شبكة ذي قار
عـاجـل










 

" إنما الخونة الموالون لأعداء الله عساهم إن تولوا في الأرض إلا أن يفسدوا ويظلموا ثم لا يصلحون "

 

- لاتزال فضائح الاحتلال الأمريكي وحكومته تتوالى في العراق المحتل فمن اكتشاف السجون السرية وانتهاكات حقوق الإنسان واستفحال جرائم التعذيب في حق المعتقلين، إلى اكتشاف المقابر الجماعية التي راح فيها أبرياء عراقيون اختطفتهم القوات الحكومية تحت إمرة المالكي من بيوتهم وظل مصيرهم مجهولا لسنوات إلى أن تم اكتشاف دفنهم في مقابر جماعية،وما خفي منها أكبر، إلى التورط في ملفات فساد أزكمت النفوس، إلى التواطؤ مع مجرمي الاحتلال في بقاء قواته الهمجية جاثمة على صدور العراقيين وذلك بالتفنن في إيجاد مبررات واهية وأعذار باطلة من بينها ضعف الوضع الأمني في العراق، هل يعقل أن يصدق إنسان له نظر وتفكير أن قوات الاحتلال الأمريكي جاءت لحماية العراق وهم من دمروا وقتلوا الناس وارتكبوا أفظع الجرائم والانتهاكات، وهم من جلبوا الإرهاب ومارسوه في حق الشعب بأبشع وأحط ممارساته،  وهم من يخرقون اتفاقية الإذعان بارتكابهم لجرائم المداهمات والقتل والتفتيش والاعتداء على حرمات البيوت كل يوم، لماذا انحطت الحكومة إلى هذه الدرجة بالسكوت المطبق عن جرائم جيش الاحتلال الأمريكي بل وتتشبث بتلابيبهم بكل ذلة ليبقوا جاثمين على أرض العراق سنين عددا ضدا عن إرادة الشعب الذي يرفض كل وجود للاحتلال.

 

- العصبة الباغية فيما يسمى الحكومة بالمنطقة الخضراء تجاهلت تماما مطالب الشعب من خلال المظاهرات بضرورة إخراج المحتل والإفراج عن المعتقلين والإصلاح السياسي والاقتصادي، لكن الحكومة ضربت بعرض الحائط كل المطالب الشعبية وعملت عكسها تماما فهي تمهد لبقاء قوات الاحتلال وتتمادى في انتهاك كرامة المواطنين وقمع المتظاهرين والاعتداء على المعتقلين ، وبدل أن تطلق سراحهم تضيف إليهم كل يوم أعدادا كبيرة ومنهم من تمضي في التنكيل به حتى الموت، ولاترحم في ظلمها شيخا ولا طفلا ولاأرملة يتيمة وراعية أيتام كما فعلت منذ أسبوع في اختطاف ناشطة شابة هي أرملة ويتيمة وأم أيتام قتلت قوات المالكي والديها وإخوتها وزوجها ، لقد اختطفت من منزلها ليلا ومن بين طفليها اليتيمين وزج بها إلى المجهول لا يعلم عن مصيرها شيء، فأية حكومة هذه تدعي أنها دولة القانون وأية ديمقراطية كاذبة هذه يرزح تحت نيرها المواطنون ولاتتورع عن التنكيل بمواطنة ضعيفة مكسورة الجناح مظلومة ذاقت على يد الاحتلال وحكومته الباطلة أبشع الظلم وخسرت خسائر لاتعوض هم أعز الأحباب والوالدين وشريك الحياة، وما أكثر مثل هذه الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة كل يوم، هذا بالإضافة إلى القمع الوحشي ومواجهة المتظاهرين بكل قسوة وشراسة وبالسلاح الحي.

 

فهل يجوز الإبقاء على حكومة خائنة باغية مثل هذه لتمضي في فسادها وجورها وتدميرها للعراقيين، وفي ذلها وعمالتها وتواطئها مع الاحتلال الأمريكي الجائر، إن الجريمة التي ترتكبها أمريكا بسياساتها الإجرامية الفاسدة هي انها مارست إجرامها بعد الغزو بواسطة الدبابات المدمرة للعمران وبالطائرات القاصفة التي دمرت مدنا وأبادت الملايين من الأبرياء وقضت على البنى الأساسية للبلاد وبتدميرها لمؤسسات الدولة وعدوانها الإجرامي على رئيسها الشرعي الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله وعدوانها على عائلته وشعبه بلا أي سند من قانون وبلا رحمة وبلا مبرر وبتواطؤ خونة فجرة باعوا دينهم ورئيسهم ووطنهم إلى أحط الأعداء، وبإطلاق أمريكا لجيشها الهمجي يسيمون الناس أبشع الانتهاكات والاعتداءات، لكن أمريكا بسياساتها الخبيثة تضرب الشعب العراقي بفئة مارقة ممن يسمون أنفسهم عراقيين، فلقد استعانت بهذه العصابة الخائنة العميلة لتمارس مسلسل التدمير والانتهاك والنهب في حق وطن وشعب جريح، وإذا قامت بتدريب القوات العراقية فهي تدربهم على أحط طريقة وعلى أساليب ممنهجة لاتتصل بدين وأخلاق ووطنية أو احترام حقوق الأنسان ولا علاقة لها بمهنية ومصالح قومية أوحماية أمن وكرامة المواطن ، وإذا تكونوا على يد عصابات الأمريكان تخرجوا وحوشا ضارية منحطة لاتراعي دينا ولا حرمة ولا خلقا وترتكب أحط الممارسات في انتهاك حقوق وكرامة وأمن المواطنين،  بل وجعلت أمريكا عملاءها في المنطقة الخضراء يتحايلون على اتفاقية الإذعان بإيجاد مبررات واهية لتمديد آثم لا يرضي كل حر ببقاء قوات الاحتلال وقواعدها في العراق، وهذا ما لايجب على الشعب العراقي الحر أن يتقبلوه وأن يرفضوه بكل الوسائل فالصوت صوت الشعب الحر وحكمه وليس حكم عصابة فاسدة عميلة جاصطنعها الاحتلال وجاءت في ركاب دباباته.

 

- ولقد طالعتنا منذ حوالي شهرين صور مريعة جارحة للمشاعر إستثارت إحساسنا الإنساني بالكرامة الجريحة -  على قناة الرافدين الفضائية العراقية وهي القناة الوحيدة الملتزمة التي تحمل قضية وطن وشعب محتل جريح - مشهد فظيع لجنود ينكلون بإخوانهم المواطنين بطريقة مهينة صادمة تنبو عنها النفس، لقد استثارت استنكارنا واستهجاننا لهذا السلوك النابي والصادم الذي لا يقبل أي تبرير ولا يرضى أن يقترفه من لديه ذرة كرامة وشرف، كما أثارت مشاعر التعاطف والإحساس بمآسي هؤلاء المواطنين وهم يهانون في كرامتهم ويضامون في بلدهم، الصور حية واقعة تتجلى بكل فظاعة لتعكس ممارسات منحطة لعصبة يقودها المالكي وتأمر بأمره وتعكس قسوته البالغة وانحطاطه في التعامل مع المواطنين، ممارسات منحطة استمدوها من خيانة الوطن والاستعانة بالأعداء الكفار والتذلل للاحتلال والتشبه بممارسات جيشه ومرتزقته في التعامل مع العراقيين بعد جريمة  الغزو المسلح والاحتلال ، صور شاذة تعكس الواقع البشع بكل فظاعته، وما أكثر الفظاعات المرتكبة في العراق منذ بدء الاحتلال الظالم، وفي ظل حكوماته العميلة الفاسدة، مشهد فظيع يدل على ما بلغته هذه الطغمة الفاسدة المسلطة على رقاب الشعب من انحطاط وسفالة إذ خرجت عن نهج الإسلام وتواطات مع الاحتلال فخانت وباعت الوطن والقيم ووالت لأعداء الله ، إذا تجردت من كل قيم الإنسانية والدين والخلق بل والفطرة السليمة السوية، هذه الفطرة التي أفسدها الاحتلال الأمريكي بما جلب إلى البلاد من شرور وفوضى وانحلال، وما جلبه من كائنات غريبة تعلقت بركاب دباباته فتسلقت مراكز السلطة والبرلمان، وتحكمت بعقد شاذة وسياسات فساد طاغ في كل المجالات وانحراف لدى ضعاف النفوس ومرضى القلوب من المصفقين لما يسمى العملية السياسية ومرتزقتها الضالة عن نهج الله .

 

لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في من يعذب الناس وينتهك حقوق الإنسان : " إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا " حديث شريف

 

- مشهد لسيطرة تفتيش في الموصل حيث رابضت قوة من جيش "عراقي" باللباس العسكري تتصدر على قارعة الطريق للمارة أو لجموع من العابرين الأبرياء وهم على أرضهم وفي وطنهم يفتشون ويهانون من طرف من يحسب أنهم إخوانهم وحماتهم، وكان هناك فريق تفتيش يفتش ذاتيا كل مواطن عابر ثم يتلقاه جنديان باللطم والصفع والضرب بالأيادي على الرأس، ثم الركل والرفس بالأرجل مع وابل من الكلام النابي بألسن لم تتعود إلا سوء الخلق، حركات مهينة سافلة تدل على مدى انحطاط هذا الجيش المرتزق الذي تلقى تدريبه على يد عصابات جيوش الاحتلال الأمريكي الإجرامي الكافر، بينما يقف معهم على قارعة الطريق رفاقهم وشركاؤهم في السفالة مدججين بالعتاد والسلاح يشهرون البنادق الرشاشة، مستعدين للإجهاز على المواطن الذي يضرب وتنتهك كرامته إذا ما صدر منه أي رد فعل للدفاع عن كرامته، لقد خرجت على وسائل الإعلام منذ نحو ثلاث سنوات مشاهد مصورة من عصابات تابعة للمالكي تهاجم المعتقلين وتنهال عليهم ضربا بالعصي وبطريقة وحشية همجية بالغة الفظاعة، ونسمع في كل فترة عن هجوم مليشيات مسلحة تابعة للحكومة او للأحزاب على المعتقلين وإشباعهم ضربا وتنكيلا وقتلا بالضرب المبرح وإطلاق الرصاص الحي، ولقد سمعنا أصوات بكائهم واستغاثاتهم مؤثرة عبر الاتصالات الهاتفية التي ترد إلى القنوات وهم يداهمون ويعذبون وينكل أزلام المالكي بهم أشد التنكيل : " يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون (24) يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين (25)" سورة النور.

 

- فأية حكومة هذه تسلط عصاباتها المسلحة للتنكيل بالمعتقلين وانتهاك المواطنين ومداهتمهم في البيوت ليلا ونهارا لتسيمهم أشد التنكيل والعذاب والزج بهم في السجون تحت التعذيب والقتل والانتهاكات المنافية للآخلاق، هذا فضلا عن الفساد ونهب الثروات وعقد الصفقات المريبة مع الشركات الأمريكية والأجنبية لتهدر بواسطتها ثروات العراق في جيوب المحتلين وعملائهم، وتضيع حقوق أليتام والأرامل والمنكوبين،  ويظل المواطن العراقي منهوب الحقوق يعاني أشد الغبن والبؤس والهوان، فإلى متى يظل المالكي هذا وعصابته مسلطا بظلمه وإجرامه وفساده على رقاب المظلومين، ولماذا تسكت المنظمات الدولية والعربية عن ظلمه وفساده وانتهاكات عصاباته الإرهابية وفضائحه المهولة التي فقد تجاهها كل خجل وحياء؟ولماذا التغضي عن المزيد من خيانة إرادة الشعب بمؤامرة تمديد بقاء الاحتلال .

 

- هؤلاء المرتزقة تخدم مخطط الاحتلال وتأتمر بأمر المالكي وتسير على نهجه في البطش والتنكيل بالشعب والاستهانة بكرامته وحياته وحقوقه، ولكل هؤلاء أشد الوزر كما للمالكي لأن المجرم المالكي يستقوي بهم ويستعين ببطشهم على الشعب، هؤلاء هم المرتزقة المدسوسون تحت إسم مقدس " الجيش العراقي " لكنهم عصابات المالكي الذين يمارسون إجرامهم تحت إمرته وبإذنه للتنكيل بالشعب في الطرقات والسيطرات، وفي أثناء المداهمات وفي غياهب المعتقلات حيث أبشع الانتهاكات الأخلاقية وسوء التعذيب بكل أشكاله منذ هجمة الاحتلال الغاشم، ويقتلون السجناء إذا اشتكوا من الظلم وسوء المعاملة، مظالم هائلة إستفحلت خلال حكم المجرم المالكي، وإنه هو وشريكه المجرم بوش وكل من تواطأ معهم وكل من تورط معهم فيما يسمى العملية السياسية وكل من يرى ويسكت عن الظلم كلهم في هذه الآثام سواء: " لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم (11)" سورة النور.

 

- جهاز الجيش والشرطة يتألف من أجل الدفاع عن سيادة الوطن والمواطن، من أجل الذوذ عن الحرمات وصون كرامة المواطنين وليس العكس . فأي جيش هذا الذي يظاهر الاحتلال ويقبل الخضوع لإمرة شخص أهوج ضال مريض بالسادية والقسوة موسوم بالخيانة لصالح من احتلوا البلد وانتهكوا حرماته وخربوا عمرانه؟ إن كل من رأى هذا المنكر وتغاضى عنه أو تستر عليه ، ورضي الاستمرار مع ما تسمى العملية السياسية وفي مجلس النواب يعد شريكا في هذه الجرائم ومتورطا في هذه الانتهاكات فالصمت عن المنكر كمن رضيه واشترك في إثمه، وإن سياسة هذا نهجها لتدل على الإفلاس والفشل والتردي والفساد بأبشع أشكاله.

 

- هؤلاء المجرمون هم من تلقوا تدريبات على يد جيش الاحتلال الأمريكي والصهيوني ويلبسون لباسهم الكريه ثم يتخرجون وهم لا يحملون إلا الانحطاط الأخلاقي والاستلاب الحيواني والسفاهة والبلاهة التي تجعلهم يداهنون للمحتل المعتدي ، ويجورون على مواطنين عزل كان يفترض بهم أن يحموهم، بل إنهم يساندون جيش الاحتلال في انتهاكاته لحرمات البلد والجور على أبنائه، بدون أية غيرة وطنية ولا حمية ولا كرامة من هؤلاء المرتزقة الذين ارتضوا بهذا الانتهاك لحرماتهم في عقر بلادهم،  لكن كيف يمكن أن يكون من تربى باسم التدريب على يد جيوش غازية كافرة أتت للعراق بكل حقدها وانحطاطها لتمارس أبشع الإجرام والانتهاكات ضد شعب أعزل كان آمنا في دياره، وكيف يكون من عمي بصره وماتت فيه مشاعر النخوة والغيرة وهو يتعاون مع المحتل على التنكيل بشعبه، ويعلم مدى انحطاط الجيش الأمريكي وسفالته ونذالته وخلوه من كل قيمة وخلق وشرف، وكيف يتقبل جندي مسلم عربي يملك قيم الإسلام والعروبة أن يتلقى تدريبا على يد قوى إجرام ملحدة فاسقة لاتعرف دينا ولا خلقا بل حافت على شعب بالاحتلال والانتهاكات والإذلال؟ فكيف يكون من تدرب على يد هؤلاء الأنذال من سقط المجتمع الأمريكي المنحل وما يتضمنه من مرتزقة الصهاينة اليهود تحت مظلة الجيش الأمريكي ليحيفوا على شعب عربي مسلم؟

 

- هذه الصورة البشعة كان من الممكن أن تفيق أصحاب الضمائر النائمة والعيون العمياء والنفوس الواطئة المستفيدة من أوحال الاحتلال التي لاتزال تتبجح بديمقراطية مفلسة لم تصنعها يد الأحرار، إنها فعلا ديمقراطية أمريكية جاء بها الاحتلال ليجعل كل الشعب سواسية أمام الانتهاك والإذلال وإهانة الإنسانية والكرامة، ديمقراطية فاسدة دموية لا يتقبلها من له شرف وله ضمير. إنها حكومة عميلة فاسدة مفاصلها فاسدة ورأسها فاسد ونهجها فاسد يقوم على الكذب والظلم والإجرام، ويجب زوالها . لقد كان من الممكن تحمل نقص المعيشة وقلة الخدمات، لكن الكرامة إذا تضام فتلك هي الطامة، فما معنى أن يعيش إنسان في وطنه وهو منتهك الكرامة، وما معنى أن يستكين شعب لحاكم ظالم وهو يذل ويهان ويستهدف دوما في حقوقه وكرامته؟

 

- هذا التصرف الصادم النابي والذي تستهجنه النفس السوية لا يجوز السكوت عنه ، ولا يكفي أن يفتضح هذا الأمر فيعلن المالكي بكل كذبه المعروف ونفاقه ليداري إجرامه ومسؤوليته التي يظن أنه يستغفل بها كل ذي عقل : " سوف نجري تحقيقا ونعاقب المقصرين" ، وكيف يقوم هو بالتحقيق مع أنه هو المسؤول وهو من يجب قطاف رأسه، ومن ذا الذي سيجري تحقيقا ومن سيعاقب المقصرين؟ هذا كذب وزيف ومداراة للتمويه والتضليل ، والأمر الواضح أنه ليس هناك من داع للتحقيق فالجرم واضح والمسؤول عنه معروف، ومن هم المقصرون؟ الجرم الأكبر يقع على الاحتلال وعلى المالكي وأزلامه وضباطه الذين يسمحون بهكذا انتهاكات مشينة ، بل ويشيدون أمام الملإ بأداء أزلامهم في قمع وقتل الشعب والتنكيل به واعتقال الناس ظلما وعدوانا بلا مبرر.

 

- هذه المشاهد الفظيعة وما أكثر أمثالها - ذكرتنا بمشهد بشع رأيناه منذ حوالي سنة : مجموعة مسلحة من شرطة المالكي تنكل بمواطن على قارعة الطريق حتى أردته قتيلا ولم تكتف بذلك ، بل تمادت على المسكين وقد فارق الحياة بالدهس عليه بالأرجل ويتسابقون على التنكيل بجسده الهامد العاري ويلوحون بالأيادي من فرط النشوة " بالنصر " : متعة مريضة لا يحسها إلا مشوه الفطرة مريض القلب ميت الضمير لايستحيي ولا يستنكف ولا يتقي الله ، "كوكبة عديدة من شرطة مدججة بالسلاح مسربلة باللباس الرسمي تحتفي بالنصر على جثة هامدة نحيلة لإنسان فرد مسكين أعزل" ويتسابقون على رفسها منتهكين لحرمة الموت بعد إزهاقهم لروح بريئة، منتهى الجبن والانحطاط، فكم من ملايين الحالات والانتهاكات وقعت بهذه البشاعة؟ فهذا نهج المالكي ومرتزقته على الدوام وكل يوم وحين.

 

- هؤلاء "الأشاوس" هم الذين أشاد المالكي بأدائهم المستنكر والبغيض، هذا السلوك المنحرف الذي يسلكه أولائك المرتزقة الأنذال من أتباع المالكي والذين لا تطاوعني نفسي أن أصفهم بالعراقيين ، فلا أظن أن العراقي الأصيل الذي نبت من تربة العراق وارتوى من مائه ويدين بدين الإسلام وله إحساس بالشرف والكرامة أن ينكل بهذه الطريقة البشعة المنحطة البذيئة مع مواطنيه العراقيين، بل إنه لا يجوز التصرف بهذه الطريقة حتى مع الجانحين والخارجين عن القانون فكيف يتصرف به مع جموع المواطنين الأبرياء؟ إنه لمنكر وإنه لتصرف إجرامي بغيض ما يقوم به هؤلاء ضد المواطنين من انتهاك وعدوان على الكرامة والحرمات، ولا يمكن أن يحترم عنصر من جيش أوشرطة أو يكرم إذا ما صدر منه هذا السلوك النابي الذي يسيء أولا إلى قيمة القانون ومقام الشرطة والجيش ويسيء إلى القائد العام المسؤول عنهما قبل أن يسيء للمواطن المظلوم.

 

- ولقد رأيت ما يسمى الجيش العراقي وأجهزته الأمنية ترتدي نفس اللباس الموحد الذي ترتديه قوات الاحتلال الأمريكي فأجد ذلك شيئا مقرفا ومستفزا، لا أحمل احتراما لجيش وطني يرتدي نفس ما يرتديه جنود الانحطاط الأمريكي وما يحمله من ذاكرة الولوغ في دماء العراقيين وانتهاك حرماتهم والعدوان على وطنهم ومواطنيهم، بل الأدهى والأمر والأفظع مارأيته بالأمس من مشهد مهين صادم وأليم لم أره قط حتى في قمع الفلسطينيين رغم ما عرف عن جيش الاحتلال الصهيوني من قسوة وبطش وسفالة وانحطاط ، لكن أتباع المالكي من مرتزقته وأجهزته القمعية قد نالت قصب السبق في التردي والنذالة بالاجتراء على مواطنيهم بهذا السلوك النابي القبيح.

 

- وإذا كان الجيش اليهودي بكل انحطاطه يقسو على الفلسطينيين، فهو لا يفعل ذلك ضد مواطنيه المستوطنين، لكن مرتزقة المالكي المحسوبين عراقيين يفعلون ذلك ضد مواطنيهم وإخوانهم وبني جلدتهم، فمن يكون هؤلاء ؟ وكيف تطاوعهم نفسهم الدنيئة على أن يعاملوا مواطنيهم بهذا الانتهاك الفظيع وبهذا السلوك السادي الدنيء، هل لأن المجرم المالكي بكل قسوته وبطشه وظلمه على الشعب يشيد بمرتزقته ومستوى أدائهم الباطش في قمع وقتل واعتقال المتظاهرين، وتعذيبهم والتنكيل بهم أثناء المظاهرات وقبلها أثناء المداهمات وفي نقط التفتيش، أية حكومة ضالة إجرامية هذه تتقبل من مرتزقتها بل وتأمرهم أن يعاملوا المواطنين بهذه الطريقة المهينة؟ إن هذا المشهد الفظيع لا يجوز أن يمر هكذا مرورا عابرا ، يجب الوقوف عنده طويلا ومناقشته في المحافل الإنسانية والقانونية ، وأن يعرض عبر المنابر الإعلامية الحرة الملتزمة بقضايا الوطن العادلة والمؤازرة لحقوق مهدورة لشعب مرهق ومظلوم يؤذى كل يوم في كرامته وحريته وحياته .

 

- المطلوب من القنوات الإعلامية الحرة وخاصة قناة الرافدين وهي القناة الأصيلة التي لا تداهن قوى الضلال ولا تقف من حقوق الإنسان وسيادة الأوطان موقف الحياد السلبي، فهي الناطقة الوحيدة باسم الشعب العراقي المظلوم، ولها أن تعالج هذا المشهد الفظيع بإحياء المطالبة بصيانة حقوق وكرامة الإنسان العراقي التي تنتهب وتنتهك من قوات الاحتلال الفاجر ومن قوات الحكومة العميلة الفاسدة، وعلى كل المنظمات الإنسانية والقانونية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية إن كان بهذه الجامعة بقية من كرامة أن تثير هذا الموضوع إثارة استنكار واستهجان، فإلى متى تظل كرامة العراقي تنتهك من قبل سياسة المالكي الإجرامية وقواته المرتزقة التي لا تحتكم إلى دين ولا إلى خلق وكرامة، وكل هذا الإجرام البالغ يتحمل كبره المالكي والاحتلال.

 

- قد يقول البعض ممن يريد التمويه والتغطية على الحقيقة أو التهرب من المسؤولية إنها تصرف فردي أو شخصي، ونعلم جيدا من متابعتنا لجرائم الاحتلال وحكومته العميلة أن هذه الانتهاكات لا يمكن أن تصدر فرديا، ومن المضحك أن يقول قائل يجب محاسبة هذا الجندي فقط ويترك الكبار الذين سمحوا له بهذا السلوك، وكل الأمثلة تدل على أنها سياسة ممنهجة عن إصرار وترصد، لكن الفيديو بين عن أن الكتيبة الضالة مشتركة ومتناسقة مع بعضها في هذا الانتهاك الجارح والمخجل فكيف يكون سلوكا فرديا، الكل مشترك ومنسجم مع هذا الانتهاك، وأفظع منه ما يجري من جرائم الحكومة في الإهانة والتنكيل في المعتقلات وفي الطرقات والبيوت أثناء المداهمات مما يدل على أنها نهج الحكومة وسياستها المنحرفة عن كل صواب، وأنها توجيهات وتعليمات المسؤولين أولهم المالكي الذي يتحمل على وجهه كل هذا الحيف والانتهاك.

 

- إن هذه السياسة المريضة والشاذة والمثخنة بكل الأسقام الهمجية الاحتلالية والأحقاد الطائفية والآثام الشيطانية، وسلوكها الباطش والمنتهك دوما للحقوق يدعو الشعب العراقي ، بل والأمة العربية وكل من له غيرة ونخوة، وكل القوى الحية التي لها إحساس من ضمير وإنسانية أن تقوم للمطالبة بإسقاط هذه الحكومة الفاسدة غير الشرعية والقائمة على باطل والتي تحكم بالباطل، وكان يمكن السكوت عن هذه الحكومة الظالمة لو أنها على الأقل تراعي أقل قدر من احترام المواطنين وتكريم إنسانيتهم وصون حقوقهم، حتى ولو خانت وسرقت ونهبت ووالت الاحتلال وعملت لأعداء الله، لكن السيل بلغ أقصى المدى، والمعتقلات تحفل بأبشع المظالم وتضم المليون معتقل تحت أبشع التعذيب والانتهاكات خارج كل شرعية وقانون، بل والوطن كله أصبح معتقلا يعيث فيه المفسدون، وكان يمكن الصبر على كل شطط إلا انتهاك كرامة الإنسان، والكريم يفضل الموت على أن تنتهك كرامته.

 

-  فعلى كل القوى الحرة الغيورة العمل على دحر الاحتلال الفاجر وطغمته العميلة الفاسدة وفضح جرائمه وممارساته المنافية للإنسانية والأخلاق، هذا الاحتلال الهمجي الذي جلب هذه الطغمة الفاسدة ومرتزقتها العابثة للتحكم بحياة وحرية وكرامة العراقيين، وأما أولائك الجنود الآثمون الذين يمارسون بأيديهم وأرجلهم أحط الممارسات وفي تصرف منكر ليعتدوا ويؤذوا كرامة المواطنين فما أضلهم وما أجبنهم هم وأعوانهم ومن يقوم بتصرفاتهم الإجرامية من أزلام المالكي وما أأثم جوارحهم الآثمة تلك التي تبطش وتنكل بأقبح أسلوب بكرامة الإنسان، فهل سجل لهؤلاء موقف في التصدي لجيش الاحتلال الهمجي وهو يحيف على البيوت وينتهك الحرمات؟ بل تجد هؤلاء الذين يظلمون مواطنيهم مجرد أتباع أذلاء يتسابقون على إرضاء المحتل الغريب الكافر ويتبارون في الاستجابة لنزواته، فهل مثل هؤلاء لهم ضمير وشرف؟ وهل يستحقون الاعتبار؟ بل إن الحيوان ليستنكف من أفعالهم؟ فهؤلاء لهم أشد الخزي والهوان، وإن أهون الخلق وأشرهم عند الله من يهين الناس، وإن أخزى الخلق من يظلم الناس وينتهك حقوقهم، ولقد تجلى قول الخليفة العادل الراشد سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟".

 

- هل يظل المواطن العراقي مضاما منتهك الحقوق في بلاده ، فمتى تنجلي ظلمة الضيم وتدحر زمرة الفساد والاحتلال؟ ومتى تزول هذه الغمة السوداء عن أهل العراق؟

 

 





الاثنين١٣ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مريم أحمد الأزاريفي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة