ماهذا العناد ؟
الجماهير الغاضبة تقولها بعربية فصحى لا عوج فيها ، واضحة صريحة مدوية .. ارحل ! الم تقرأ ورقة العجوز المصرية الطاعنة بالسن ، بماذا وصفتك ، ارحل يا خن .. .. .!
متظاهرون شباب تجمعوا حول صورة للرئيس حسني مبارك ، يلوحون بقبضاتهم ويهتفون ( ألحرامي .. اهو .. هو )!!
زين العابدين بن علي أخذها من اقصرها، كما يقول المثل المصري، وقال فهمتكم ثم لاذ بالفرار ! فمتى يفهم صاحب المفهومية إن الشعب المصري لن يتحمله ساعة أخرى ،هذا الشعب الذي ضاقت به السبل بفعل استبداده وطغيانه وفساده هو وعائلته وبطانته ورؤوس حزبه الذي لا يمت للوطنية إلا بالاسم حتى أضحت مصر بكل عمقها الحضاري ملكية خاصة به كأنها ضيعة من ضياع أبيه وجده !
ارحل .. وافهم ياصاحب المفهومية ياواقعي يا أيها القارئ الجيد لموازين القوى ، فقد ولت أيامك السود ،أين حكمتك ، أين دهاءك وأين شطارتك ؟!
ارحل فقد كرهك الشعب وضاق بطغيانك وسياساتك العرجاء ،ماذا تنتظر وهل ثمة غموض في مطالب الشعب حتى يوضحه أكثر من هذا الذي جرى أو قيل .. .. ارحل فلم يعد الشعب يطيقك ، فقد نفد صبره عليك وعلى طغمتك الفاسدة المترفة على حسابه .. ارحل بلا مناورات ، أنت ونظامك الظالم المتهرئ الطافح بالجرائم والمستهتر بكل القيم والغارق في الفساد وسرقة أموال وثروات الشعب ، ارحل فلن يجدي عنادك ولن تحميك طغم البلطجة وسارقي قوت الشعب ومزوري أصواته والمستهترين بنظامه القضائي والضاربين عرض الحائط بقيم الشعب وتقاليده وثوابته وكرامته ، فلم يعد في قوس الصبر من منزع !
ارحل بلا عناد فارغ ، فقد انتهيت وأسدل الستار عليك ، وسقط نظامك غير مأسوف عليه ، فمصر الكرامة تصنع اليوم مستقبلها وترسم مشروعها الديمقراطي الحقيقي المتسم بالعدالة الاجتماعية بلا فساد أو إفساد ، بلا استبداد ومستبدين !
ارحل قبل أن تعض أصابعك ندما ، فالفرصة ما تزال قائمة أمامك لكي تلوذ بالفرار، ولا داعي للعناد الفارغ ولا تستبد بطيشك وتقول مثلما يسخر المصريون وهم في أوج غضبهم ، ويرون انك قلت : لو حرق ثمانون مليون مصري أنفسهم فلن ارحل إلى السعودية !
لكنك سترحل عاجلا وليس آجلا وستقول مفردة فهمتكم مثلما قالها بن علي ثم لاذ بالفرار !
