شبكة ذي قار
عـاجـل










بغداد المنصور التي احاطوها بجدران الاسمنت العالية محولين طرقا كثيرة فيها الى ما يشبه الانفاق التي حجزت وقطعت احياء ومناطق بعضها  . دجلة تبكي دما والما من فرط تعاقب الغرباء والقساة عليه . قسوة الاحتلالين الامريكي-الفارسي وقسوة الاغراب والعملاء اللذين اشعلوا فيها الحرب الطائفية . فصارت دجلة الخير(تختنق) من العتب وجثث المغدورين المجهولة والغضب .  ان المحتلين الامريكان واحفاد العلقمي يعملون على محو الذاكرة الثقافية والوطنية والجماعية  وتدمير الروح الوطنية والعروبية لاهل بغداد المستندة على البناء الحضاري والثقافي والانساني والاجتماعي المشترك . حاملين (معاول الحقد والدمار والكراهية) لتدمير الانجازات الفنية والثقافية والحضارية العامة والجداريات والنصب العراقية التذكارية التي صاغتها ايادي الفنانين العراقيين المبدعيين في حقبات زمنية مختلفة من تاريخنا المعاصر(مستكملين مسيرة الخراب والتدمير الشامل التي دشنها المحتلون في ٩-٤-٢٠٠٣ لتدمير وحرق والاجهاز على كل ما يمت بصلة بحزب البعث العربي الاشتراكي وتجربته الوطنية والقومية والحضارية في العراق .  ان كرامة الانسان العراقي تنتهك في كل ساعة مرات عديدة عبر ادوات سياسية وعسكرية وامنية في السجون السرية التي تتوزع في ارجاء العراق وتعلن حكومة المالكي بوجود(قضاء عراقي نزيه ومستقل يتولى ملفات هؤلاء المعتقلين  واماكن سجنهم سريةكانت ام علنية)!! .

 

ولم يظهر احد من هؤلاء القضاة النزيهين للدفاع عن انفسهم ضد اخطر تهمة توجه اليهم بالتستر على سجون سرية لمعتقلين عراقيين تعرضوا لشتى انواع التعذيب النفسي  والجسدي .  ومنذ تولي المالكي وحكومته تحاكم قادة النظام العراقي الشرعي السابق ورجالات حزب البعث القائد لاحداث مضى عليها اكثر من ٢٠ عام .  دون ان تكون لهم الية او سلطة او رغبة بالتحقيق في جرائم ضد الانسانية حدثت قبل ٢٠ يوما او حتى قبل ٢٠ ساعة .

 

ان حزب الدعوة ومنذ عام ٢٠٠٦ بدأ في (بغداد)بعملية تعمل على تغيير طابعها الديموغرافي المتوازن تأريخيأ مستنديين على الخطة التي وضعها ديفيد باتريوس والتي اسماها(الاندفاعة) متمثلة اجراء التطهيرات السياسية والتهجير الطائفي العريض والقتل العشوائي المذهبي  .  .  . 

 

لقد تباهى المالكي الذي حول جنوب العراق الى قواعد مسلحة للمنغولية المذهبية والركن الاساسي لقواته الخاصة! . امام حزبه والشارع العراقي بانه حقق الامن والاستقرار في العراق ضمن شعار دولة القانون وعلى (جثث الالاف من ابناء الشعب العراقي الملقاة في الاحياء السكنية والشوارع والمجاري وقاع نهر دجلة حتى صارت هذه الجثث غذاءا اساسيا للاسماك بعد ان كان العراقيون يتغذون عليها! .  وفي ظل تقسيم بشع جرى تثبيت مئات الجدران والاسوار الكونكريتية العالية ابرزها اسوار الاعظمية والسيدية والدورة .

 

علما ان التوزيع السكاني بعد هذه العملية البغيضة اصبحت معروفة لدى الهيئات والمنظمات الدولية والاكاديمية وبالاخص الامريكية التي درست ذلك بالجداول المروعة! .  فالمالكي وحزبه ذو الصناعة الفارسية يعمل على تحقيق التكوين الجديد لبغداد والسيطرة عليها والقتال حتى الرمق الاخير كما يقول في مجالسه الخاصة! . لقد تحول العراق بفضل الاحتلال الامريكي واذنابه من (لاعبآ اساسيآ)في منطقة الشرق الاوسط الى (ملعبا وساحة للاجندات الفارسية والغربية) .  . 

 

ان خطة (الاندفاعة) قد فشلت بفضل اهل بغداد الكرام النشامى ومقاومتها الوطنية والقومية والاسلامية الباسلة . بانها قادرة على النمو المتسارع في اتجاه تغيير حالتها نحو الافضل واستعادة هويتها الوطنية والعروبية والعلمانية والقومية المعروفة وتوقها الحضاري بالحفاظ على توازنها التأريخي واعتدالها وانفتاحها وعروبتها واسلاميتها وذات ديمقراطية عميقة .  رافضة التقسيم القسري الطائفي . فانها (تعاند من اجل الاندماج والتوحد)نافضةعن كاهلها غبارالطائفية والعرقية والانحيازات القهرية الفكرية المتآكلة . بانها مدينة العراق  الواحد الصامد الصابر المحتسب المجاهد التي بناها(المنصور) واعزها الشهيد (صدام حسين رحمه الله) قادرة على الخلق والابداع والبناء والنهوض ومقاومة الاحتلالين الامريكي-الفارسي  . رافضة تدخل الغرباء والعملاء والاراذل في الفكر والسياسة والاجتماع والدين والتخلي عنهم ومقاومتهم وحتى الرمق الاخير . 

 

وانها ليست مدينة هامشية في تاريخ العرب و مصيرهم  .  فمصيرها سيرسم بعض مستقبلهم . وانها لن تتفق مع الظالم وان استند وجاء خلف الدبابات الامريكية .  ولن تتمثل مع الظلم وان ادعى بانه من صلب التاريخ! .  فحزب المالكي وحكومته يلفظان انفاسهم الاخيرة بانهم(فاسدون وعملاء وقطاع طرق يتصارعون فيما بينهم ومتسلطون –وطائفيون-متعصبون)فهؤلاء ينامون خلف اسوار المنطقة الخضراء التي حجبت عن انظارهم اطنان النفايات المنتشرة في بغداد التي يواصل رجالها المرابطون الدق على رؤوسهم العفنة بالصواريخ واللذين (جندلوا) المحتلين الامريكان الالاف من خيرة جنودهم ومرتزقتهم وكشفوا عن عورات اسلحتهم المهانه واستخباراتهم  وسمعتهم امام العالم .  .  .  .  .

 

حسين الربيعي / العراق - البصرة





الاثنين٢٣ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة