شبكة ذي قار
عـاجـل










    القمم العربانية هي التي مزقت الامة وهي التي اشعلت  العدوان والحرب ضد العراق .


سنة 1964 ،  جلس صفوة من العلماء الصهاينة الاميركيين يدرسون خارطة اسرائيل الكبرى .. وبالفعل سنة 1967 تم الانتهاء من الخطة ، وضعوا خلالها 18 مجلدا ، ومئات الخرائط ، حددوا فيها مستقبل اسرائيل في السيطرة على المنطقة العربية كاملة ، وهاهي الخطة تتم احداثها بالصوت والصورة حاليا !
فماذا نحن ؟


شعوب عربية مستعمرة بشكل مباشر وغير مباشر ، يحكمها السوط وغياب القانون ، يقتحم زوار الفجر غرف النوم بغير اذن من النيابة ، والتعذيب سيد الموقف للبريء والمجرم ، نتبادل الاتهامات ونتقاذف بالكلمات ، صامتين امام مستعمرينا ، مهللين لحكم الفرد وللاستبداد ، مرعوبين سيقاننا ترتجف ، نصف اراضي الوطن العربي محتلة من الصهاينة والفرس المجوس ، حكامنا يصنعون الهزائم ونحن ندفع الثمن . فلسطين محتلة من البحر الى النهر ، و القدس هودت ولم يبقى الا الاعلان ، العراق محتل ويغزوه الصفويين الفرس حلفاء اسرائيل ، عربستان محتلة ، وجزر الامارات محتلة ، والجولان من المنسيات ، وجنوب لبنان  قيد المساومات ، و السودان بطريقها للتجزئة والتقسيم ، و الصومال حدث ولا حرج ! وكذب العربان بلا نهاية وبلا عقل وبلا كرامة يتحدثون عن اتحاد عربي !!!


يا جيل الشباب .. يا أمل المستقبل
انا اعرف ان لغة الوحدة العربية أنقرضت ، ولكني سأبين حقائق تاريخية لتعرفوا كم هي مؤتمرات القمة العربية تافهة وهزيلة وبعيدة عن الواقع والحقيقة ، وبالقلم العريض كم هي  قمم متأمرة على الامة حاضرها ومستقبلها ، وتسعى للتفتيت لا لوحدة ولا اتحاد .  


شيء من التاريخ الحديث
 اريد وبأختصار ان ابين لكم ان حزب البعث العربي الاشتراكي ، وجد ومن اسمى اهدافه واولها الوحدة العربية ، ورغم ان الحزب ما كان يملك في بداياته الخبرة والمقدرة بقدر كاف ، ووقع في اخطاء جسيمة ، وأنجر الى مزالق اضرت به كثيرا ، وأضعفت دوره ومكانته في حركة الثورة العربية الكبرى ، وعلى الصعيد الدولي ، ولكن عندما  امتلك الخبرة والقدرة على دراسة  وتحليل الاوضاع العربية والدولية ، وفهم مختلف أوجهها المعقدة والمتشابكة ، تغيرت الصورة . وحكم في سورية والعراق سنة 1963  ولم تتحق وحدة القطرين !


لا اريد ان اتحدث عن المؤتمرات  القومية ل حزب البعث العربي الاشتراكي ما قبل العاشر 1970 ، ومن حضره ولا زال حيا اعتقد يتذكر العرض الشامل والصحيح لتطور الاوضاع في الوطن العربي خلال مرحلة طويلة تقع بين المؤتمر القومي  العاشر وما قبله .  والاحياء يتذكرون الصراع بين الرفاق السوريين – السوريين ، وكان من ضحاياه استبعاد الفارس المؤمن بالوحدة العربية ، وكان من ابطال وحدة مصر وسورية سنة 1958 ، الفريق   محمد امين الحافظ عن القيادة  القومية ، مما خلق شرخا وانقساما طوليا وعرضيا في تنظيمات الحزب في سورية . وجاء المؤتمر القطري الثامن في العراق ليتناول القضايا القومية بنظرة شمولية وعميقة ، واستشراقا لأفاق المستقبل ، وحدد الحزب وثورته في القطر العراقي مهماتهما خلال المرحلة اللاحقة .


سأتجاوز مرحلة ما بعد هزيمة حزيران وما تلت حرب تشرين 1973 ، ودور الاطراف العربية والدولية في كل منها . وزيارة السادات للقدس ، واتفاقيات كامب ديفيد التي ادت الى تغيرات مهمه في الخريطة السياسية للوطن العربي ، والى اصطفاف جديد على الصعيدين العربي والدولي بالنسبة لمسألة التسوية . و ما اريد بيانه ان مشاريع الاستسلام اقرت في مؤتمر القمة العربي  الذي انعقد في طرابلس ( 2- 4 / كانون الاول 1977 والذي شارك فيه العراق وتحفظ بعد نقاشات حادة وواسعة بين الاطراف العربية المشاركة فيه حول خط التسوية ونتائجها على حركة الثورة العربية والقضايا القومية الاساسية . ومضى السادات في سياسته وفشلت جبهة الصمود والتصدي ان توجد اية قوة او عوامل فعالة تعرقل هذه السياسة او تحد من احتمال انتشارها في الساحة العربية ، وساد شعور عربي عام ان القضية الفلسطينية قد انتهت ،  وبهذا القيت على عاتق العراق مسؤولية تاريخية جسيمة هي ضرورة المبادرة لايقاف التداعي في الاوضاع العربية ، وبلورة موقف جديد للامة العربية في مواجهة سياسة السادات واتفاقيات كامب ديفيد . فبادر  القومي العربي  صدام حسين مقترحا ببرنامج من ثلاثة نقاط جوهرية لمواجهة الموقف هي :


اولا – اعتبار الساحة العراقية والساحة السورية ساحة مواجهة واحدة ضد العدو الصهيوني .
ثانيا – الدعوة لعقد قمة عربي في بغداد لاتخاذ موقف عربي موحد من سياسة النظام المصري .
ثالثا – التعهد للنظام المصري بتأمين مساعدات مالية قدرها خمسة مليارات دولار سنويا لعشر سنوات لمواجهة مشكلاته الاقتصادية في حالة تخليه عن اتفاقات كامب ديفيد .


رحبوا بالبيان كالعادة العربانية  واشبعوه تصفيقا ثم دفنوه ، واترك للراغبين البحث والاطلاع على النتائج التي خرج بها مؤتمر قمة بغداد !


في 24 /10/ 1978 وقع بين سوريا والعراق ما سمي ب ميثاق العمل القومي ، وانبثقت هيئة سياسية عليا تتولى تنسيق العلاقات المشتركة بين القطرين ، وبدأت  اللجان المشتركة التي حددها الميثاق بالعمل للتنسيق بين القطرين وتوحيد ما يمكن توحيده من القوانين والانظمة والهياكل ، دفن الاتفاق وشبع موتا ،  وللراغبين يمكنهم البحث ومعرفة النتائج .


في شباط 1980 اعلن الرئيس صدام حسين 8 نقاط جوهرية تتعلق بطبيعة العلاقات بين الاقطار العربية ، ودعا لحل النزاعات التي تنشأ بين الاقطار العربية لاي سبب كان في اطار العمل العربي المشترك . كالعادة رحبوا ظاهريا و بنفس الوقت تحركوا  ونجحوا بجدارة عالية  في وأد  الاعلان.


وسعوا صدوركم
الوحدة العربية .. الاتحاد العربي .. التضامن العربي الاسلامي .. لغة انقرضت بتوجيهات وتعليمات اعداء الامة.  وهنا اريد ان استهزأ بمؤتمر طرابلس بطريقة الاستطراق للمواقف الخيانية في التاريخ ، لأني اعرف ان غالبية حكام العرب صورة طبق الاصل عن ابن العلقمي .  


الكردي المتصهين حتى النخاع جلال طالباني  الذي سماه الغزاة والمحتلين رئيس جمهورية العراق !! هو ابن العلقمي في العصر الحديث عميل  الاميركيين و الصهاينة و الصفويين الفرس  مغول العصر الممسكين بخناق العراق . و ابن العلقمي بدلا من نصرة الشيعة نصر عليهم ، بدل  الدفع عنهم دقع  اليهم ، عاضد على سبي حريمهم واولادهم ، وجاء بجيوش نكبت الامام والامة ، وسفكت دماء العرب من اهل الشيعة والسنة ، وخلدت عليه العار واللعنة ... وللتذكير باختصار ابن العلقمي سهل ل هولاكو ان يضع السيف على رقبة  بغداد ، وهجم على دار الخلافة وقتل كل من كان فيها من الاشراف ، ولم يسلم الا من كان صغيرا ، فأخذ اسيرا ، ودام القتل والتدمير والنهب في بغداد اربعين يوما ، وكان في مقدم من قتل الخليفة المستعصم وابنه ابو بكر ، والكردي المتصهين واحفاد ابن العلقمي اعادوا التاريخ في 9 نيسان 2003 ،  ولاقرب المسافة واجري مقارنة للنتيجة التي سيخرج بها  الكرد المتصهينين واحفاد ابن العلقمي والخمسة من قمة طرابلس الفاشلة سلفا  ، اشير الى حال ابن العلقمي بعد دخول التتر بغداد : رجلا من عامة التتر ، راكبا فرسه ، دخل على ابن العلقمي وهو جالس في الديوان  ، فسار الى ان وطيء فرسه بساط ابن العلقمي وخاطبه بما اراد ، وبال الفرس على البساط ، واصاب الرشاش ثياب ابن العلقمي ، فقال له اهل بغداد : يامولانا ! انت فعلت هذا كله حمية  للتتر ، وهكذا انعكست الحال مع ابن العلقمي فعض حذاءه ندما ، وبات يركب ( كديشا ) ، ونادته احدى العجائز : ( يا ابن العلقمي ! هكذا كنت تركب في ايام المستعصم ؟ تذكروا قبل ايام كتبت سيهربون على الحمير .


يجتمع القادة العربان و بغداد تحت وطأة الاميركان والصهاينة والصفويين الفرس ، والزعماء العربان يحتضنون البغل المتصهين واحفاد ابن العلقمي ، وبكل الصفاقة والبجاحة يتحدثون ان اجتماعهم من اجل اتحاد عربي !!!


قليلا من الحياء يا زعماء الامة .. يامن فقدتم الرجولة والشهامة والنخوة ، ما  عملتموه في الامة  ، وما يراه العالم اليوم في العراق ، سيقع غدا في بلدانكم ،  وتسقط انظمة حكمكم القمعية المستبدة . وانتم والله لا تهدفون من اجتماعاتكم الا التأمر على الامة ، واخراج الامة من ثوبها ، وتحويلها الى مجموعات دينية وطائفية ومذهبية تتناحر وتقتتل . ووالله ما انتم الا محقرين للعروبة وكل ما هو عربي ، و متأمرين على الاسلام ، تغذون المذهبية وتمجدونها ، وتحضون على العروبة والاسلام ، وما أنتم الا صعاليك صغار في يد اميركا واسرائيل وايران ، يديرونكم ويوجهونكم ، والامة عرفت حقيقتكم منذ تامرتم على العراق وشاركتم بالقتال مع اعداء العراق ، وقتلتم ابناء العراق في مؤامرة كبيرة كبيرة . واليوم خرجتم علينا بمسرحية من اخراج اميركا واسرائيل ، والممثلين فيها عربان و  شعوبيين صهاينة وصفويين فرس ، فعلى من تضحكون ؟!


افيقوا يا عرب ويا مسلمين
حكامنا هم من مزق الامة ، هم يحاربون الوحدة والاتحاد ، هم جعلونا  عالم رابع ، نعيش في مجتمعات تحت خط الفقر وبلداننا غنية ،  وهم  يعيشون بالغنى ويتمتعون بالثروة ، عندما يجتمعون وكلبهم الثالث والعشرون رغم فشل مؤتمراتهم ،  انتبهوا هناك مؤامرة ومهزلة عربانية جديدة .

 

 





الثلاثاء١٧ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٩ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نصري حسين كساب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة