شبكة ذي قار
عـاجـل










يُحكى أنه كان هناك والي في إحدى الدول العربية يلتقي المواطنين مباشرة ،وذلك لسماع شكاواهم  ، ويجلس بجانبه أحد الوزراء الذين يعتمد عليهم ، وله القُدرة في إعطاء الحلول لحضرة الوالي .

 

أحد المواطنين البسطاء جاء يشكو حياته المعاشية ، حيث أن مسكنه هو غرفة واحدة فقط ، وله من الأبناء  الكثير ، وكذلك فإنه يمتلك أغنام وأبقار، وغيرها من الحيوانات التي تدر عليه الرزق ، وما أن سمع شكواه حضرة الوالي وحار في أمره لأنه لا يريد أن يهديه بيتا ، أومأ إلى الوزير لإيجاد الحل ، فبادر الوزير بالطلب من هذا المواطن المسكين أن يضع جميع الحيوانات في غرفته ، ويأتيه بعد أسبوع ،وخرج المواطن لينفذ أمر الوزير وفعلا وضع كل ما يملك من أبقار وأغنام وغيرها من الحيوانات في الغرفة التي يعيش فيها هو وأبنائه ، ومر أسبوع وعاد إلى حضرة الوالي ، وما أن رآه الوزير بادره بالسؤال عن وضعه الآن ، لكن هذا المواطن أخذ يبكي من وضعه الحالي غير المحتمل ، فطالبه الوزير بإخراج البقر من غرفته ، ويعود إليه في الأسبوع التالي ، ونفذ المواطن الأمر ، وعاد إلى حضرة الوالي في الأسبوع التالي ، وتكررت الحالة حينما شاهده الوزير فبادره بالسؤال عن وضعه فأجابه المواطن بأن وضعه مازال سيئا، لأنه لم يذق النوم منذ نصيحته الأولى ، مما حدى بالوزير أن يطلب منه إخراج بقية الحيوانات من الغرفة ، ويعود إليه في الأسبوع الذي يليه ، ونفذ المواطن هذا الأمر ، حيث أخرج جميع الحيوانات من غرفته ، وعاد إلى حضرة الوالي ، وما أن رآه الوزير والسؤوال عن حاله ، أجاب المواطن المسكين ، الآن الحمد لله وشكرا لحضرة الوالي .

 

تذكرتُ هذه الحكاية وأنا أتابع ما حصل لتشكيل " الحكومة في العراق " ، فمن هو الوالي ؟ ومن هو الوزير ؟ ومن هو المواطن ؟ ، أترك الإجابة للقارئ الكريم .

 

 





الاربعاء١١ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. ميثم علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة