شبكة ذي قار
عـاجـل










بالأمس القريب كان العراق هدفا مباشرا لقوى الشر العالمية برئاسة الإدارة الأمريكية، وبضلوع رخيص لأدواتها المحلية المتنكرة لكل قيم الأرض والسماء، جرى خلاله من تدمير وزهق لأرواح الأبرياء ما يعد سابقة ليس لها مثيل في التاريخ أو حاضرنا الذي نعيش ، والاهم هدر فرصتها التاريخية في التحرر والتطور والوحدة ، واليوم تتعرض الشقيقة ليبيا إلى ذات الاستهداف الحاقد للنيل منها ولحرف ولاءها وانتماءها لما يخدم الأغراض المريضة وبالأدوات ذاتها ، وان اختلفت الحجج إلا إن الهدف بقيَّ واحدا ، وهو ما نراه متسارعا أيضا في سوريا واليمن لتهيئة أرضية الأحداث بما يخدم الغاية ذاتها ، وهناك أكثر من قطر عربي من الأقطار التي انتفضت على استحقاقات سيكس بيكو سيئة الذكر مرشحة لذات الاستهداف ، وان كنا جميعا ندرك الهدف العام لقوى الشر وما تسعى له من تشظية المنطقة ضمانا لمصالحها ، فإننا في ذات الوقت قد غاب عنا آليات عملها ، وبما فرض على عدد غير قليل من أبناء شعبنا وعلى عموم أقطاره التورط جهلا ومن دون دراية في خدمة هذه المخطط ألتدميري الخبيث.


كي يعيش الغرب المستعمر المتسلط لابد من تدمير الشرق والحيلولة دون حضوره بأي شكل كان ، وكي تستمر هيمنته ( الغرب الاستعماري ) وإحكام قبضته على العالم لابد من نزع فتيل أي توجه تحرري أو ثورة مهما كان لونها أو شكلها أو أي إطار جامع مهما كان ضعيفا كي لا يؤدي تراكمه إلى قوة ، هو المنطق الرأسمالي الاستعماري الفج الذي استبيح به العالم الذي أسموه ثالثا ، واستبيح به بشكل خاص وطننا العربي ولا زال بفعل ما يملكه من مقومات خاصة ونادرة ، وكذا امتنا الإسلامية ، جرّاء روح الحرية والعدالة والتضحية في سبيلهما التي تحمل، والنزوع نحو التطور والرقي التي تمتلكانها وفقا لدين ألإسلام الذي تؤمن وباقي الرسالات السماوية ، والتي جميعها جذّرت هذه المفاهيم واعتبرتها أساسا من أسس الإيمان بالله وكتبه ورسله ، وقطعا هنا لم نأتي بجديد لأغلب الإخوة إن لم يكن جميعهم ، ولكن حين نكرر القول على أهمية حضور ثقافة المصلحة الوطنية والقومية بدلا عن الطائفية والفئوية والشيفونية التي هي الأداة الرئيسية لهذا الغرب في الإمعان بإضعافنا والإجهاض على أية خطوة للتطور وإعادة مجد هذه الأمة ،

 

فإننا نجد ولأسف شديد من يدافع عن ما يؤمن به وان كان خطأ وهو أخف الأوصاف ، أو من لم يكترث لما نقول لجهل أغلبهم بخطورة ما يؤمن وصيغ التعبير عنه أو حقيقة نشأته والأهداف المطلوب تحقيقها منه بأية وسيلة كانت ، وفي هذه الفسحة ليس لنا إلا أن نطالب كل مخلصا لوطنه وأمته ولنفسه ورسالته التي يؤمن أن يلقي الضوء على المرجعية الحقيقية للمآسي التي حلت وتحل دائما بوطننا وامتنا ، ونناشدهم جميعا أن يثبّتوا ويجهروا برأيا صريحا وفقا لما أطلعوا عليه ووفقا لما جرى ويجري من تدمير متعمد من جهات ادعت الحضارة والرقي وآلت على نفسها احتكاره والحيلولة دون تمتع الآخرين به وان توفرت لهم كل الإمكانيات ، لا بل تجريدهم من إمكاناتهم هذه والسيطرة عليها وتسخيرها بما يخدم مخططاتهم الشيطانية في السيطرة على حركة العالم والأمم والشعوب ، وأن يثبت له رأيا في الخطوات والسبل الكفيلة والناجعة الواجب اتخاذها للانتصار لهذه الأمة ، لتاريخها المجيد ، لحاضرها ، لمستقبلها ، وقبل ذلك لمشروعها الروحي المكلفة به شرعا كأمة وحيدة ائتمنت على حفظ القرآن ، وللاطلاع على هذه المرجعية أطالب الإخوة جميعا البحث من خلال الويب على مقررات لجنة [[ كامبل بانرمان ]] أو [[ لجنة الاستعمار ]] أو [[ توصية مؤتمر لندن لعام 1907 ]]، وهنا افترض أن جميع الإخوة المنشغلين في المماحكات الطائفية والتي ما هي إلا صفحة من صفحات التآمر الذي أستهدف الأمة ولازال، لم يُقدّر لهم الاطلاع عليها ، إذ من غير المعقول على كل لبيب أن يقبل على نفسه أن يكون جزءا من هذا ألمشروع ألاستعماري ألتدميري للأمة إن كان قد اطلع عليها فعلا وتفهم أبعادها ، كما ليس بعسير عليَّ أن أنقله ضمن هذه المقالة ، ولكن رغبت أن يبحر كل مخلص في أمواج هذا البحر الهائج ليجد هو لنفسه الملاذ الذي يعين به نفسه وأمته على تخطي ما مخطط لها من عناصر إعاقة وتقييد لخطواتها المشروعة نحو الحرية والتطور ، وليدرك بذاته ضحالة ورخص الأدوات المحلية المستخدمة في تحقيق هذا المشروع وبأسف شديد ،

 

وليتلمس الأسباب الرئيسية للكوارث التي ألمت بنا والمطلوب منها أن تستمر دون توقف طالما نتائجها تلبي أطماعهم ونواياهم الغادرة ، إن لم يقف أبناء الأمة بكل طيفها وقفة إيمانية حرة جريئة لاستعادة مجد أمتهم ونيل حريتهم وكرامتهم ، وان تكون آراءنا المستخلصة من ذلك شموع أمل تنير درب الوحدة وتزيح كل العوائق المتقصد وضعها في طريقها ، والله من وراء القصد .

 

 





الاربعاء٢٥ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عنه / غفران نجيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة