شبكة ذي قار
عـاجـل










ان عدوان حلف الارهاب والبغي بزعامة امريكا على العراق واحتلاله يمثل استباحة للقانون الدولي ومواثيق الامم المتحدة، بكل ما في الكلمة من معنى، وهذا ليس اكتشافا مني وكل العالم بما فيه الغزاة انفسهم يقروا بذلك، وحاولوا تبريره باكاذيب تفضح نفسها بنفسها، ولكن الشيء الجديد والعجيب في ذلك هو عدم ادانته من قبل المجتمع الدولي، رغم مرور فترة طويلة على الجريمة، لابل تعدى ذلك وهو انصياع المجتمع الدولي لمنطق القوة الغاشمة والاستلام لها كامر واقع وعدم المطالبة بانهائه وتحميل دول العدوان مسؤلياتها القانونية لما ترتب عليه ومن جرائه، واكتفت الهيئة الدولية للامم المتحدة بان اعتبرت امريكا وحلفائها دول احتلال، وانصاع لامرها بان خولها كقوة احتلال الاشراف على تنفيذ البند السابع من قرار مجلس الامن الذي فرضته هي على المجلس، وهذا يشكل سابقة خطيرة في التعامل الدولي، ويؤسس لنظام منحرف وخطير لا يتطابق مع قوانين العالم التي قامت على اساسها المنظمة الدولية، التي اريد بها وضع اسس لعلاقات دولية سليمة تدعم الامن والسلم العالمي، وترمي لانشاء نظام دولي قائم على احترام الشرعية الدولية والتعامل بين الدول الاعضاء، وكذلك لم يدين المجتمع الدولي الرسمي وهيئاته ومنظماته قتل وتجويع واستهداف المدنيين المتعمد وانتهاك حقوق الاسرى وانتهاك كرامة الانسان من اجل اذلاله واخضاعه بالعدوان عليه، وصل الى حد الاستهتار بشرائع السماء والارض، والاعتداء على الاسرى جسديا جنسيا ونشر الامراض القاتلة بينهم من خلال العلاجات المقدمة للسجناء والاسرى، وصلت لحد القتل، وما كشف من جرائم في ابو غريب وبوكا والسجون الامريكية والبريطانية الا شيء من اشياء، لو كشفت كاملة لكانت فضيحة للجنس البشري كله، ولاثبت ان وحوش الغاب اكثر تحضرا ورحمة من هؤلاء العنصريين الفاشست ومحترفي الجريمة والارهاب، وما القتل الفعلي للاسرى عبر ما اسموه محاكمات هي مسرحيات معروفة النتائج والقرارات سلفا، تعبر عن الانحطاط الاخلاقي والاستهتار بمعاهدات جنيف بشأن اسرى الحرب، واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا وخاصة الملوثة للبيئة وذات الامتداد الاجرامي الطويل، والذي سيلحق اضرارا ومخاطر بكل كائن حي في منطقة واسعة من العالم تمتد لاجيال طويلة وتشمل الاجنة للانسان والحيوان والنبات، وهذه احدى كبرى جرائمهم ضد الحياة عموما وضد الانسانية، وهو الذي فتح الباب واسعا امام استخدام هذه الوسائل وارتكاب تلك الجرائم من قبل حكومة المالكي في سجونها السرية والعلنية وما جرى في سجون الجادرية والمثنى والرصافة وغيرها، من جرائم شنيعة في اساليبها ووضيعة في سلوكها، وصلت الى حد تقشعر منه الابدان وتشيب من هولها الصبيان ويسعد لفجورها الشيطان، حتى بات المؤمن يحتار من تلبس بمن هل هؤلاء تلبسهم الشيطان ام هم تلبسوا فيه وزادوا عليه كفرا وعتوا، فعلا يستحق المالكي وحزب الشيطان الدعوة بما قدم من خدمات للاحتلال بكل اطرافه امريكية وصهيونية وفارسية أن يجدد له، لأن ما فعله يعجز اعتى المجرمين أن يفعله، فاين القانون الدولي وما هي اجراءات محكمة الجنايات الدولية ومحكمة لاهاي؟

 

سيظل قرار مجلس الامن الصادر عام 1990بفرض الحصار الشامل على شعب العراق، والذي تضمن الغذاء والدواء ومستلزمات الحياة البشرية كاملة بما فيها مستلزمات الصحة والعلاج كاكياس نقل الدم والاجهزة والمعدات الطبية، ومستلزمات الامومة والطفولة بما فيها أجهزة الولادة والخديج من الاطفال المولدين قبل اكتمال فترات الحمل وعلاجات الاطفال الاساسية وعلاجات الامهات واللقاحات وحليب الاطفال، وكذلك مستلزمات التعليم والدراسة ومتطلباتها كالاقلام والحقائب والملابس وغيرها، ومنع دخول المصادر العلمية ووسائل التعليم الحديث كاجهزة الحاسوب وغيرها، والادوات الاحتياطية لمشاريع انتاج الطاقة وتنقية مياه الشرب ومكافحة الاوبئة، جرى كل ذلك وما من معمل او مصنع في العراق بما فيها معامل حليب الاطفال ومعملي الورق ومصنعي الدواء واللقاحات كانت قد تعرضت للتدمير عبر القصف الجوي والصاروخي الوحشي، (احس اني اعتدي على الوحوش بهذا التشبيه) لحلف الاشرار بزعامة امريكا الجوي والصاروخي بزعامة الادارة الامريكية والبريطانية وحلفائهم، ماذا يمثل هذا العمل العدواني القذر في القانون الدولي؟ أليس حرب ابادة جماعية وقتل جماعي؟

 

 وعادت امريكا لتستغل ذلك (سياسة التجويع للانسان بغية اخضاعة وامتهانه) بعد احتلالها للعراق، حيث عطلت كل مؤسسات الدولة عن العمل وغلقت كل المنافذ الحدودية التي يمكن ان يدخل منها الغذاء والحاجات الاخرى الا الحدود مع ايران!، وهذا دليل اخر على التنسيق والاتفاق المسبق بين حكومة ايران وحلف العدوان الشرير، والذي اتاح المجال بتقصد واضح في ان توجه كافة المعدات والمكائن وموجودات المعامل والمصانع وكل موجودات الدولة العراقية بما فيها معدات شركات تنفيذ الاعمال الانشائية ومشاريع التنمية مثل شركات ورارات الاسكان والاعمار والري والمواصلات والنفط وموجودات مخازن وزارة الزراعة والتجارة والوزارات الاخرى التي تم نهبها وتهريبها الى ايران من قبل تلك المليشيات والاحزاب الايرانية القيادات والمنهج والعراقية الساحة والاتباع، فقد اشرت الفترة اللاحقة للاحتلال وبعد دعوة وزارات الدولة للدوام اختفاء كل موجودات تلك الوزارات والدوائر والشركات والمؤسسات التابعة لها، لحد تفكيك هياكل الابنية والمعامل والمصانع واختفائها كالجسور الناقلة داخل المعامل الصناعية والرافعات الداخلية ومخازن الادوات الاحتياطية حتى عجلات النقل البري (باصات وسيارات) الجماعي والفردي لدوائر الدولة هربت الى ايران.

 

 لقد توقفت ولفترة طويلة بعد الاحتلال كل دوائر الدولة بما فيها دوائر وزارة التجارة ونهبت موجوداتها من قبل مليشيا وعصابات الحكيم والمالكي والجعفري ورهطهم المشين (احزاب ايران)، وتوقف العمل التجاري في الاسواق، ولولا ان الحكومة الوطنية قد تحسبت لذلك، فجهزت كل عائلة بمستلزمات المعيشة لفترة ستة اشهر قبل العدوان، واعتبرتها خزينا وطنيا وعائليا في نفس الوقت، لكانت مأساة لم تمر بها حتى شعوب جنوب شرقي افريقيا في مواسم الجفاف، فما هي اجراءات المؤسسات القانونية في هيئة الامم المتحدة ومحاكمها من هذه الجرائم؟ ومن المسؤول عن اعادة وتعويض موجودات الدولة العراقية والشعب العراقي؟

 

ان الاعتداء على الاسرى جسديا واعدامهم وقتلهم في المعتقلات اسس اضافة للاساليب الدونية التي دخلت للعراق مع دخول مرتزقة حكومة ايران المنحرفة، كاستخدام معدات قطع الحديد والخشب في تعذيب الانسان (الدريل والمنشار والادوات الحادة) والاعتداءات الجنسية على الرجال علنا، وبدون رادع ديني وخشية من غضب الله، الذي جعل عقوبة اللواط اربعة اضعاف عقوبة الكفر بتوحيده كما جاء في معاقبته لقوم لوط ، واجبار الرجال بالاعتراف بقيامهم باعمال لم يفعلوها بتهديدهم باغتصاب نسائهم امامهم، هذا اسس لنشوء انواع جديدة من اساليب القهر للانسان تجاوزت كثيرا ما فعله نيرون وهتلر في الحروب، والقتل الجماعي لسكان القرى والبلدات العراقية، الذي انتهجته قوات الاحتلال بعدوانيتها المتوحشة على الشعب العراقي، حتى كانت تستهدف التجمعات في مراسيم زواج او وفاة أحد منهم بالاغارة على تلك التجمعات وقتل الناس فيها خصوصا القوات الامريكية والبريطانية، هذا اسس لمنهج تقفته حكومات الاحتلال التي شكلها من مرتزقته في اعتمادها ذات المنهج والاسلوب بالتعامل مع ابناء شعب العراق، خصوصا حكومة المالكي وما مجازر قرية الزرقة في كربلاء والمدائن وقرية الدويجات في ميسان والبوصيفي والبوشاهين وابي غريب والقائم وسنجار والحمدانية والصينية وبرطلة وقري ومدن كركوك وديالى والبصرة وذي قار وأم الشهداء فلوجة البطولة، كل ذلك ادى لتدهور خطير بالحياة كلها وحقوق الانسان وامتهانه وعدم احترام حياته وحرماته من قبل الحكومات العميلة،وادى الى ظهور وولادة منهج لا اخلاقي واعتبره الاحتلال وعملائه امرا مشروعا، فاسسوا بذلك قانونا جديدا في التعامل مع الشعوب المحتلة مناقضا لقوانين المجتمع الدولي ومنظماته، فاين قوانين المجتمع الدولي وقيمه الانسانية؟ ألم تمتهن ويهان المجتمع الدولي باجمعه؟ فان لم ينتخي العالم لما ارتكب بحق العراقيين، أفلا ينتخي لنفسه ويدين من مرغوا قيمه وقوانينه بالافعال المشينة؟

 

ان ما ارتكبته القوات الامريكية والريطانية ومرتزقتها ممن جندتهم واسمتهم المعارضة العراقية والذين لا تتجاوز اعدادهم المئات من المنحرفين واللصوص والفاسدين ومولتهم ليجندوا العراقيين ليشكلوا من الجميع ما سمي بالمليشيات والتأسيس للفتنة والحرب الاهلية، وهي عصابات انشأت لاجل تكوين مافيا في المنطقة العربية وجيش لحروب الفتنة التي خطط الامريكان والصهاينة على احداثها في كل منطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي، التي بقي الجانب الاخلاقي والقيمي راسخا في مجتمعاتها بحكم الفطرة الربانية والدين، ويشكل هذا العمل الخسيس ردة في حياة البشرية يؤسس لانحراف خطير عن القيم الربانية والدينية الى درجة الكفر، وانحراف عن المواطنة لحد الخيانة العظمى والتدمير الانساني والقيمي لحد السقوط ، اما تجنيد محترفي الجريمة واللصوصية ومرتزقة الحرب الدوليين ممن ادخلتهم معها وشكلتهم جيوشا للجريمة والارهاب واسمتهم الشركات الامنية، وهي تعرف كل شيء عنهم انهم منتسبي مافيا المخدرات والسلاح والتجارة السوداء بكل انواع الرذيلة التجارة بالانسان وجسده كاملا ومجزأ وبغسيل الاموال القذرة والدعارة وغيرها من الموبقات، وهؤلاء والمنظمات السرية التي تديرهم (الماسونية والصهيونية وحكومة دولة مالطا وغيرها) يشكلوا اكبر ارهاب وتهديد للامن والسلم العالمي حاليا ومستقبلا وتعاقدت معهم على الحرب معها في حربها العدوانية على الانسانية وتاريخها وقيمها الدينية والاخلاقية مقابل صفقات كبيرة من الاموال، (ان الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون) [ الأنفال : 36 ]. ، فاين العالم الذي يدعي انه يشن حربا على الارهاب من هذا الارهاب الرسمي والذي تقوده الدول الكبرى؟ وما هي مهام محكمتي الجنايات ولاهاي ان لم تكن محاكمة مرتكبي هذه الجرائم بوش دبل يو وبلير واداراتهما ومن تحالف معهم؟

 

 





السبت٢١ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة