شبكة ذي قار
عـاجـل










 

ذكرني خطاب مسعود البرزاني يوم 11 كانون الجاري بمناسبة تأسيس الحزب الوطني الديمقراطي الكردستاني وهو يقول (سيناقش الحزب موضوع حق تقرير المصير للشعب الكردي) ثم أردف قائلاً (إن كركوك جزء من إقليم كردستان ولا نقاش في ذلك)

 

هذا الحديث ذكرني بحديث الفريق علي حسن المجيد رحمه الله حين كان وزيراً للدفاع يومها كان قد اجتمع معنا نحن القادة المكلفين بخصوص التهيؤ لعملية عسكرية لمساعدة مسعود البرزاني وطرد جلال الطالباني والقوات الإيرانية من أربيل بعد أن طرد مسعود منها، وأثناء الاجتماع قال رحمه الله:

 

في يوم من أيام عام 1987 يومها كنت مسؤولاً عن مكتب تنظيم الشمال وأثناء إجتماع القيادة القطرية في بغداد حدثني السيد الرئيس صدام حسين قائلاً :

( يا رفيق علي عليك أن تخفف شدتك مع الحزبين الكرديين )

أجبته : (سيدي الرئيس هؤلاء عملاء يقاتلون مع إيران ضد بلدهم وإني لأخشى أن يأتي يوماً لا سامح الله أن يضعف العراق وعند ذلك يمنحونا حكماً ذاتياً رغم قلتهم)

 

الحديث هذا يبدوا أصبح واقع حال بعد عشرون عاماً ونيّف أليس كذلك؟

ودليله حديث مسعود البرزاني المشار إليه أعلاه الذي يطرح فيه مشروع حق تقرير المصير للأكراد لأقول!!!

إن حق تقرير المصير للشعوب يا سيد مسعود، هو حين يكون الشعب خاضع لسلطة الإحتلال أو محروم من حقوقه القومية، وإن الأكراد ومنذ مطلع السبعينيات شرّع لهم حزب البعث العربي الإشتراكي قانون الحكم الذاتي الذي لم يحلموا به، ثم بعد حرب الخليج عام 1991 خولتهم الدولة إدارة الأقليم وبقت الرعاية قائمة لكل ما يحتاجه شعبنا الكردي في الإقليم من مال وغذاء وتعليم.

 

وبعد الإحتلال في عام 2003 تأمرتم وسهلتم للمحتلين الأمريكيان والأيرانيين ما يصبُون اليه، ثم تعاونتم مع بريمر الحاكم الأمريكي في كتابة ما يسمى بالدستور العراقي الجديد وفق شهواته وشهواتكم، ثم استلم جلال الطالباني رئاسة العراق، والزيباري وزارة الخارجية وطيفور نائب رئيس البرلمان العراقي وهكذا بعض الوزارات العراقية.

 

أما منطقة كردستان فهي مقفلة لمسعود وجلال، لا يمسها الطائر الذي يحوم في السماء إلا بترخيص مسبق، والبيشمركة قطعات عسكرية خاصة تتلقى أوامرها من مسعود حصراً ورواتها تثقل ميزانية العراق، اما التنقيب عن النفط والتعاقد على التصدير فحدث ولا حرج، وكذلك التمثيل الدبلوماسي من خلال القنصليات في عموم العالم فهو الآخر مباح.

 

وبعد كل هذا التجاوز والطغيان في ظل الاحتلال من هذه الأقلية يأتي ليطالب مسعود بحق تقرير المصير للأكراد، عن أي حق تتحدث وانتم سلبتم وتجاوزتم كل الحقوق والواجبات للشعب العراقي.

 

وأعيد وأقول من حقك يا مسعود ان تتحدث بهذه اللهجة السمجة وأمام جميع الحضور من التبع الذين يطلقون على أنفسهم رجال سياسة اليوم، فلو كنت تخشى احد منهم لما تحدثت بهذه اللهجة الباطلة لتقول كركوك كردية ومن غير أي نقاش، ولأنك مع الأمريكان مجرب ومن الماضي والحاضر عند اليهود محبب ومن الفرس مقرب، وكذلك كل متسول من المهنئون الباحثون على المقاعد للغنيمة جاهز لينصب.

 

لذلك استقويتم بالأجنبي على أهلكم وهذا ما لا يتمناه كل عربي أو كردي في العراق. نصيحتي أن لا تصبح كالديك المغرور الذي يعتقد أن الشمس لم تشرق إلا من أجله والأيام دول ولا تأسس أنت وغريمك جلال سابقتاً في تجزأت عراق المجد الذي أعطاكم الكثير من خيره.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سنه سنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سنه سنة سيئة له وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة) والقادم قادم لا محال ويومها لا تنفع أموال السحت الحرام التي غصت بها بنوك النمسا وسويسرا وألمانيا.

 

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وهو القدير الذي يهمل ولا يهمل

 

 





الخميس١٠ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. همام أحمد محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة