شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

"  قل ياأهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون (98) قل ياأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون (99) ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين (100) وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم (101) ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون (102) واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " سورة آل عمران .

صدق الله العظيم

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 

تحية تقدير للمقاومة العراقية الشريفة ولكل من يرفض الإرهاب الأمريكي وعبث الحلف الغربي الإجرامي، والنصر لثوار العراق في ساحات الأحرار التي هي منابر أصوات الشعب الحر المطالب بحقه في الكرامة والسيادة والاستقلال وإنصاف المظلومين والمعتقلين، والظفر إن شاء الله تعالى لمن جاهد وثار في سبيل تحرير الوطن من باطل الاحتلال والخلاص من تسلط حكومة عميلة غير شرعية خانت ربها ووطنها وتحالفت عليه مع الأعداء الكفرة، وإنهم لإلى زوال. والمجد والعزة لكل غيور وكل مجاهد وشهيد ومعتقل ومقاوم يدافع عن حرماته ودينه ووطنه .

 

****************

 

- إن ما يدفعني للكتابة في قضية العراق أساسا وقضايا الأمة عموما ليس تطفلا أو تدخلا، ولكن شدة المصاب في سلبيات أمتنا الإسلامية التي أنتمي إليها، وآفة النكبات والتدخلات التي تصاب بها هي التي تدفعني للكتابة استنكارا لموجة الباطل والإجرام التي يقودها ثالوث الإجرام والعبث السافر والبغي العالمي: أوباما وساركوزي وكامرون وهم أذناب الشيطان وأدوات الطغيان الذين يمثلون رؤوس التحالف الغربي الصليبي الصهيوني في العدوان على بلاد المسلمين وحرماتهم وشعوبهم، والغريب المستهجن أنه تواطأ معهم عملاء ممن يحسبون من ديار العروبة والإسلام فأمدوهم بالأموال والقرارات والأسلحة والعتاد وكل السبل لتيسير عدوانهم بل تعاونوا معهم على الإثم ضد العراق وفلسطين وأفغانستان ثم ليبيا التي يتداعى عليها الآن كل باغ كافر وكل عميل آثم.

 

- إنما  يحز في نفس كل حر له ضمير حي أن يرى الغارات الإجرامية من حلف الناتو الجبان وهي تعتدي على حرمات بلد ذي سيادة وتغير على السكان العزل فتقتل الناس وترعب الآمنين وتشرد القاطنين وتدمر ديارهم ومنشآتهم وتستهدف بكل جبن ونذالة إغتيال زعيم البلاد بدون أي مبرر وبدون أي وجه حق لهذا الخرق العابث السافر الذي باركه الخونة والديوثون ممن فقدوا كل غيرة على إخوانهم وحرماتهم .

 

- إنها حرارة في الضمير وألم عميق في الوجدان مما أعاينته من جرائم وهمجية أمريكا والغرب في عدوانهم السافر على دول المسلمين واستهانتهم بهم واستباحة حرماتهم وجموع الأمة غافلين، لقد صرح الكذاب المجرم أوباما أنه يدعم حرية الشعوب العربية لكنه تجاهل مطالب شعب العراق في الحرية وجلاء قوات الاحتلال، وتغاضى عن جرائم عملائه وقواته الإجرمية وانتهاكات مرتزقته ضد شعب العراق الذي يرزح منه مئات الآلا في غياهب السجون، إنه النفاق المعهود في السياسة الأمريكية العابثة الجائرة، يقولون قولا ويمارسون نقيضه، إن مشاعرنا تتفجع مما نرى في العراق من تفجيرات وتدمير متسلسل ومظالم يتسبب فيها الاحتلال وحكومته ومرتزقته تروح فيها أرواح بريئة لها كان كل الحق في الأمن والسلامة والحياة، ونتائج ما تعرض له بسبب الاحتلال من تدمير البنيات المدنية، ومخططات مسخ الهوية الوطنية وزرع آفات التنافر والانقسام، وتشويه المنهج التعليمي وطمس الانتماء الوطني وتدمير البنية الصناعية والإنسانية مما يأباه كل مسلم يحس بعزة الإسلام والغيرة على أرضه وحرماته، وما يشعر به كل إنسان سوي الفطرة له مبادئ وحمية وغيرة وضمير، فإنني أرفض كل المؤامرات التي تعرض لها العراق وأرفض حصاره واحتلاله، وأرفض أن تتسلط فيه عصبة خائنة باغية تحيف على الشعب وتضيع الوطن وتخدم الاحتلال، وأستنكر تخاذل الأنظمة والشعوب عن نصرة العراق وعن كل قضاياهم وهم على درجة سواء من المسؤولية، فلو صلح الشعوب واهتدوا لاهتدى حكامهم، ولو ثارت الشعوب منذ البدء نصرة للعراق وفلسطين وغزة ورفضا للتدخل الغربي والعدوان الأجنبي لاستقام حكامهم ولو رغما.

 

- عندما خطب أوباما منذ أيام بينت خطبته المبتورة عن نهج الاستخفاف والاحتواء التي تتعامل بها أمريكا مع العرب والمسلمين، خطاب كسالف خطبه ووعوده الجوفاء لا تحمل إلا رصيدا من الأكاذيب والنفاق والتضليل والتمويه يقصد بها الاستغفال والتخدير والالتفاف، بينما كان الثقل كله في التحيز والتغزل السافر بالكيان الصهيوني المجرم المزروع عنوة في قلب فلسطين. إنني أستنكر غاية الإنكار تدخل أوباما في شؤون دول المسلمين فهو في كل مرة يصرح ان زعيما عربيا فقد شرعيته ، وآخر يجب ان يتنحى ، وأخرى يجب أن يرحل ، أية صفاقة هذه لدى هؤلاء الكفر الملاعين ؟ ولا شأن له بشؤون دول المسلمين ولا يحق له التدخل مطلقا ، وليس له أن يحدد من فقد الشرعية ومن يرحل ، إن الزعيم العربي الليبي مواطن في وطنه ويتولى أمر شعبه الذي ارتضاه ولا يحق لأي متطفل غريب أن يطالبه بالرحيل ، بل من يجب أن يرحل هم الخزاة المحتلون ، ومن فقد شرعيته حقا هم ساسة أمريكا الكذابيين بما يرتكبون من جرائم متواصلة في العالم والغريب أن الإعلام العربي يمارس الغباء فهو يظهر على شاشاته أقوال هؤلاء الأفاكين وإملاءاتهم المستهجة الصفيقة، بدل أن يهملها ويتغاضى عنها، أو يبين موقفا إيجابيا في وقفة عز تجاه هذه التدخلات المنكرة، فلماذا لا يجد أوباما هذا وأمثاله من يلقم أفواههم الكاذبة الآثمة حجرا؟ كما ألقم سلفه المجرم برجمة حذاء مشهودة جزاء له على سياسته الإجرامية في حق شعب العراق.

 

*******

 

- إن السلبية التي يتعامل بها العرب والمسلمون وإعلامهم المتواطئ تقوده الجزيرة الضالة وأخواتها المسعورات تجعل أمريكا وحلفاءها والمنظمات الغربية تمضي في سياساتها الخبيثة ونهج الإستهانة والاستباحات والتدخلات المذلة التي تسلكها في حقهم، وإنني أستغرب استسلام أنظمتنا لعبث الأمريكان والأوروبيين واستكانتها لبغيهم وإجرامهم وتداعيهم ضد المسلمين في كل عدوان وانتهاك، وأستغرب خيانة الجامعة العربية لقاضايا العرب حتى جعلت نفسها معبرا للمخططات الغربية المدمرة كما فعلت ضد ليبيا ومن قبل ضد العراق، وأستهجن السكوت المطبق عن وضعية الهوان التي استسلموا لها بتخاذلهم للأعداء، ولم تهتز لهم عاطفة للسياسات الإجرامية الغربية وجرائم حلف الناتو الذي يقتل كل يوم المدنيين في أفغانستان وباكستان في تعتيم إعلامي مقصود، وغاراته التي تبيد العشرات من الليبيين دون ان تبدي أي استهحان أو احتجاج، ولم تبد أي رد فعل مشرف أو موقف استنكار للكيفية المهينة التي تعامل بها المجرمون الأمريكان في مصير الشيخ أسامة بلادن، وبصرف النظر عن حكمه والرأي فيه ، فهناك مبدأ بديهي يتبادر إلى من له فطرة سليمة ونظرة سوية للأمور، فهو أولا وأخيرا عربي مسلم له كرامته الإنسانية: مدانا أوغير مدان، حيا وميتا، وقد أهانت أمريكا مشاعرالمسلمين بسلوكها المنكر معه، كما تهين مشاعرهم دوما في كل سياسة معادية لهم، لو كان الشيخ أسامة مدانا فعلا لوجب القبض عليه ويحاكم بما يستوجب القانون الجنائي ومتابعته قضائيا أمام الملإ والحكم عليه بما يوجبه القانون والحق ليتبين للرأي العام ماله وماعليه - ولو في الأمر تساؤلات ومناطق غموض غير واضحة - وإذا حوكم فقد أقيم عليه الحق، لكن له حق الإنسان في أن يكرم مثواه ويشيع من ذويه، بدل أن تصرعه في ظرف غامض وتمثل به ثم تخفي أثره بتلك الطريقة الهمجية والمسيئة لحرمات المسلمين، ما يدل على أن أمريكا دولة إجرام وانحطاط أخلاقي تتصرف كعصابة إرهابية، وليست دولة قيم حضارية وقانون.

 

- وإذا وجب جدلا القبض على الشيخ بلادن ومحاكمته بمزاعم الإرهاب رغم محدودية الجناية، فيجب أولا القبض على أعتى عتاة المجرمين وطغاتهم الذي ارتكبوا أفظع الجرائم وعلى أوسع نطاق على مدى الزمان وبعد المسافات: الساقطين الكفرة بوش وبلير ورامسفيلد وكل أعوانهم في تحالفهم الآثم على قتل الملايين من الأرواح البريئة وعدوانهم على بلاد نائية دمروها وأشاعوا فيها الفتن والفوضى والخراب، ونهبوا ثرواتها وتركوا الضحايا يعانون أشد البؤس والعذاب، وإذا كانت أمريكا تطارد من تسميهم إرهابيين في عقر ديار المسلمين مخترقة كل الحدود والحرمات، وتقتلهم على الفور بدون محاكمة وما أكثر ما جارت في هذا الهدف الظالم على ملايين من الأبرياء مدنيين لاشأن لهم بأي شيء، فلماذا لم تطالب أية جهة بحق هؤلاء؟ ولماذا لم تطالب بمحاكمة المجرم بوش الذي ارتكب من الموبقات والجرائم المهولة مالم يرتكبه أحد في العالم؟ إنه حلال عليهم ولو ظلموا وحرام علينا ولو معنا حق، حتى التفكير في الأمر كأنه غريب أومحرم، ومع ذلك كان على المنظمات المدنية والطاقات الشعبية العربية التي تهدر الآن في الشوارع بلا هدف وغاية أن تثور مطالبة بمحاكمة المجرمين من ساسة الأمريكان، ومناهضين للهيمنة الأمريكية وفسادها ضد الشعوب وعدوانها بغارات حلفها الإجرامي على حرمات المسلمين وعدوانها السافر على ليبيا.

 

- الغريب أن السعودية – والمغدور هو مواطنها - لم تزد عن قول أحد مسؤوليها إثر الواقعة : "نأمل أن ينتهي الشر في العالم" مداهنة واستلاب واضح، وكأن العالم كله على شساعته يعيث فيه السيد بلادن كما يشاء على محدودية حركته وضعف ناصره وقلة إمكانياته وتضييق الخناق عليه وحصاره، ولم تعث فيه أمريكا بإرهابها وفسادها على جميع المستويات السياسية والمخابراتية والعسكرية، تبغي بكل سطوتها وجبروتها وظلمها و طغيانها الحربي والجغرافي غير المحدود وأسلحتها المدمرة التي تطال الأرض والسماء إلى أجواز الفضاء وأغوار البحار، وتفسد فيه بإفكها وسياساتها الإجرامية الهائلة؟ إنه الغباء المطبق وانعدام الإحساس بجلل الموقف، والمداهنة على حساب كرامة مواطن بل كرامة أمة وحق شهدائها، والاستسلام لتهويل بالغ أرادته أمريكا، بينما عميت عن الشر الذي يمثله الغرب وكل الشرور والجرائم غير المبررة التي تمارسها فعلا أمريكا وحلفها الأطلسي المجرم وكيانها الصهيوني وتسببت بالكوارث وأوقعت ملايين الضحايا واكتوى بها الملايين من المسلمين الأبرياء.

 

******

 

- إنني أرى أن ثورات الشعوب العربية الآن وهي في بلاد سالمة تتمتع بمستوى من الاستقلال والأمن والاستقرار وكل النعم التي لا تتمتع بها دولة تعرضت للاحتلال، شعوب جامحة يدفعها مجرد التقليد ولا يحدوها وعي أو قضية حقيقية، إنما هي نزعة التمرد والفوضى تجمح بهم فإذا بهم يدمرون بلادهم ومقدراتهم ويشيعونها فوضى وفتنا مخربة يركب موجتها خونة عملاء ممن يسمون معارضين سلموا جباههم لدول الغرب التي تلتقط أمثالهم لتسخيرهم في مخططاتها الخبيثة للتدخل والعدوان ثم تقويض النظام ونهب ثروات البلاد، فهم لم يهبوا نصرة لدولة تحتل وتدمر، ولا انتصافا لمظلوم ينتهك ويضام، ولا رفضا لسياسات أمريكية تجور في العالم وتزهق الأبرياء كما يفعل الآن حلفها الإجرامي الأطلسي الذي يمضي في قتل المدنيين بليبيا بالصواريخ وتدمير منشآتهم ومساكنهم بغارات الطيران الجبان الذي يغير على شعب أعزل في وطنه وفي عقر دياره، فأي ظلم هذا سكت عنه الكل ، بل وتواطأ فيه المتخاذلون وحكام النفط وإعلامهم المسعور.

 

- هذه الثورات التي ركب موجتها عصبة متمردة ربما تعمل بمخطط خارجي أو بنزعة طموح شخصي مدمر تواطات مع الأعداء وخانت دينها ووطنها وقائدها فيسرت لاحتلال ليبيا ، ولم أجد أي جهة تستنكر تدخل الغرب في ليبيا التي تعرضت لمؤامرة خبيثة إختلط فيها الحابل بالنابل وضاع الحق والتبس الباطل، مما جر إلى انتهاك سيادتها عبر غارات الناتو الإجرامية وتدخلات أمريكية آثمة، وما تسببت فيها من قتل الأبرياء وتدمير المنشآت وتشريد العائلات، وبتواطؤ خونة منشقين على النظام كما وقع من قبل في العراق، لم ألحظ أي إعلام ينكر العدوان الغربي عليها ولو من خلال ندوة أو برنامج او تقرير ماعدا بعض القنوات الليبية الوطنية وهي الوحيدة في الميدان تجاهد في الحق واقفة وقفة عز تخاذل عنها الجبناء، ويدافعون عن قضية ليبيا وشعبها المتضرر مباشرة من العدوان. وإنني أستنكر الفتن القائمة في اليمن تؤججها عصبة منشقة ركبت موجة المغررين، وسورية التي تبدو مستهدفة لأنها دولة الممانعة الوحيدة في المنطقة ولها سياسة حرة ومواقف في مساندة المقاومة اللبنانية والفلسطينية واحتضان بعض الفعاليات التي تناصر قضية فلسطين والعراق مما تجبن عنه باقي الأنظمة ، وأرجو أن تتعافى هذه الدول من الفتن والمحن التي يريدها لها الأعداء، وأن تصلح أمورها وتتحقق مطالب شعبها باللتي هي أحسن.

 

- إن الدول العربية تتعرض لمؤامرة خبيثة من الغرب الذي وجدها فرصة مواتية لركوب موجة الثورات العربية الجامحة التي انحرف مسارها أو تم تحريفه، وسارت في وجهة خدمة مخططات الغرب وتمكينه من التدخل سياسيا وعسكريا يسانده إعلام عربي مسعور لا يخدم العروبة وعزتها وكرامتها ولا يؤازر قضية وجيهة، ويتغاضى عن الوضع المأساوي للعراق، إنما يخدم مخططات أمريكا كما تفعل الجزيرة وأخواتها .

 

- الثورة الوحيدة التي أعايشها وأدعو لها وأؤيدها قلبا وقالبا هي ثورة العراق المحتل، وتستحق ان يشارك فيها كل العرب وكل حر يرى مظالم العراق ونكبات شعبه ، كان على كل القوى الشعبية العربية أن تثور مساندة للعراق ثورة عارمة بكل ما أوتيت من قوة وصمود وإصرار، وأن تجاهد لله فيها مهما كانت التضحيات لأن لها كل الأسباب الوجيهة للقيام فهي جهاد  في سبيل الله، بل إن التقاعس عنها جريمة في حق شعب مضام ووطن جريح محتل لا يزال يرزأ كل يوم من نتائج الاحتلال، و يرزح فيه قرابة المليون معتقل تحت التعذيب والانتهاكات، وتمضي حكومته الباطلة غير الشرعية من عصبة الخونة في بيعه والتفريط في سيادته بل والتآمر عليه لتمديد الاحتلال الأمريكي فيه بأشكال مختلفة في تغاض تام وصمم مطبق عن مطالب الشعب بجلاء الاحتلال وإنصاف المعتقلين، وأدعو بقلب خالص مؤمن بالنصر لثورة العراق، والهداية أرجوها للشعوب العربية وأنظمتها لتهتدي إلى سبيل الرشد والصلاح بالتي هي أحسن وليس بالتمرد والتخريب فتمكين الغرب من التدخل المدمر.

 

******

 

- العراق بلد مسلم عربي عظيم وجب أن يتوحد بكل أطيافه فكلهم عراقيون لهم رب واحد ووطن واحد، وله حضارة وتاريخ وهوية عريقة على الشعب الحر أن يحافظ عليها، ولا أريد أن يفقد خصوصياته الأصيلة ومميزاته التي يريد الاحتلال الغاشم مسخها وطمسها ، لقد ألفنا العراق وصارت لنا معه عاطفة - لا تعتبر بعد المسافات فهو يسكن وجداننا - من خلال دراستنا لتاريخ وحضارة بلاد الرافدين على مدى آلاف السنين وعبر العصور والدول التي تعاقبت فيه، مهبط الديانات والرسالات السماوية التي تشرفت بها بلاد الرافدين ، منشأ الحضارة والتاريخ والقوانين والعلوم والآداب والفنون الفكرية والعمرانية والحضارية.

 

- هذا العراق العظيم بكل ما حباه الله به من حضارة وعراقة ومميزات طبيعية هائلة وثروات دفينة وكفاءات إنسانية نابهة لا يستحق أن تتحكم فيه عصابات الاحتلال الغريبة المنحطة، لا يستحق من الأمة العربية قاطبة أن تتركه للظلم والتدمير من عصبة ضالة من المفضوحين الجهلة، ولا يستحق أن تتسلط فيه طغمة من الخونة الفاسدين وكذابهم المجرم المالكي، وحكومة من الغرباء عميلة عابثة منبوذة تعرض في المزاد لا تساوي درهما ولا دانقا، العراق أعظم من ذلك ويستحق قيادة رشيدة حكيمة تكون ميزتها الأساسية نخوة العروبة الأبية والإيمان بالله عزو جل ورسالة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، والاحتكام إلى مبادئ الإسلام وعزة دين الله بكل ما تعنيه من عدالة وحقوق وبناء وتقدم، وحب الوطن والشعب، والترفع عن الموالاة والتبعية للغرب الكافر موالاة آثمة حرمها الله تعالى في محكم آيات كتابه الكريم، وقد تكون آرائي بالغة المثالية أو الخيالية لا تنطبق على الواقع، لكن لا يليق إلا أن تطبق إذا توفرت الإرادة والإيمان، وما يجعلها تبدو بالغة المثالية هو التغرب السلبي المفرط والبعد الغالب في أمتنا عن نهج الإسلام الصحيح الذي أكرمنا الله تعالى به، وإن الاحتكام للإسلام لسبيل العزة والكرامة بين الأمم، ومن يحكم بما أنزل الله فأولائك هم المفلحون.

 

ولله الأمر من قبل ومن بعد، له الحكم هو أحكم الحاكمين.

 

 





الاثنين٢٧ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مريم أحمد الأزاريفي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة