شبكة ذي قار
عـاجـل










يقول احد أساتذة القانون الدولي المصريين[1] ( ان الاعتراف المبدئي المشروط  لأحترم  حقوق الإنسان يثير عدة تساؤلات عن مصدره وغايته ، ويمكن طرح هذه التساؤلات على النحو التالي إذا أخذنا  الأنــــا  محورا للتساؤل  :-


1-    هل أنا إنسان في مواجهة سلطات بلدي ؟
2-    هل أنا إنسان في مواجهة المستعمر أو الغازي أو المحتل ؟
3-    هل أنا إنسان في مواجهة الأفراد الآخرين من أجناس او حضارات مختلفة ؟
4-    هل أنا إنسان في نظر الدول الأخرى  المتمدنة  كالولايات المتحدة  الأمريكية وأوربا مثلا" ؟
5-    هل  أنا إنسان في ذات ضميري  ؟ )


تساؤلات  عامة طرحها  في بلد أخر لتنطبق على وضع الإنسان العراقي المستهدف بكل هذه الأسئلة  والمنتهكة حقوقه بكل ماتعنيه كلمة انتهاك ، بل إن الوصف الدقيق لحال الإنسان العراقي في ظل الاحتلال الأمريكي أمر مستحيل لايرقى للحقيقة التي توزعت بين انتهاكات هي جرائم حرب وجرائم ضد السلم والأمن الدوليين وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية تصل لدرجة إبادة الجنس البشري للشعب العراق ..

 

فالسلطة التي نصبها الاحتلال تمارس ضده إرهاب الدولة ، وتسخر بالضد من العراقيين الة عسكرية قوامها اكثر من مليون جندي وشرطي ومليشيات وصحوات ومجالس اسناد ، واساليب وحشية  مبتكرة ، وتمييزا عنصريا طائفيا يصل لحد استهداف حياة أكثر من نصف الشعب  ، واستخدام للقوة مفرط وتعطيل للحريات العامة التي اقرها الدستور منها  حقه في التعبير عن رأيه بحرية ، واعتقال  بدون تهمة وبدون اوامر قضائية ولمدد مفتوحة ، وهو يعيش نتيجة سياسة هذه الحكومات المنصبة من قبل الاحتلال حياة تعيسة يفقد فيها إنسانيته بل إن حق الحياة فيها منتهك ، فلا قيمة لحياة هذا الانسان ، عبرت عنه بتفجيرات وحشية مدبرة من قبل اجهزتها  لتبرربها  قتل العراقيين وكذلك اعتقال قسري واختفاء قسري للآلاف منهم شهدت به تقارير منظمة العفو الدولية وهيومن رايت ووج ، منذ العام 2003 ولحد آخر تقرير في عام 2010 ، ويوم الجمعة 11/3 /2011 عرضت فضائية الرافدين فلما عن نموذج سلوك هذه الحكومة وكيف تعامل قواتها في الموصل  طائفيا إنسان مكون طائفي أخر لمجرد خروجه للتظاهر والاحتجاج  ، كحق مكفول دستوريا ، فما بالك اذا وضع ضمن قائمة ادعاء ارتكاب جرم وقائمة التجريم وفق المادة 4 من قانون الإرهاب رقم 31 لسنة 2005 تطول والمخبر السري جاهز وهو غير حقيقي في أحيان كثيرة ، تنوب عنه أجهزتهم الاستخبارية وهي جاهزة لتقديم تقارير السؤ لتبرير الاعتقالات  العشوائية .. حتى ان  لواء سامراء لكثرة اعتقاله للعراقيين من أهالي سامراء الذين يشاركون بالاحتجاجات قام بإنشاء معتقل جديد او اتخذ من احد الأماكن غير المعدة لاعتقال الناس معتقلا ، لاستيعاب  المعتقلين الجدد ، الذين أصبحوا متهمين وتحت طائلة الاتهام بالمادة 4 من قانون الإرهاب لمجرد التظاهر، الذي هو حق .


والاحتلال الأمريكي أيضا مارس أبشع أنواع الانتهاكات التي ابتدأها بعدوان غاشم  غير مبرر بكل دعاوى الكذب الباطل التي سوقها ،  وسماه الصدمة والترويع  ، ومارس التمييز العنصري بشهادات كثيرة قدم منها الصحفي البريطاني روبرت فسك بمقالته (جحا مفجر المفخخات ) شهادة عن قيام قوات الاحتلال بتكليف أفراد من الشرطة عراقيين مستغفلين بقيادة سيارات مفخخة يطلب منهم الوصول بها إلى مكان يكون سوق دائما او شارع مزدحم في يطلب منه الاتصال عند الوصول فتنفجر السيارة ويذهب العراقيين الأبرياء ضحية تفجير يقوم به جحا المستغفل ! ، إلى ان كشفها نقيب الشرطة المستغفل الذي تسبب  بتفجير تلعفر الاجرمي بعد تعطل موبايله وخروجه من السيارة ليتصل من محل موبايلات قريب ليرى سيارته تنفجر بمجرد إبلاغ أسياده الأمريكان انه وصل المكان المحدد.

 

وشهادة الجندي البريطاني (بين جريفن) عند تقديمه خطاب استقالته ( لقد شاهدت من الممارسات غير القانونية وغير الآدمية ، ترتكبها القوات الأمريكية  بحق الشعب العراقي بدعوى ان جميع العراقيين لايرقون لمرتبة البشر ) . وكانت الحجة دائما القتل الخطأ .. وأشارت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بتقريرها لسنة 2007 ان اكثر من  (150) ألف طفل عراقي قتلوا منذ الغزو  حسب تقارير دولية وثقت لذلك .. والشواهد كثيرة، فنحن بالنسبة لهم لسنا سوى هنود حمر لا نستحق الحياة ولكننا نعيش على ارض بكر تحوي ذهبا وفيها طاقة كونية  تسمح لهم بتسيد العالم .. حتى ان كيسنجر منظر الستراتيجيا الأمريكية قال ( يجب تصحيح قرار الرب ) بمعنى ان العرب لايستحقون هذه الثروة النفطية ، فأي انحطاط في النظرة نحن عرضة له !!.

 

والتساؤل الثالث في مواجهة الأجناس والحضارات المختلفة ..  رغم ان هنالك أصوات  عالمية رافضة لسلوك الإدارة الأمريكية كثيرة لكن ، هل ارتقت هذه الاحتجاجات لدرجة منع أمريكا من ممارسة العدوان والانتهاكات ، او إجبارها على الانسحاب  ، هل اجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة  وناقشت الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب العراقي .. ليقول العالم  ان قرارات مجلس الأمن غير دقيقة في تكليف أمريكا بإدارة الملف العراقي وانها لم تعد  بشواهد كثيرة امينة على استمرار ادارة هذا الملف ، وان وجودها في العراق بحجة الاتفاقية الأمنية حجة سخيفة وغير مسموح بها وتتعارض مع اتفاقية فينا لعقد المعاهدات لسنة 1969، وان هذا الطلب من حكومة ألعوبة حسب الدليل الميداني للجيش الأمريكي مخالف للقانون الدولي.. والإنسان العراقي أصبح يعاني الإبادة لجنسه اذا استمر حاله على ماهو عليه وقتا أكثر تحت نفس الظروف !! . إذن سكوت الأجناس الاخري ومدعين الحضارة يعد تواطؤا صرحت به اتفاقية منع الإبادة الجماعية لسنة 1948 في مادتها الثالثة ، وخيانة للجنس البشري   !! .

 

وللإجابة على التساؤل الخامس فأن مقاومة الإنسان العراقي للاحتلال واستمرار هذه المقاومة وتصاعدها لدرجة الاستعداد لتقديم المزيد من التضحيات ، وصولا لتظاهرات يوم 25/2 إعلان عن إن هذا الإنسان لازال يعيش ويحس بإنسانيته ، واستحقاقه للحرية واستحقاقه ليقود نفسه  ورفضه للاحتلال ولعبته السياسية الفاسدة ،  ورفضه أن يقاد من المفسدين ورفضه أن يقاد من مرجعيات  فاسدة مسيسة لاتمثل إلا قيدا عليه في الحياة الدنيا كسره بمظاهرات الاحتجاج والتعبير عن رأيه الصريح بالرفض ، وانه إنسان عراقي صاحب إسهامات كبيرة في الحضارة الإنسانية لن تحرمه إطماع الطامعين وكل جرائمهم لن تنزع منه إنسانيته فهو الإنسان المبدع المعطاء ، وليس المتشبهين بالعلق مصاصي دماء الإنسانية المعذبة والمكتوية بنار جرائمهم اليومية (الأمريكان) وإطماعهم وكرههم  للإنسانية جمعاء ..

 

 

(1)      راجع  د. الشافعي محمد بشير – قانون حقوق الإنسان مصادره وتطبيقاته  الوطنية والدولية –طبع منشأة المعارف بالإسكندرية 2004 . صفحة 17 ,

 

 





السبت٢١ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. علي الفهداوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة