شبكة ذي قار
عـاجـل










لعل البعض يحلو له تسمية مايشهده وطننا العربي من المحيط إلى الخليج العربي بالربيع العربي ، هذا الربيع الذي أخضلت تربته بدماء الشباب العربي وبأمطار الرصاص التي أتت على الأخضر واليابس فحرضت فضائيات أخوة يوسف على قتل الأخ لأخيه وإشاعة الدمار والخراب ويحلو لهذه الفضائيات تسميتة ربيعا للثورات، فإذا كان هكذا هو ربيعنا العربي دوماً ، فيا ترى كيف سيكون صيفنا الملتهب ، إن ما يستوقف المرء هنا ويتساءل بموضوعية لماذا تجري كل انهار الدم هذه من العراق شرقا إلى ليبيا غربا؟ وهل كانت أمريكا والغرب الرأسمالي يؤمن حقا بالثورات والثوار أم كان عدوا لها على الدوام، أثار انتباهي وانأ أقرأ في موقع مركز بيو الأمريكي لاستطلاعات الرأي العام يشير فيه إلى عبارة المتمردين في ليبيا ولم يستخدم عبارة الثوار لأنه أعلم بأن ثقافة الغرب كانت ترتكز دائما على معاداة كل ثوري.


بعض الفضائيات العربية الثورية!! تقول: انه عصر الديمقراطية ورياح التغيير وزمن الفوضى الخلاقة!!! لماذا يسعى الغرب إلى إشاعة الفوضى الخلاقة المزعومة في بلاد العرب فقط ؟ فإيران قمعت المناهضين لأحمدي نجاد بعد تزوير الانتخابات الرئاسية وقتلت قوات الحرس الثوري وقوات البسيج المعارضين في شوارع طهران جهارا نهارا ولم يظهر من ينادي بإحالة مرتكبي تلك الجرائم إلى مجلس الأمن الدولي وإسقاط نظام خامنئي – نجاد.


ومنذ عام 1984 تقود الحكومات التركية المتعاقبة وإلى يومنا أكبر حملة عنصرية ضد الأكراد الأتراك ذهب ضحيتها الآلاف من الأكراد الذين حرموا من ابسط الحقوق الثقافية والسياسية ومنعوا من التحدث بلغتهم، بينما يقف رجب طيب أردوغان وحكومته مناصرين لأكراد العراق وسوريا، انه أمر يثير العجب والاستغراب لهذه المتناقضات.


وتروج فضائيات أمريكا وإسرائيل في بلاد العرب للشائعات ليل نهار كما كانت فعلت قبل احتلال العراق في ترويج الأباطيل والمزاعم التي ثبت عدم مصداقيتها لاحقا، فتعذيب وقتل طفل في درعا بظروف غامضة واتهام قوات الأمن بتلك الجريمة البشعة أصبح مثل قميص عثمان مادة لإثارة الرأي العام ليتلاعبوا بعواطفنا ويغيبوا عقولنا لتصبح تلك الجريمة أمر يستوجب تدخل مجلس الأمن، بينما قتلت أمريكا ومجلس أمنها الدولي نحو مليون طفل عراقي بحصار جائر ظالم دام ثلاثة عشر عاما دون أن يرف جفن لمجلس الأمن الدولي، وقتلت قوات الاحتلال الأمريكي نحو مليونين من العراقيين على مدى ثمان سنوات من الاحتلال وارتكبت الفظائع من قتل واغتصاب في أبو غريب وباقي مدن العراق كان مجلس الأمن شريكا في كل تلك الجرائم ونسيت أمريكا كل ذلك وتتهم كتائب القذافي باغتصاب العبيدي، يضحكون على عقولنا ويستغلون عواطفنا الجياشة وبمساعدة فضائيات أخوة يوسف، فخذوا حذركم ولكم فيما جرى في العراق خير درس اللهم اشهد .

 

 





السبت٠٩ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. احمد سلام نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة