شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل ستة أشهر كنت في زيارة إلى محافظة البصرة لأشغال خاصة بي وعن طريق الصدفة التقيت بصديق قديم كان جار لنا عام 1970 في مدينة الثورة يدعى أبو ياسر البهادلي وسكنا بنفس الفندق هناك واستذكرنا أيام زمان وإذا به يسرد لي قصة بأنه في عام 1979 تم القبض عليه لانتمائه إلى حزب الدعوة بعد أن اعترف عليه زميل له من منطقة الزعفرانية وتم تفتيش داره والعثور على عدد من الرمانات اليدوية ومسدسات كاتمة للصوت ومنشورات خاصة بحزب الدعوة وعند التحقيق معه اعترف صراحة بأنه مسؤول تنظيم لحزب الدعوة في مدينة الثورة والزعفرانية وانه كان الموجه للتنظيم بتوزيع المنشورات وضرب المقرات الحزبية ومراكز الشرطة واغتيال مختاري المناطق وبعض المسؤولين البعثيين والأمنيين، وقاطعته قائلا له: هل فعلا كنت تفعل ذلك فأجاب بنعم  .. !! وأضاف قائلا كنا نكلف من حزب الدعوة للقيام بتلك الأعمال، وقاطعته مرة أخرى هل أنت متضرر من النظام السابق فأجاب بل .. !

 

ثم سألته:هل الذين تغتالونهم سببوا لكم أو لحزبكم ضررا فأجاب كل .. !! وأضاف بان هناك ناس أبرياء نقوم اونتسبب باغتيالهم لإحداث ضجة أو خوف بنفوس المنتمين للحزب كي لايراجعوا المقرات الحزبية أو ينقطعوا عن الحزب وأورد مثالا: انه عام 1981 قامت مجموعة من تنظيماتهم في مهاجمة مقر فرقة المثنى لحزب البعث العربي الاشتراكي في الثورة شارع الشركة برمانة يدوية وقد أدى الحادث إلى اغتيال امرأة من سكتة قطاع 32 تدعى فاطمة خنيصر البهادلي كانت متوقفة قرب باب الفرقة بانتظار سيارة أجرة وإذا بها هي من معارفنا . وأكمل قصته بأنه أحيل على محكمة الثورة مع مجموعة من تنظيماته الذين اعترفوا عليه بأنه من كان يوجههم بأعمال الاغتيالات وتوزيع المنشورات وأعمال أخرى وتم القبض على احدهم وهو يهاجم مركز شرطة الزعفرانية برمانة يدوية، وعندها حكمت عليه المحكمة بالإعدام وعلى بقية المتهمين من تنظيماته بأحكام مختلفة من المؤبد إلى السجن عشر سنوات والبراءة على عدد آخر. ويضيف قائلا بعد سنة تقريبا من الحكم عليهم صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بالعفو عما تبقى من مدة المحكومية وأطلق سراح الكثير من السجناء إما هو فقد شمله تخفيض حكم( الإعدام ) إلى السجن المؤبد وعندها سمحت له إدارة السجن بالزيارة ومواجهة عائلته بعد أن تم تبليغ عائلته عن طريق دائرة الأمن في المنطقة و بدأت الزيارة له من قبل عائلته للمرة الأولى في سجن الأحكام الخاصة في أبي غريب وإذا بأولاده وبناته وزوجته يعاتبونه عما فعله بعد أن سردوا له قصصهم فابنه ياسر تم قبوله بكلية الهندسة جامعة بغداد وابنته حو راء تم قبولها بالقانون في الجامعة المستنصرية والآخرين منهم من أكمل الابتدائية و المتوسطة ،

 

ويضيف بأنه سألهم كيف تم قبولكم بالكليات وأنا في السجن محكوم بسبب انتمائي لحزب الدعوة فأجابته زوجته أم ياسر لم يسألهم أحدا عن أسباب سجنك أو عن انتمائهم للبعث من عدمه كما و أبلغته بأنه قد صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بمنح عوائل السجناء رواتب تقاعدية سواء من يعمل في دائرة حكومية أم قطاع خاص وإنهم شملوا براتب تقاعدي مقداره ستون دينارا في حينه لأنه كان يعمل قطاع خاص القصة لم تنته هنا، فالتاريخ يختزن قصته بأنه في عام 1986 وفي احد الزيارات له من قبل عائلته اخبره ولده ياسر بأنه تخرج من كلية الهندسة و تم تعينه مهندسا في وزارة الإسكان والتعمير حيث توسط له جارهم أبو غسان والمقصود هو الشهيد الرفيق السيد نايف شنداخ ألغالبي عضو قيادة في حزب البعث و استشهد وهو يؤدي الواجب المقدس لمواجهة المحتل الغاشم عندما كان مسؤولا لتنظيمات محافظة النجف عام 2003، حيث كان المرحوم يشغل منصب مدير عام في وزارة الإسكان والتعمير في الثمانينات .

 

والحديث لولده بان التنظيم الحزبي أي البعثيون ومختار المنطقة يزورون عائلتهم بين الحين والأخر ويسألونهم عن احتياجاتهم ولن يشعروا بأي مضايقة أو اعتداء من احد رغم مافعلته أنا ضد البعث والبعثيين.! وقال وهو متأسف بسبب انتمائه لحزب الدعوة بعد أن أصبح الحزب على شكل كتل وكيانات لايهمهم احد بقدر همهم الوحيد هو كم يسرقوا وكم ينهبوا وأصبحوا يملكون العقارات والمليارات في الداخل والخارج ونحن نعيش بحالة مأساوية لن يلتفت لنا لاالمالكي ولا الجعفري ولا الاعنزي وغيرهم من الدجالين المنافقين وقد ترحم على الرئيس القائد الشهيد صدام حسين وعلى المرحوم الرفيق الشهيد نايف شنداخ وعلى أيام البعث والبعثيين. وعندما استمعت لقصته كاملة حتى إنني ً تجاوزت الخطر الأحمر كما يسمونه، مع علمي ويقيني بخطورة تجاوز هذا الخط، لكنني كنت أقول وأتحدث له بحزن وألم فقلت له ألان البعثيين قطعت أرزاقهم وأرزاق عوائلهم من قبل حزب الدعوة وهجروا وقتلوا من قبل التنظيمات والميليشيات الموالية إلى إيران التي لا زالت تؤجج للطائفية، وللفتنة النتنة، وللقتل العشوائي، وللتهجير العرقي،هناك من لديهم خدمة تزيد على الثلاثين عاما ولم يصرف لعوائهم الراتب التقاعدي وحتى عوائلهم تطارد ويحرم أبنائهم من التوظيف في دوائر الدولة بعد أن أصبحت الوظائف حكرا على الجهلة والأميين والمتخلفين من الشواذ التابعين للأحزاب الطائفية والعرقية. فأجاب بكل جرأة وشجاعة هذا صحيح ولكن البقاء للأصلح وحزب البعث هو الأصلح للعراقيين فكرا وعقيدة وأشخاص وأخلاق وقيم .. 

 

هكذا تحدث أبو ياسر المنتمي لحزب الدعوة أيام زمان والذي أطلق سراحه من السجن بقرار عفو عام صادر من مجلس قيادة الثورة قبل الاحتلال الغاشم ..  فقلت له أبا ياسر البعثيون يسيرون على الطريق الصحيح على الدرب الصحيح ولايمكن أن نقول لاتوجد أخطاء فجل من لايخطئ ، لكن ثقتهم بأنفسهم وبحزبهم وقيادتهم وبشعبهم هي الشيء الأساسي الذي يميز حزب البعث بأنه على الطريق الصحيح وهذا يشكل النجاح لاستمرارية البعث في النضال والمقاومة لتحرير العراق من الاحتلال ومن جاء معه عملاء أدلاء وأذلاء خيانة وهكذا هي الحياة جيلا يعمل ويمضي ويأتي بعده جيل وأجيال لذلك نرى اليوم الشباب الذين كانوا بأعمار لاتؤهلهم الانتماء للحزب قبل الاحتلال انخرطوا اليوم بصفوف البعث العظيم وهذا يدلل على صحة المبادئ والقيم والأخلاق لحزب البعث وليس كما يفتريه عليه اليوم حكام المنطقة الخضراء وأحزاب نشأت و أتت من خارج الحدود .. 

 

فعندما تتحدث بأمثلة عن بعثيين ساعدوا أبنائك وعائلتك وأنت في السجن رغم اختلافك معهم في المبادئ والطريق الذي تسلكه ولكن أقول لك هذا هو ديدن الاصلاء وهذه التربية والأخلاق التي كانت ولازالت إحدى مرتكزات البعث التي تعلموها عبر انتسابهم إليه  ..  وهذه شهادة منك أبا ياسر وليس من شخص بعثي كي يقال انه يمتدح حزبه ..  شهادة من منتسب لحزب الدعوة ومدافع عنه حد التضحية بالنفس ولم يكسب غير النسيان وعدم وضعه بالحسبان عندما تسلم هذا الحزب زمام الحكم منصبا من قبل الاحتلالين الأمريكي والإيراني و لكن سوف تبقى المحبة في حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي قيمة ثورية عليا، لأنها تتويج للمقاييس الثورية لا نفي لها، ولأنها مشبعة بالوعي والإرادة والرؤية الواضحة.


وعندها أقول للذين يتحدثون إن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء فهاهي عقارب الساعة عادت إلى الوراء وعلى يد مواطن عراقي شهم من أبناء الناصرية المجاهدة فماذا يقولون بعد أن عادت عقارب الساعة وعن شهادة أبو ياسر احد منتسبي حزب الدعوة .. !!؟

 

 





الاثنين٠٧ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زيد احمد الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة