شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل الخوض في هذا الفصل ،  أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحم القائد العسكري العراقي البطل ،  الفريق الركن ابراهيم عبد الستار ،  الذي وافاه الأجل وهو مرابطا في عرين الشرف مع اخوانه الاشراف الابطال .. اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد وأحسن مدخله واجعله في أعلى عليين مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيق ...  اللهم اجمعه مع الشهيد صدام وباقي شهداء العراق جميعا وكبار العراق الأوفياء تحت لواء سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام ...  إنا لله وإنا إليه راجعون..

 

إذن ...  وصلنا في عرض كتاب الدكتور موسى إلى الفصول التالية التي تبدأ بهذه الآية القرآنية الشريفة من سورة الأحزاب: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً  ...

 

الخميني في الميزان ...  فمن هو الخميني؟؟

قبل كل شيء ،  يجب أن نعرف شخصية الخميني ،  وهذا جواب لأسئلة كثيرة تطرح نفسه ...

 

1 - الخميني يمجد نفسه ويقدسها كثيرا بحيث يجازي فخر الحجازي ،  الذي قال أن الخميني أعظم من النبيين موسى وإبراهيم ،  وهذا الشخص يعمل نائبا عن طهران ،  وبنفس الوقت ورئيسا لمؤسسة المستضعفين ،  وهي أعظم مؤسسة مالية في البلاد..

 

2 - الخميني جعل نفسه أعظم من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأدخل اسمه في أذان الصلاة.

 

3 - الخميني يرى نفسه حارسا إلهي ،  أرسله الله لإنقاذ البشرية ،  فنصب نفسه وخلفائه في الدستور الإيراني الجديد متصفا بهذه الصفة ،  كما احتكر لشخصه كل الصلاحيات التي احتكرها المستبدون الطغاة.

 

4 - الخميني هذ ،  الذي تزمر وتطبل له كل أجهزة إعلامه والصحف التي استولى عليها من الصباح إلى المساء وتصفه بالصفات البطولية العظمى وتنسب إليه الكرامات والمعاجز فتناست هذه الاجهزة تماما أسرة خميني ونسبه وموطنه قبل أن يهاجر إلى إيران ،  وكذلك الحالة الاجتماعية التي كانت أسرته تعيش فيه ...  فالذي يعرفه الجميع هو أن جدّ الخميني أحمد قدم من الهند إلى إيران ،  وذلك قبل مائة عام وسكن قرية خمين ،  ووالد أباه اسمه مصطفى ،  قتل في أبان الشباب في تلك القرية ،  وهذا كل ما يعرفه الشعب الإيراني من نسب الرجل واصله ...  أما من هم أسرته وأين كان موطنها في الهند قل الهجرة إلى إيران فهذا شئ لا يعرف شيء عنه أحد ...  ولا هو أشار إليه لا من قريب ولا من بعيد ،  وكذلك لم تشر أجهزة لهذا الموضوع الحيوي من تاريخ أسرة خميني ... 

 

وكما أشرنا قبل قليل ،  بما أن هجرة جدّ خميني إلى ايران كانت قبل مائة عام ،  والمائة من السنين في حياة الأسرة تعتبر تاريخا لثلاثة أجيال فقط ،  فإذن لا يمكن أن نصدق أن صلة الخميني مقطوعة بأسرته في الهند ، !!! فإذنً ما هو السر الدفين لتناسي أسرته وأقربائه وقطع الصلة بهم؟؟؟ أليس هناك ما يعتبر غريبا وخطيرا في هذا الكتمان الشديد وهذا التعميم غير الطبيعي على نسب خميني الذي يعتبر مؤسس الجمهورية الايرانية ومرشد ثورتها في إيران؟؟!! (الجواب ببساطة لأنه مجوسي ابن مجوسي ...  تربت اسرته في معابد السيخ في امرستار.. ولاعلاقة له بالإسلام ولا بالنسب الذي يدعيه ...  وإذا كان سيد ،  فهو سيد لدى السيخ ...  له مرتبة سيد في معبد امرستار ... ) ...

 

أترك الجواب للمعجبين بهذا الشخص ومريديه وصحافته وزمرته في أرجاء إيران ،  وكلي أمل أن لا يهمس بعضهم في أذن البعض الآخر قوله تعالى ((لا تسئلوا عن شيئا أن تبد لكم تسوءكم)) صدق الله العظيم.

 

وهنا أود أن أعرج على موضوع خطير له علاقة مباشرة بالحالة الراهنة في إيران المنكودة الحظ ،  وهذا أهم بكثير من معرفة نسب الخميني لأن هذا الأخير ،  سواء كان من سلالة الإمام موسى بن جعفر كما يدعي توقيعه أو لا يكون ،  فالإنسان مسؤول أمام الله بأعماله وبما يصدر منه من خير أو شر وليس نسبه ،  ((يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره)) ... 

 

فقد يكون الإنسان منحدرا من أرفع السلالات ولكن عنصره سيئ لا يساوي خردلة ،  وقصة كنعان ،  ابن نوح التي جاءت في القرآن الكريم تغنينا عن الإسهاب في هذا الموضوع: (ونادى نوح ربه فقال إن أبني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ،  قال يا نوح أنه ليس من أهلك أنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين) ...  وتقول آية كريمة في مكان آخر من القرآن الكريم: فإذا نفح في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ...  صدق الله العظيم ...

 

الخميني والمتناقضات ...

 

فالمهم إذنً تقيم الخميني بأعماله التي تحكى عن سريرته ودخائل نفسه ...  وليس بالنسب الذي يدعيه ...  والمفارقة ،  أن معظم هؤلاء الذين يقولون إنهم سادة ينسبون أنفسهم للامام موسى بن جعفر!!! وهذه لافتة تستحق الوقوف كثيرا بالمناسبة ...

 

إن ما يحدث الآن في إيران من كرب وبلاء ومحنة هو بسبب أزمة نفسية الخميني الداخلية ومن تعقيدات في تركيب شخصيته ...  وإني بحكم اللقاءات الكثيرة معه والأحاديث المختلفة التي كانت تدور بيننا وما لمست فيه من تناقضات صارخة بين القول والفعل.. كل هذا أدى فيما بعد إلى قطيعة نهائية بيننا لعلي أشرت إليها في مكان آخر من هذا الكتاب ...  أما أنا فقد كان تقييمي لهذا الشخص حسب قناعتي الخاصة كما يلي:

 

الخميني شديد التعلق بنفسه ،  وبكل ما يتعلق به من القريب أو البعيد ،  ولا يأنف أن يفني العالم في سبيل أنانيته التي جعلت منه الشخص الذي لا يرى إلا شخصه وما يتعلق به ،  وهذه الصفة من أخطر الصفات لدى الحاكم المستبد ،  ولا سيما إذا كان ذلك الحاكم يزعم بأن له السلطة الإلهية في معاملة العباد!!

 

وكل الصفات الأخرى التي تتناقض مع الزعامة الروحية وعلو الرتبة ،  تتبع من الأنانية وحب النفس ،  ولذلك إذا أرتاي الخميني شيئا لا يحيد عنه قيد أنملة ولو انقلبت ذي على ذه ،  ومن هن ،  لا يتعامل معه إلا المطيعين والمنقادين ،  ثم أن هذا الشخص شديد الظن بكل شيء ،  ومن الصعب عليه أن يسمع كلاما ويحمله على الصحة أو الإخلاص ،  ومن هنا جاءت معاملته لكثير من المتعاونين معه سيئة ،  بل هرب كثير منهم بسبب فظاظته بالحديث معهم ،  وإن من أهم الصفات السيئة التي يحملها هو حقده الدفين على كل من أساء إليه ولو قبل نصف قرن ،  فهو لا ينسى الإساءة ،  ولا بد أن ينتقم لها عندما تسنح له الظروف ،  ولذلك نرى أنه أمر بإعدام العلامة الوحيدي ،  والدكتور جمشيد علم ،  وهما عضوان من أعضاء مجلس الشيوخ الإيراني في عهد الشاه من بين 60 عضوا آخر لأنهما تطاولا في الكلام عليه في المجلس عندما كان يعارض حكم الشاه ...  أما سائر أعضاء مجلس الأعيان فلهم مطلق الحرية يسرحون ويمرحون في إيران ... 

 

وأذكر قصة غريبة حدثت معي يوما م ،  ذلك أن أحد أقربائه اتصل بي يوما يسألني هل تذكر يوم كنا في بيتك مع الخميني وتغذينا على مائدتك؟

فقلت: نعم أنه كان في عام 1955 وعندما كنت مقيما في طهران ، 

فأضاف محدثي معلق ،  إذا كان صحيحا ما سمعناه عن أيام إقامته في العراق ومن أنه كان يطلب منك العون في بعض الحالات فكن على حذر منه فإنه سيقتلك إذا ظفر بك ...  لأن الخميني يحقد على شخصين ويريد أن يزجهما من الوجود إذا استطاع: شخص أساء إليه وشخص أحسن إليه ،  لأنهما يذكرإنه بأيام ضعفه ،  وهو لا يريد ان يتذكر تلك الأيام حتى ولو كانت له ... 

 

وقد ثبت لي صحة كلام الرجل بعد أن قتل الخميني الجواهريان ودستمالجي ،  وكلاهما من أخلص المخلصين له ،  وكانا قد قدما له عشرات الملايين لنجاح ثورته عندما كان في العراق وفي باريس ،  أما التهمة الموجهة إليهما فكانت اتفه من التافه ،  أنها مساعدة بني صدر الموقوف ضد الملالي والزمرة الخمينية ...

 

كما أن قتل الشباب المجاهدين الذين على أكتافهم وبنضالهم وصل إلى سدة الحكم ،  وعدوانه على العراق الذي أواه وسانده وقدم له العون طيلة 15 عاما خير دليل على سداد رأي الرجل وصوابه (قريبه الذي اتصل بي) ،  ورحم الله المتنبي الذي قال: إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا  ...

 

أما حبه للحياة وشهوته إلى الحكم وهو في أرذل العمر ،  وما ارتكب في سبيله من الأثام فإنه فريد في التاريخ ،  لقد قلت لبني صدر عندما التقيت به في باريس: أن سبب عداء الخميني لك هو إنك أظهرت نفسك بالشخصية التي يحبها الشعب أكثر من الخميني ،  وجهازك نشر إحصائية للرأي العام تؤكد أن شعبيتك 57 بالمائة وشعبية الخميني 47 بالمائة ،  أن هذا التحدي كان انتحارا لك ،  ألم تكن تعرف الخميني ،  أنه يفني الدنيا في سبيل أنانيته النابعة من جنون العظمة ،  وقلت له أيضا عندما قرأت في الصحف هذه الإحصائية تنبأت أن أيامك في الرئاسة معدودة ،  وهكذا كانت ...  وقد بني صدر هذا الرأي قائلا أن صهر الخميني الشيخ الإشراقي كان ينصحني دوما أن لا أظهر بمظهر الزعيم الذي يحبه الناس لأن الخميني لا يتحمل أن يرى غيره زعيما يتعلق به الشعب!!

 

والخميني لا يهمه إراقة الدماء والقتل بالجملة والجماعات ،  فقد سمعت منه وهو يحاور الحكيم في النجف يقول له: أتاتورك قتل تسعين عالما دينيا في واقعة واحدة ،  وزرت مقابر هؤلاء عندما كنت منفيا في تركي ،  فلماذا لا نضحي نحن بالجملة على غرار أولئك ليبقى اسمنا في التاريخ مخلدا؟؟ فأجابه الحكيم بابتسامة ساخرة ،  هل نقتل ليبقى اسمنا في التاريخ فقط؟؟ وضحك الحاضرون ،  وامتقع لون الخميني وقال من جديد وكأنه يريد أن يدفع عن نفسه هذه السخرية: لماذا لا تذكر الإمام الحسين عليه السلام الذي قتل لأنه حارب الظلم فقال له الحكيم بنفس للهجة والابتسامة: لماذا لا نذكر الإمام الحسن عليه السلام الذي صالح معاوية حقنا للدماء وجلس في البيت!! وساد المجلس سكوت وصمت رهيب ،  خرج الخميني أثره من منزل الحكيم بدون وداع لائق..

 

والخميني لا يعرف الرحمة والعفو ،  فحتى الصخرة بكت ورقت لإعدام ثلاثة آلاف شاب وشابة من المجاهدين وكلهم في ريعان الشباب ،  وفي غضون ثلاثة أشهر فقط ،  ولكن الرحمة والرقة لم تجد إلى قلبه سبيل ،  فلم يصدر العفو حتى على واحد من هذا الجمع الغفير الذي أعدمته محاكمة الثورية بالتهم السياسية.. (ثم يطلع علينا السفهاء والحقراء والشرذمة الصفوية الخمينية الحقيرة النجسة لتدعي أن نظام الشهيد صدام الله يرحمه حول العراق إلى مقبرة جماعية!!! لقد نسي هؤلاء الأوغاد أو تناسوا ما فعله كبير السحرة الدجال الخميني بالشعب الايراني!!.. ولازال هناك بعض المستعربين المغفلين السذج يمجدون بالخميني ويعتبرونه إمام العصر والجماعة!!) ...

 

والخميني لا يأبى إلا الكذب أمام الخاصة والعامة على السواء ،  وإذا كذب يصر في الكذب ما استطاع إلى الإصرار سبيل ،  فقد رأينا كيف أن كل أجهزته عندما اعترفت بشراء الأسلحة من إسرائيل كان هو ينكر ذلك بكل وقاحة وأكثر من مرة ،  وذلك حينما ثبت ذلك للعالم أجمع بعد سقوط الطائرة الأرجنتينية وانكشاف حقيقة النظام الحاكم في إيران ،  واعتراف إسرائيل بذلك في آخر الأمر ،  ورغم ذلك أصر على تكرار إنكاره شراء السلاح وبعناد عجيب ،  وكأن هذا الشخص العجوز يعيش في عالم آخر لا يرى الشمس حتى في رابعة النهار!!

 

والخميني عجيب في بخله ،  ولا تزال الأزمات الخانقة المالية والفقر المدفع الذي لمّ به عندما كان طالبا بسيطا في قم مسيطرا على تفكيره ،  وقد قال أحد المقربين منه أنه إذا أراد أن يعطي أحدا ما يكفيه لشروة نقير ارتجفت يداه حتى الكتف ،  فالحوزة في قم بطلابها البالغ عددهم اثنا عشر ألف طالبا تعيش في حالة مالية مؤسفة بسبب جشع الخميني في تكديس الأموال لدى البنوك وعدم صرفها عليهم ،  وكلما حاول زعماء الحوزة الكبار أمثال السيد كاظم شريعتمادري وكلبايكاني والمرعشي أن يحسنوا الوضع المالي للطلبة رفض الخميني ذلك ،  ووقف ضد الإصلاح المالي بإصرار وعناد قائلا: أن الله قد جعل العلم في الجوع ... 

 

والخميني مغرم بمظاهر التكبر والجبروت ،  وأذكر هنا ما حدث أمامي في مستشفى الأمراض القلبية الذي كان الخميني راقدا فيه ،  كانت هناك غرفة صغيرة ملاصقة للغرفة التي كان راقدا فيه ،  وهذه الغرفة كانت مخصصة لكبار زائريه ،  كنت أنا والمهندس بازركان وصهره الإشراقي وابنه أحمد والشيخ أحمد المولائي سادن مدينة قم في تلك الغرفة عندما دخل عليه صادق قطب زاده ،  وزير الخارجية آنذاك ،  وكان قد سأل الحاضرين جميعا عما إذا كان بإمكانه أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية ،  فقاطعه الإشراقي قائلا ما هذا السؤال ...  فقلت أنا ضاحكا: إذا كان لقطب زاده ضمير حي فلا يختار نفسه لمثل هذا المنصب ...  وهنا ضحك الحاضرون بصوت عال جد ...  وبعد قليل جاء المرافق ،  وقال للإشراقي الخميني يريدك ...  فذهب إليه ،  وعندما عاد أخبرنا أن الخميني سأله عن أسباب الضجيج الذي أقلق مضجعه ،  وطلب منه إغلاق تلك الغرقة واستقبال الزائرين جميعا في الصالون العام للمستشفى..

 

واختم هذا الفصل بقصة هدم مقبرة رضا بهلوي ،  تلك المقبرة التي كلفت الشعب 200 مليون دولار في وقته ،  وكانت من البنايات الأثرية في إيران ،  فقد أمر الخميني بهدمها كي يثبت للشعب الإيراني أن تنبؤاته صادقة وأنه ملهم من عالم الغيب ،  فقد سبق وأن قال في عهد الشاه وفي إحدى خطبه (أنه سيأتي اليوم الذي يهدم الشعب مقبرة بهلوي) وعندما بلغني أن الخلخالي ،  جلاد الثورة ،  بدأ يهدم المقبرة اتصلت به هاتفيا وقلت له: كما يعلم الجميع فإن جثمان بهلوي خرج من إيران بصحبة ابنه الشاه ،  وهذه البناية هي ملك الشعب وليست ملكا لأسرة بهلوي ،  وكنت قد اقترحت أن تكون متحفا لجرائم بهلوي الأب والابن ،  فلماذا تهدم بناءا شاهقا هو من أجمل المباني في هذه البلاد ،  والشعب هو الذي دفع ثمن هذه البناية من عرقه وقوته ،  وهل تريد أن ينظر العالم إليكم كما ينظر إلى جنكيز وتيمور ويصفكم بهدام الحضارة؟؟؟ ولم أجد جوابا لاسئلتي ،  فبعد يومين أعلن الجلاد أن الشعب هدم مقبرة بهلوي ليعلم الناس أن تنبؤات الخميني صادقة دوما!!

 

على مثل هذا الزيف والدجل والتلاعب بمعتقدات الناس وسذاجتهم بني الخميني صرح إمامته المزيف ،  وحول هذا الصرح يزمر ويطيل قوم ذكرهم الله تعلى في كتابه الكريم ((أولئك كالأنعام بل هم أضل سبيلا)) ووصفهم الإمام علي بقوله: همج رعاع يميلون مع كل ريح ،  أتباع كل ناعق لم يستضيؤوا بنور الله ...

 

الخميني في قم..

 

لم يكن يفكر أحد قط أن شخصا بلغ الثمانين من العمر متلبس الزهد والتقوى ،  عمم بالسواد إشعارا بأنه من أهل بيت الرسول الكريم(صلى الله عليه وسلم) ،  يدعي التفقه في الدين ،  سمعه العالم أكثر من مرة يندد بالظلم والاستبداد الذي يجري في إيران على يد الشاه محمد رضا بهلوي ،  عندما ألت إليه السلطة إرتكب من الجرائم ما تقشعر من سماعه الأبدان ،  وإرتكب باسم الإسلام فسادا ومنكرا سيبقى وصمة عار في تاريخ البشرية إلى ما شاء الله أن يبقى..

 

إذن ،  من هو هذا العجوز الطاغوت الجبار المستبد الذي اثكل من الأمهات ،  ويتم من الأولاد ،  وقتل من أبناء الشعب الإيراني بقومياته المختلفة في أربع سنوات عشرة أضعاف ما قتل سلفه في ثلاثين سنة!!! من هو هذا الذي يكون أعظم خداع في التاريخ بحق ،  وأكثر ممثل على مسرح الزمان منذ بداية إلى نهايته؟؟!!

 

إنه الخميني المغمور في أوائل الخمسينيات عندما كان في قم ،  يقوم بتدريس الفلسفة وكل ما يعرف عنه أن الإمام البروجردي زعيم إيران الديني آنذاك كان غاضبا عليه بسبب تطرفه الديني ،  وقد قال الإمام عنه أن هذا الشخص سيهدم الحوزة الدينية ،  وسيكون على الإسلام وبال ،  وتوفى الإمام البروجردي في عام 1961 وقد خلفه في الزعامة الإمام الشريعتمداري والكلبايكاني والنجفي المرعشي ،  وكلهم الآن على قيد الحياة ،  ولم يذكر أحدا الخميني في عداد خلفاء الإمام الراحل ولم يفكر أحد قط أن الخميني سيكون في عداد الزعماء الدينيين الجدد في قم ،  لأن الحوزة الدينية كانت تنظر إلى الخميني كأستاذ في الفلسفة ولم تكن تنظر إليه كفقيه مجتهد يحق له تصدير الفتوى!!

 

على أن من شروط الزعامة الدينية هو التفقه في الدين والاجتهاد في الأحكام ،  غير أن هذا الوضع لم يدم طويلا فقد أعلن الشاه تقسيم الأراضي الزراعية على الدهاقين ،  فثارت ثائرة رجال الدين وكان أكثرهم تحمسا وشدة في الكلام وهجوما على الشاه هو الخميني ،  الأمر الذي جعل من إسمه يشتهر ونجمه يعلو ،  ولا سيما أن الزعماء الدينيين الثلاث مع مخالفتهم لقرار التقسيم لم يخرجوا من طور المجاملة في التخاطب مع الشاه ،  وكان الخميني في بادئ البدء يخاطب الشاه في رسائله وأحاديثه بحضرة صاحب الجلالة أوالملك المعظم ،  وكان يقول أنه لا يرى لإيران بديلا من الملكية ،  إلا أنه يريد الإصلاح ،  ولكنه عندما رأى أنه خرج من العزلة بسبب خطبه العنيفة ،  واشتهر صيته في البلاد واصبح يذكر مع الزعماء الثلاثة الآخرين أراد أن يسبق الرهان ...  فبدأ يتحرك في كل محور من محاور العمل الشعبي الجاد ضد الشاه ،  فاجتمع على بابه رهط كبير من الناقمين والساخطين والمعجبين بخطبه الحماسية التي كانت تلهب مشاعر الشعب الإيراني ،  فاستغل هو وجماعته المقربين هذا الإقبال الجماهيري لينادوا به فقيها يستطيع تصدير الفتوى ... 

 

فكان لهم ما أرادو ،  وبعد تطاول على الشاه عاد إلى قم وهو يسير في نفس الطريق ،  فنفاه الشاه بعد تسعة أشهر إلى تركيا ليظل تحت الرقابة سنة كاملة ،  وقد تركها بعد ذلك إلى العراق بموافقة الشاه واستئذان الحكومة العراقية ،  وبقى في العراق 15 عاما يأكل من قمح العراق وملحه ، وقد شاءت الأقدار والظروف السياسية التي ذكرناها في هذا الكتاب أن يزاح الشاه عن عرشه ويحل الخميني محله ،  وكما قال لويس الرابع عشر(إذا مت فليكن الطوفان وقد كان)..

 

الخميني في العراق ...

 

وصل (بل دنس هذا المجوسي) الخميني إلى العراق في أيلول من عام 1965 واتخذ من النجف مقرا له ،  واجتمع حوله نفر من مريديه ،  ثم انضم إليه رهط من إيران ،  وبقى في النجف حتى نهاية عام 1978 حيث غادرها إلى باريس في قصة يعرفها العالم ...

 

كان الخميني في النجف منطويا على نفسه له برنامج خاص يتبعه كل يوم ،  لم يكن له نشاط يذكر ضد الشاه حتى عام 1968 أي نفس السنة التي وصل فيها حزب البعث العربي إلى الحكم ،  فلم يمض شهور قلائل على تسلم الحكومة الحاضرة لمقاليد الأمور حتى نشب نزاع مرير بين الحكومة العراقية والشاه بسبب المساعدات التي كان يقدمها هذا الأخير للبرازاني والانفصاليين الأكراد ،  وبدأت أجهزة إعلام الدولتين حربا إعلامية ،  وأعلنت الحكومة العراقية أنها تساعد وتأوي كل لاجئ يصل إلى العراق هاربا من حكم الشاه ،  فوصلت إلى العراق جماعات كثيرة من مختلف الأحزاب والاتجاهات في المعارضة الإيرانية ،  ومن ضمن هذه الجماعات وصلت مجموعات من مؤيدي الخميني ،  فأكرمهم العراق وأواهم وأعطى الأولوية للخميني في العناية ولجماعته.

 

وعندما بدأت الإذاعة الفارسية في بغداد تشن هجوما عنيفا ضد حكم الشاه خصصت قناتا خاصة للخميني ،  كان يقوم على البث فيها شخص من أنصاره يدعى محمود دعائي ،  وكان اسم البرنامج (النهضة الروحية) ،  وحصل تعاون وثيق بين الخميني والحكومة الحاضرة ،  بحيث كان ابنه مصطفى يزور شخصيات السياسية في بغداد حاملا إليهم رسائل أبيه وثنائه وشكره على الحكومة التي أوتهم وأعطتهم كل الإمكانيات للانطلاق السياسي الذي ما كانوا يحلمون بمثله في أي مصر وعصر!!!! (ثم وبكل حقارة ودناءة وغدر مجوسي كسروي صفوي أنكر كل ذلك وعض اليد الكريمة التي مدت إليه وراح يعتدي على العراق عسكري ...  وللاسف انخدع به بعض العرب من أبناء جلدتنا ووقفوا معه في عدوانه على العراق!!!) ...

 

ولكي أضع النقاط على الحروف ،  أود أن أسجل هنا للتاريخ قائمة بتفاصيل المساعدات التي كان يتلقاها الخميني من الحكومة العراقية ،  التي هو اليوم في حرب معه ،  ليعلم الشعب الإيراني قبل الشعب العراقي حجم المساعدات التي تلقاها الخميني من الحكومة العراقية طيلة العشر سنوات التي قضاها في كنفها ليعود بعد ذلك إلى إيران ويجازي العراق وشعبه جزاء سنمار ويعتدي على العراق بكل وقاحة وحقارة..

 

أعطت الحكومة العراقية الأولوية القصوى بين اللاجئين السياسيين المتواجدين آنذاك في العراق للخميني وحاشيته ،  وسهلت لهم العيش والحياة الكريمة ،  وزودت كثيرا منهم بالجوازات العراقية بعد أن حرمهم الشاه من هويتهم الإيرانية فسهلت لهم التنقل بين البلاد والاتصال بالعباد ...

 

خصصت وزارة الإعلام للخميني قناتا خاصة في القسم الفارسي بإذاعة بغداد ،  كان يبث منها أحاديثه لمريديه ونضاله ضد الشاه ،  وكان المذيعون فيها جماعته والمنتسبين إليه ،  وكان يذاع منها برنامجا يوميا اسمه (النهضة الروحية).

 

كان مصطفى ،  ابن الخميني ،  على اتصال وثيق بالحكومة العراقية وكان يجري الاتصال بأركان الدولة مباشرة أو عن طريق المرحوم الجنرال بختيار ،  وكان يطلب المساعدات المختلفة لجماعة أبيه ،  وكانت طلباته لا ترد.

 

كانت الجهات العراقية العسكرية المعنية بشؤون التدريب العسكري تدرب جماعة الخميني خارج مدينة النجف ،  وكان ممثل الخميني لدى الحكومة للإشراف على التدريب هو الشيخ يزدي زاده الموجود حاليا في إيران ،  وكانت الحكومة تعطي لهم المال والسلاح.

 

كان الخميني يستقبل شخصيات كبيرة في الدولة ،  وكانت أحاديثه معهم هو التعبير عن الشكر والامتنان للحكومة مع الدعاء لها بالتوفيق والتسديد.

 

كان الخميني يقدم الرجاء إلى الرئيس العراقي في القضايا المتعلقة به ،  وكان رجائه يقبل حتى في المناسبات الخطيرة ،  كما حدث ذلك في عام 1970 عندما حكمت محكمة الثورة على السيد حسن الشيرازي بالإعدام لاتهامه بالتجسس لصالح دولة أجنبية ،  وكان هذا الشخص محسوبا على الخميني ومن حاشيته ،  فكتب رسالة بخط يده إلى الجنرال تيمور بختيار ،  الموجود آنذاك في بغداد يطلب منه نقل رجائه إلى الرئيس صدام حسين ،  الذي كان آنذاك نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة ،  يطلب منه الرحمة والعفو عن المتهم ،  فقبل (الشهيد صدام) رجاءه وأعفى عن الشيرازي وأطلق سراحه بعد شهرين ،  الأمر الذي لم يحدث له نظير من قبل.

 

عندما توفى ابنه مصطفى ،  قدم الخميني رجاءا إلى الرئيس العراقي يطلب منه إصدار الأمر بدفن ابنه (بصورة استثنائية) في الروضة الحيدرية ،  الأمر الذي كان ممنوعا بقرار من مجلس قيادة الثورة ،  ورفع الخميني هذا الرجاء عن طريقي ،  فرفعته إلى الرئيس العرقي عن طريق وزير الأوقاف ،  فقبل الرجاء ودفن ابنه حيثما أراد.

 

كان أحمد ابن الخميني يقدم الرجاء إلى الحكومة العراقية يطلب منها حماية أبيه من اغتيال السافاك ،  فكانت حكومة تجند لحماية الخميني رجالها وبالتنسيق مع أحمد.

 

عندما غادر الخميني العراق إلى الكويت ولم تسمح له السلطات الكويتية بالدخول إلى أراضيها بقي على الحدود الكويتية حيرانا لا يدري ماذا يفعل ،  فعلمت حكومة العراق بذلك ،  فوافقت على عودته إلى العراق ،  وقيل له عندما وصل إلى بغداد أنه يستطيع العودة إلى النجف والعيش فيها إذا شاء على شرط أن يحترم قوانين العراق..

 

وبعد كل هذ ،  ليت شعري كيف يبرر الخميني والخمينيون عدوانهم على العراق ،  وكيف يبررون هذا الموقف العدائي لهذه الدولة التي أكرمتهم وأوتهم وأحسنت وفادتهم.. ثم هم يقولون عن حكومة العراق في خطبهم وأجهزة أعلامهم (إنها حكومة كافرة)!!! فليت شعري أن أعرف متى أصبحت هذه الدولة كافرة يجب محاربتها وقتل أبنائها وتدمير أرضيها؟؟!! هل كانت كافرة وهو في كنفهم يدعو لها بالتأييد والعمر المديد؟ أم أصبحت كافرة بعد أن قبلت له كلمتان (احترم قوانيننا أو اذهب إلى حيثما تشاء) ولا اعتقد أنه يوجد (ما عدا السذج الغفل) من الناس من لا يعرف أن هذا العدوان إنما هو كما سميته (حرب الأحقاد) وليست حرب المبادئ والمصالح..!! (الخميني يصف الدولة العراقية بالدولة الكافرة ...  لا عليه ...  فليطلق هو وزبانيته ما يشاؤون من توصيفات ...  فليس بعد الكفر ذنب ،  ولن نأخذ شهادة إيمان من كافر) ...

 

وهنا أود أن اكشف سرا للشعب الإيراني والعراقي مع ،  وبذلك أكون قد أديت واجبي أمام الله والتاريخ ،  ليعلم المسلمون في كل مكان وزمان فداحة الخطر الذي يحدق بالإسلام من هذه الطغمة الحاقدة التي آلت على نفسها القضاء على الإسلام باسم الإسلام ،  وخراب بلاد المسلمين باسم مصالح المسلمين..

 

لقد حضرت حوارا بين المرحوم الجنرال تيمور بختيار ،  ومصطفى ابن الخميني ،  وكشف مضمون الحوار يوضح للرأي العام الانحدار الخطير الذي وصل إليه الخميني وجماعته بعد وصولهم إلى السلطة وتحكمهم في رقاب الأمة ... وهذا تفصيل الحوار:

 

لقد قطعت الحكومة العراقية علاقتها الدبلوماسية مع حكومة الشاه في عام 1970 وبعد أن احتلت إيران جزر الإمارات الثلاث التابعة لرأس الخيمة ،  وهي: أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى ،  وتدهورت العلاقات حتى وصلت إلى الصفر ،  وأمر الشاه جيشه بالتحرك إلى الحدود المتاخمة للعراق ،  وكانت هناك نذرا تنذر بنشوب الحرب بين الدولتين ،  فحضر مصطفى ابن الخميني إلى بغداد ،  والتقى بالجنرال تيمور بختيار في قصر السلام ،  ليطلب منه أن يبلغ الحكومة العراقية أن والده بصفته الزعيم الروحي لإيران ،  قد أعد البيان الذي سيقرأه على الجيش الإيراني إذا ما أراد الشاه الهجوم على العراق ،  وأنه سيقول في خطابه: أن الواجب المحتم على الجيش الإيراني هو أن يحارب الشاه لا العراق ،  لأن الشاه خارج عن ربقة الإسلام إذا ما تسبب في حرب وقودها المسلمون ،  وأن عرش الرحمن سيهتز كلما أراق مسلم دم أخيه الجار الشقيق المسلم ...

 

هكذا كان الخميني عندما كان في العراق بعيدا عن السلطة ،  وهكذا هو اليوم في إيران وهو على رأس السلطة ،  حقا أن هذا انحراف في تفكير الشخص الذي يقود إيران إلى كارثة ليس بعدها كارثة..

 

الخميني والبدع في الدين..

 

إن البدع التي أبدعها الخميني في الدين كثيرة ،  أشرت إليها عبر خطاب إذاعي وجهته إلى الشعب الإيراني ،  وهنا أعدد تلك البدع ليعلم علماء الإسلام في العالم والمصلحين من رواد الأمة الإسلامية أنهم إذا سكتوا أمام هذه البدع التي تلطخ اسم الإسلام وسمعته فإن أمة الإسلام ستشهد مذهبا جديدا باسم الخمينية يضاف إلى البهائية والقاديانية ،  وإني أدعو علماء الإسلام لأن يعقدوا محكمة إسلامية كبرى تضم رجال الدين الكبار من مختلف مذاهب المسلمين لمحاكمة الخميني ،  وإبداء حكم الإسلام فيه وفي بدعه ،  حتى يعلم المجتمع البشري أن ما يحدث في ظل الخمينية في إيران ليس من الإسلام في شيء ،  بل أن الإسلام برئ منه ،  وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا ظهرت البدع في أمتي فعلى العالم أن يظهر عليها وإلا فعليه لعنة الله ويقول صلى الله عليه وآله وسلم في مقام آخر : الساكت عن الحق شيطان أخرس..

 

وإن الوقت قد حان ،  وعلى العلماء أن يظهروا علمهم ورأيهم في أخطر مرحلة عصيبة تمر على الإسلام في العصر الحديث ،  وما تعرض إليه من بدع وزيف وزور القول ،  والضلال على يد جماعة تنسب نفسها إلى الإسلام ... 

 

وإلى علماء الإسلام.. أرفع هذا النداء وأعدد لهم بدع الخميني في الدين:

 

أدخل الخميني اسمه في أذان الصلوات وقدم اسمه حتى على اسم النبي الكريم ،  فأذان الصلوات في إيران بعد استلام الخميني لحكم وفي كل جوامعها كما يلي:

 

الله أكبر الله أكبر(خميني رهبر) ،  أي أن الخميني هو القائد ،  ثم أشهد أن محمدا رسول الله الخ.

نستثني جامع كوهو في المشهد الرضوي ،  حيث لم يسمح الإمام الطباطبائي القمي أن تدخل هذه البدعة إلى الجامع الذي يصلي فيه ،  وأبلى البلاء الحسن في مقاومته لهذه البدعة ،  ولكن الله كتب له النجاح فتغلب على زمرة الخميني في آخر المطاف ... 

 

لقد جرت العادة في البلاد الإسلامية أنه إذا ذكر اسم النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم صلّى الحاضرون عليه إجلالا وإكبار ،  وفي إيران اليوم ،  إذا ذكر اسم الخميني صلّى الحاضرون ثلاث مرّات ،  وقال بازركان في خطاب جماهيري (ماذا تقولون لرسول الله إذا قال لكم تصلون عليّ مرّة إذا ذكرت وثلاثة مراّت إذا ذكر الخميني!!) ...  وكاد بازركان يدفع حياته ثمنا لهذا الكلام ...

 

رفض الخميني الصلح مع العراق ،  الجار المسلم ،  حيث تنص الآية الكريمة في القرآن الكريم على وجوب الصلح في كل الأحوال وبغض النظر على أسباب الحرب والبادئ به ،  ويأمر القرآن بمقاتلة الرافضين للصلح حيث يقول تعالى ((وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما)) ((وإن بغت إحداهما على الآخر فقاتلوا التي تبغي حتى تفي إلى أمر الله)) ...

 

قتل المرابي كما حكمت به محاكمة الشرعية.

قتل الآلاف من المعارضين السياسيين باسم المفسدين في الأرض.

قتل الآلاف من الأقليات القومية التي كانت تطالب بحقوقها المغتصبة باسم الكفار الذين شهروا السلاح في وجه الدولة الإسلامية.

المحاكمات الثورية الارتجالية التي تحاكم 100 شخص في مائة دقيقة.

قتل المهربين للمواد المخدرة.

مصادرة أموال الناس زورا وبهتانا باسم حماية المستضعفين.

تبني فكرة ولاية الفقيه وجعل نفسه حاكما بأمر الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.

تعيين ولي عهد لنفسه يدعى حسين علي منتظري.

بث الفرقة وإيجاد القلاقل بين صفوف المسلمين في البلاد المجاورة والتي أدت إلى مئات الضحايا وإراقة الدماء.

 

ونحن نرفع هذا الكلام إلى كل عالم من علماء الاسلام لا زال يمجد بالخميني ،  ويعتقد أنه إمام من أئمة المسلمين وأن تعاليمه سوف تبقى لتتوارثها الأجيال القادمة..!!! قاتل الله النفاق ...  قاتل الله من لايقول كلمة حق لأجل حفنة من الدولارات ومنصب زائل وجاه زائف..

 

الخميني والمتناقضات..

 

أما التناقضات التي تصدر منه في القول والعمل فهي محيرة للعقل..

 

فعندما كنت في العراق ،  وصلتني رسالة من (الخائن الوغد) البرزاني ،  يدعوني إلى كلالة ،  التي كان يعيش فيها حتى يبحث معي سبل التعاون ضد الشاه ،  وتعجبت من مضمون الرسالة لأنني كنت أعلم أن البرزاني هو عميل الشاه ،  ولولا هذا الأخير لم يكن له شأن ...  كما ثبت فيما بعد.. وبما أنني لم أكن اشك بأن كاتب الرسالة هو البرزاني ،  لأن ابن الحكيم ،  الذي كان على اتصال بالبرزاني هو الذي طلب مني أن أقابل رسول البرزاني حامل الرسالة المذكورة.. ومع الشكوك حول نوايا الشخص ،  إلا أني فكرت بجد أنه ليس من الأخلاق أن يقوم زعيم يرى نفسه قائدا لأمته بدور رديء في حق رجل لم يعرف ولم يصدر منه أية إساءة بالنسبة إليه ،  وذلك في سبيل إرضاء مخلوق آخر..

 

فذهبت إلى مقابلة الرئيس العراقي أحمد حسن البكر ،  رحمة الله عليه ،  وأطلعته على الرسالة وقلت له قد يكون من المصلحة الاستجابة لدعوة البرزاني لعلي أستطيع القيام بدور الوفاق بينكم وبينه إذا ما التقيت بالرجل ...  فضحك الرئيس البكر وقال إنها خدعة ...  ثم أضاف لقد سلّم البرزاني خمسة أشخاص من المناضلين الإيرانيين الذين لجأوا إليه من بطش الشاه إلى هذا الأخير ،  وقد قام الشاه بإعدمهم على الفور!! ثم أضاف الرئيس قائلا إياك والذهاب إليه فإنه خبيث مخادع يريد قتلك ...

 

وبعد أيام رأيت الخميني وقد علم بالموضوع ،  فقال لي: لا يخدعنك البرزاني أنه يريد تسليمك إلى الشاه ،  وأضاف أن البرزاني وأولاده عملاء مزدوجين للشاه وللمخابرات الأمريكية ...  وبعد عشر سنوات من ذلك التاريخ صافح الخميني ابني البرزاني العملاء المزدوجين على حد تعبيره ،  وزدهم بالسلاح والمال لقتل الشعب العراقي الجار المسلم.!!

 

والتناقض الثاني في سياسة الخميني هو أن فئة من جماعة الحكيم اصدروا بيانا بعد وفاته بتوقيع شخصيات بارزة من النجف جاء فيه أن الشخص المؤهل للزعامة الدينية بعد الحكيم هو أبو القاسم الخوئي وليس غيره ،  وفي وقته اعتبر هذا البيان طعنا لاذعا في الخميني ،  الذي كان في النجف أيضا ينافس الخوئي على الزعامة.. وقد أعلن الخميني وأنصاره أن هذا البيان إنما صدر بايعاز من السفارة الإيرانية في بغداد بتوجيه السافاك الإيراني لتحطيم الخميني ،  وكانت الحرب سجالا بين الخمينيين وجماعة الحكيم بعد صدور ذلك البيان الذي قام بتوزيعه في العراق عناصر من حزب (الدعوة الى التفخيذ بالرضيعة والعهر والخيانة وأكل الخمس) ...

 

وكان هذا الحزب يلقب الخميني بالمفسد الأكبر ومخرب الإسلام والحوزة العلمية ،  وقد شكا الخميني عندي أكثر مرّة من الأذى الذي يلاقيه من أفراد هذا الحزب وعبّر عنهم بعملاء الشاه الحقراء ،  المأجورين وخلايا النحل الذي يمده السافاك بالمال والتوجيه.. (سبحان الله كيف يحصل لما تتقاتل الجيف المنتنة مع بعضها البعض.. ويتعارك اللصوص الخونة على منصب م ...  كل يريد نهش الآخر ...  هذه هي أيها العراقيون طبيعة الناس التي كانت تقول عن نفسها معارضة ...  وهؤلاء هم المتسلطين حاليا على رقاب الشعب العراقي المجاهد الصابر ...  أبناء متعة وعهر وحوزات دعارة تسلطت على كرام أشراف نجباء أخيار..))..

 

وإذ بالخميني نفسه ،  وبعد أن يعتلي سدة الحكم ،  يصافح تلك الأيدي التي كان ينعتها بتلك النعوت ويقربهم إليه ويعطي لهم المال والسلاح ويشكل منهم خلايا لمحاربة العراق ...  أنه مدعاة للسخرية حقا (طالما كان الهدف هو محاربة العراق ونظامه الوطني فلا مانع من أن يضع يده بيد خنازيره الصفويين الكسرويين وإن اختلف مهم يوما ما.. فالكفر ملة واحدة.) ...

 

والتناقض الثالث الذي لا بد من الإشارة إليه ،  هو حين ذهب الصدر زعيم حركة أمل الشيعية في لبنان إلى ليبيا بدعوة من العقيد القذافي ولم يعد من تلك الرحلة أبد ،  وقال الخميني إنه ربى الصدر وأدبه وهو بمثابة ابنه ولا بد أن ينتقم له!!! وعندما كنت في طهران قال لي أحمد ابن الخميني أنه سأل ياسر عرفات عن مصير الصدر فكان جوابه: إنه طار ...  وقد أخبرناه بمقتل الصدر في ليبي ،  ومع كل هذ ،  قال الخميني إنه أعلن الولاء للرجل (القذافي) الذي قتل تلميذه وأحب الناس إلى قلبه ،  فقط لأنه يغدق الأموال الكثيرة على خليفته حسين علي المنتظري ...  والمنتظري هو الذي قال للصحفيين بكل وقاحة: أنه يأخذ المال من العقيد القذافي لأنه أخوه ،  ولا كلفه بين الأخوة (والجيب واحد) ...  (لاحظوا ايها الاخوة ما الذي يحصل عندما تتفق المصالح مع بعضها)..

 

وبهذه المناسبة ،  أذكر هذه القصة الطريفة عن حياة هذا المنتظري العميل ،  فعندما كنت في طهران زارني سعد مجبر ،  سفير ليبيا في داري ،  ليسلمني دعوة من العقيد القذافي لزيارة ليبي ،  وفي أثناء الحديث ،  أخبرني أنه كان في قم في زيارة المنتظري ،  وتغذى على مائدته الخبز والتمر واللبن ،  ثم أشاد بزهد الشيخ وورعه ...  وهنا سألت السفير الليبي: هل أن المنتظري يزهد أيضا في الدولارات التي تسلمها إليه أم يبتلعها حتى الثمالة؟ فقال السفير ضاحكا: لا والله ...  أنه يكاد يطير فرحا عندما أسلّمه الأموال.. (عفا الله عنك أيها العقيد ...  أنت وحافظ أسد ...  لقد ارتكتبما جريمة كبرى من حيث تدرون أو لا تدرون بوقوفكما إلى جانب الكافر المجوسي الخميني في عدوانه على العراق)..

 

والتناقض الرابع في حياة هذا الشخص لا ينساه التاريخ ،  فهو يدعي أنه جاء لحماية الإسلام ،  ولكنه يتعاون مع أعداء الإسلام الحقيقيين ،  وهو على أحسن العلاقات وأتمها مع الاتحاد السوفيتي ،  في حين أن الحرب سجال بين الإسلام والإلحاد في أفغانستان ،  ومئات الآلاف من المسلمين قتلوا ويقتلون على يد الجيش الأحمر بقنابل النابالم ،  وبلغت الوقاحة في رفسنجاني رئيس مجلس الشورى أنه منع من الكلام احد النواب الذين كانوا يريدون الهجوم على الاتحاد السوفيتي بسبب الحرب التي يخوضها ضد الشعب الأفغاني الآمن ،  وقال له: تريد أن تفسد علاقتنا الحسنة مع الاتحاد السوفياتي!! والخميني نفسه الذي يتهجم دوما على البلاد الإسلامية والزعماء المسلمين ،  ويحارب الجار الشقيق المسلم العراق ،  ساكت عما يجري في أفغانستان من إراقة الدماء ،  ولم يذكر الاتحاد السوفياتي إلى الآن بكلمة غير سليمة..!!

 

ومن المتناقضات الصارخة أيضا في سياسة هذا الشخص وعمله ،  هو موقفه العدائي من كثير من دول المنطقة ،  وتعاونه الحميم مع البعض الآخر ،  لقد قلت له في آخر لقاء تم بيننا في قم: لماذا تعادي دول المنطقة والخليج وكلهم جيران والجار لا يستطيع أن يعادي الجار؟؟ لأن العداء يمكن أن يكون أخطارا جسيمة لإيران والمنطقة بكاملها؟! فكان جوابه أنه لا يستطيع أن يصافح حكام هذه الدول لأن شعوبها من المستضعفين الذين وجدوا في الثورة الإيرانية أملا لمستقبلهم وهم لا يحبون حكامهم ...

فقلت له: إذا قبلت كلامك جدل ،  فهل تعتقد أن الشعب السوري يحب حكامه؟ وهل أن الشعب الليبي يحب حكامه؟ وأنت مددت يد الصداقة لهم وترتبط معهم بأوثق الصلات؟!! لم يتفوه الخميني بكلمة وقد طأطأ رأسه وامتقع لونه ،  وبدأ ينظر إلى الأرض شذر ...

 

ولذلك لم يستغرب أحد من الضالعين بشؤون التناقضات الخمينية عندما سمع منه إن منتسبي حزب البعث العربي في العراق كفار يجب محاربتهم ،  ولكن منتسبي حزب البعث العربي في سوريا مسلمين يجب مصادقتهم!! وصدق الله العظيم حيث يقول ((ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين)) ...  وقد سألت مصـطفى ابنه يوم ،  لقد كان والدك قبل الزعامة وفي أيام إقامته في قم هنا بشوشا لم تغادر الابتسامة شفتيه ،  وكان لطيف المعشر حلو الحديث لم يسأم الإنسان من محادثته ،  بينما أصبح الآن قاسيا غليظا متعجرفا شائكا كظهر القنفذ ،  فما عدا مما بدا؟ فأجابني: عندما دخل أبي معمعمة السياسة كثر النقاش والجدال عنده حول طريقته في معالجة الأمور وآرائه السياسية ،  وتفاديا للنقاش والجدال بدأ يعبس ويقلل من الحديث حتى يسأم الزائرون من الجلوس عنده ،  وقد أصبحت هذه الحالة المصطنعة عادة ثانوية عنده لا تغادره حتى في حياته العائلية ...  أن أبي يعتقد أن الزعيم يجب أن يأمر فيطاع ،  وإذا كان حلوا فقد أكله الناس وفقد سيطرته عليهم!! (يا لهذه الفلسفة الخمينية النجسة)..

 

والتناقض الآخر في سياسة الخميني هو موقفه الشائن من فرنس ،  البلد الذي وفر له الحماية وكل الوسائل اللازمة للانطلاق ضد الشاه ،  فعندما كان الخميني في باريس كان يمجد بفرنسا ويعبر عنها بمهد الحرية ،  وبعد أن وصل إلى سدة الحكم سلك طريق العداء معه ،  لأن فرنسا أوت المناضلين الإيرانيين الذين فرّوا من جحيم جمهوريته ،  كما أوت الذين فرّوا من جحيم الشاه من قبل ...

 

والخميني الذي أدخل الرعب في قلوب شعب إيران بقسوته التي تفوق القساوة النازية يزعم أنه سيرعب فرنسا أيضا بتهديداته الجوفاء الحمقاء وبالسب والشتائم والكلام البذيء ،  وهذا هو شأن كل متكبر جبار يحيط به أقوام جبناء ،  يوهمونه أن العالم يتحرك حسب إرادته وهواه ،  فهو لا ولن يفهم معنى الحرية والديمقراطية وسيادة الشعب على مقدراته ...  إن كل ما يعلمه المستبد الظالم هو الإسراف في القتل والتعذيب والمزيد من إراقة الدماء حتى يلامس نهايته الكئيبة التعيسة التي يعض يده عليها ويقول ياليتني مت قبل هذا وكنت تراب ...

 

وأنني عندما استمع إلى التهديدات الجوفاء الحمقاء التي يطلقها الخميني زمرته ضد دول العالم أذكر قصة تلك الفأرة التي قالت للجبل: سأرحل عنك حتى تستريح قليلا من عنائي ...  فأجابها الجبل: أيتها المسكينة أنا لم أعرف بغدوك كيف برواحك ... !!

 

ملاحظة: كتبنا هذا الفصل قبل احتلال اسرائيل للبنان بأشهر ...  هذا الاحتلال الذي راح ضحيته أكثر من ثلاثين الف قتيل من المدنيين ،  واسفر فيما بعد عن جريمة صبرا وشاتيل ،  التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة ألاف فلسطيني من سكان المخيمين المذكورين ،  وقام بهذه الجريمة إلى جانب القوات الاسرائيلية وبعض من عناصر القوات اللبنانية قوات تنتمي لحركة أمل الموالية لإيران بزعامة نبيه بري (رئيس مجلس النواب اللبناني الحالي) وارتدى أعضائها لباس الجنود الاسرائيليين ولباس عناصر حزب الكتائب اللبنانية كما أثبتت الايام فيما بعد كي يوهموا سكان المخيمات والعالم أجمع أن اسرائيل والقوات اللبنانية هم الذين قاموا بهذه الجريمة ،  وفي هذا الاجتياح ارغمت المقاومة الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات على مغادرة الاراضي اللبنانية ،  الامر الذي يثبت ما اسلفناه في هذا الفصل ان الشعب الايراني عندما اراد الوقوف إلى جانب اللبنانيين والفلسطينيين في محنتهم لدرء الهجمات الاسرائيلية ظهرت تساؤلات كثيرة عن السبب في رفض الخميني اقتراح العراق بوقف الحرب الدائرة بينهما حتى يتسنى للجيشين العراق والإيران مساعدة لبنان سوية ،  فوجه الخميني نداءا إلى الشعب الايراني يقول له فيه: لا تلهيكم الحرب الصغيرة عن الحرب الكبيرة ،  فمحاربة العراق اهم لنا بكثير من محاربة اسرائيل!!

 

 

يتبع  ...

 

د. صباح محمد سعيد الراوي

الخليج عربي وسيبقى عربيا

خليج الشهيدين السعيدين عمر بن الخطاب وصدام حسين

 

 





الاحد٢٣ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣١ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. صباح محمد سعيد الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة