ذات الظروف احتلال وقتل ومحاولة نشر الفتن لتجسيد مبدأ الاستعمار فرق تسد وتقريبا نفس التباين الشاسع بالامكانات العسكرية والمادية، بل قد تكون اشد في يومنا هذ، فلم يكن لشعب محاصرا قبل الغزو والاحتلال عام 1914ولم يكن مع المحتل ادلاء ومرتزقة من وطنك كما هم مرتزقة امريكا من خونة العراق وحكام العرب الذين تجندوا مع قواة الاحتلال، ودينك كما هي حكومة ايران واجهزتها، وقد استطاعت عشائر العراق من اسر الفيلق الانكليزي بقيادة الفريق طاوزند في معركة الكوت بعد ان حاصروهم حتى اعلنوا الاستلام وقد اصدر طاوزند كتابا اسماه حصار الكوت وضح فيه كيف قاتل العراقيين المحتل، وعاد الجيش الانكليزي مع الهنود الذين كانوا يعتبرهم الانكليز جزءا منهم لحد تجنيدهم في الجيش الانكليزي، فاستطاعوا ان يحتلوا العراق ودخلوا بغداد عام 1916، وحاولوا ان يخضعوا العراقيين بكل الوسائل واستخدام القوة واستمرت المقاومة الشعبية تتصاعد حتى عجز الانكليز من قمعها، فرضخوا لارادة الشعب وفاوضوا المقاومة فلم يقبل ممثلوا المقاومة بغير الاستقلال وقيام الدولة العراقية وتشكيل جيش وطني، ونتيجة لما ابداه ابناء العراق ورجاله الصادقيين في دينهم واصالتهم من مقاومة باسلة انزلت خسائر كبيرة بالقوات الغازية رغم ان تسليح المقاومين في غالبيته كان اسلحة بدائية لا تتعدى ادوات سيد الاسماك (الفالة) والعصي او صميل خشب (المكوار) واسلحة بسيطة استطاع الثوار ان يغنموها من قوات الاحتلال خلال مداهمتهم لمعسكرات الانكليز يوميا خصوصا ليلا وبعض البنادق التركية التي يملكها قلة من رؤساء القبائل العراقية.

معك بصدورهم قاوم العراقيون كما هو اليوم المحتلين واجبروهم على الركوع وهم صاغرين، فوافقت بريطانيا العظمى التي كانت تسمى الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس لكثرة مستعمراتها في العالم شرقا وغربا من الكرة الارضية والتي كانت زعيمة للامبريالية في ذلك الحين، نعم رضخت لمطاليب الثورة الشعبية العارمة واقرت نشوء الدولة العراقية حينها وتم الاتفاق مع الثوار على ان يستقدم الامير فيصل بن الشريف حسين ليكون ملكا على العراق، وان يشكل فوج موسى الكاظم كنواة لجيش وطني عراقي، وان تكون علاقة الانكليز بالعراقيين مجرد مستشارين لحين اكمال مستلزمات تاسيس الدولة، وبالامكان الرجوع للمؤلفات الانكليزية والعراقية التي تبحث في تلك الفترة لمزيد من التفاصيل.

اليوم حزيران 2010 وبعد تسعين عاما من ذلك التاريخ حزيران 1920 يعيد التاريخ نفسه، فيواجه العراقييون ذات الظروف احتلال وقوى ارهاب غاشمة وهم مجردون من اسلحتهم ولكن بصدورهم العامرة بالايمان بالله ونصره وبقيادة طلائعهم التي انتخت من اول لحظة للذود عن المقدسات والحرمات والارض والعرض، تناخى الشعب كل الشعب بثورة مماثلة في نفس الشهر بدأت شرارتها الاولى من اولى حواضر الاسلام البصرة مدينة المدن لتعلن ان الشعب لن يتوقف عن المقاومة حتى يحقق ما يريد وهو طرد الغزاة اي كانوا مع مرتزقتهم ممن باعوا دينهم ووطنهم وشرفهم وصاروا جزءا من قواة الاحتلال وجند الشيطان، لله درك شعب الذرى وهكذا ارادك الله ولذلك وعد بكم المغضوب عليهم من كفار بني اسرائيل (وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعولن علوا كبيرا * فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان امرا مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا * ان احسنتم احسنتم لانفسكمم ان أسأتم فلها فاذا جاء وعد الاخرة ليسوئوا وجوهكم وليدخلواالمسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا * عسى ربكم أن يرحمكم وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) صدق الله العظيم، سورة الاسراء الايات من4- 8، هذه بشرى الله لنا بالنصر ووعده للكافرين بالهزيمة والخسران فهل تحتاجوا أكثر من قول الله دليلا.

فاياكم ان توقفوا ما بدأتموه واستمروا فلن يصيبنا الا ما كتب الله لنا احدى الحسنيين فابشروا بوعد الله، وكونوا ممن فضلهم الله على غيرهم من المؤمنين (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضّل الله المجاهدين بأموالهم وانفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما * درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما) النساء الايتين 95و96، فلا يخادعنكم جنود الشيطان ويضلوكم عما امر الله به (فما لكم من المنافقين فئتين والله اركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا * ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءّ فلا تتخذوا منهم اولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا) صدق الله العظيم، سورة النساء الايتين 88و89، فهو النصر والخلاص والجزاء ولا مبدل لامر الله الذي امرنا بقتال اولياء الشيطان (ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا * الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلوا في سبيل الطاغوت فقاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان عظيما * ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا الى أجل قريب قل متاه الدنيا قليل والأخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا * أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وان تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) صدق الله العظيم- النساء الايات 75- 78، ان قتال المعتدين والخونة لا يحتاج فتوى من اي كان، بل هو امر واذن من الله فلا اجتهاد ولا ولاية لاحد فيه، بل هو فرض عين على المؤمنين من رب العالمين نزل على الصادق الامين بقول الله لرسوله (لا يستئذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر ان يجاهدوا باموالهم وانفسهموالله عليم بالمتقين) سورة التوبة الاية44، ومن خلال متابعتي لفضائيات العراق طالما سمعت اناسا يقولوا لو اعلنت الحوزة الجهاد ما تركنا محتلا أو من تبعهم خلال ايام الا وقتلناه او طردناه، فهل من في الحوزة اكثر ولاية من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم على المؤمنين؟ أم هو عذر كما يقول العراقيون حطها براس عالم واطلع منها سالم، لا يا أيها المؤمنون ان الله كتب عليكم القتال: بقوله: (وقاتلوافي سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لايحب المعتدين) البقرة 190،(كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) صدق الله العظيم سورة البقرة 216هذا هو حكم الله وشرع القرآن والرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم،  فماذا تنتظرون؟