شبكة ذي قار
عـاجـل










 

ينظر أهالي سامراء شمال بغداد، بعين الريبة والشك للنشاطات الإيرانية المتزايدة في المدينة، والتي تشمل تنظيم رحلات سياحية مجانية لإيران، وتقديم عروض مغرية لشراء العقارات، التي تقع إلى جوار قبري الإمامين علي الهادي والحسن العسكري، وهما من الأئمة الاثني عشر لدى الشيعة، حتي أن مدرسة افتتحتها إيران مؤخرًا حظيت بالمقاطعة من جانب السكان المحليين، إلى جانب ما يثار حول دعوة منظمات مدنية لزواج المتعة.

 

ويقول أبو محمد الدجيلي (40 سنة)، وهو أحد الذين وجهت لهم الدعوة للقيام بأكثر من رحلة سياحية مجانية لإيران إن رحلته الأولى "استمرت 20 يوما، وشملت زيارة العتبات المقدسة، ولقاءات مع مسئولين إيرانيين من مؤسسة مصلحة النظام، ويشير إلى أن "منظمة الصداقة مع الشعوب"، الإيرانية التي تمارس نشاطاتها في المحافظة منذ ستة أشهر قامت حتى الآن بتنظيم رحلتين إلى إيران.

 

وذكر الدجيلي لموقع "السومرية نيوز"، أن الوفد الذي سافر معه "ضم عددًا من الأكاديميين والطلبة"، وعرضت عليهم الجهة المنظمة مصروف جيب يبلغ 500 دولار لكل شخص، لكنه قال إنه رفض الحصول عليها كما امتنع عن الذهاب لزيارة قبر مرشد الثورة الإيرانية الراحل الخميني خلال زيارة مدينة قم المقدسة لدى الشيعة.

 

وتهدف تلك الرحلات إلى إزالة الانطباع الذي ترسخ لدى الكثيرين في العراق حول إيران التي باتت تلعب دورًا مؤثرًا داخل العراق منذ احتلالن وتكريس هيمنة حلفائها على حكم البلاد.

 

ويقول الدجيلي إن "الإيرانيين كانوا يؤكدون (خلال الزيارة التي جرى تنظيمها للعراقيين) أن دولتهم ليست دولة طائفية كما اتهمها بعض القادة العراقيين خلال السنوات الماضية ونعتوها بالصفوية، لأنها، حسب قولهم، تسعى لتطوير علاقاتها مع جميع أبناء الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية".

 

ويرى المعلم عبد الكريم الجبوري (45 سنة) الذي كان ضمن أعضاء الرحلة، أن "أزمة إيران مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي والملفات الأخرى في المنطقة، كانت الغائبة الحاضرة في الجو العام، وشعرنا أن إيران التي تعاني من العزلة الدولية والإقليمية تحاول كسر هذه القيود من خلال استقطاب عدد من شباب الشارع السني".

 

ويضيف إن المسئولين الإيرانيين الذين التقينا بهم "عملوا على طمأنة السنة في العراق"، نافيا "ما يشاع عن مخططات ونوايا سيئة لدى الإيرانيين ضد أبناء السنة"، على حد ما نقل عنهم.

 

ولمحافظة صلاح الدين التي تضم سامراء قصة طويلة مع إيران، فالرئيس العراقي السابق صدام حسين وأغلب المسئولين في أركان حكمه من أهل لتك المحافظة، وعرفوا بعدائهم لإيران وكانوا شاركوا في حرب معها استمرت لمدة ثمانية سنوات.

 

وتعرض الجبوري لانتقادات عند عودته من طهران كما يقول، لكنها لم تثنه عن تلبية دعوة جديدة من المنظمة نفسها لزيارة بيروت هذه المرة، معربًا عن استغرابه من الاعتراضات على مثل هذه الجولات التي يرى أنها "يمكن أن تساهم في تبادل وجهات النظر بين الشعوب لاسيما وإنها لا تقتصر على السنة وحدهم".

 

مدرسة إيرانية

 

وكان السفير الإيراني في بغداد علي دانائي افتتح مؤخرا مدرسة ابتدائية تبرعت بها طهران على ركام مدرسة قديمة تم تفجيرها من قبل مسلحين عام 2007، عقب الاشتباكات التي تفجرت بعد الهجوم على المرقدين الشيعيين في عام 2006.

 

لكن أهالي سامراء كما يؤكد الموظف في مديرية تربية محافظة صلاح الدين، محمود السامرائي "لم يتفاعلوا مع الهدية الإيرانية بشكل ايجابي ولا يفضلون تسجيل أبنائهم في هذه المدرسة التي تحمل اسم المتوكل على الله".

 

ويشكك الأهالي بأهداف هذه الخطوات، حيث يؤكد صاحب متجر في سامراء هو سمير عبد الله، (50 سنة)، بأنه "غير مرتاح لهذا التغلغل الإيراني، أما نشاطات السفارة فغير مرحب بها في سامراء، لأننا نعرف نواياهم الحقيقية وليس كما يصرحون"، بحسب قوله.

 

ويستدرك عبد الله "لكننا لا نستطيع فعل شيء في ظل قبول الحكومة المحلية بهذه التحركات، لكنني شخصيا سأكتفي بعدم إرسال أبنائي إلى هذه المدرسة".

مغريات إيرانية

 

ولم تخف الحكومة المحلية في صلاح الدين مخاوفها من أن تكون وراء هذه التحركات الإيرانية "دوافع طائفية أو سياسية لا تخدم وحدة المحافظة"، بحسب ما يقول رئيس اللجنة التربوية في مجلس المحافظة، ممدوح الحبوس.

 

وقال الحبوس إن "مجلس المحافظة يرحب بأي خطوة لتطور العلاقات مع دول الجوار، لكننا لا نريد أن تكون هذه الخطوات بابا للتوجهات الطائفية".

وأوضح أن "مجلس المحافظة يدرس بدقة بناء الجانب الإيراني للمدرسة وشكل لجنة لمتابعة هذه الخطوة في سامراء، وإذا خرج بنتيجة أن مبادرة فتح المدرسة خطوة طبيعية وذات نوايا حسنة فسيرحب بها، ونحن بانتظار نتائج اللجنة".

 

زواج المتعة

 

من جهته، يشير عضو مجلس المحافظة علي العجيلي إلى "وجود خطوات إيرانية تم تسجيلها في هذا السياق مثل دعوة منظمات المجتمع المدني في صلاح الدين إلى الحديث عن محاسن زواج المتعة في المجتمع السني، وإغراء أهالي سامراء من أصحاب العقارات القريبة من مرقد الإمامين العسكريين ببيع أراضيهم مقابل أكثر من مليوني دينار عن المتر المربع الواحد"، حسب قوله.

 

وقال العجيلي إن "الوقف الشيعي يتبنى هذه الخطوة وقد قرر مجلس المحافظة سحب كافة أوليات العقارات من سامراء إلى تكريت للوقوف بوجه أي تلاعب"، وتابع محذرا "في حال استمرت هذه الإغراءات، فسندعو إلى اعتصام عام في سامراء".

 

وأوضح أن هناك "إجراءات تثير المخاوف قامت بها دائرة التسجيل العقاري مؤخرا، وذلك بتعيين موظف جديد من بغداد لمديرية العقارات في سامراء وهي خطوة أثارت ردود فعل لدينا وقررنا سحب السجلات الخاصة بالتسجيل العقاري إلى مركز المحافظة كإجراء احترازي".

 

تمدد إيراني

 

بدوره، اعتبر أحد أساتذة العلاقات الدولية، في كلية القانون والسياسة في جامعة تكريت، وطلب عدم الكشف عن اسمه أن الخطوات "الإيرانية الرامية إلى احتضان شباب من محافظات الشمال مدروسة، وهي تنسجم مع خطة الخميني الداعية إلى التمدد في العالم العربي والإسلامي، بكل الاتجاهات، كما أنها تأتي تلبية لمتطلبات مرحلة العزلة الدولية التي تعاني منها إيران، بسبب برنامجها النووي".

 

وأضاف أن "التحرك الإيراني يحمل في طياته توجهات الكسب على المدى البعيد، وهي خطوة ستكسب منها إيران علاقات مفيدة مستقبلا، وإن كانت محدودة".

 

وتشير الإحصاءات غير الرسمية إلى أن المسلمين الشيعة يشكلون نحو 18 في المائة، من سكان محافظة صلاح الدين، ويتركز تواجدهم حول مراقد دينية في قضائي الدجيل وبلد شمال بغداد، وهم من العرب، فضلا عن مجموعة كبيرة أخرى تقطن قضاء الطوز خورماتو وهم من التركمان.

 

ايجاز اونلاين

 

 





السبت٠٥ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة