شبكة ذي قار
عـاجـل










لا نتطرق بصورة مباشرة في استذكار هذه المناسبة إلى تعداد المنجزات التي قدمها البعث والقائد الأسير الشهيد صدام حسين للعراق وشعبه بشكل خاص وللأمة العربية بشكل عام لأن التاريخ سيكتبها بحروف من ذهب لأنها ساطعة ولامعة كأشعة نور الشمس التي لا يمكن تغطيتها بغربال، ولأننا لا نمتلك القدرة على الغور في أعماق كل تلك المنجزات رغم استيعابنا لها. الذي نود التحدث عنه بإيجاز في هذه الحقبة المظلمة من تاريخنا المعاصر هو الحال الذي وصل إليه العراق والأمة العربية بعد احتلال عاصمة الرشيد وخسارة العراق والأمة العربية لقائد تاريخي لا يظهر مثله في أي أمة إلا بعد مرور قرنين أو أكثر من الزمن.

 

خسارة العراق والأمة العربية لقائد مثل الشهيد صدام حسين المجيد خسارة لا تعوض بمقياسيها  الزمني والإستراتيجي عراقيا وعربيا حيث أصبح العراق وشعبه بعد الإحتلال الغاشم مشتتا ومنقسما على نفسه والأمة العربية متخبطة ومذلة ومنبطحة فاقدة البوصلة كباخرة عائمة في مياه المحيطات الهائجة والمتلاطمة الأمواج بلا قبطان.

 

بعد أن كان العراق بلدا مستقلا أمناً ودرعا حصينا للأمة العربية قبل الإحتلال رغم المعانات القاهرة بسبب الحصار الجائر الذي فرض عليه بعد محاولته إستعادة قصبة كاظمة إلى الوطن الأم عام 1990 فإنه أصبح بعد إحتلاله وأسر وفقدان قيادته المتمرسة الحكيمة كما يلي:

 

1- لقد دمر الوطن واستبيحت أراضيه وسمائه ومياهه وخيراته وأعراضه حيث أصبح العراق مرتع لمن هب ودب ومركز هام لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الصهيوني وإطلاعات الإيرانية التي ليس فقط تتجسس على العراقيين وعرب المنطقة بل أيضا طاردت وتطارد واغتالت وتغتال المثقفين والعلماء والضباط والطيارين وكل الخيرين من أبناء الشعب العراقي.

 

2- أن أعظم منجز من منجزات البعث والشهيد صدام حسين ألا وهو إنجاز تأميم النفط قد دمر على يد الإحتلال وعملائه وسلمت أبار النفط العراقية العملاقة – المنتجة حاليا والغير المنتجة الاحتياطية التي اكتشفت من قبل شركة النفط الوطنية قبل الإحتلال – بسعر بخس إلى شركات النفط العالمية وبهذا أصبح شعار نفط العرب للعرب مرميا في خزائن التاريخ المنسية. إضافة إلى ذلك فإن إيران الصفوية احتلت أراضي عراقية تحتوي على أبار نفط داخل الحدود العراقية ومنها بئر الفكة وقسم من أبار حقل مجنون. وكذلك احتلت جزيرة أم الرصاص وأراضي أخرى في جنوب العراق وشرقه هذا ماعدا دورها في تسيير السياسة والشؤون الداخلية لعراقنا المحتل.

 

3- سياسيا وعمليا أصبح العراق ليس فقط تابع للإحتلال الصهيوأمريكي بل أنه أصبح تابع أيضا لإيران دون أن تطلق هذه الدولة الصفوية طلقة واحدة من أجل احتلاله، إذْ أنه أصبح من خلال عملائها في الأحزاب الشيعية الطائفية العميلة الموالية لها امتدادا جغرافيا لها ولسياستها التوسعية الأخطبوطية داخل الوطن العربي.

 

4- لقد نهبت ودمرت المعامل والمصانع التي بناها البعث والكثير مما نهب هرب إلى إيران من قبل عملائها من الأحزاب الشيعية العميلة والأحزاب الكردية العميلة.

 

5- بعد أن كانت الدولة العراقية قبل الإحتلال توفر للشعب كل الخدمات ومستلزمات الحياة الكريمة مثل الماء والكهرباء والغذاء والدواء والغاز والوقود بكل أصنافه وبأسعار زهيدة ورمزية أو دون مقابل، أصبح الشعب العراقي بعد الإحتلال وفي ظل الحكومات العميلة التي نصبها الإحتلال يعاني من شحه الماء والكهرباء والدواء وكل الخدمات التي تعتبر اعتيادية في أفقر المجتمعات العالمية، حتى الطرق المعبدة التي بناها النظام الوطني قبل الإحتلال دمرت ولم يعاد ترميمها أو إصلاحها.

 

6- كانت القيادة العراقية قبل الإحتلال تعتني بالزراعة والمزارعين وتربية الحيوانات والأسماك وأدخلت المكننة في الزراعة، واعتنت بالري والبزل وشقت الترع والأنهر واستصلحت الأراضي الزراعية ولكن بعد احتلال العراق وأسر قيادته دمرت كل تلك المشاريع تدميراً كاملا حيث أن الكثير من الفلاحين تركوا أراضيهم التي أصبحت بوراً مالحة غير صالحة للزراعة وأصبح العراق يستورد معظم إن لم نقل كل مواده  الغذائية من الخارج وخصوصا من جارة السوء إيران.

 

7- بعد أن كان العراق شبه خالي من المخدرات والموبقات أصبح بعد الإحتلال مليء بشتى أنواع المخدرات التي تهرب عن طريق إيران والتي خلقت بدورها ظاهرة جديدة في المجتمع العراقي ألا وهي ظاهرة الإدمان على المخدرات.

 

8- بعد أن كان العراق خالي من مرض الأيدز يوجد الآن وحسب الإحصاءات المنشورة أكثر من 76 ألف عراقي مصاب بهذا المرض الفايروسي الخبيث الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي وعن طريق حقن المخدرات ومشتقات الدم الملوثة مباشرة في الأوعية الدموية. الدعارة الجنسية التي جلبها الإحتلال الإيراني وانتشار ما يسمى بـ "زواج المتعة" ودخول المخدرات إلى العراق كانا السبب الأول والأخير في انتشار مرض الأيدز وباقي الأمراض الجنسية التي تسببها البكتيريا أو الفايروسات أو الفطريات أو الطفيليات مثل السيلان والزهري "السفلس" وداء المُتَدَثِّرات "الكلاميديا" وداء الكبد الفايروسي ...الخ.  

 

9- بعد انهيار النظام الصحي على إثر احتلال العراق انتشرت الأمراض السارية التي قضي عليها في زمن النظام الوطني قبل الإحتلال. كذلك تحولت المستشفيات ومباني وزارة الصحة إلى مصايد ومسالخ لقتل العراقيين الشرفاء وابتزاز أموال الذين يبحثون عن جثث أقربائهم في المستشفيات العامة ومقار الطب العدلي. إضافة إلى ذلك، أصبح العراق سوق مفتوحة لاستيراد وبيع الأدوية الفاسدة أو السامة أو الغير صالحة للاستعمال.

 

10- بعد أن محيت الأمية في العراق في عهد النظام الوطني قبل الإحتلال وبشهادة منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة تفشت الأمية بشكل وبائي في المجتمع العراقي بعد الإحتلال وعم الجهل المدقع بين أبناء الشعب الذين يُسْتَغَلون بأقبح الوسائل السياسية والدينية الغير أخلاقية من قبل الدجالة ورجال الدين الصفويين الجدد من أجل تمرير أجندات ولاية الفقيه في العراق ومن أجل إتمام سيطرة إيران على مقدرات العراق وشعبه ونهب خيرات أرضه واستعمال أراضيه كمنصة لانطلاق وانتشار المد الصفوي في دول المشرق العربي.

 

11- بعد أن كانت المدارس العراقية ورياض الأطفال ترزح بتلاميذها، تهدمت أبنية المدارس بعد الإحتلال وأفرغت من طلابها واستغلت في مهام غير مهامها الأصلية. وبدلا من بناء مدارس لائقة للطلبة بنيت أكواخ لتعليم الطلبة وبدون رحلات أو مساطب وبهذا حصل انحطاط في المستوى التعليمي والثقافي.  

 

12- بعد أن كانت الجامعات العراقية من أرقى الجامعات في الشرق الأوسط، تحولت أبنيتها  بعد الإحتلال إلى أماكن للطم وتطبير الرؤوس ونشر الطائفية، وتهديد وتقزيم الأساتذة الذي أدى بدوره إلى انحطاط المستوى العلمي والتعليمي، ناهيك عن تزوير الشهادات الجامعية العلمية والمهنية.

 

13- بعد الإحتلال تعرض المثقفون وأساتذة الجامعات والعلماء إلى المطاردات والتهجير والتصفيات الجسدية حيث إن العراق خسر المئات من خيرة أساتذته الجامعية وعلمائه المتخصصون في مختلف العلوم الطبيعية والطبية والهندسية والتطبيقية على يد جلاوزة ومجرمي العصر الحديث من عراقيين وإيرانيين وأمريكان وعصابات الموساد الصهيونية. كذلك هجر العراق آلاف مؤلفة من مثقفيه ومتعلميه وأساتذته من مختلف الاختصاصات.  

 

14- بعد أن كان العراق تقريبا خاليا من الفساد الإداري والاجتماعي والأخلاقي قبل الإحتلال، أصبح العراق الآن متربعا على أعلى درجة من درجات سلم الفساد الإداري والاجتماعي في العالم حيث عم نظام المحسوبية والمنسوبية والرشوات في الدوائر الحكومية بعد الإحتلال بحيث أن لا معاملة تمر في أي دائرة من دوائر الدولة دون ابتزاز الموظفين فيها رشوة من المراجعين. كذلك ظواهر القتل والنهب والسلب والإحتيال والاختطاف والاغتصاب الجنسي والتسيب الأخلاقي والديني من أجل الكسب المالي الحرام التي ظهرت بعد الإحتلال أخذت في تصاعد مستمر ولحد الآن. ظاهرة السحت الحرام قد انتشرت أيضا في المجتمع العراقي.  

 

15- ظاهرة النهب والرشاوى بعد الإحتلال لم تقتصر على صغار الموظفين في دوائر الدولة العادية وفي الجيش والشرطة بل أن كبار موظفين الدولة ومنهم وزراء في الحكومات العميلة سرقت مليارات الدولارات من المال العام وهربتها إلى خارج العراق لشراء العمارات والشقق والقصور أو استثمارها في بلدان عربية وأوربية وفي أمريكا وكندا وذلك لتأمين مستقبلهم ومستقبل عوائلهم في حالة تحرير العراق منهم ومن أسيادهم المحتلين وهروبهم إلى الخارج إن لم تفلح المقاومة القبض عليهم وتقديمهم إلى محاكم عدالة الشعب.

 

16-  بعد أن كان المواطن العراقي في ظل الحكم الوطني قبل الإحتلال يعيش بسلام أمنا في بيته ووطنه دون نعرات طائفية أو عنصرية مع جاره أصبح العراق بعد الإحتلال بؤرة عفنة للطائفية المقيتة والعنصرية الشوفينية السوداء التي جلبتها الأحزاب الشيعية الصفوية العميلة لإيران والأحزاب الكردية العميلة للصهيونية والإمبريالية الأمريكية طبقا للمخطط الصهيوأمريكي الصفوي المصمم على تفتيت الشعب العراقي إلى حلل وملل، حيث قسم الشعب العراقي إلى سنة وشيعة وأكراد ومسيحيين وتركمان وصابئة ويزيديين وكأن لا يوجد أثر للعرب في العراق العربي الذين تزيد نسبتهم على أكثر من 85% من مجموع السكان قبل الاحتلال. الأحزاب الطائفية العميلة السنية والشيعية والأحزاب الكردية العميلة التي تطبق المخططات الصهيوأمريكية لمستقبل العراق هي وأسيادها المستعمرين مسئولون عن مقتل وتهجير الملايين من أبناء الشعب العراقي، وهم أيضا المسئولون عن استيراد الملايين من المهاجرين الإيرانيين والأكراد من إيران وتركيا وسوريا، وهم المسئولون عن تغيير ديموغرافية العراق السكانية تمهيدا لـ ومن أجل تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات ضعيفة ومتناحرة، وهم المسئولون عن تقسيم بغداد وعزل أحيائها بالجدران الكونكريتية وحسب الانتماء الطائفي المقيت.  

 

17-  استنبطت أثناء الحرب الطائفية المقيتة التي خطط لها وأججها الإحتلال الصهيوأمريكي الصفوي وسائل جديدة في القتل والتعذيب والتشريد منها استعمال المثقب الكهربائي "الدريل" وشوي الأطفال في أفران المخابز ورمي الجثث المعذبة والمذبوحة والمشوهة فوق أكوام المزابل وفي الأنهر والطرقات. هذه الظواهر الوحشية والممارسات السادية الدخيلة على المجتمع العراقي قد أثرت وبشكل مباشر على نفسية المواطن العراقي وعلى نظرته الإنسانية لأخيه الإنسان. الحرب الطائفية وممارساتها المرضية التي أتسمت ليس فقط بقتل البشر بل أيضا أتسمت بحرق وتدمير المساجد والحسينيات والكنائس وباقي دور العبادات وحرق الكتب المقدسة وأدت في النهاية إلى هجرة الملايين من العراقيين من أماكن سكناهم إلى أماكن أخرى داخل وخارج العراق.

  

18- بعد أسر القيادة العراقية وخصوصا بعد اغتيال الشهيد صدام حسين المجيد طفت على سطح الواقع العراقي ظاهرة التأمر على حزب البعث من قبل عناصر قيادية مدنية وعسكرية كانت منتمية إليه وكانت تتبوأ مناصب عالية في الحزب والدولة والجيش. فمنهم من تخاذل وتعاون مع قوات الإحتلال وأصبح عنصراً فعالا في العملية السياسية التي أتى بها الإحتلال الصهيوأمريكي الصفوي وشارك الإحتلال وعملائه في تصفية الشرفاء من كوادر الحزب "رفاق الأمس". القسم الأخر من المتآمرين الجبناء هربوا إلى خارج العراق وحاولوا أن يسرقوا الشرعية الحزبية من الذين ثبتوا في أرض الرباط من أجل مصالحهم الشخصية وطموحاتهم السياسية الأنانية من خلال شعار ما يسمى بـ "مراجعة الفترة السابقة وانتقادها" ومن خلال عقد ماسمي بـ "مؤتمر قطري استثنائي" غير شرعي ومخالف للنظام الداخلي للحزب الذي ينادون به زوراً وبهتاناً، الغرض منه كان الكشف عن أماكن وأسماء القيادة الشرعية للحزب والمقاومة وجعلها فريسة سهلة من أجل اصطيادها وتصفيتها بشكل كامل وبهذا ستسنح الفرصة للمتآمرين مقايضة الوطن مع الإحتلال من أجل الرجوع إلى العراق والمشاركة في العملية السياسية البلهاء وهذا ما بينته الأحداث التي كشفت عن اتصالات هؤلاء الخونة بالأمريكان عن طريق العميل مسعود البرزاني في شمال العراق. العناصر المتآمرة والمرتدة هذه سرقت أيضا أموال الحزب والمقاومة التي اؤتمنوا بها ولم يرجعونها إلى أصحابها الشرعيين من أجل استمرار المقاومة المسلحة. كلاب هذه العناصر النابحة والمتآمرة قامت وتقوم لحد الآن وبمشاركة عناصر مشبوهة ومهزوزة وطنيا أو محسوبة على الخط الوطني زوراً بحملة إعلامية شوهاء فارغة غير أخلاقية على قيادة الحزب والمقاومة وعلى الأقلام الوطنية في مواقع مشبوهة في الشبكة العنكبوتية وغرف الدردشة البالتولكية متوهمة من أن باستطاعتها إلهاء المقاومة بكل أشكالها عن أداء واجبها الوطني المقدس.  

 

19- الظاهرة التآمرية الأخرى التي طفحت على السطح بعد استشهاد القائد الأسير صدام حسين هي ظاهرة بزوغ ما يسمى بتنظيمات "الصحوات" التي خرج قسم منها من بطن المقاومة العراقية والتي أصبحت عدوا لها وقارعتها من خلال تعاونها القتالي والإستخباراتي مع قوات الاحتلال الأمريكي بحجة تصفية عناصر القاعدة. معظم عناصر هذه التنظيمات العميلة هم من الأحزاب الدينية والتجمعات العشائرية ومنها الحزب الإسلامي العميل وقسم منهم من المرتدين والانتهازيين الذين كانوا ينتمون إلى حزب البعث والحركات القومية الأخرى وآخرين من ذوي السوابق وقطاع الطرق.

 

20- ظاهرة تنظيمات "الصحوات" العميلة خلقت شرخا في المقاومة العراقية المسلحة الباسلة وأضعفتها من خلال غدرها بها وسلب منها عنصر المباغتة والنصر المحتم على قوات الأحتلال خلال عام 2007.

 

21- الظاهرة السلبية التي حدثت أيضا بعد اغتيال الشهيد صدام حسين هي ظاهرة صعوبة توحيد فصائل المقاومة تحت قيادة عسكرية واحدة وقيادة سياسية موحدة تعمل ضمن برنامج إستراتيجي تحرري متفق عليه للتخلص من الإحتلال وعملاءه. هذه الظاهرة الغير صحية إضافة إلى ظهور تنظيمات "الصحوات" العميلة ليس فقط أضعفت الجهد المقاوم بل أيضا أعطت العدو وعملائه فرصة التنفس بعد أن أنهكته المقاومة المسلحة مما جعلهم يسيطرون على أجزاء كبيرة من العراق.

 

22- بعد الضعف النسبي الذي أصاب المقاومة العراقية المسلحة الباسلة جراء ظهور تنظيمات "الصحوات" العميلة والخلافات الداخلية بين القوى المعادية للإحتلال تقوت بالمقابل العناصر والأحزاب العميلة للإحتلال على الرغم من الاستياء الشعبي جراء فقدان الأمن الداخلي والخدمات العامة ومنها غياب فرص العمل. "الاستقرار النسبي" للوضع في العراق المحتل - الذي حصل بعد الاندفاع العسكري الأمريكي وزيادة عدد القوات الأمريكية المقاتلة في العراق وكارثة ظهور تنظيمات "الصحوات" العميلة - تناسب تناسبا طرديا مع زيادة حملات الاعتقال التي شملت جميع مناطق العراق وخصوصا في المناطق الساخنة منه، حيث ملئت السجون بالعراقيين من جميع الأعمار وتعرض الكثير منهم إلى أبشع أنواع طرق القتل والتعذيب والاغتصاب الجنسي. الغاية من هذا القمع المستمر للشعب العراقي وزج المواطنين في السجون أو قتلهم خصوصا الشباب الواعي منهم هي تفريغ الشارع العراقي من القوى الشعبية المناهضة للإحتلال.

 

23- "استقرار الوضع الأمني النسبي" من خلال قمع الشعب - رغم المعارك السياسية الطاحنة بين الأحزاب العميلة الحاكمة والتشهير بعضها ببعض ورغم تأجيل تشكيل حكومة الإحتلال الخامسة لأكثر من ثمانية أشهر بعد الانتخابات المزورة - شجع بعض الدول ومنها دول عربية على فتح قنصليات أو سفارات أو مكاتب اتصال سياسية ودبلوماسية مع حكومة المنطقة الخضراء العملية، وقامت "جامعة التآمر والخيانة العربية" بالترويج والسمسرة لعقد مؤتمر القمة العربي القادم في بغداد المحتلة في ربيع 2011. كذلك وبعد الإعلان عن تشكيل حكومة الإحتلال الخامسة قام وزير خارجية حكومة الدعارة والعمالة المصرية أحمد أبو الغيط يوم أمس الأحد بزيارة رسمية للعراق لتفعيل السفارة المصرية في المنطقة الخضراء وفتح قنصلية لدولة العميل حسني مبارك في محافظة أربيل وإبلاغ تهاني هذا العميل إلى زملائه في العمالة والخيانة جلال الطالباني ونوري المالكي بمناسبة تشكيل حكومتهم العميلة، وأبلغهم أيضا أن حكومة مصر الغدر والخيانة مصرة على حضور قمة بغداد في ربيع العام القادم على الرغم من الصعاب الأمنية التي قد تواجه انعقاد مثل هذا المؤتمر الخياني. يا للعار ويا للشنار!

 

أيضا، قرر إتحاد الصحفيين العرب - أثناء عقد مؤتمرهم الأخير في العاصمة العمانية مسقط - عقد مؤتمرهم القادم في بغداد في أبريل/نيسان 2011 بعد غياب دام أكثر من عشرين عاما حيث ترك هذا الإتحاد المتخاذل والنذل العراق بعد محاولة استرجاع كاظمة إلى الوطن الأم. إن دل هذا العمل على شيء فإنه يدل على الإنحلال والانحطاط الفكري والخلقي والقومي الذي يتمتع به المسئولين عن هذا الإتحاد الفاسد والمؤيدين لهم لأنهم لم يتخذوا في قرارهم الاعتبار الواضح والصريح بأن العراق العربي محتل من قبل قوى أجنبية وأن شعبه مهان ومغتصب وأن خيراته تنهب في وضح النهار. إن القيام بهذا العمل حتى ولو كان مجرد التفكير به يعتبر شرعنه مفضوحة للإحتلال الصهيوأمريكي الفارسي الصفوي للعراق. يا للعار ويا للشنار إذا لم يحدث رد فعل من قبل الصحفيين العرب الذين ينتمون إلى هذا الإتحاد المتآمر على عروبة واستقلال العراق.

 

"استقرار الوضع الأمني النسبي" من خلال القمع المستمر لشعبنا المظلوم شجع أيضا الكثير من الشركات العربية والأجنبية لتقديم عروضا للعمل في العراق لنهب خيراته. هذا التطور الخطير وخصوصا بعد تشكيل حكومة الإحتلال الخامسة سيعطي زخما إضافيا للقوى العميلة لإضفاء الشرعية المزيفة على عمليتهم السياسية واستمرار بقاء الإحتلال بأشكال متعددة من خلال عقد الصفقات السياسية والعسكرية والإستخباراتية مع الولايات المتحدة وصفقات تجارية مع شركاتها الكبرى الاحتكارية وشركات أجنبية أخرى بريطانية وإيرانية وإسرائيلة وذلك من أجل بقائهم في سلطة الحكم وإبقاء العراق على ما هو عليه مشتت ومنهك ومنهوب عرضة للانقسام الجغرافي والديموغرافي المبني على أسس طائفية وأثنية عنصرية شوفينية دون رقيب شريف يراعي مصالح الشعب الشرعية.

 

24- الخلافات السياسية بين القوى الوطنية وتعرض هذه القوى والمقاومة المسلحة إلى حملات إعلامية تسقيطية هستيرية من قبل رعاع الخلق المحسوبين زورا على الجهد الوطني المقاوم وانقسام الشعب طائفيا وأثنيا وانحياز قسم كبير لا بأس به منهم إلى قوى الميلشيات والأحزاب الطائفية والانفصالية العميلة الموالية لأمريكا وإيران والكيان الصهيوني، وعدم إمكانية لمَّ قوة الشعب بكل مكوناته بشكل إيجابي كحزمة واحدة للتخلص من الإحتلال وعملائه رغم الجور والظلم المستمر الذي يتعرض له غالبية الشعب العراقي سيطيل من عمر الإحتلال وعمليته السياسية الخرقاء وسينتهي بتقسيم العراق وستمحى هويته العربية حسب الخطة الصهيوأمريكية بمشاركة دولة ملالي قم وطهران التي ستبني تدريجيا على أطلال العراق إمبيراطوريتها الفارسية الجديدة التي ستشمل باقي أراضي الوطن العربي.

 

ما عرضناه أعلاه باستذكارنا هذا للسنة الرابعة لاستشهاد القائد الأسير صدام حسين المجيد لا يشكل إلا نزر قليل أو جزءاً بسيطا من محن العراق المعاصر الذي خذله أبنائه المسيرين من قبل قوى أجنبية وحاخامات دينية طائفية لا تمت إلى العراق أو العروبة أو إلى الدين الإسلامي الحنيف بصلة.

 

الأمة العربية المجيدة التي ناضل من أجلها الشهيد صدام حسين ورفاقه في الدرب كانت مشتتة وأزداد هذا الشتات سوءاً بعد احتلال وتدمير العراق واستشهاده حيث أنها فقدت قائدا قوميا صلبا محنكا بعقيدته لا يماطل ولا يساوم على المبادئ التي تربى عليها. الأمة العربية فقدت حامي جناحها الشرقي وأصبحت بعد احتلال العراق أمة عارية بكل معاني التعري والتشتت لأنها أصبحت لا تقوى حتى على الدفاع عن تاريخها ودينها وهويتها بعد أن فقدت السيطرة على جغرافيتها وديموغرافية شعبها، ليس لأنها أمة لا تمتلك القدرة على أحياء نفسها والوقوف بوجه العواصف بل لأنها تقاد من قبل حكام منحطين ومنبطحين وخونة وعملاء وجواسيس لا يمتلكون أدنى قدر من الاحترام لأنفسهم ولشعبهم العربي أو للقيم والمبادئ الإنسانية، وإن الملايين من أبنائها المنحطين فقدوا الولاء القومي لها وتبعثروا في غياهب كهوف الظلم والانبطاح والتبعية لأعدائها. طغاة هذه الأمة لم تنفعل حينما يحاول البعض من مجوس الفرس تزوير هوية الرسول الأعظم وينعته بأنه فارسي الأصل ويشتم في الغرب القبيح. هكذا نحن الآن وهكذا سنستمر إلى الهاوية إن لم يصحا الشعب العربي من المحيط إلى الخليج من نومة أهل الكهف التي دامت لأكثر من 700 سنة ويثور على الظلم والجهل والاستعباد ويرفض أغلال وسلاسل العبودية كما ثار عليها ورفضها القائد الأسير صدام حسين المجيد ورفاق دربه الميامين .

 

المجد والخلود لشهيد الحج الأكبر القائد الأسير صدام حسين المجيد ولرفاقه الشهداء طه ياسين رمضان وعواد البندر السعدون وبرزان التكريتي وبقية شهداء العراق الذين قدموا أرواحهم وأجسادهم هدية وفداء للوطن لتشكل جسراً يعبر عليه الثوار في طريق التحرير.

عاش العراق حرا عربيا أبيا بكل أطيافه الجميلة

عاشت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة الممثل الشرعي الوحيد للعراق وشعبه

الصبر والسلوان والانعتاق العاجل لأسرى المقاومة وحرب التحرير

عاشت فلسطين حرة عربية أبية من النهر إلى البحر

وليخسأ كل الخاسئون

 

 





الاثنين٢١ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب دجلة وحيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة