شبكة ذي قار
عـاجـل










صدر مؤخراً كتاب سياسي عن دار نجيب الريس في بيروت للأستاذ غسان شربل رئيس تحرير جريدة الحياة اللبنانية وقد جاء الكتاب تحت عنوان: ( العراق من حرب إلى حرب .. صدام مر من هنا ).

 

يعتمد شربل في وقائعه على أربعة شهود هم كما جاؤوا في محتوى الكتاب.

قمنا بالرد على الكتاب وما جاء فيه من افتراءات الشهود.

نورد هنا مقدمة كتابنا الذي جاء بعنوان : صدام مر من هناك .. صدام لم يمر من هنا

 

حمدان حمدان

 

صدام مر من هناك .. رداً على شربل في كتابه

صدام مر من هنا

 

لتحميل النسخة الكاملة من الكتاب

اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــا

المحتوى

تقديم

ص 1

   

جولة عشوائية مع شربل

ص 4

   

الفصل الأول : قصة البعث الذي خطفه صدام مع حازم جواد

ص 28

   

الفصل الثاني : الحزب الذي صار عشيرة مع صلاح عمر العلي

ص 49

   

الفصل الثالث : شهادة من جنرال مع الفريق أول الركن نزار الخزرجي

ص 76

   

الفصل الرابع : تحرير لا احتلال مع أحمد الجلبي

ص 127

   

الفصل الخامس : ملاحق شربل في مسيرة صدام مع حامد الجبوري وعلي السعدي

ص 199

   

خاتمة : في وقفة عز مع الشهيد صدام

ص 222

   

مراجع الكتاب

ص 234

   

فهرس الأسماء

ص 237

 

 

تقديم

ثمة ما يوحي في العنوان الفرعي لكتاب الأستاذ شربل (صدام مر من هنا) بارتباط بين حروب وحروب، الحرب الأهلية اللبنانية وحروب العراق... تم إرداف شعارات الحرب الأهلية اللبنانية المكتوبة بخط رديء فوق جدران الشوارع المهدمة والمحترقة تفوح منها رائحة الموت في عموم لبنان.. هكذا يحب الناقد جورج جحا أن يقارن.. ويتابع :

(من هذه الشعارات ما كان يحمل أسماء حركية مفجعة وناطقة بوضوح قتل وقتال : أبو الموت مر من هنا... أبو الليل مر من هنا... أبو الجماجم مر من هنا... ترى هل نحن بحاجة إلى مزيد من الشرح لوضع هذا البلد العربي المعذب؟!).

 

عنوان الكتاب، كلمة كان أو جملة، بخط عريض أو بخط أصغر تحته.... إنما يشير إلى حلقة مركزية يدور حولها النص، فالعراق من حربٍ إلى حرب، قد يكون الأقرب إلى الفهم والاستيعاب، صدام مر من هنا تجريدي، رمزي وتشبيهي.. يحق للناقد أن يحمّله ما يشاء من المقاربات والمعاني الأقرب إلى الالتقاط الملموس... التأويلات المتولدة من الاعتماد على (البيان) مفتوحة، لأنها أولاً تهرب من البرهان، ولأنها ثانياً لا تملك الحجج المنطقية بالمعنى الارسطوي للدلالة على صحتها، ولأنها ثالثاً فقهية – قياسية، يمكنها أن تضع لبنان محل العراق، فيما التشبيه لا يمتلك عنصراً واحداً من عناصر القياس في حالة على حالة وشرط على شرط وظرف على ظرف بل وزمان على زمان.

 

كيف لحالة الحرب الأهلية اللبنانية أن تتماهى في شيء مع الحالة المستقرة في ثلاثين عاماً من نظام صدام حسين في العراق... فإذا كان العامل الخارجي - وسوف نشرحه تفصيلاً، كل حالة بحالها -هو المعطل للاستقرار، فانه ليس حرباً أهلية، فالصغائر من المؤامرات الداخلية على يد أنفار، تدور في إطار صراع مجتمعي وليس حرباً أهلية، فما يجاور الحرب الأهلية أو مماثلاتها، جرى بعد الاحتلال وليس قبله، أما حروب الجنوب والأنفال، فهي حروب خارجية بأدوات مختلطة، إيرانية، وعراقية إيرانية، ثم أمريكية، كل واحدة لها واقع في التاريخ، ليس ثمة واقعة دون أسباب سابقة ونتائج لاحقة... وما جرى في العراق ليس منزهاً عن الخارج ولا هو مجرد ولع في مغامرة شخصية أو هوىً فردي، لقد كان ذلك إما من صنع الخارج الجِوَاري أو الخارج العالمي بوثيقة التاريخ.

 

أية مصادفة سعيدة تلك التي قادتني إلى المقاربة بين عنوانين متطابقين احدهما في إسرائيل، والأَخر على كتاب شربل (صدام مر من هنا) واليكم المشكلة :

مساء السابع عشر من كانون الثاني 1991، كان الرئيس بوش الأب يتناول طعام عشائه في جناحه الخاص بالبيت الأبيض، كان في ضيافته مدير وكالة البيئة الأمريكية.. أثناء العشاء اتصل على غير عادة رئيس مجلس الأمن القومي جنرال برنت سكو كروفت قال بصوت أجش :

سيدي لك عندي أخبار سيئة، صدام قصف مدينتي حيفا وتل أبيب بصواريخ لا نعرف عددها بعد... انتظر توجيهاتكم.

 

يجيب بوش بتردد :

شكراً برنت.. اتصل ثانية إذا حصلت على معلومات.

كانت رياح كانون الباردة، تلفح وجه تل أبيب لأول مرة، وزاد من كآبة المدينة الغارقة في الظلام تلك الأضواء النيلية المنبعثة من نوافذ الصيدليات العاملة وربما النادر من المطاعم الخالية من الزبائن في ليلِ قهر معتم، وعلى طرف شارع (اوزرلروف)، وهو شارع مكاتب الموساد ووزارة الدفاع ورئاسة الأركان، مع مكاتب كبار رجال الأعمال المختصين في صناعة الاستخبارات والأسلحة وتجارة المخدرات والرقيق... كان على طرف هذا الشارع الأهم في تل أبيب لوحة ضخمة كتبت بثلاث لغات :

بالعبرية وما يقابلها بالعربية :

סדאם מעל מכאן.. صدام عبر المكان

بالانكليزية :

sadam passed through..

بالعربية.. صدام مر من هنا.

 

كان الهجوم الصاروخي في حينه، وبصرف النظر عن وزنه الاستراتيجي في تقرير مصير الحرب، مدمراً على الصعيد النفسي الإسرائيلي، فلأول مرة منذ تأسيسها، تعيش المدن الكبرى حياة الملاجئ والخوف من موت يسببه سلاح عربي، فخلال 42 عاماً من قيامها (إلى تاريخ العام 1991)، لم يصل سلاح عربي إلى قلب إسرائيل، حتى القوات العربية المتحالفة في حفر الباطن، أطلقت النار في الهواء، ابتهاجاً واحتفاءً بالحدث الأكبر على الصعيدين التاريخي والقومي.

لا ياسيدي، صدام لم يمر من لهب بيروت في حرب أهلية فاقدة المعنى والوجهة.. صدام مر من أهم ما في تل أبيب من ساحات وشوارع.../ صدام مر من هناك /.

 

 





السبت٢١ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حمدان حمدان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة