امريكا لن تنسى هزيمتها في فيتنام الى يوم يبعثون، والفيتناميون لن ينسوا المجازر التي ارتكبتها امريكا بحقهم الى يوم يبعثون ايضا، كتب الصحافي الامريكي «هنري اني» 18-6-2010 الذي كان مراسلا حربيا خلال حرب فيتنام في الواشنطن بوست قائلا: عندما عدت الى قرية «تشوى لاي» ولاحظت برود الفيتناميين في استقبالي اخبرني دليلي بانهم لن ينسوا تسوية تلك القرية بالارض الى يوم يبعثون مما جعلني اتساءل هل سينسى العراقيون تسوية مدينة الفلوجة وبعض القرى والمنازل العراقية التي سوتها امريكا بالارض وهل سينسى الفلسطينيون مدنهم وقراهم ومنازلهم ومخيماتهم وغزتهم التي سوتها العصابات الصهيونية بالارض الى يوم يبعثون...؟

تمر امريكا هذه الايام بمواقف تاريخية فاصلة وصعبة فبعد مرور سبع سنوات ونيف على حربها في افغانستان لم تحقق الا المزيد من الخسائر في المعدات والارواح اذ قتل تسعون عسكريا من قوات «الناتو» الاطلسية خلال حزيران الماضي ناهيك عن الهزة العسكرية المدوية التي منيت بها ادارة الرئيس باراك اوباما، واقالته لقائد قوات حلف الاطلسي في افغانستان الجنرال «ستانلي ماكريستال» وتعيين الجنرال «ديفيد بترايوس» مكانه علّه يحقق نصرا عسكريا لامريكا ويخرجها من المستنقع الافغاني الذي القت بنفسها فيه...

سبب سقوط الاتحاد السوفييتي كان احتلاله لافغانستان وهزيمته هناك وكانت الهزيمة بمساعدة وبدعم امريكي فامريكا صنعت القاعدة وصنعت ابن لادن، ودعمتهما في محاربة روسيا الشيوعية لتجلس مكانها، لكن القاعدة، وابن لادن رفضا ذلك فاشعلت امريكا الحرب عليهما فاحتلت افغانستان وبدأت خسائرها تنبئ بخسارتها للحرب ولهزيمتها كما هزمت روسيا.. من الذكاء ان تعتبر الدول التي حتى لو كات قوية من اخطاء غيرها، وتعيد النظر بسياستها فهل امريكا بهذا الذكاء..؟!