شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ اقرار الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، اصبحت دساتير وقوانين الدول لا تتعارض مع مبادئ هذا الاعلان، ونصت جميعها على وجوب احترام حقوق الانسان، الا انها تفاوتت في احترام هذه الحقوق وتطبيقها طبقا لطبيعة النظام المطبق في هذه الدولة او تلك ،ومع ذلك استخدم موضوع حقوق الانسان اداة بيد الدول الاستعمارية لاستهداف الدول التي تعارض مصالح وسياسات تلك الدول ، ولو اخذنا العراق قبل الاحتلال نموذجا، لعرفنا ان حقوق الانسان وسيلة بيد تلك الدول للعدوان والاستهداف.


ففي تسعينات القرن الماضي لم تترك الدول الاستعمارية وسيلة الا واستخدمتها لمعاقبة العراق بحجة انتهاكه لحقوق الانسان ، ومنها تعيين مقرر خاص لحقوق الانسان كانت له الحرية الكاملة في رفع تقارير قد لا تطابق الواقع، الا انها كانت وسيلة لاستصدار قرارات اممية لتشديد الحصار على العراق، وقد تم سحب هذا المقرر الخاص فور دخول قوات الاحتلال بغداد لانتفاء الحاجة اليه كما يدعون، فالإنسان العراقي ( تمتع بكامل حقوقه في ظل الديمقراطية المستوردة عبر الدبابة الامريكية)، ولا حاجة لمقرر خاص يراقب تطبيق هذه الحقوق، فلقد اصبح (دعاة حقوق الانسان) من يحكم العراق.


كل الدلائل تشير ان العراق في ظل الاحتلال وحكوماته الاربعة هو احوج ما يكون اليوم لأكثر من مقرر خاص لحقوق الانسان ،حيث الانتهاكات المزعومة قبل الاحتلال لا تساوي نقطة في بحر الانتهاكات المرتكبة اليوم، فالسجون السرية التي اكتشفت منذ بداية الاحتلال من قبل ( حماة جقوق الانسان )،واساليب التعذيب التي يكشف عنها المعتقلون في تلك السجون كافية للدول الاستعمارية لإعلان الحرب على العراق الحالي لو كان هدفهم الانسان وحماية حقوقه، غير انهم وازلامهم من يحكمون العراق وينتهكون حقوق شعبه.


لقد اقر مجلس حقوق الانسان بتاريخ 1162010 تقرير الفريق العامل المعني بالاستعراض الدوري الشامل المقدّم بخصوص حقوق الإنسان في العراق في دورته الرابعة عشرة، التي اختتمت أعمالها في جنيف بتأريخ 18/6/2010، ويأتي هذا الإقرار استكمالا لاستعراض حالة حقوق الإنسان في العراق التي جرت بتأريخ 16/شباط/2010.


ويعتبر إقرار التقرير توثيقا لإدانة دولية واسعة لممارسات حكومة الاحتلال الرابعة بحق الانسان حيث طالب المجلس هذه الحكومة بتحقيق اكثر من 176 مطلبا على ليكون العراق في مستوى الدول التي تحترم حقوق الانسان، ولا ندري هل اختلف الانسان العراقي قبل الاحتلال عن الانسان بعده لكي يصمت دعاة حقوق الانسان عن هذه الانتهاكات ،فيما اقاموا الدنيا ولم يقعدوها عن انتهاكات مزعومة قبل الاحتلال.


ان ذلك يعتبر وصمة عار في سجل المتباكين على حقوق الانسان في العالم الثالث ،ودليل فاضح على عدم ايمانهم بالإنسان وحقوقه، واستعمال ذلك وسيلة للعدوان على الدول المعارضة لسياستها واستهدافها.

 

 





الاحد٢٢ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زياد المنجد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة