسل الذي تكنه لدول المسلمين، وهي بمكرها تضرب بعضهم ببعض بإثارة النعرات والطائفية وتشتيت الأمة شيعا تبث بينها أسباب التنافر، والترويج لأوهام يتقاتلون عليها وبتسخير إعلام مأجور يثير الفتن ويروج لأفكارها في محاولة لتخدير الشعوب، سخرت لمزاعم الديمقراطية وروجت لها عبر الإعلام السقيم العراقي الذي يتبع الضلال الأمريكي تمويلا أو فكرا أو تراميا وتزلفا وتماشى معه في ذات التوجه المضلل معظم الإعلام العربي خاصة الجزيرة، فهل يمكن أن يصدق عاقل أن أمريكا التي دمرت العراق وقتلت شعبه ونكبت الملايين وسرقت ثرواته وانتهكت سيادته وحرماته واعتدت على رئيسه الشهيد وحكومته الشرعية يمكن أن تأتي له بحرية وديمقراطية ، وهل يتماشى الاحتلال وترويع الشعب وانتهاك سيادته وأمنه وحياته وكرامته ونهب ثرواته وإتلاف مقدراته وطمس حضارته مع الحرية ، وهل يتناسب الانتهاك والاستباحة والقتل الجماعي والتدمير الشامل والاعتقالات العشوائية والتعذيب مع الديمقراطية؟ أية فطرة سليمة وأي إنسان له كرامة وأي مسلم له عزة ونخوة يقبل بما تأتي به دولة الكفر والإجرام أمريكا الباغية، وعبر الغزو المسلح والسطو قصفا بأعتى أسلحة التدمير الشامل والاحتلال؟؟؟

 

***

 

- لقد نهى الله تعالى عن موالاة اليهود والنصارى ووصفهم بالكفار لشدة قسوتهم وحقدهم على المسلمين وحقدهم على دين الإسلام ، وحرم الركون إليهم " ولا تركنوا للذين ظلموا "  لأنهم لا يدعون إلا لما فيه شر وإذلال لهم والبينات والتجارب في ذلك كثيرة: يقول تعالى في كتابه الكريم " يدعونكم إلى الفتنة وفيكم سماعون لهم" فهم دعاة الفتنة  يحثون عليها عبر الدسائس الخفية والتدليس وتدبير المؤامرات ليتسنى لهم عبرها بلوغ مآربهم في تدمير الأمة وإذلال الشعوب والاستحواذ على أرضها وثرواتها، وهذه القوى الغربية تمارس التدخل والتدمير بواسطة عملائها الذين تستخدمهم في هذا السبيل، فياويل بعض من يحسبون أنفسهم عربا ومسلمين إن تردوا في خطيئة الخيانة والعمالة للأجنبي ليطعن بلاد المسلمين ودينهم وحرماتهم في الصميم، ويجعلوا أنفسهم معبرا لهؤلاء في العدوان بالاجتياح والاحتلال والقصف المدمر، فهل يعلمون عظم الجرم الذي يرتكبونه في حق الله تعالى وفي حق الدين والوطن والحرمات؟ لماذا هذا التردي وفينا القرآن الكريم الهادي إلى الرشد وفي الحكم الفصل، وفيه وردت آيات كثيرة بينات تحرم الخيانة والموالاة لأعداء الله وأعداء الإسلام:

 

 } يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين، أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانًا مبينا } النساء
}
بشر المنافقين بأن لهم عذابًا أليمًا، الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة، فإن العزة لله جميعًا } النساء .

 

- عندما قام ما يسميه البعض بربيع الثورات العربية ، فلقد كانت شرارتها التي جاءت عفوا في تونس، ثم قلدتها مصر، فانتهزتها الدول الغربية فرصة حتى قال المجرم أوباما " إن الثورات العربية تصب في مصلحتنا " ، ووجدتها الجزيرة فرصة للولوغ فيها حتى النخاع، فتهافتت وضللت ومالت كل الميل تجاه زمرة مارقة من الخونة والمغررين الذين يسمون أنفسهم معارضين ، وياليتهم معارضين شرفاء لهم غيرة على دينهم ووطنهم وحرماتهم، لكنم معارضون أنذال، وتجار من النوع الدنيء، يبيعون الدين والوطن والشعب وحرماته فقط من أجل نزعات حقد وانتقام مدمرة، ومآربهم الشخصية الدنيئة وخدمة محتل كافر يسلكون معه أحط الوسائل في تدمير بلد خانوه كما فعل خونة العراق، وكما يفعل الآن خونة ليبيا الذين ركبوا موجة الفتنة وتحالفوا مع الحلف الغربي الكافر المجرم مستعدين لتدمير بلدانهم بأي ثمن.

 

***

 

- نفخت الجزيرة وهولت وحرضت وسممت الأفكار وركزت باقة قنواتها على بؤر الثورات أو التمرد في مناطق من العالم العربي تستحث أو تهيج بأساليب ملتوية حينا، أو علنية سافرة أحيانا ، ويلاحظ أنها أهملت قضية العراق تماما وتغاضت متعمدة عن انتفاضته الشعبية التي لها كل الأسباب في القيام، لأن البلد محتل تستبيحه أمريكا بلا حدود، وتعيث فيه ما تسمى الحكومة التي نصبها الاحتلال وهي عصبة خائنة من القتلة واللصوص بكل الجرائم والانتهاك والفساد، وتمعن تخريبا للإنسان العراقي وللأرض ولسيادة الوطن تفريطا لصالح الاحتلال ، فالثورة في العراق واجبة بل ضرورية لرفض كل ما يجري في العراق من احتلال وحكومة باطلة غير شرعية وما تنهجه من انتهاك وسحق ممنهج ضد الشعب ومقدراته، لكن الجزيرة ومن معها من قنوات التضليل أهملت قضية العراق وصمت عن صراخ شعبه المظلوم، وتغاضت عن قضية مئات الآلاف من المعتقلين لا أحد ينصفهم، وأطلقت سمومها تجاه دول عربية تتمتع بما لايتمتع به بلد محتل مدمر كالعراق، فلما قامت الفتنة في ليبيا ويعلم الله وحده كيف قامت وكيف دبرت وباستغلال جموع من المخدوعين لا يعرفون من سخرهم ولمصلحة من، فكان قتل وتخريب وحرق لمقدرات ليبيا وتدمير ذاتي لا يعرف الهائج المتمرد لماذا يقتل ولماذا يدمر بلده..

 

***

 

لقد استقطبت الدول الغربية كل عميل خائن منشق على السلطة الشرعية في ليبيا وأصبحت المطالب تناوئ النظام تطلبه بالتنحي ونسيت ما بدأت به من مطالب الحرية والإصلاح، فانتهزتها الدول الغربية كل ينعق بنعيق زاعق يطالب زعيم ليبيا بالرحيل في تدخل وقح سافر يؤجج الأوضاع ولا يهدئها، واستولت أمريكا على أرصدة ليبيا في نهب سافر وبحجة واهية لتبرر بها السطو على أموال شعب محاصر تصب عليه حمم الصوراريخ الحارقة، بينما الجزيرة وأخواتها تروج لكل نعيق ينعقه ساسة الغرب وتقدمه على شاشاتها بالخط العريض وكأن الهذيان الغربي وتدخلاته وإملاءاته حكم مقدس منزل من السماء.

 

***

 

أرأيتم أي غباء وأي ترد تردى فيه إعلامنا العربي بنقله لتفاهات ساسة الغرب، إعلام متخاذل تخلى عن دوره في واجب الدفاع عن المبادئ وترسيخ القيم والثوابت الدينية والخلقية والإنسانية والوطنية القويمة، ليمضي في سياسة التحريض والتضليل ونقل التفاهات والتدخلات الصفيقة عن ساسة الغرب المنافقين الكذابين، أليس في ساسة العرب وناطقيه وإعلامييه من يلقم أوباما وساسة أوروبا حجارة ليكفوا عن تدخلاتهم في الأمور الداخلية لبلادنا، وبأي حق يحكم المجرم أوباما وناعقوه بأن هذا الرئيس العربي أو ذاك فقد شرعيته؟ ويتغاضون عن احتلال طويل الأمد وجائر لأفغانستان والعراق، وحكومة عميلة في العراق تمضي في بيع الوطن والحيف على الشعب وكلاهما ليست له أية شرعية. وبأي حق يطالبون برحيل هذا الرئيس أو ذاك وهو رئيس في بلاده وفي دياره ويشكل رمزا للسيادة لا يمس بهذه الطريقة، أليس هذا إذلالا بل وقاحة؟  لماذا لا يوحد العرب كلمتهم ويعزوا شأنهم فيقولوا لأمريكا أن تكف عن إملاءاتها المذلة وأن ترحل قواتها المحتلة من بلاد المسلمين؟ لماذا لاترحل أمريكا قواتها وهم دخلاء محتلون يعيثون في بلاد الناس فسادا ؟

 

***

 

- لقد استفحل الأمر بما يشبه مخططا يتم على مراحل، فأطلقت الجزيرة عنانها لأهل الإفتاء وهم بلباس الدين يشرعون بالتضليل والباطل لقتل أي زعيم عربي تستثار في بلاده فوضى الفتن المدمرة، ويسيرون على هوى الجزيرة في تحريض الشعوب تحت غطاء الفتاوى الدينية، وياليت الشعوب كانت واعية رشيدة تعرف كيف تصلح وتقوم دون عصيان ولا تخريب ولا استقواء بالأجنبي الكافر، وبلا عنف وانتقام يحبذه لأعداء، أما الجامعة العربية فقد قامت من سباتها وركودها المزمن لتعقد اجتماعا مع وزراء خارجية العرب وأسفر عن قيام أمينها غير الأمين بطلب الحظر الجوي على ليبيا، غير مدرك ما تنطوي عليها البادرة من خطورة على كل المستويات، كانت مؤامرة مدبرة تحرك خيوطها أمريكا من وراء ستار بينما قام البطل عمرو موسى بتمثيلها على خير وجه ليعطي لأمريكا شرعة التدخل العسكري ضد ليبيا تحت غطاء عربي وتمويل خليجي وبحجة كاذبة هي حماية المدنيين، ولقد تكشفت عبر وسائل الإعلام الليبي الوطني – وهي قنوات رصينة تجاهد في كلمة حق ضد ما يحاك لبلادها وقائدها من تواطآت ودسائس - مؤامرة حماية المدنيين التي روجت فيها أكاذيب وتلفيقات بموجبها تم ارتكاب جرائم في حق المدنيين على أيد خفية تعمل لمخطط خارجي، وترمي بأفعالها على النظام الليبي لتبرر العدوان عليه، وسرعان ما استجابت دول الحلف الأطلسي لعمرو موسى ودول الخليج التي تكفلت بتمويل العمليات الأطلسية، وللأسف تورطت دول عربية لا نتشرف مطلقا بموقفها المخزي والمتخاذل والمعادي لشعب ليبيا الشقيقة ونظامها الشرعي..

 

وإذا بالحظر الجوي يصبح هجوما وحصارا جائرا وغارات وقصفا متواصلا للمواقع المدنية والعسكرية في ليبيا أوقع المئات من الضحايا بما فيهم من رجال ونساء وأطفال وشيوخ ، وأبيدت فيها عائلات بأكملها ، ولم تتورع عن قصف المستشفيات ومقرات الجمعيات الإنسانية والإدارات والإذاعات والمصانع حتى أصبحت أنقاضا وركاما، فكيف يشاهد العالم هذا المنكر الصارخ ولا يبدي موقفا، بأي حق تعيث قوات الناتو بهذا الفساد في بلاد الناس، ولأي هدف ، ولمصلحة من هذا العدوان؟؟؟ إستمرت الغارات الجهنمية على شعب ليبيا وتدميرمقدراته ودياره وقتلت موظفين وسكانا ومارة في الشوارع، وتسببت في جراح خطيرة وإيقاع مصابين ومعاقين لا يزالون يرقدون في المستشفيات، وآخرون متأثرين من مضاعفات الصدمة والترويع.

 

***

 

- لقد رأيت مراسلة لصحيفة المستقبل الجزائرية تصف في اتصال مع قناة فرنس 24 الناطقة بالعربية، جرائم الناتو في ليبيا وكيف أحدثت بصواريخها مشاهد فظيعة من تدمير للبنيات الأساسية، وقتل جماعي وأجساد متفحمة أو محترقة لضحايا مغدورين، ومباني وممتلكات شبت فيها نيران، وأوضحت أن قوات الناتو تلقي مع الصواريخ خزانات البنزين ليكون مع التدمير حريق متفاقم لا يبقي ولا يذر، وذكرت مصادر أن الناتو استخدم في غاراته أسلحة محرمة دوليا منها الفوسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، وكلها أسلحة لها آثار ضارة بشكل متواصل للبيئة والإنسان والحيوان والنبات كما فعلت طائرات أمريكا في عدوانها الإجرامي على العراق، كل هذه الفظائع من قوات الحلف الغربي، والإعلام العربي ماض في سعاره وحقده المحموم غير المبرر ضد النظام الليبي، لقد صمت رغم كل هديره عن ظلم منكر توقعه طيارات الحلف الأطلسي على ليبيا، واستهدفت إقامة الزعيم الليبي وقتلت إبنه وأحفاده الصغار هكذا ظلما وعدوانا منكرا بدون أي منطق، وكل هذا الإجرام والعدوان من حلف الناتو الذي قتل ولا زال يقتل المدنيين العزل في أفغانستان وباكستان ، والعرب وساستهم وإعلامهم وصحافتهم وجامعتهم في صمت مخز تام ولم يصدر منهم أي صوت منكر لهذا الإجرام من حلف الناتو ، فبأي حق ؟

 

-*- بأي حق وبأي قانون وبأي منطق تهاجم أمريكا وحلفاؤها بلدا مستقلا ذا سيادة بالعدوان والانتهاك والتدمير، أو لم يكفها ما ارتكبت في أفغانستان والعراق؟

 

-*- بأية شريعة وبأية مبادئ تحالفت قطر والإمارات مع الحلف الغربي فمولت وساهمت بكل إمكانياتها في السطو المسلح على بلد عربي مسلم؟

 

-*- بأي حق شرعنت الجامعة العربية لدول التحالف الغربي للعدوان على ليبيا واستغل أمينها كذبة الحظر الجوي لحماية المدنيين، الآن المدنيون يقتلون ويحرقون ويروعون وتدمر بلادهم وبيئتهم، والجامعة في صمت مطبق بعد تورطها الفاضح ، فأين هي حماية المدنيين؟ ومن يحمي شعب ليبيا من جرائم حلف الناتو؟

 

-*- بأي حق يتكالب التحالف الدولي الغاشم لقتل زعيم في بلده وفي عقر إقامته وداره؟ بأي حق تدمر المنشآت العسكرية والمدنية لبلد مستقل ذي نظام وسيادة؟ وهل يجوز القضاء على المقدرات العسكرية والمدنية لبلد عربي مستقل فقط إستجابة لنزوة فئة مارقة عميلة خانت وطنها وتمردت على نظامه، أو تحقيقا لأهداف غربية خبيثة؟

 

-*- بأي منطق يتفرج كل العرب وقواهم وإعلامهم على ذبح ليبيا كما تفرجوا من قبل على ذبح العراق دون أن يحرك أي منهم ساكنا ولو بكلمة حق في حق وطن يدمر ويضام؟

 

***

 

هل يقبل من كذابي أمريكا التشدق بأن النظام الليبي فقد شرعيته كما يزعمون؟ وهل يحق لقوى غربية خارجية القضاء على رئيس عربي مسلم بهذه الطريقة؟ لماذا هانت أمتنا إلى هذا الحد فأصبح علوج الغرب هم من يحددون من فقد الشرعية وهم من يقول لأي نظام عربي إرحل ، وهم من يملي على النظام إملاءات مذلة : إما الإصلاح وإما الرحيل ، أي ذل هذا؟ هل فقدت أمتنا كرامتها حتى أصبحت تقبل إملاءات أمريكا المذلة ضد دولها وكأنها أمر سماوي لا يقبل النقاش؟ أي ذل وإذلال تردت فيه أمتنا هذه؟ لماذا لا تكون لنا مواقف كرامة وإباء، ولماذا لا نقف من قضايانا موقف عز فنؤازر ليبيا وشعبها ونظامها، بدل أن نميل إلى زمرة ضالة من الخونة تحالفت مع الغرب واليهود لتجد لها سدة على بلد خانته ودمرته كما فعلت زمرة العملاء العابثة في  العراق ، إنني عندما أقلب أية قناة عربية أجد أنها تتماهى مع التوجه الغربي في العدوان الأطلسي على ليبيا فلا أجد منها إلا من يتحامل على النظام الليبي ولا يستنكر مطلقا جرائم حلف الناتو .

 

***

 

لماذا يستهدف شعب ليبيا؟ بأي ذنب يقتلون ولا ينادي بحقهم أحد؟ بأي ذنب يستهدف زعيمها ويقتل أبناؤه ولا يستنكر ذلك أحد؟ بأي ذنب يقتل التحالف الغربي الصهيوني الملايين من الأبرياء العزل في أفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين ولا تشير الأصابع إلى المجرمين من ساسة أمريكا واليهود؟ لماذا لا تطالب القوى العربية وجامعتها ومؤسساتها بمحاكمة المجرم بوش وبلير وكل من شاركهم في جرائم الاحتلال وقتل شعب العراق؟ لماذا يثق ساسة العرب فيما تسمى مجلس الأمن وهيئة الأمم والمحكمة الدولية رغم وضوح عبثيتها وهزليتها وهزالتها، ورغم جور أحكامها وتحيزها السافر ضد المسلمين؟ لماذ لا يتحد العرب لمواجهة آفة الاستهتار الغربي بأن تنشيء لها مؤسسات كالمحكمة العربية ومجلس الأمن العربي وهيئة الأمة العربية لتبني بها اتحادا ومواقف عز وقوة ومواجهة يحسب لها حساب بدل أن تبقى مجرد شراذم تائهة تحتكم إلى أمريكا ومؤسسات عبثها في كل أمر، فتعبث بأذقانهم كما تشاء فلا يطولون الأرض والسماء كما تفعل بهم في قضية فلسطين؟

 

***

 

- لقد شهد شاهد من أمريكا حين انبرى منهم أستاذ جامعي عبر إحدى القنوات العربية حيث قال بأن المؤسسات الدولية الغربية مسيسة والمحكمة الدولية موجهة حسب نزوات أمريكا ، فعلى العرب الإعراض عنها كليا وعدم اعتمادها في أي أمر، وبأن عليهم إتخاذ مواقف مستقلة وإنشاء مؤسسات سياسية وقضائية لقضاياهم يحتكمون إليها، لكن مر الاقتراح مرور الكرام لم ينتبه له أحد ولم يتوغل فيه الإعلام بحثا وتناولا حتى يجعله واقعا ملموسا، كان على الإعلام العربي لوكان مسؤولا واعيا أن يلتقط الفكرة ويضرب على وترها يدق بها رؤوسا متحجرة لساسة عرب لا يريدون أن يتقدموا إلى الأمام ، ولا أن يأسسوا لهم كيانا عزيزا شامخا مرهوب الجانب، ولا أن يتخذوا لهم كيانا مستقلا عن الهيئات الدولية الأمريكية التي تستخف بهم وتعاملهم كالأراجوزات.

 

- بأي حق يدمر الحلف الغربي ليبيا وبأي حق يستهدف زعيمها وقادتها، وبأي حق يتدخل الغرب في شؤون الدول العربية، ماهذا الغباء المطبق الذي أصاب الإعلام العربي والسياسات العربية وهي ترى شقيقا يذبح ويحرق بينما لا تزال في موالاتها لأعداء الأمة؟ فهل أي رئيس عربي لا يعجب أمريكا يحق لها غزو بلاده وإبادة شعبه ومطاردته وقتله في وطنه ودياره ، كما فعلت من قبل في حق الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين والعدوان على أبنائه وأسرته وشعبه وبلاده، هل تدرك الأمة أن هذا السلوك العدواني الغربي المخزي يشكل إذلالا لها وسماحا باستباحة حرماتها، أين العزة؟ أين الكرامة؟ أين الفطرة السليمة؟ من يقبل هذا المنكر، فهل لا تزال عقول في الرؤوس، وهل لاتزال قلوب في الصدور، وهل لا تزال بصيرة وفطرة سليمة في النفوس، أم أن الأمة غثاء هباء و عصف مأكول تتلاعب بها نزوات أمريكا وحلفاؤها؟

 

- هل يأتي يوم يحاكم فيه أوباما على جرائمه في العراق والجرائم المهولة التي ارتكبتها قواته وحلف الناتو بأفغانستان وباكستان، هل يعلم العالم أن هناك مدنيون أبرياء تقتلهم الطائرات الأمريكية بلا طيار كل يوم في باكستان وأفغانستان؟ هل يأتي يوم يحاكم فيه ساركوزي وكامرون واوباما وقادة حلف الناتو على جرائم القتل والتدمير التي ارتكبوها في ليبيا؟ هل هناك في العالم من يتحدث عن مليوني معتقل يرزحون في سراديب العراق تحت أبشع التعذيب والانتهاكات، ومثلهم في أفغانستان وباكستان؟ لماذا لا ينصف أحد هؤلاء المظلومين؟ ولماذا سكت عنهم الكل، لماذا سكت الكل عن جرائم الاحتلال وحكومة عملائه ضد الشعب في العراق؟

 

- لماذا أمتنا هكذا وفيها دين الإسلام دين العزة والكرامة والثبات، لماذا تلهث ببلاهة وراء أمريكا وفينا كتاب الله القرآن الكريم فيه الدستور والقانون وكل أسباب الرفعة والسمو والانطلاق، وفيه أحكام العدالة والقسطاس، فهل تخلت الأمة مطلقا عن أحكام دين الإسلام الحنيف بالعصيان والتبعية العمياء لأعداء دينها فصارت أبعد عن أن تكون خير أمة أخرجت للناس؟ فمتى تفكر وتعي وتدرك بما يدور حولها، لماذا لا نكون رحماء على بعضنا أشداء أعزة على الكفار؟ لمذا نسلم بعضنا لأعدائنا ثم نسكت ونتفرج على إخواننا وهم يذبحون؟ لماذا لا تكون الأمة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا؟ بدل أن نترك الإعلام والأعداء الكفرة تهدم فينا فتألب بعضنا على بعض ثم ينقض الأعداء؟ وهل يفكر ساسة الأمة أنه سوف يأتي لكل بلد دوره في الاستهداف الغربي إذا استمرت على التخاذل والاستلاب والتبعية العمياء للغرب الكافر؟ وهل ندرك أننا بتفريطنا نجعل الغرب يستهين بنا ويتجرأ علينا أكثر فأكثر؟ فهل أمريكا تفعل كما نفعل في بعضنا، هل تسلم الهيئات والمحكمة الدولية وأمريكا مجرميها الذين قتلوا منا الملايين وارتكبوا الفظائع والموبقات ليحاكموا بما يستحقون؟

 

ولسوف يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وحسبنا الله ولاحول ولاقوة إلا بالله .

 
 
 




الثلاثاء١٢ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مريم أحمد الأزاريفي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة