شبكة ذي قار
عـاجـل










العربية هي لغة القرآن الكريم.
ثم إنها لغة الفرزدق وجرير والفراهيدي والمتنبي وأبو تمام والمعري والدؤلي وابن مالك والكثير ممن لا حصر لهم.
وللأسماء في هذه اللغة تصاريف معروفة، كما إن لها قواعد يحسن اتباعها.


و"الكرد" و"الأكراد" و"الكردي" أسماء لقوم مسلمين، عاشوا في جوار أشقائهم العرب، وكان لنا منهم أبطالٌ حاربوا الغزاة مثل صلاح الدين الأيوبي.
ويستخدم بعض الأكراد، ممن استفاقت عنصريتهم خلف عباب الدبابات الاميركية التي قدمت لغزو العراق، إسما جديدا للدلة على تلك الإستفاقة هو "الكورد".
وهذا تصريف غير متفق عليه. وبمقدار ما يتعلق الأمر بلغتنا العربية فانها لا تقبله.


لقد ظهر هذا المصطلح الجديد للدلالة على قوم جدد. وظهر لنا منهم مَنْ يجلبون الغزاة ويحاربون معهم! وهم يستخدمون المصطلح للدلالة على عنصرية ناشئة تدعمها دبابات الغزاة، وتبررها نزعات التمايز والإنفصال.


ولستُ ممن يعارضون الإنفصال. فلو شاء "الكورد" (برضا الأكراد ورغبتهم) أن يقيموا لأنفسهم دولة مستقلة، فيا مرحبا. سأقول لهم: حلّوا عن ربنا، واغربوا عن وجوهنا، لا نريد أن نراكم بعد اليوم، ولا تطرقوا علينا الباب. وخذوا كل قاذوراتكم السياسية واللغوية وارحلوا. لا شأن لكم معنا. ولا شأن لنا معكم. وكفانا الله شركم. لقد جلبتم للعراق غزاة، وعملتم على تدمير البلد كله، وعلى تشريد أهله، وعلى قتل علمائه وشبابه، من أجل أن تقيموا دويلة صهيونية جديدة على أرضنا. فاغربوا. تريدون الإنفصال، وتريدون في الوقت نفسه، أن ندفع لكم! ترفعون علما مختلفا، ونحن الذين ندفع رواتب جيشكم! فحلّوا عن سماواتنا، وارحلوا.
أما لغتنا العربية، فهي لغتنا. وإذا شئتم استخدامها، فاكتبوا بها كما نكتب بها نحن. وإلا، فكفوا عنها عنصريتكم.


بمقدار ما يتعلق الأمر بلغة القرآن الكريم، ففيه من الذكر ما يكفي لتحريم موالاة المسلم لغير المسلم. وهو ما يجعل "الكورد" (على عكس الأكراد) قوما غير مسلمين. ومن الأفضل للإسلام ولنا ولهم أن يعلنوا إنهم صاروا يهودا، بما إن علاقتهم بالصهاينة حسنة ووثيقة ومتوطدة. على الأقل، لأن ذلك سيساهم في تطهير الإسلام، وبيت المسلمين، من عفن لا ضرورة له.


أما العربية فهي لغتنا نحن. وإذا شاء أيُّ أحدٍ أن يكتب بها، فيجب أن يحترم تصاريفها. أما أن يتخذها سبيلا لتصريف عنصريته، ويقدمها كدليل لعمالته، فهذا شأن آخر. ويجب أن يكون للدؤلي وابن مالك معه شأن آخر.


عندما تكتب بالإنجليزية، فانك تحترم قواعدها. ويتحول المرء الى مسخرة إذا كتب كلمة من قبيل شكسبير، "شوكسبير"، لمجرد إنه يريد أن يقول إنه يكره الانجليز وإنه عميل للأدب الأميركي.


إذا كانت الرغبة بالإنفصال هي ما يدفع بعض "الكورد" الى إضافة تلك "الواو" الزائدة، فسأطلب السماح بتسميتهم "كوورد"، مضيفا الى "واوهم" "واواً" أخرى أملا بالإنفصال عنهم نهائيا. وكلما زادت كراهيتهم لنا زدنا لهم "واواً" لكي يشبع "الواوية" المعاصرون من الواوات التي لا محل لها من الإعراب.
والعملاء أحرار في ما يفعلون بأنفسهم. ولكنهم ليسوا أحرارا في ما يفعلون بالبلدان التي يعيشون على أرضها. وليسوا بالتأكيد أحرارا في التصرف بلغتها، خاصة إذا لم تكن تلك اللغة لغتهم.


وثمة من الإسفاف ما لا حد له، إذ يذهب بعض "المتصرفين" من "الكورد" الى استخدام تفاعيص جديدة لا تليق إلا بمستهتر أو مجنون. ومنها القول "كوردايتهم" و"كوردائستانيون" و"كوردستان".


العربية تقول: "كرديتهم"، و"كردستانيون" و"كردستان"، فتجلس الكلمة مجلسا صحيحا. و"كرد" و"كردي" و"أكراد" و"كرديتهم" تؤدي الغرض منها تماما للدلالة على قومية مختلفة. أما "كورد" و"كوردي" و"اكرود" و"كوردايتهم" فهي تعابير يراد منها أن تدل على تعسف، وعلى نزعة تمايز عنصرية، وعلى قلة أدب أيضا في استخدام لغة الغير!


الأكراد منّا وفينا. وهم أشقاءُ دينٍ وتاريخ. أما "الكورد" فانهم قومٌ جدد، لا دين لهم، ومن غبار الغزاة ولدوا.
ونصيحتي لـ"الكورد" هي: اكتبوا بلغتكم. لا تكتبوا بلغتنا، بل ولا تتحدثوا بها أصلا. فنحن قومية أخرى وانتم تكرهوننا، وتتآمرون علينا. وشكرا على كراهيتكم. وشكرا على تآمركم. "الكوردي" الذي يريد الإنفصال، يجب أن يبدأ بالإنفصال عنّا لغويا أيضا. لا نريد أن نقرأ سخافات لغوية. أغلقوا على العربية أبوابكم. لا تكتبوا بحروفها، ولا تقرأوا القرآن. إقرأوا التوراة بدلا منه. وبلغتكم تستطيعون أن تفعلوا ما تشاؤون. لن تجدوا عربيا ولا هنديا ولا انجليزيا يضيف حرفا لمجرد الرغبة بالتعبير عن قلة الأدب.


لكل لغة نحو. وقلة الأدب ليست جزءا من النحو.

 

 





الاحد٠٩ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي الصراف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة