شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7
صدق الله العظيم

 

شتان بين ما يسمى ( بالانتفاضة الشعبانية ) عام 1991 وانتفاضة شعبنا في الجنوب التي انطلقت شرارتها من البصرة الفيحاء لتمتد إلى محافظات أخرى حتى تعم مدن العراق كأنه عندما تتطور أهدافها لتخرج من إطار الهدف الضيق المشروع إلى الهدف الأسمى وهو بداية الثورة العارمة ضد وجود الغزاة وأذنابهم ... نقول شتان بين هذه وتلك فما سمي بالانتفاضة الشعبانية التي طبل لها أعداء العراق كانت في أهدافها وأدواتها تآمرية ومتآمرون وتعد من وجهة نظر القانون والدستور خيانة عظمى لأنها جاءت متزامنة مع حرب العدوان الثلاثيني الذي قادته أمريكا ومن تحالف معها من دول الغرب المستعمر والصهيونية العالمية حيث قامت إيران الشر بتحريك عملائها ومجاميع حرسها بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت وما أصابه من ضرر كبير جراء القصف الهمجي لغربان الشر الأمريكية والبريطانية وعاث هؤلاء في مدن العراق فسادا من قتل وحرق لمؤسسات الدولة ومنشاءاتها الحيوية فكان من واجب القيادة العراقية حين ذاك مواجهة هؤلاء الخونة وإنزال القصاص العادل بهم وتطهير المدن من بقاياهم أما انتفاضة شعبنا اليوم فهي تعبير بسيط عن حقوقهم المشروعة وهي أي الانتفاضة كانت ذات طابع سلمي في حين كان رد جلاوزة حكام المنطقة الخضراء باستخدام القوة غير المبررة خصوصا وان هذه الحكومة تعتبر نفسها ديمقراطية وثبتت ضمن دستورها حق المواطن في التعبير السلمي عن ما يعتبره تقصيرا وهضما لحقوقه المشروعة والمواطن العراقي يجد نفسه مرغما على إظهار غضبه وانفعالاته النفسية بسبب الظلم الاجتماعي والاقتصادي والنفسي والصحي الواقع عليه وهو يرى خيرات بلاده تسرق عيانا جهارا أمام عينه دون أن يرى جزءا يسيرا من عوائده النفطية التي يجري سحبها دون رقيب إلى الشركات الأمريكية والصهيونية والتجاوزات الإيرانية والكويتية على حقوله النفطية وهو أيضا يجد نفسه أمام الوعود الكاذبة التي أطلقها من يسمون أنفسهم بالمعارضة التي كانت تتآمر على الشعب ونظامه الوطني السابق في تحقيق الرفاه الاجتماعي ولسبع سنين خلت لم يجني هذا الشعب سوى الدمار والتشريد والأمراض الخطيرة التي خلفها المحتل نتيجة استخدامه للأسلحة المحرمة دوليا .

 

واليوم يجد المواطن ابن الجنوب الأصيل نفسه أمام هكذا نتائج وحال مزري أن يبدي اعترافه بخطأ ارتكبه ولو بالأمنية بسبب جور الحصار الظالم الذي فرض على العراق لمدة ثلاثة عشرة عاما افقد البعض صوابه وكذلك أفعال الأحزاب العميلة التي صورت لهذا المواطن فسحة الأحلام الوردية لحياة أفضل لأكنها على حساب الكرامة فلم يجني ابن الجنوب أي شيء من الوعود خصوصا وان حكام العراق الحاليون لعبوا بورقة الطائفية والتعصب للمذهب فإذا كان مطلب توفير الخدمات والكهرباء مهما فهو لا يعد إلا مفردة من احتياجات المواطن المشروعة فهو يفقد أهم ميزة كانت متوفرة له في زمن النظام الوطني السابق وهي نعمة الأمن والأمان ورغيف الخبز الكريم واحترام إنسانية الإنسان ولو لم يكن كذلك لما قاتل أهل الجنوب العدوانيين من فرس وأمريكان وبريطانيين ببسالة وقدموا التضحيات السخية في سبيل كرامة العراق وأهله والشيء المميز اليوم في ابن الجنوب الأصيل هو ترحمه على ( النظام السابق ) وشتم الحكومة الحالية ونعتها باخس الألفاظ دون خوف أو تردد ... لذلك فان حالة التعبير عن السخط الشديد لأبناء العراق من شماله إلى جنوبه تبقى مشروعة ويجب أن تتطور لتأخذ إطار الانتفاضة الشعبية العارمة ضد المحتل وأدواته لأنهم السبب في كل مآسي الشعب وحرمانه من ابسط حقوقه في حياة حرة كريمة وان يعتبر قضية الخدمات بداية التحول النوعي في المطالبة بالحقوق المشروعة وهي حرية واستقلال العراق ورفض العملية السياسية المخابراتية ولتكون هذه الانتفاضة رسالة إلى كل من يحاول النيل من شعب العراق وأرضه وخيراته وليتوحد شعب العراق بكل أطيافه ودياناته تحت راية واحدة لطرد المحتلين وأذنابهم { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }الشعراء227

 


رابطة أهل الحق
بقلم / نصير الشيخ

 

 





الثلاثاء٢٤ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نصير الشيخ نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة