شبكة ذي قار
عـاجـل










قال الشاعر أحمد مطر:
كُلُّها تأكُلُ مِن نَفسِ الولائِم
إنّما لِلجُرْمِ رَحْمٌ واحِدٌ
في كُلِّ أرضٍ
وَذَوو الإجرامِ مَهْما اختلَفَتْ أوطانُهمْ
كُلٌّ توائِمْ.!؟


لم نفاجأ بانتفاضة الشعب المصري الرازح تحت نير عميل عُرفت مواقفه المتواطئة منذ 30 عاماً على الأمة العربية والإسلامية وعلى العراق بوجه خاص، ولعب أقذر دور سواء في الاعتداء الإجرامي الأربعيني عام 1991 والإحتلال عام 2003، وما زال يقف أسوة بزعماء الذلّ والتخاذل موقف أسياده، حتى ألغى دور مصر الريادي واستعبد شعبها، بعد أن تحوّل لدميّة تحركها دهاقنة البيت الأسود وتل أبيب .. 


لكن ما تفاجئنا به هو أعلان الإخوان المسلمين في مصر تحالفهم مع الأمريكي المتصهين  ( البرادعي ) ، هذا الأخير الذي حطّ بطائرته من فيينا – حسب الأوامر الأمريكية – لينخرط وسط الجموع المصرية الثائرة ويخطب: "أنه مستعد لتولي السلطة.!؟"، وكأنه أحد قادة انتفاضة الشعب المصري المنكوب الذي عانى الأمرين، فيما هو قابع في فنادق الخمس نجوم لدى أسياده في أمريكا، يؤدي دوره المرسوم .. 


هذا الانتهازي الذي يروم أن يصعد على أكتاف من قادوا الانتفاضة ودفعوا دماءهم الطاهرة على يد "بلطجية" اللامبارك التي لم تتورع رميهم بقنابل المولوتوف الحارقة ..

 

إن المؤامرة المكشوفة يترجمها الواقع تعاون ايراني – أمريكي - اسرائيلي لدعم تولي رجلهم الذي قدّم العراق لهم على صحن من ذهب، وابقاء مصر تحت نير حكم سلطة لا تقلّ عمالة وإجراماً عن حكومة اللامبارك، فكما يبدو أن  ( البرادعي )  مرشّح للعب دور قذر جديد بالتعاون مع  ( الإخونجية )  حلفاءه في الانتهازية والعمالة ..  فالمصادر تؤكد اتصالاته مع الخارجية الأمريكية واطلاعهم على أنه عرض اقتراحين على اللامبارك: الأول هو تشكيل مجلس مكون من ثلاثة أشخاص أحدهما عسكري والاثنان الأخران مدنيان ..  المقترح الأول هو أن يصبح اللواء عمر سليمان  ( رجل اسرائيل المفضّل )  رئيسا مؤقتاً، والمقترح الثاني أن يتولى هو السلطة وربما بتفويض من مبارك خلال فترة انتقالية تشهد حل مجلسي الشعب والشوري واعداد دستور جديد للبلاد واجراء انتخابات نيابية إقرار هذا الدستور‏ ..  وهو يميل للمقترح الثاني ..

 

البرادعي الذي كان يشغل منصب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة والذي كان لتقريره المشؤوم الدور في ضرب العراق ..  لن ننسى كيف تمّ تلفيق ملف القنبلة الذرية العراقية وتواطئه الواضح مع النظام الفاشي الإيراني بعد تستره الفاضح على البرنامج النووي العسكري لنظام آيات اللات السفلى. كما يبدو أنه ردّ للجميل نشهد دعمها ركوبه موجة الغضب الشعبي لايصاله لسدّة الحكم، بعد أن أوحت لحلفاءها  ( الاخونجيين )  الذين تحولوا لأحد أجنحتها التي تحارب عبرهم من يعترض مشاريعها الفارسية في المنطقة، وتبييض ساحتها عبر رموزهم  ( السنّة )  ..  ف ( انتهازية )  هؤلاء المتسلقين على الأكتاف معروفة عبر تاريخهم ، من أرادوا أن يشاركوا بـ 50 عنصراً منهم فقط في الإنتفاضة العارمة، فإذا بهم يصعدون على رؤوس ملايين المصريين المستقلين وغير المتحزبين، لينصبوا الأمريكي المتصهين  ( البرادعي )  متحدثاً بإسمهم .. !؟ كما يبدو أن الأخير حصانهم للوصول للسلطة، كي تتحوّل انتفاضة الغضب إلى مكسب صهيوني - ايراني ..

 

إنهم يحاولون وئد واحتواء الإنتفاضة عبر تنصيب دمية أخرى تشاركها دمى  ( الأسلمة )  الكاذبة ، لتغتال تلك الثورة العارمة، فالبرادعي من سيضمن بقاء اتفاقية كامب ديفيد ويضمن بقاء قناة السويس مشرعة لسفن أمريكا التي تمرّ حاملة الموت والخراب لدول المنطقة ..  الفرق الآن أن دمية أمريكا الهرمة قد انتهى دورها، وحان الوقت لاستبدال الوجوه ..  ولا ضير من وضع عمامة  ( الخيانة )  التي اتضح أنها أفضل من تنفذّ مشاريعهم الصهيوفارسية لتحرق الأخضر واليابس ..  كما حرقوا العراق بشعبه ..

 

جدير بالذكر أن القاصي والداني يعلم أن أمريكا لا ترشح أي عربي ومسلم لتولي منصبا مرموقا لمنظمة " دولية " هامة إلا إذا كان مرشحاً لخدمتها والعمل لديها كموظف طائع، وإنجاح البرادعي لمنصب رئيس الوكالة بعد أن كانت فرصته معدومة – اطلع على تفاصيل ترشيحه – يؤكد دوره الخبيث، والذي لا يعرف ، إن الصهيوني كسينجر وراء دعمه ..

 

أما أصحاب اللحى من رفعوا شعار: " الغاية تبرر الوسيلة" مهما كانت قذرة، هو أسلوبهم المعروف ومستعدين للتعاون مع الشيطان للحصول على المكاسب والمناصب، ولنا في الحزب الاستسلامي العراقي درساً لا ينسى ومن على شاكلتهم ونهجهم، هؤلاء المتواطئون الذين غرروا بالمقاومة وحملة راية الاسلام ليتسلقوا على أكتاف الشرفاء بعد أن رقصوا على وتر الطائفية والمذهبية وترويج شعارات إسلامية وطنية  زائفة كزيفهم، فإذا بهم كأقرانهم بمصر يدعون أنهم حملة راية الاسلام وأنهم يعملون من أجل الوطن، فيما أحدهم يبيع أهل ملته وشعبه من أجل الكرسي كما فعلوا بدعم الأحزاب الصهيوكردية أو المجرم المالكي ..

 

فهل يعلم  ( المغرر )  بهم أن الإخوان  ( المتأسلمون )  يحتسبون عند الله فقيد الإسلام – عند حدّ قولهم - المقبور  ( الخميني )  ، القائد الذي فجر الثورة الإسلامية ضد الطغاة ، ويسألون الله له المغفرة والرحمة ، ويقدمون خالص العزاء لحكومة الجمهورية اللإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني الكريم  .. !؟ - راجع مجلة الغرباء الإخوانية : عدد : 7 سنة 1989 م  .. فهل يرتضي أبناء الانتفاضة المباركة أن يحكمهم عميل أمريكي وصديق نجادي بالتعاون مع اخونجية العمالة التي تمولّهم المخابرات البريطانية منذ 1942 والآن ايران، وللتاريخ كلمة ..  وكي نصل إلى خلاصة الدرس، نختتم بآخر تصريح صرحه  ( عصام العريان )  مسئول المكتب السياسي لجماعة الاخوان في مصر : تم الإتفاق بين كل الطوائف على تشكيل لجنة وطنية بقيادة "البرادعي" وسيتم الاجتماع واصدار بعض القرارات قريب .. !؟ هذا الذي صرّح أنهم لن يشاركوا بالانتفاضة .. !؟ لكن بعد أن اتضح أنها هددت عرش الطاغية وتروم اسقاطه سارعوا لحصد المكاسب ..  فهل هناك انتهازية وابتزاز وصعود على أكتاف كما هؤلاء الزائفين ..  إنه نهج متبع ولنا في  ( اخونجية )  العمالة  ( العراقيين )  تجارب يشيب لها الولدان ونماذج كانت على أهل الجهاد أشدّ وطئة من العدو نفسه وسنفرد لها مقالات في هذا الصدد ..

 

إننا إذ نشدّ على أيدي شعبنا المصري الثائر ونبارك انتفاضته العارمة ضد الطاغوت اللامبارك والدعم الكامل لاسقاطه ومحاكمته على جرائمه وسرقاته، في ذات الوقت نحذّر شعبنا من الخديعة الكبرى ومن يروم اغتيال انتقاضتهم والصعود على أكتافهم عبر الأصوات النشار التي تدعي المعارضة المتمثلة بجماعة الإخوان الانتهازية و ( البرادعي )  والتي قدمت بأجندات تتجاوز الانتهازية والدونية، بل إنها حاملة أجندات ستحوّل مصر العروبة لمرتع لأحفاد العلقمي بمباركة  ( اخونجية )  ودعم صهيوني منقطع النظير ..

 

ارفعوا راية طردهم أسوة بطرد اللامبارك ..  لقد أثبت هؤلاء أنهم ليسوا رجال دولة بل صعاليك تطيل اللحى وترقص على أوتار الدين والحرية ، يتقاسمون الأدوار بخبث شديد ..  فالحذر من الوقوع بهذا الفخ ..  ليقل الشعب كلمته ولتسقط الأقنعة الزائفة ..  ولتعد مصر لدورها الريادي العروبي بانتخاب من يمثلّ الشعب ولتجعل من ثورتها وانتفاضة أبناءها المباركة ممرراً لاسقاط عروش الذلّ والعمالة في المنطقة إلى غير رجعة ..

 

 





الخميس٣٠ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابنـة الحـدبـاء نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة