شبكة ذي قار
عـاجـل










حكام ايران .. واحتلال العراق عام 2003

لا جدال بأن النظام الايراني كان ابرز الحلفاء والمشاركين الاساسيين لامريكا "الشيطان الاكبر " في احتلال وتدمير العراق عام 2003, اذ اطلق المحتل الغازي يد الملالي على الساحة العراقية لتنفيذ سياسة انتقامية حاقدة تزيد من ضعف العراق والنيل من ارادة العراقيين وبما يخدم ستراتيجية المحتل واذنابه..ودلالات ذلك كثيره منها :-

 

1-  وجود علني ايراني -لاول مره - بالتغلغل ,كالسرطان,في اغلب مرافق ومؤسسات السلطة واجهزتها المختلفه وبالذات الامنيه والعسكرية واعمال التها التخريبية والتدميرية بتواجد كبير للحرس الثوري وذراعه الحاقد "فيلق القدس "اضافة الى احزاب السلطة المرتبطة بطهران كحزب الدعوة والمجلس الاعلى والفضيلة وحزب الله والعشرات من التنظيمات الطائفية العميلة وميليشياتها امثال  ( فيلق بدر  )  فضلا عن وجود العديد من الجنرالات امثال  ( سليماني  )  قائد فيلق القدس و  ( اغا محمدي )  واخرين ممن يشرفون على عمليات التفجيرات والتصفيات الانتقاميه والتحقيق والتعذيب في السجون العراقيه وتدريب عناصر الميليشيات على العمليات الاجرامية من اغتيالات وتفجيرات ومفخخات ..فالعراقي هو المستهدف في الاجندة الانتقامية الايرانية جسديا وفكريا اذ على سبيل المثال مشاركة اكثر من  ( 50 ) دار نشر ايرانية في معرض الكتاب الذي افتتح مؤخرا في البصرة الفيحاء !؟

 

2-  سلطات واسعة للسفير الايراني في بغداد ,والسفيران السابق  ( كاظمي  ) والحالي  ( حسن ) هم من قادة الحرس الثوري اذ يتحكمون بمن هم على راس سلطة المنطقة الخضراء ويتدخلون في كل الامور فأحزاب السلطة هي احزاب تابعه لايران وابرز قادتها من اصول ايرانية ,ولا غرابه ان يكون عدد عناصر السفاره الايرانيه في بغداد والقنصليات المرتبطه بها والتي انتشرت في اغلب المحافظات العراقية كبيرا جدا ,وهو يضاهي او يفوق عدد اعضاء السفارة الامريكية في بغداد ,كما ان عددا من المحافظين وكبار المسؤلين في العراق المحتل ممن لا يتكلمون العربية وابرزهم محافظ النجف الحالي اضافة الى تولي اشباه المتعلمين  ( امثال ابو خميني محافظ بابل السابق )  لاعلى المناصب بعد تزويرهم شهادات عليا فضحت عددا منهم بعض الفضائيات المحليه.

 

3-  استهداف قوة العراق ووحدة نسيجه الاجتماعي بأنتهاج سياسة تمزيق وتجزئة العراق وبث الفرقه الطائفية والاتنية بين ابنائه وذلك بما يقوم به  ( فيلق القدس الايراني  )  والميليشيات التابعه لاحزاب السلطة من عمليات قتل ونهب وتخريب وتصفيات جسدية على الهوية واستهداف الابرياء بالمفخخات والمتفجرات وضخ المزيد من الاموال الطائله والاسلحة المختلفة الى كل الطوائف والمجاميع العامله على الساحة العراقية وبالذات اتباعهم من احزاب وميليشيات الامر الذي اضظر السلطات في بغداد الى الاعتراف عشرات المرات من ان مصادر التفخيخ والاسلحة المضبوطه مع مجاميع القتل والارهاب بما فيهم من ينسب الى  ( القاعدة ) ..هي ايران !.

ورافق هذه السياسة الدموية تهجير عراقيي الداخل من مناطقهم ومحافظاتهم الى مناطق اخرى حيث العيش في الصحارى وفي خيام بائسة في خطة للسيطرة الطائفيه على العديد من مناطق العراق بعد طرد سكانها واسكان اتباعهم مع حملة واسعة لشراء العقارات والاراضي وتسجيلها بأسماء من منحوهم وثائق عراقية مزوره ,ولم يراع حكام ايران اية حرمة للمراقد المقدسة اذ شملت عملياتهم الاجرامية تفجيرات عنيفة في المراقد المقدسة في سامراء وكربلاء والنجف والكاظمية والاعظمية وكذلك في التجمعات الشعبية الكبيرة كما حصل عدة مرات في مدينتي الثورة والشعلة وفي جسر الائمة في الكاظمية اثناء زيارة عاشوراء وللكنائس المسيحية نصيبها من تفجيراتهم ومنها الحادث الاخير لكنيسة سيدة النجاة في بغداد الكرادة خارج الذي حدث 2112010 وما اعقبه من تفجيرات واعتداءات على عدد من العوائل المسيحية في حي الغدير وهذا اقرب الادلة على ضلوع النظام الايراني في هذه الافعال الوحشية اذ نفذت الجريمة مجموعة بقيادة ضابط المخابرات الايرانية  ( اطلاعات  ) العميد  ( مرتضى كشميري ) وبالتنسيق مع مكتب المالكي رئيس حزب الدعوة ورئيس الحكومة العراقية

 

ومما تهدف اليه هذه الجريمة التشويش وصرف الانظار عما كشفه موقع ويكليكس من وثائق تدين  ( المالكي ) وحزبه والميليشيات المرتبطه به لما اقترفوه من جرائم ضد الشعب العراقي وهي وثائق صحيحه فالعراقيون لا ينسون جرائم ميليشيات السلطة وما ترتكبه قوة "الذيب"المرتبطة شخصيا بالمالكي من جرائم واعتقالات وعمليات تعذيب وتصفيات تجري في السجن الخاص بها في مطار  ( المثني ) والسجون الاخرى المرتبطة بمكتب المالكي ,فقد ادخل الايرانيون اساليب تعذيب وحشية كاستخدام مفكات البراغي والكيبلات والمنشار الكهربائي للتعذيب والصعق الكهربائي وسمل العيون وما الى ذلك من اساليب بربرية ولدت عاهات دائمة لمن لم يستشهد تحت التعذيب  ( وهذا ماكان يمارس ضد الاسرى العراقيين لدى ايران  ) .

 

4-  الاحقاد والضغائن الفارسية وعدائية المحتل واذنابه تجاه شعب العراق انعكست بأفعال مفضوحه وبصور واساليب شتى ..فاعملوا الة التدمير والتخريب في كل البنى التحتية واستهداف كل الرموز التأريخية والشواهد الحضارية والثقافية والفكرية فنهبت ودمرت اثار حضارات سومر وبابل واشور واكد وسرقت النفائس وطالت معاول الخراب اغلب النصب التذكارية التي تخلد نضال الشعب العراقي وتؤرخ لامجاد ابناءه وابناء الامة العربية وترمز لعراقيته الاصيلة وعمق حضارته وتاريخه المشرق فجردوا بغداد والمدن العراقية من معالمها الزاهية ورموزها الحضارية العريقه ,فهدمت معاول فارس نصب  ( بناروما القادسية  ) هذه التحفة الفنية التي تجسد بطولات العرب وانتصارهم في معركة القادسية الخالدة وكذلك ازالة  ( قوس النصر )  في ساحة الاحتفالات في بغداد اضافة الى كل نصب وتماثيل القادة شهداء حرب الثمان سنوات وعشرات النصب والتحف الفنية لاشهر المبدعين العراقيين .

 

ويرتبط بذلك حملة تبديل الاسماء للعديد من المواقع والمدن والشواهد التاريخية والاثرية فمخفر شرطة القعقاع الحدودي ازيل تماما لانه يذكر ملالي طهران بشجاعة الفارس العربي  ( القعقاع بن عمرو التميمي )  الذي اذاق اسلافهم علقم الهزيمة ,كما ان اسماء الاشخاص بدلت حتى ان ماجده عراقية طالبت من خلال احدى الفضائيات العراقية وفي بث حي قبل ايام ان يشطب اسم القادسية ويبقى اسم  ( سيف ) لوحيدها المسمى  ( سيف القادسية )  لمطاردته وخشيتها على حياته ,كما ان الكثيرين مما بدلت اسماؤهم كرها .. ( فزياد اصبح سجاد  ) و ( سفيان اصبح عبد الزهره ) وقس على ذلك .

 

5-  قيام السلطات الايرانية باحتلال عدد من ابار النفط العراقية في محافظة ميسان بعد احتلالها عسكريا ورفع العلم الايراني فوقها في وضح النهار ,وقد قوبل العدوان بهياج جماهيري واسع في محافظات الجنوب لم يجد امامه اتباع حكام طهران داخل السلطة وفي البرلمان سوى الادعاء بأن هذه الابار مشتركة بين ايران والعراق وان هناك خلافا حولها ؟!.كما يحاول حكام طهران هضم المزيد من الحقوق العراقية وهو ما لم يجرؤا عليه في الظروف الطبيعيه يوم كان العراق قويا ويحكمه قاده وطنيون مخلصون ,اذ صرح مؤخرا نائب رئيس حزب الدعوه وعضو البرلمان  ( الايراني الاصل علي الاديب  )  من انه تم الاتفاق على "اعادة ترسيم جديد لحدود شط العرب مع ايران "في مؤامره مفضوحه تلغي ضمنا الاتفاقيات السابقه وبضمنها اتفاقية الجزائر لعام 1975 وبما يحقق الاطماع الايرانية التوسعية .

 

6-  قيام النظام الايراني -خرقا لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية- بتحويل مجرى نهر الكارون الامر الذي ادى الى جفاف فروعه داخل الاراضي العراقية وانخفاض مناسيب مياه شط العرب مما اصاب  الاف الدونمات من الاراضي الزراعية بالجفاف والتصحر وبالذات منطقة الفاو وموت الالاف من اشجار النخيل في عموم البصرة والقضاء على الثروه الحيوانيه واضطرار الفلاحين الى الهجره حتى بات العراق عموما سوقا للمحاصيل الزراعية والمنتوجات الايرانية واصبح التعامل بالتومان الايراني كالتعامل بالدولار الامريكي .فهذا العمل اللا انساني دليل واضح على الحقد على مدينة البصرة الباسلة  ( بوابة العرب الشرقيه ) التي صمدت بوجه اطماع ملالي ايران التوسعية خلال حرب الثمان سنوات وكذلك  ( الفاو ) وملحمة تحريرها على ايدي البواسل العراقيين والتي تدرس في اعلى الاكاديميات العسكرية هي الاخرى مما يقض مضاجع هؤلاء الملالي ويحرك فيهم نوازع الشر والانتقام .

 

7-  غل وحقد حكام طهران تجاه العراق والعرب طفح بشكل مفضوح ومعه تعطش لسفك المزيد من الدم العراقي الطاهر الذي مازال منهمرا فالتصفيات والملاحقات لرجالات العراق وعلمائه وابنائه المخلصين وكل من دافع بالسلاح او القلم او الفكر عن العراق ضد حرب ايران وسياستها التوسعية المعادية للعراق والامة العربية ولم يسلم حتى الاعلاميون والصحفيون والمثقفون امثال الاعلامية المغدوره  ( اطوار بهجت  )  التي اختطفت وقتلت لانها كشفت حقيقة تورط ايران واتباعها من احزاب السلطة ,وبعلم المحتل الامريكي ,في جريمة تفجير المراقد المقدسه في سامراء وغيرها من الجرائم الكثيرة .

 

8-  التدخل علنا في الشأن العراقي وفي اكثر القضايا مساسا ب ( السيادة )  و ( استقلالية القرار )  ومنها التدخل الايراني المفضوح في فرض رجلهم  ( المالكي ) على رأس الحكومة لفترة اخرى تجاوزا لنتائج الانتخابات التي افرزت فوز القائمه العراقية بقيادة  ( علاوي )  بأرغام اتباعهم من احزاب السلطة او ما يسمى بالتحالف الوطني  ( الطائفي ) على القبول بالمالكي والتوحد بتشكيل اغلبية برلمانية بوجه القائمة الفائزه" لان طهران على حد قول الرئيس الايراني نجاد لا تقبل بحكومة عراقية بنصف ولاء".

 

وهذا ما يفسر رفض المالكي وحزب الدعوة وكتلته  ( دولة القانون ) لدعوة العاهل السعودي الملك عبد الله لقادة الكتل السياسية العراقية للاجتماع في الرياض ومن خلال الجامعة العربية لتسوية الخلافات والتعجيل بتشكيل الحكومة بدعوى ..ان الوقت غير مناسب !؟؟ وهو موقف ينسجم وسياسة ايران التوسعية المناهض لاي دور عربي في العراق هذه السياسة التي تندفع في تنفيذها اليوم استغلالا للضعف العربي الرسمي الذي كان سببا اساسيا في ضياع العراق القوي.

 

9-  المحاكمات الظالمة التي جرت لقادة ورجال العراق المخلصين وعلى رأسهم الشهيد صدام حسين واحكامها الجائره تندرج ضمن الاجنده الايرانية الحاقدة للانتقام من كل العراقيين الشرفاء وهي بالتأكيد رغبة اخرين يضمرون الحقد والعداء ,ولكن الارادة والرغبة الايرانية هي المتصدرة والطاغية بدليل :-

 

أ-  الاحكام الجائرة التي صدرت اثر المحاكمات كانت بالتحديد حول ملفات تخص ايران وعملاءها من احزاب السلطة وبالذات حزب الدعوة وابرزها قضية الدجيل ثم قضية قرار حظر عمل حزب الدعوة واعدام كل من ينتمي له وذلك لعمالته لايران ثم قضية ما يسمى ب ( الانتفاضه الشعبانيه ) وهي جرائم  ( الغوغاء ) من اتباع ايران المدعومين بالحرس الثوري الذين استباحوا عددا من محافظات العراق اثناء العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991 ,وحتى مايسمى قضية  ( الانفال )  بأدعاء استخدام العراق لاسلحة كيمياوية ضد بعض القرى الكردية اثناء الحرب مع ايران وهو ادعاء اكدت الصحافة الامريكية بطلانه مؤكدة ان ايران هي استخدمت هذا السلاح وهذه القضية تمثل رغبة حكام طهران وبعض القيادات الكردية العميلة للانتقام من عدد من المسؤولين وخيرة القاده والضباط العراقيين وهو استكمال لمخطط الانتقام من كل من حارب ضد الايرانيين ممن لم يتم تصفيتهم واغتيالهم على ايدي  ( فيلق القدس ) والحرس الثوري وميليشيات الاحزاب العميله وقوات  ( الاسايش الكرديه ) .

 

ب -   القضاء مسيس..اذ ان اغلب القضاة هم ممن جاءوا مع المحتل ومن المنتمين للاحزاب المرتبطه بأيران وحتى من يتصرف من القضاة بمهنية وقليلا من "الادمية" يستبعد كما حصل للقاضي  ( رزكار )  وبعده القاضي  ( عبد الله العامري )  ولعل القاضي الذي اصدر احكام الاعدام الاخيرة ضد الاستاذ المناضل طارق عزيز ورفاقه وهو عضو في حزب الدعوة وكان مرشح الحزب في الانتخابات البرلمانية الاخيرة .. النموذج المعبر بواقعية عن اخلاقية وسلوك قضاة اخر زمان !

 

نخلص مما تقدم الى ان ملالي ايران يتحملون مع اطراف اخرى معروفه .. مسؤولية ماحل بالعراق بمشاركتهم المحتل الانكلو- اميركي وبعدائيه في تدمير العراق وسفك دماء ابناءه تحركهم في ذلك احقاد كامنة واطماع دفينة ضد العراق العربي وهم بذلك يسيئون للعلاقات التاريخية العميقه التي تربط  شعوب ايران بالشعب العربي وبالعراق خاصة .... فلا مصلحة لنا بالتحامل والتبلي لان هذه هي الحقيقة فملالي ايران يتعاملون سياسيا بعقلية تجارية  ( بازارية )  فاندفعوا يكل ما يحملونه من احقاد وضغائن ضد العراق مستغلين الظرف الدولي الردئ بهيمنة القوة الامريكيه الغاشمه على الساحة الدوليه في ظل خنوع دولي مريب وضعف رسمي عربي مخجل ,ولكن هذا الحال لن يستمر طويلا على ماهو عليه ,وهذا هو منطق التاريخ ,فهل يحسب ملالي ايران ذلك جيدا ويفكروا في المستقبل بالعودة قليلا الى الوراء!!!؟؟؟

 

 





الجمعة٠٦ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة