شبكة ذي قار
عـاجـل










تشهد بغداد استحضارات مكثفة في كافة الصعد ،لاستقبال واستضافة القمة العربية المقرر عقدها نهاية شهر آذار المقبل، وكان السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية قد اطلع بنفسه على هذه الاستحضارات ،والتقى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وقادة الكتل السياسية والمرجع الديني في النجف ومسعود برزاني رئيس ما يسمى إقليم كردستان العراق، وشدد على ضرورة عقد القمة في بغداد دون غيرها، ولم ينس السيد عمرو موسى أن يبشر القادة العرب بأن ( المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب قد وصلت حدودها وتحقق القسم الأكبر منها) وان الحكومة المتشكلة حديثا تمثل أطياف الشعب العراقي كله ،ولكن في الاتجاه المعاكس علينا قراءة المشهد العراقي على حقيقته التي لم ولن يعرفها السيد عمرو موسى ، وقبل هذا علينا طرح السؤال التالي لكي تكتمل الصورة أمام عمرو موسى الذي بدا متفائلا جدا وبشوشا أمام الكاميرات، وكأن العراق يعيش في واحة خضراء ونعيم باذخ واستقلال كامل وسيادة حقيقية ، هل تعقد القمة العربية في بغداد؟ وهل يتحقق الحضور العربي الرسمي ؟ ونحن نعلم والسيد ( موسى ) لا يعلم أبدا أن الوضع الأمني في العراق ملتهب ومهيأ للانفجار في أية لحظة ،وان انعقاد القمة المزعوم سوف يسرع في هذا الانفجار للأسباب التالية ، أن تشكيل الحكومة مازال ناقصا والصراع على المناصب على أشده بين الكتل السياسية، وقسم منها يهدد بالاعتصام الجماهيري ،والقسم الآخر يهدد بالانسحاب من الحكومة ما لم يتم التصديق وتفعيل المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية، وهكذا بقية الكتل الأخرى ، بصراحة الحكومة بتشكيلها تشهد فوضى سياسية وتصريحات نارية مؤهلة للتصعيد ، ثم نأتي على الوضع الأمني والاغتيالات اليومية والاعتقالات العشوائية التي تطال الموطنين بالتهم الجاهزة ولأتفه الأسباب ( 4 ارهاب ) الذي صار تميمة الأجهزة الأمنية والعسكرية إضافة إلى مئات الألوف من المتعقلين الذين يرزحون تحت ظلم الحكومة بلا محاكمة، وفي سجون سرية لا يعلم بها إلا الله والراسخون بالسجون السرية، ناهيك عن الوضع الخدمي الكارثي المأساوي من انعدام مفردات البطاقة التموينية والكهرباء والماء والبطالة الذي يشكلها جيش العاطلين الخريجين والفساد الإداري والمالي ( العراق ثانيا على العالم بالفساد ) أما المصالحة الوطنية التي يزعم السيد عمرو موسى أنها متواصلة ومتحققة، فهي أكذوبة يروجها للاستهلاك السياسي ويمررها على القادة العرب،والتي يصفها ( بين مكونات الشعب ) لا يا سيد عمرو الشعب متصالح ولا يحتاج إلى مصالحة كما تزعم، لان المصالحة التي أشرفت عليها في القاهرة ولدت ميتة أمام باب الجامعة العربية بعد ساعة واحدة فقط من انتهاء مؤتمر المصالحة، ومازالت محفوظة في تابوت الموتى في مشرحة بغداد وأنت لا تعلم بها ، الشعب متآلف ومتصالح وموحد ، متماسك وصابر ولكن المصالحة التي لم تتطرق لها ولا تتجرأ أبدا، يجب أن تكون وتتحقق بين طرفي النزاع السياسي والأجنحة السياسية التي تجاهلتها عند زيارتك إلى بغداد، وهناك أسباب أخرى تمنع انعقاد القمة العربية في بغداد وهي أسباب منطقية وأخلاقية ومبدئية يأتي في مقدمتها أن بغداد العباسية تحت الاحتلال الأمريكي باعتراف الأمم المتحدة نفسها وان العراق يقع تحت البند السابع المحضور عودة العراق إلى الساحة الدولية بموجبه ،فكيف يأتي القادة العرب إلى عاصمة محتلة مجروحة منكسرة القلب يا سيد عمرو موسى وأنت تسمي نفسك (أمينا )عاما للجامعة العربية التي احد مؤسسيها العراق الجريح ، العراق والعراقيون لا يرحبون بالقادة العرب في بغداد وهي محتلة أبدا رغم تهافت بعض القادة العرب ممن كانوا سببا في احتلال العراق بل وشاركوا في احتلاله وقتل أبنائه وتهجير شعبه وتدمير دولته وإشاعة الطائفية والحرب الأهلية فيه،وهم من يتباكون عليه الآن بصفاقة الشامت الأجير ، كيف يأتي للعراق من كانت يداه ملطختان بدماء العراقيين، وسببت الكوارث والمآسي لهم ومازالت أفاعيهم السامة تجول ارض العراق مولغة بدماء أبنائه قتلا واغتيالا وتفجيرات يومية بأسواقه وشوارعه ،هل يعقل أن تعقد القمة العربية في بغداد ونصف شعبه بين قتيل ومهجر ومهاجر وسجين ماذا سيقول القادة العرب للأرامل وذوي الشهداء والمساجين والمهجرين والمحكومين والمظلومين والجوعى ، إنها قمة العار الذي سيسجلها التاريخ على كل من يحضر القمة ويشارك فيها ، الشعب العراقي ليس بحاجة إلى قمة هزيلة تشرعن الاحتلال وتباركه ، الشعب العراقي يحتاج إلى عون العرب شعبا وقادة أن يساهموا في إنهاء الاحتلال وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين وإعادة المهجرين والمهاجرين إلى وطنهم واهليهم وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية، لا مصالحة عمر موسى، وعودة العراق إلى حضن الأمة العربية سالما معافى من آثار الاحتلال وعملائه ... هذا ما يريده الشعب العراقي يا عمرو موسى من قمتك العربية المقبلة، إن انعقدت في بغداد .. وبغيرها فلا قمة عربية في بغداد العباسية الجريحة ....ولا مرحبا بهكذا قمة .....

 

 





الثلاثاء٠٥ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبار الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة