لم يحدث ومنذ الغزو الانجلو امريكي ايراني للعراق , أن أتفق أمراء الطوائف على رأي واحد , كالاتفاق الغريب الذي اتفقوا عليه مؤخرا , وهو "تكريم" رئيس القائمة العراقية أياد علاوي . وذلك بالاجماع الباطل على ترشيحه لأمانة جامعة الدول العربية .

هو تكريم "له" بنظرهم .. وتكريم للعراق بأعتبار ان علاوي لو ظفر بهذا المنصب سيكون شرفا ما بعده شرف للوطن . والحقيقة كل الحقيقة ما هوألا أبعاد علاوي خارج الحدود . أي رميه خارج اللعبة السياسية . فهو أصبح عبئا ثقيلا على الجميع . حتى على رفاق قائمته . فهم يتوجسون الخيفة منه لو أقدم على الانسحاب من العملية السياسية . وهذا يعنى أن يخسر اسامة النجيفي لقب "الرئيس الثالث" , وهو لقب ليس بالهين البتة . كما أن صالح المطلك وبعد أن ظفر بمنصب نائب رئيس الوزراء , وهو المنصب الذي كنت اتمنى من خلاله ان يقلق المالكي في الدوام والاستمرار. الا أني وجدت المطلك بعد ذلك, ودودا لايسمع له حتى الهمس . أما الطبيب المقيم رافع العيساوي فلاأعتقد أن يضحي بالمالية . ومن خلالها سيظفر بالحصول على "البورد" من أستاذه الجديد نوري المالكي. ناهيكم عن طارق الهاشمي الذي نبذ سلفيته نظير ان يصبح نائبا لرئيس الجمهورية. وها هو يحتفظ به للمرة الثانية. فمن هو علاوي انذاك؟ .

أذن .. ماذا يملك اليوم علاوي ؟ . لاشيئ البتة .. فقد غدر به زملاء الماراثون الذين شاركهم بالعدو خلف الدبابات الامريكية شطر وطنهم .
لنقف بعض الشيئ الى جهود امراء الطوائف تجاه زميل المارثون .
فدولة القانون تقول: علاوي جدير بالمسؤولية وسيحسن علاقات العراق بالدول العربية.
المجلس الأعلى الإسلامي يقول : علاوي سيحل مشكلة كبيرة بتسلمه المنصب

من جانبه، ويشير عضو المجلس الأعلى الإسلامي علي شبر ان ترشيح أياد علاوي لمنصب الأمين العام للجامعة العربية سيحل مشاكل داخلية كبيرة إضافة إلى انه سيحل مشكلة ترهل الرئاسات والنفقات المخصصة لها.

واضاف إن "زعيم القائمة العراقية إياد علاوي شخصية وطنية قادرة على أن تؤدي دور فاعل بالنسبة للدول العربية وهو جدير بالمسؤولية ".

وقال عضو التحالف الكردستاني محسن السعدون إن "المناصب المهمة سواء في الجامعة العربية أو في الأمم المتحدة موضع فخر لكل العراقيين في حال تم ترشيح شخصية عراقية لها"، مضيفا أنه "عندما يرغب زعيم العراقية إياد علاوي في هذا المنصب وتوافق عليه الدول العربية فمن الأولى أن نقبل به نحن العراقيين".

حتى القائمة العراقية ترى بأن ترشيح علاوي لهذا المنصب شرف للعراق .

نسى الجميع أن الجامعة العربية فقدت بريقها منذ زمن بعيد. وأصبحت "ديوانية" للحكام العرب . يلتقون فيها لتجاذب الاحاديث والحكايات . وقديما قال الكاتب محمد حسنين هيكل " ان محاضر القمة العربية تذهب مباشرة للراعي الامريكي" . وطبعا هذا الراعي يبلغها الى اسرائيل. وكان يلمح وقتذاك الى العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني. أما اليوم وبعد ربيع الثورات العربية , فالجامعة العربية هي ملك الجماهير العربية . ولا اعتقد ان الجماهير العربية الغاضبة ستقبل به اليوم , كأمين عام شارك في تجييش جيوش الاجنبي لأحتلال وطنه .

جريمة علاوي انه لم ترض عنه لا النصارى ولا اليهود . عفوا لا ايران ولا مشيخة الكويت . وأنحنى كثيرا كثيرا , حتى بلغ الامر به أن أهدى اصوات الملايين من الذين انتخبوا قائمته الى عادل عبدالمهدي , ظانا بأنه سيطيح بالمالكي . ولم يدر بما كان يحاك له في دهاليزالتحالف الوطني ( دولة القانون والمجلس الاسلامي الاعلى ). فعادل عبدالمهدي مرتاح ايما راحة بمنصبه نائبا لرئيس الجمهورية. كما وعده المالكي مسبقا بأنه سيحتفظ بهذا المنصب أن تم الاطاحة بعلاوي.

وجريمة علاوي الاخرى , أنه لايصلح للقيادة ولا لأية اشكال القيادة . فهو يتحرك بتوأدة .. تحرك سلحفاة . وهي حركة مرصودة من أعدائه . بينما الاخوة الاعداء يتحركون في الخفاء. ويحيكون المؤامرات تلو المؤامرات , التي تملى عليهم من دولة ولاية الفقيه.

وكما قلت في مقالاتي السابقة أن ايران لاتفرط البتة بأي أمير من أمراء الشيعة الصفوية. ماداموا يحكمون قبضتهم على شيعة العراق العروبيين . ويجزلون العطاء على أمراء الطائفة السنية المتجحفلة في المنطقة الخضراء بما لذ وطاب. ولعل الوزارة الثانية للمالكي كشفت كم أن أمراء هذه الطائفة قنوعة بما غنمت من مناصب.

خسرت يا علاوي ورب الكعبة كل شيئ .. وحري بك أن تكفر عن كل الاخطاء التي ارتكبتها . فالشعب العراقي لن يفغر لأي أمير من أمراء الطوائف , باع الوطن نظير غنيمة مقززة .