شبكة ذي قار
عـاجـل










عرفته , مذ كان شابا" يافعا" يسعى للتفوق في دراسته وبما يرضي طموحه وتطلعاته لمستقبل افضل له ولعائلته ذي الدخل المحدود, التي نشأ وتربى فيها على حب الوطن والامه... وشاءت الظروف ان يقبل على عكس ماكان يهوى ويريد , بأحد معاهد المعلمين, ويكون من المتفوقين ويعين في احدى مدارس مدينه الثوره , وهناك حيث زاملته وتعرفت عليه اكثر فأكثر, وجدته ذلك الانسان الوفي الصادق في سلوكه وخلقه وادبه الجم...كان يحدثني عن واقع تلك المدينه, وشجونه وحرصه باجتهاد لأيصال المعلومه العلميه ونشر المعرفه لعموم التلاميذ رغم كل المعوقات والصعوبات.


آمن (غزوان) بمبادىء البعث الساميه وفكر الثوره العربيه , وانبرى يدافع عنها هنا وهناك ضد الشعوبييــن والحاقدين , وكان يفخر بالممارسات والمهام التي كان يكلف بها كواجبات ( النواطير) وافواج الطوارىء والفدائيين , جنبا" الى جنب مع تواصله في عمله واندفاعه لعدم اضاعه الوقت بالبحث عن مسالك اخـــــرى ولجها لتطوير ذاته وقدراته , فانتظم بدورات الحاسوب في المركز القومي للحاسبات, ودورات الخط العربي واخيرا.. العوده لمقاعد الدراسه مجددا" لنيل شهاده البكالوريوس بكليه التربيه/ قسم الكيمياء .


كان همه الاول الوطن ومستقبله , والتحديات التي يواجهها من قبل امريكا وغطرستها وايران بكل احقادها والصهيونيه المجرمه.. وحين كان بعض الزملاء من المعلمين يتمازحون خبثا" معه حول ( الوطن الام) وحلم الهجره الى ( ديترويت ) في امريكا , يهزأ بهم ويسخر قائلا"(..ذلكم العراق وطني, ووطن اجدادي.. انا ابن اشور ونينوى وبابل.. هنا تنفست وشممت هواءه العطر , واغتسلت بمياه رافديه دجله والفرات.. ودافعــــــت عنه . فكيف لي ان اتركه واتجرد من مشاعري واحاسيسي ) ذلكم هو غزوان الذي حتى وان كان بين عائلته او مع اصدقائه , تراه يتحدث عن الوطن والامه .. ويفخر بانتمائه لأمه العرب مهبط الرسالات السماويه.... ويفخر برواد القوميه الاوائل واحاديثهم بهذا المعنى ونهجهم بدءا" ب( كان محمد كل العرب .. فليكن اليوم كل العرب محمد) و..( فلسطين قضيه النضال المركزي ومحورها) و..( الانقلابيه ) وبناء الانسان بتجرده من الطائفيه والعنصريه وكل ماعلق بها على طريق بناء المجتمع الديمقراطي الاشتراكي الموحد , ويفخر كذلك بعائلته ووالدته التي كانت هي الاخرى منضويه في تنظيمات البعث الخالد ,ويفخر بتربيتها وتحملها مسؤوليه البيت والمعيشه مع والده الرجل المريض المتعب .


شارك مع رفاقه من الفدائيين بواجبات الدفاع والتصدي لعدوان امريكا وتحالفها الشرير ضد العراق , وكان يشتكي مما لحق بهم من اعتداءات وضرب لمواقعهم من الخلف من قبل العملاء والمأجورين بقوله.. بأن تلك الاعمال لايفعلها العراقي الشريف ومن تربى على حب الوطن وكان حليبه طاهرا".


بعد الاحتلال البغيض.. عاود ( غزوان ) عمله محاضرا في احدى المدارس الثانويه ببغداد , وهو اشد مضيا" وعزيمه وتحسرا" لما لحق بالعراق الغالي جراء همجيه الاعداء وغطرستهم وتواطؤ عناصر الذل والعمالــه اتباع بلاد فارس الذين اقتحمت عصاباتهم القذره مدرسته حيث كان يواصل مشواره الوظيفي والعلمي لتغتال شبابه وتقتل وطنيته وعروبته التي احبها ودافع عنها.. رحل ( غزوان متي بطرس ) شهيدا" الى السماء مع الابرار والصديقين والقديسين عراقيا" عروبيا شامخا وتحت اقدامه واقدام كل الشرفاء ستركل كل الرؤوس العفنه وكل عمائم الدجل والحقد المجوسي الاصفر .


رحم الله ( غزوان ) ورحم امه الطاهره التي انجبته وربته وعلمته معاني الوطنيه الحقه... وماتت حسره عليه وهي تحلم بتحرير عراق الاباء والاجداد وعودته سالما" معافى شامخا كما كان على مر التاريـــــــخ والازمان .


المجد والخلود لشهداء العراق والامه وفي المقدمه منهم شهيد الحج الاكبر الرئيس القائد صدام حسين
والنصر ابدا" للمقاومه العراقيه الباسله
وعاش العراق العظيم حرا" عزيزا" موحدا"
والله اكبر .. الله اكبر .. وليخسأ الخاسئون

 

 





الاحد٠٣ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سيف الحيالي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة