شبكة ذي قار
عـاجـل










 لقد بدأت الماكينة الإعلامية الأمريكية بعد هزيمة الجيش الأمريكي في فيتنام بإنتاج سلسة من الأفلام تنوعت وتغيرت ألوانها ومواضيعها ولكنها تصب في مصب واحد وهو محاولة محو آثار الهزيمة التي رسخت في عقول شعوب العالم من جهة وفي عقول الأمريكان من جهة أخرى ومن الأمثلة على هذه الأفلام مسلسل رامبو والتي حاولت جميعا إظهار الجيش الأمريكي والجندي الأمريكي وخصوصا المار ينز وكأنهم الجيش الذي لا يقهر والجندي الذي لا يقهر وفعلا تم إجراء عملية غسل دماغ متعددة الأبعاد حيث وجهت إلى الشباب الأمريكي لرفع مستوى معنوياته وجعله يصدق بان إمكانياته أعلى من مستوى البشر ومن جانب آخر تزويد أصدقاء الولايات المتحدة بشحنة كبيرة من الثقة بالجندي الأمريكي وبالجيش الأمريكي وفي نفس الوقت التأثير على معنويات كل الشعوب المعادية لتدخل الولايات المتحدة ولمعارضتها لسيطرتها على مقدرات العالم وكل ذلك طبعا يضاف إلى السبب الأساسي وهو محو آثار هزيمة فيتنام .


وفجأة توقف إنتاج كافة الأفلام والتي كانت تشكل نصف إنتاج هوليوود لسبب بسيط وهو الهزائم التي مني بها الجيش الأمريكي على يد المقاومة العراقية وظهرت حقيقة الجندي المارينز الذي لبس حفاظة الأطفال في العراق وبكي كالأطفال وما خفي كان أعظم ,وبعد انتهاء الاشتباك نسبيا نتيجة انسحاب الجيش الأمريكي من المدن كان على جهابذة البنتاغون إعادة التفكير باستخدام الماكينة الإعلامية وخصوصا أفلام هوليوود مرة ثانية ,حيث لا يمكن ترك هذه الآفة التي قامت بدورها في خداع العالم مرة ثانية ومن الطبيعي أن لا يكون استخدامها بنفس الطريقة والأسلوب الذي أصبح مدار للتندر وعليه يبدو إنها استحدثت أسلوب جديد حاولت فيه تجاوز طرح الأفكار الرامبوية بصورة مباشرة من خلال الالتفاف على الأسلوب القديم وفي نفس الوقت الاستمرار في تسويق الأمريكي كفرد وكشعب وكسلطة ,تسويقهم كأبطال والاهم تسويقهم كممثلين للعدالة.ويمكن تأشير بعض أهداف هذا الأسلوب وكما يلي:_


1_الالتفاف على انتصارات الشعوب من خلال سرقة هذه الانتصارات بصورة غير مباشرة .
2_تبرير خسارة الماكينة العسكرية الأمريكية المرعبة على أيدي أناس(متخلفين وبدائيين).                                                                                 
3_تبرير خطأ احتلال الولايات المتحدة للدول ,على انه خطأ فردي من احد القادة أو الرؤساء أو تأثير الشركات الاحتكارية الجشعة, وليس عمل إجرامي قامت به الولايات المتحدة بكل مؤسساتها الرسمية والشعبية . 


وأخيرا لا بد أن ألخص فكرة الفلم ليظهر مدى صواب التحليل الذي ذكرته حيث إن الفلم عبارة عن قصة خيالية تحدث في الفضاء الخارجي من النوع الذي يستهوي الشباب حيث تحتل إحدى الفرق العسكرية احد الكواكب التي يسكنها شعب متخلف بدائي يؤمن ببعض الخرافات من اجل استخراج مادة شبيهة بالماس غالية الثمن لصالح إحدى الشركات الجشعة ويصادف أن تكون الأرض التي يسكنها هذا الشعب في إحدى الغابات تحتوي على منجم هذا المعدن النفيس ومن اجل ترحيلهم تقوم مجموعة من العلماء بجلب بعض أجساد هؤلاء وإدخال أو نقل روح وعقل بعض الأمريكان إلى هذه الأجساد ليتسنى لهم مخاطبة هذا الشعب من اجل إقناعهم بترك تلك الغابة إلى مكان آخر وعند رفضهم يقوم القائد العسكري باكتساح تلك المدينة وتهديمها وقتل السكان من اجل ترحيلهم ولكن الأشخاص الذين تم تحويلهم من أمريكان إلى أجساد هذا العنصر والذي كان احدهم جندي متقاعد من جنود المارينز  ومقعد على الكرسي المتحرك, وبعد أن يغرم بابنة ملك هؤلاء القوم ينقلب على الأمريكان ويقوم بمساعدة بعض الأمريكان الشرفاء, بقيادة هذا الشعب الأعزل المتخلف ليحقق النصر ويقتل قائد الجيش ويرحل الباقين إلى الأرض.        


ففكرة الفلم الرئيسية والهدف منها هو إن انتصارات الآخرين على الجيش الأمريكي لو حدثت ,لا يمكن أن تتم إلا بعقول وبإرادة أمريكية حتى لو كانت أجسادهم ليس أمريكية , فالمهم عقولهم وإرادتهم ,وان أي خطأ قد يرتكبه قائد أمريكي لا يمكن أن يستمر حيث إن الأمريكان أنفسهم سيصلحون هذا الخطأ وبالتالي فان أي نصر للآخرين لا يسجل لهم بل للأمريكان أو لأفراد محسوبين بطريقة أو بأخرى عليهم .                       

                    
كمشاهد أقول بان الفلم لا يمكن أن يرتقي إلى مصاف الأفلام التي يمكن أن تنال جوائز الأوسكار إلا إذا أريد لها ذلك من قبل من يتحكم  بهوليوود ,ولكن موضوع تسويق الأفكار التي يريدها البنتاجون تفرض تسويقه وأفضل طريقة للتسويق هي جوائز الأوسكار كما هو معلوم وهي اسلم وأسهل طريقة لإيصال هذه الأفكار ولكن بأسلوب حديث ,ومن المؤكد سنرى الكثير من هذا النموذج في السنوات القادمة ,ولكن الملفت للنظر إن بعض الصحف الأمريكية قد ذكرت بان المشاهد الأمريكي قد فهم الرسالة معكوسة حيث انه فهمها على انه يمثل هزيمة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق .     

 

 





الاربعاء٠٢ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو محمد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة