شبكة ذي قار
عـاجـل










كل متتبع لوضع العراق مهما كانت خبرته السياسية لابد أن يكون قد أشر وإرتاب أو فكر وتحسب في ما الهدف من إبقاء العراق دون سلطة أيا كان نوعها ومرجعيتها؟ هذا المشهد تكرر ثلاث مرات رسميا في العراق، الأولى بين دخول قوات اإحتلال لغاية تعين قائد قوات التحالف ومن ثم بريمر كمسؤول من قبل قوات الإحتلال للحكم في العراق، ومن ثم خلال فترة تشكيل مجلس الحكم المسخ والذي اريد منه التأسيس للطائفية وإعتمادها كمنهج وفق ما مرسوم سلفا، وكان من تلك المهزلة التي بنيت على أساس إدارة الدولة شكليا من أحد أعضائه بالتناوب شهريا، وكانت الحقيقة هي تدمير المتبقي من كوادر مؤسسات الدولة وقيمها وقوانينها وأسسها وأعراف وسياقات العمل الوظيفي، وذلك بتصفية كل كادر الدولة الأساسي قبل 4/9/2003،  حيث تم عزل وإقصاء جميع موظفي الدولة لغاية مدير مدرسة في المؤسسات التعليمية، وكل مدير شعبة ورئيس قسم ومدير عام ووكلاء الوزارات والمستشارين والوزراء في الدولة العراقية، مرة بإسم إجتثاث البعث وأخرى بأنه كان متعاونا مع النظام ومؤيدا له بالنسبة لغير المرتبطين بالحزب، وهذا يعني تقويض الدولة ومؤسساتها عبر احلال بدائل أميين (الأمي هنا مقصود به عديم الخبرة والدراية بأساليب وسياقات العمل الإداري) والإستعانة بكادر أجنبي لإدارة مؤسسات الدولة كلها وبهذا ضمنت قوى الإحتلال عدة أمور:

 

1.  توزيع ضباط مخابرات من مواطنيها لإعادة هيكلة الدولة بالشكل الذي رسموه هم، وكان جميع أؤلئك المستشارين (الوزراء والمدراء الفعليين للدوائر أمريكان وقد كشفت الأيام أن 60% منهم صهاينة ومزدوجي الجنسية أمريكيه وأخرى من الكيان الصهيوني الغاصب، بحيث أتيح للكيان الصهيوني الإلمام الكامل بجميع تفاصيل الدولة وإحصاءاتها ونظمها، إضافة لتجنيد عملاء وجواسيس غير أؤلئك المرتزقة المكشوفين والمعرفين من قبل الشعب والذين ستكفل الأيام كشف رفض الشعب وإحتقلره لهم.

 

2.   تنصيب عملاء مرتبطين بدوائر المخابرات في كل دائرة ليكونوا عيونها وادواتها في تنفيذ مخططاتها، ومعرفة حتى السياقات والقيم الوظيفية السائدة في الدولة والمتوارثة شفاها وممارسة دون أن تدون بقانون أو توجيهات وظوابط مكتوبة.

 

3.  تعيين بدائل للمدراء والمدراء العموم والوزراء من القادمين معها من الخارج وغالبيتهم العظمى من المجندين لديها، وقسما كبيرا منهم ممن غادر العراق بسبب فشلهم الوظيفي أو عدم نزاهتهم وأمانتهم، أو من الموظفين المحدودي الكفاءة والخبرة عبر تقديمهم ولاءات للمحتل أو أحزاب العمالة التي جندها المحتلون عبر ما سموه تزكية من تلك الأحزاب، مما يؤدي الى تدمير الإرث الوظيفي الأخلاقي.

 

4.  لتجنيد العدد الأوسع من منتسبي الكتل والأحزاب خصوصا من تجند معها بعد دخولها العراق تم تعيين عدد كبير من الداخلين للعراق من دول الجوار أو من الذين يبحثوا عن فرص للإرتزاق عبر الفساد الإداري في أجهزة الدولة، ونتيجة لمحدودية القدرات الإدارية والفهم المسؤول لمعنى المنصب والموقع الوظيفي والجهل بصلاحيات وتفويضها وممارستها سيتفشى الفساد الإداري والمالي وبهذا يتحقق الهدف العدواني ضد شعب العراق وليس النظام لأن النظام قد إنتهى بإحتلال البلد وسقوط السلطة، وهذا يعني أن المطلوب إسقاط البلد وليس نظام الحكم.

 

كل ذلك لم يكن عملا عشوائيا بل هو مخطط ومحسوب، ومعروف النتائج بل هو مقصود لتحقيق تلك الغايات الشريرة والعدوانية، وهي تدمير الدولة والمفهوم الأخلاقي والوطني للوظيفة.

 

أذن على الخبراء الإداريين والأكادميين المتخصصين في الإدارة والإقتصاد والسياسة الادارية والاقتصاد السياسي أن يبحثوا في هذا الجانب بشكل مستفيض ليقدموا للبشرية نوعا آخر من أنواع الحرب والعدوان والتدمير الإمبريالي للدول والمجتمعات، والذي تفتقر له المكتبة الإدارية والسياسية البشرية وليست العربية فقط.

قلنا أن العراق أََبقي بقصد فترات بدون حكومة، كانت الأولى بداية الأحتلال، والثانية خلال فترة مجلس الحكم والثالثة الفترة بين 7/4/2010 أي بعد انتهاء الإنتخابات بشهر ولغاية الآن، فماهي الأهداف والغايات؟

 

·   نشر الفوضى وإسقاط القانون، وحتى الأعراف الموجودة في المجتمع بدون أن تكون تشريعات مكتوبة، أي مسخ المجتمع قيميا وقانونيا.

 

·   تلك الأجواء التي قلناها في الفقرة السابقة تهيء المناخ لنمو الجريمة والإنفلات في كل شيء ومن خلالها يبدأ تكون المافيا وتولد الجريمة المنظمة، وكان أحد أهداف تحقق ذلك صدور قانون حل الجيش والشرطة وجميع مؤسسات تطبيق سلطة القانون، كي يأمن المنحرفون العقاب والردع ومن خلال ما يتحقق لهم من ثروات يجعل غيرهم من ضعفاء النفوس والقيم ينخرطوا في سكة ودرب الانحراف والرذيلة فيتوسع الوضع الشاذ بحيث يكون وباءا مدمرا للمجتمع ومقوضا لقيمه.

 

·   في المرحلة الحالية بقى العراق منذ ثمانية أشهر ولا ندري الى متى سيستمر الوضع هكذا، المباحثات والمهاترات والمناكفات والتنازلات والتدخلات الإقليمية لتشكيل حكومة ما زال على قدم وساق ودولة الإحتلال الرسمية (أمريكا) لا تحرك ساكنا، ليس كما يدعون ويردد رئيس مخربي ولصوص العراق المالكي لتمتع حكومة العراق بالإستقلال بل لتنفيذ مخطط مرسوم وهو وصول الكتل التي تدعي تمثيل شرائح اطياف الشعب لحالة العجز، ولو إعيدت الإنتخابات عشر مرات ولم تحسم مسألة المصالحة الوطنية فعلا وإشراك كل قوى الشعب الوطنية الفاعلة وإنسحاب فعلي للغزاة المحتليين لن يصلوا لنتيجة، كل ذلك  مع وجود حكومات محلية في المحافظات نصبت على أساس مشابه لما رسموه المحتلون من إسلوب تضليلي وهو الإنتخابات! وهذا يجعل تلك الإدارات تتصرف بقوة كونها منتخبة حسب إدعائهم، مع سلطة مركزية منتهية الشرعية وفق دستورهم المتحفظ عليه من قبل كل مواطن واع ومخلص فهي ضعيفة لعدم شرعيتها، وهي ضعيفة أيضا لكونها لا تمتلك أكثرية في الإنتخابات مع تحفظي على صدقية وشرعية الإنتخابات (وهذا ليس رأي شخصي  أي شرعية وصدقية العملية السياسية والإنتخابات حيث تؤشر كل مجريات الوضع السياسي ووالتعاملات بين الكتل أنها أمر محصور بأشخاص معروفين وإن البرلمان ونوابه مجرد ديكور تجميلي لا رأي له في الشأن العراقي، بل يشاطرني إياه غالبية كبيرة من الشعب)، وهي ضعيفة لكونها لا تمتلك القرار السياسي كونها حكومة أحتلال تنفذ ما تأمر به، وهي ضعيفة لأن  الإحتلال أبقى الكيان الإنفصالي فيما يسموه إقليم كردستان يتعامل مع الدولة المركزية (الإتحادية) وكأنه دولة أخرى.

 

·   الوصول لهذا الوضع يتيح تقسيم العراق الى أقاليم لا يهم عددها حتى وإن إقتضى الأمر أن تكون كل محافظة إقليم، مما يشرعن ويبرر قيام كيان في شمال العراق يرتبط بالكيان الصهيوني ويكون حليفا له دون إثارة مواقف متزمتة من قبل دول الجوار التي يهدد وحدتها إنفصال المحافظات الكردية في شمال العراق، وهي تركيا وإيران وسوريا.

 

·   إذن الغاية والهدف هو تقسيم العراق وتدميره كوحدة سكانية وإجتماعية، وكتكوين إجتماعي متوحد بشرا وترابا، وبغية إيصال الوضع الى تلك النقطة وهو الهدف الرئيسي للإحتلال، جيشت جيوش وحشدت دول وأستؤجر كل مجرم ومنحرف في الكون من كل البلدان ومدعي اللإنتماء للأديان لينفذوا ذلك المخطط الشيطاني الإرهابي المجرم،وأنتخب أشر العراقيين وجندوا وهيأت لهم كل الإمكانات ووظفوا لينفذوا أكبر جريمة في التاريخ البشري، إنهم أشخاص معينين لا يتجاوزون المائة وظفت لهم كل وسائل الفساد والإفساد والحماية بإشراف أعتى القوى ليكونوا رأس رمح لجيش الدجال، وهذا هو التفسير الموضوعي والدقيق لطبيعة الكتل التي يرأسها من يسمون القادة اليوم في العراق، وهو سبب عدم نجاح أي تكتل في تحقيق أغلبية ولو كاذبة لتشكيل حكومة، ويدلل عليه بشكل أكبر عودة التحالفات التي بنى الغزاة والأشرار محتلوا العراق ومجرموا الحرب بزعامة الإدارات الأمريكية خصوصا في عهدي المجرمين بوش الأب والإبن وبلير، نعم عودة الإصطفافات الطائفية التي لا دين ولا مذهب ولا إنتماء فكري أو ديني أو أخلاقي أو إنساني لها بعد ظهور نتائج الإنتخابات لشرذمة البرلمان وتغيبه بالأصح والعودة بالعراق الى مربع المحاصصة التي هي أم الجرائم وفتنة الدجال، وهو ما برهن عليه تسمية كتلة العراقية التي تبنت برنامجا إدعت أنه وطني وغير طائفي ومذهبي بأنها قائمة تمثل السنة، وعودة الإئتلاف الطائفي المتناقض الى حد الرفض لبعضه للتوحد كممثل للشيعة ونحن شعب العراق بعربه وكرده وتركمانه منهم براء جميعا بلا إستثناء، ونحن شعب العراق بمسلميه ومسيحييه وصابئته ويزيديه نعلن برائتنا منهم جميعا.

 

هذا هو الهدف العدواني وهذه غاية أمريكا وشركائها الصهاينة والفرس هل وصل يا أولي الألباب. أللّهم إني قد ذََكرت عبادك المؤمنين وبلغت كل العرب والمسلمين فأشهد، وأنت خير الشاهدين.

 

 





السبت٢٢ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة