شبكة ذي قار
عـاجـل










.ثلاثة أطفال مشوهين يولدون يوميا في الفلوجة

طيف الأمراض السرطانية هو نفس الطيف والأثار التي تركتها قنابل هيروشيما

80  من كل 1000 حديثي الولادة مصابون بأمراض سرطانية والذكور أكثر عن الأناث

جريمة نكراء شاركت فيها ماتسمى بالحكومة و قوات الإحتلال والجرائم لاتسقط بالتقادم

 

لم يكن أهل الفلوجة تلك المدينة الوادعة الغافية على ضفاف الفرات تحلم أن يصيبها ماتخشاه مدناً عديدة غيرها سيما وأنها مسالمة لاتعتدي على أحد وإن صدرت منه الأساءة؛ فالفلوجيون يقابلوا الإساءة بالأحسان دائما وهم طيبون لايقرع عندهم ضيف.

 

الفلوجة مدينة لاتضم شيئا أكثر من المساجد فهي أم المساجد وأناسها من النساك والعباد وأهل التقوى؛ولايزال العرف العشائري كما هي الأنبار عامة حيث تتبع الفلوجة إداريا للرمادي الذي هو محافظة الأنبار تعمل وفق قوانين القبيلة حتى في التزاماتها مع الدولة , ولاغرابة في ذلك كون القاطنين في تلك البقاع يتبعون عشائر معدودة على أصابع اليد ولا غريب بينهم إلا ما ندر وتلك العشائر هي من أكبر عشائر العراق سطوة ونفوذ وقوة؛الفلوجة أعترضت على ممارسات السلطات القمعية للإحتلال وتعرضهم للمواطنين بالمهانة والأزدراء في ايامه الأولى ومن بعده السلطات العميلة التي نصبها المحتل وقوات المرتزقة التي جاءت معه والمليشيات التي رافقت زعماء الديمقراطية الماجنة التي جاء بها بوش المجرم الى العراق لتُكون نظام الحكم بالدم والقتل والقضاء على الأجيال.

 

قاومت الفلوجة فلول المحتل وأقتصت لشرفها وعزتها من أتباعه الصهاينة بطريقة الانتقام الفوري ولم تؤخر حسابها الى بعد حين,فكان أن ردت القوى العظمى الحامية للقيم الأنسانية كما تدعي بجرائم نكراء سجلها التاريخ وأرخ لها الشرفاء وحلل أبعادها المنصفون من الغربيين قبل أولاد عمومتنا الذين لزموا الصمت وأرتضوا بوصف (الشيطان الأخرس) حتى لايغضبوا بوش وعصابته المجرمة,تلك صورة مصغرة لما دار في الفلوجة منذ الإحتلال في عامه الأول وحتى الأن لازالت تباعاته  مستمرة ولن تتوقف الى أجيال من بعدنا نتيجة جرم الأمريكان وأستهتارهم بالقيم الانسانية واللإهية ,السماوية والوضعية المكتوبة والمنقولة؛جريمة نكراء قامت بها القوات الأمريكية في مدينة الفلوجة بمساعدة قوات المرتزقة الحكومية والمرتزقة الذين جلبهم المحتل معه من الشركات الأمنية (بلاك ووتر وغيرها) ليقوموا بعمليات قتل جماعي ومقابر جماعية ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يطلقون مواداً سامة قاتلة مميتة تبقى أثارها وتنتقل عبر الجينات ولأجيال لاحقة,وهذا ليس بكلامي وإنما ماجاء في تقارير المختبرات التي عمل فيها البروفيسور كريس باسبي الامين العلمي للجنة الأوربية للأشعاع ,هذا العالم الانسان الذي هزته المأساة وأستوقفه حجم الجريمة المروعة وأثارها المستقبلية على أجيال عدة تناخى الى دراسة الأثار المترتبة عليها وما تخلفه على المواليد الجدد في الفلوجة من تشوهات خلقية وأمراض لم نكن نسمع بها من قبل وزيادة نسب الأصابة بالسرطان وغيرها عند النساء والأطفال وأرتفاع معدل الوفيات عند الذكور من الأطفال مقارنة بالمواليد من الأناث, أنها من عجائب الأقدار أن يتناخى الذي هو من الخندق المعادي تحركه مشاعره الإنسانية النبيلة تجاه فضح جرائم بني جلده وعدم السكوت أو الركون الى التهديدات التي يطلقونها أتجاهه,في حين يتغافل بل يشارك  أهلنا وذوينا بتلك الجرائم ليعينوا المحتل على قتل ذويهم وأخوانهم في الدين والوطن دون وازع من ضمير ولا مخافة من الله عز وجل,حتى وصلت بهم الوقاحة وأقصد الحكومة العراقية والكلام للبروفيسور أن يهددوا من يريد الكلام من أهل الفلوجة أو الكادر الطبي العامل في مستشفى الفلوجة ليكون شاهدا على ماجرى من فضائع وعظائم الأمور,فلماذا ياترى يمنع الناس من الحديث عن ما شاهدوا ,ولماذا تكمم الأفواه بالقوة إن لم تكن هناك جريمة نكراء قامت بها القوات الأمريكية وشاركت فيها الحكومة العراقية وكانت أرض الفلوجة مسرحا لها وأهلها هم الضحايا وأرواح اطفالها استخدمت مختبرا لتجريب تلك الأسلحة المحرمة ومستقبل الأجيال كان مرتعاً لإنحرافات وشذوذ عقلية الغرب المجرم وأرهابه الذي تمثل بممارسات الولايات المتحدة وجيشها المأجور ومرتزقتها سواء منهم العاملين على القتل المأجور أو أولئك الذي تستخدمهم كأحجار الشطرنج فيما يسمى بالحكومة العراقية.

 

الى كل غيور في الشعب العراقي وأني لأعرف  أن كل شعبي غيور ,الى كل الأنسانية التي لازال في صدرها ضمير, الى العقول الناصعة المحبة للسلام في الغرب الذي عميت بصيرته وأخذ يقبل على القتل والدمار بشغف ونهم ,الى المنظمات الأنسانية التي تهتم بالصحة الأنسانية, الى الضمير العالمي الذي غاب وغيب عن ما يجري في العراق ليرضي أمريكا وعنجهيتها,الى بان كي مون رغم درايتنا بأنك لست أكثر من نوري المالكي أو حتى علاوي الذي يعول عليه نفر ليس بالقليل من الشعب املاً في التغيير لكنه مثل من  يحسبه الظمأن ماءً, الى المفوضية العليا للإتحاد الأوربي علنا نجد فيها بقايا من ضمير ينصف شعبنا الذي وقع اسيراً رغم إرادته تحت فك حوت أعمى لايعرف أين يسدد ضرباته,الى إرادة الإنسانية الغائبة المغيبة منذ سيدنا أدم مرورا بسيدنا المسيح وأستمرت الى يومنا هذا الذي يفرض فيه المجرم الوصايا على الشعوب باسم الله,الينا واليكم بعضاً من كلام البروفيسور كريس باسبي الامين العام للجنة الأوربية للأشعاع.

 

نفس الامراض السرطانية التي أنتشرت في هيروشيما

 

يذكر البروفيسور في معرض حديثه الى قناة الجزيرة  أن طيف الأمراض السرطانية التي تم أكتشافها في العينات التي أخذت من تراب الفلوجة بعد الضربات الأمريكية التي تعرضت لها المدينة على مرحلتين كان نفس الطيف الذي تم التوصل اليه بعد الدراسة والتحليل في هيروشيما اليابانية أثر تعرضها للتدمير من قبل الطيران الأمريكي في الحرب العالمية الثانية ؛لكن الأثار في الفلوجة كانت أفضع من تلك التي تركت أثرها في هيروشيما.

 

أدت تلك الأعراض لحد الأن الى زيادة مخيفة في أمراض سرطان الدم (اللوكيميا) لدى الأطفال بمعدل 40 ضعف  كما ضاعفت عدد مرات الأصابة بسرطان الغدد اللمفاوية ب 10 مرات عن المعتاد وهو مايسببه أستنشاق المواد الكيمياوية السامة , وهو ما يعني أن الأمراض السرطانية قد أنتشرت في صفوف الأطفال الرضع بمعدل 80 من كل 1000 حالة ولادة ,وقد أجرى البروفيسور باسبي مقارنة بين الفلوجة كمدينة منكوبة بالفعل الإجرامي الأمريكي وأحدى المدن المصرية بمحافظة الغربية  والكويت كطرفي نقيض للفلوجة المصابة بفعل الأنشطة الكيمياوية السامة نتيجة ما شاهده من فضائع الجرم الأمريكي في هذه المدينة ولظهور تشوهات جينية في أرحام الأمهات, والسبب الثاني للمقارنة هو الفقر الذي يعاني منه معظم سكان المدينة بعد الإحتلال مما أنعدم معه إمكانية توفير العلاج لأطفالهم إضافة الى سوء المياه المستخدمة للشرب وتلوثها أيضا بالأشعاعات بالمقابل ما تتوفر في الكويت من خدمات تعين المواطن على أستخدام العلاج وتوفره ناهيك عن توفر المستشفيات والخدمات الطبية التي تنعدم في الفلوجة نهائيا وما يتوفر منها لايكاد أن يغطي أعداد قليلة من المرضى إضافة الى سوء تلك الخدمات أصلا بسبب الإهمال الحكومي  للوضع الصحي في العراق عموما والفلوجة بشكل خاص.

 

أشعاعات تقتل الأجنة الذكورية

 

ويشير البروفيسور أيضا الى أن الأشعاعات المنبعثة نتيجة استخدام تلك الأسلحة المحرمة في الفلوجة تقتل الأجنة الذكورية اكثر عن الأجنة الانثوية , ذلك ان المعدل العام للولادات المسجل طبيعيا أن من بين 1050 حالة ولادة ذكورية تقابلها 1000 ولادة أنثوية في المعتاد.

 

حيث لوحظ أنخفاظ الولادات الذكورية بعد عام 2005 بمعدل 350 حالة ولادة مقابل 1000 حالة ولادات أنثوية مما يعزز الرأي بأن هناك مادة قد ظهر تأثيرها في منطقة الفلوجة نتيجة أحداث جرت قبل هذا التاريخ  أي في عامي 2003 – 2004  وهي الأعوام التي جرت فيهما أحداث عسكرية في الفلوجة وأطلقت فيها القوات الأمريكية العنان للأسحلة البايلوجية التي أستخدمتها هناك ومنا اليورانيوم المنضب والتي تركت أثرها كتشويهات على الأجنة وعملت على قتلها وهو ما له تاثير خطير للغاية على الولادات والتحكم بنسبها.

 

مضيفا أن الأعراض التي تظهر هناك في الفلوجة لاتقل عن الإعراض التي ظهرت في هيروشيما اليابانية أبان الحرب العالمية الثانية, وأن هذه الأعراض لاتقف عند هذا الحد بل هي قادرة على تطوير مكنوناتها ومكوناتها وقادرة على الأنتقال بين الاجيال فيما بعد مما يتسبب بكارثة إنسانية مستمرة ,ويقول أن فريق معني بأثار المواد الكيمياوية وأثار اليورانيوم قد أجرى دراسات على عدد من الذين شاركوا في التجارب النووية التي أجريت في بريطانيا ووجد أن الضرر بعد 50 سنة كان أكبر من الذي لحق بالعاملين في هذا المجال والذين تعرضوا لتلك التجارب,فالذين لايموتون حينها سيتم تحيث الجينات داخل أجسامهم وستعمل على تطوير فاعليتها في دواخلهم لتنتقل بين الأجيال فيما بعد, وهو ماقد يحصل بالفلوجة أيضا.

 

مؤكدا ان هناك ثلاث أطفال مشوهين يولدون يوميا بالفلوجة من بين نسبة الولادات في المدينة والنسبة قابلة للزيادة مما يوحي بوضع مخيف للغاية هناك, ليعود البروفسيور بابسبي ليتسأل حول ما الذي حدث في تلك البقعة أثناء الهجوم الأمريكي عليها وما الذي استخدمته القوات الأمريكية من مواد سامة قاتلة على وجه التحديد غير اليورانيوم المنضب ةالذي ثبت استخدامه هناك.

 

بقي أن نعرف ان البروفيسور كريس باسبي وفريقه العامل على كشف حقائق ما جرى في الفلوجة من دمار وقتل وما سيترتب عليه من أثار في المستقبل جرى تضييق الخناق عليه في أبحاثه كي لايستطيع التوصل الى الحقائق العلمية التي تفضح الممارسات الأمريكية في العراق عموما وفي الفلوجة خاصة كنموذج للمارسات اللأنسانية التي مارستها تلك القوات هناك وبأوامر من قادة الإحتلال ما يجعلها جرائم حرب مؤكدة لابد من محاسبة مرتكبيها,ووصلت التهديدات للبروفيسور بمنع أي مختبر من التعامل معه أو فريقة والتضييق عليه في عملية حصوله على أموال لمواصلة أبحاثه العلمية وعدم نشر أي بحث له سواء في الصحف الكبرى المقروءة من شرائح واسعة من القراء أو غيرها,وحول هذا يؤكد ان وراء ذلك قضية سياسية بحتة مؤكدا ان هناك في العراق  أكثر من 40 قرية أو مدينة فيها من الأثار مايشابه الأثار التي خلفتها الجرائم الأمريكية هناك نتيجة حربها المدمرة وغير المبررة على العراق إلا أن الفلوجة أكثر ضررا وأشد وطأة؛منوها الى أن الحقية ستظهر مهما حاول الأخرون التعتيم عليها أو أخفائها وأن لا أحد يستطيع ان يكبح جماح الحقيقة  ولابد من يوم لحساب المجرمين.

 

 





الجمعة٢٠ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد الدغمان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة