شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ أن وصلت المعلومة إلى البيت الأبيض استدعى اوباما وزير دفاعه ومستشار الأمن القومي ومدير المخابرات المركزية إلى اجتماع عاجل كان سيظل سرّيا لولا التسريب المقتضب والحذر الذي قامت به الواشنطن بوست. إثره هاتف اوباما المالكي حول الموضوع.

 

والموضوع يا سادة هو انقلاب الإمام السيستاني على الإدارة الأمريكية، وهو ما لم يكن في حسبان هذه الإدارة التي اعتبرت ولاء عملائها مطلقا وعمر عمالتهم طول العمر وفوقه طول عمر نسلهم، وولائهم لها ولتعليماتها يفوق كل القياسات والتجارب. مالم تتحسب له أمريكا هو أن الإمام فيه بقايا دين وبقايا همّة  وبقايا انتماء وبقايا رجولة وبقايا وطنية وما يشبه الضمير ، مضافا إلى ذلك غرامين من الثورية وغرام ونصف من ترجيح الحقّ على الباطل وثلاثة غرامات من الشجاعة وميلغرام من الإيمان بدين الله ، وان هذه المقادير الضئيلة يمكن أن ترتفع في أية لحظة وتفضي إلى قلب الموازين لصالح شعب العراق المغدور من أئمة السلطان وفقهاء الاحتلال.

 

أولى تباشير يقظة الإمام من شخيره في ظلام الدّهليز الذي يرقد فيه هو دعوته إلى تحالف فريق الكتكوت مع فريق ألحالكي لتكوين أغلبية برلمانية تقود البلد ليصير ضلعا في تطلّع الفرس الإمبراطوري وليكون ورقة الفرس في التسابق مع أمريكا والصهيونية للفوز ببلد النخيل والحضارات. والبعد الرمزي والايجابي لهذا التوجيه هو أن يظل العراق ورقة ، وان تتحول ورقة العراق من يد إلى أخرى ، وبالتحديد أن تسقط من اليد الأمريكية وهذا ما لا يسر أمريكا وان كان يسر الفرس. فضلا عن انبساط سبيل إلحاق البصرة بالإمبراطورية العائدة وترك الشمال للأقدر على الفوز به، إن كانت إسرائيل أو تركيا أو أمريكا أو حتى الشياطين. أما اليقظة الإمامية الباهرة والمباركة ، والتي أزعجت أمريكا وصدمتها فهي قرار سماحته (إمام الرذيلة والبغي) دخول ميدان مقاومة الاحتلال. أي نعم!. السيد السيستاني صار مقاوما!!. أما كيف ؟ فاني أقول صبرا جميلا..لاتطلقوا الزغاريد إلا بعد الاطلاع على التوضيح!.

 

المعلومة الواردة من بغداد تقول  أن سماحة الإمام السيستاني قرأ على نحو واقعي وجيّد وضع الإدارة الأمريكية الحالي في ظل جبروت طالبان ورقصها على أشلاء العلوج والأداء الميداني المحترم للمقاومة العراقية، بأنها لم تعد لاعبا رئيسيا ولا قوة مؤثرة، بل هي هيكل انسلخ جلده وتهالك لحمه وبدأت عظامه تتهاوى. ومعنى ذلك انه لم يعد يراهن على تحكّمها في الوضع العراقي. فصار مناسبا أن يتمرّد عليها ويتموقع في الصف المقابل لها ولعملائها حتى يحافظ على نفوذه لما تدور الدوائر على الأذناب والذيول والسفهاء والسماسرة وجند الشيطان. وقد تجسّد هذا التحول في أمرين أولهما سري وثانيهما علني وتم تداوله في وسائل الإعلام :

 

الأول هو توجيه سماحته رسالة إلى زعيم المقاومة العراقية مقتدى الصدر قدم فيها حصيلة نقده الذاتي ومراجعته لسلوكياته السياسية ( فتاوى ومواقف ) السابقة طالبا الصفح. وقد ورد في موقع شبكة الناصرية الذي نشر الرسالة والرد انه عبر عن استعداده لوضع عصابة جيش المهدي على جبينه  مكتوب عليها " لبيك مقتدى " وتعليق سكين كبيرة في خاصرته لمقاتلة أعداء الصدر من الأمريكان والوهابيين وأبناء عمر ، وقد تضمن الرد تعبير البغل كبير البغال عن سعادته بهذه الصحوة وعن تمنياته بتصفية كل البعثيين عن قريب ونجاح مشروع بناء العراق "الجديد".

 

أما الأمر الثاني والذي تم تداوله في الإعلام العربي وغير العربي ، المرئي والمكتوب ، والذي فاجأ أمريكا ومؤسساتها المركزية واربكها أيما إرباك فهو الفعل المقاوم الذي جسّد به سماحته تحوله إلى المقاومة... انه " مطالبته الحكومة العراقية المنتخبة والمعبرة عن سيادة البلد واستقلال إرادته  بتمكين العراقيين من الكهرباء ".

 

توقعاتي أن هذه العملية الفدائية الشجاعة ستدفع به إلى الصعود نحو مواقع قيادية في المقاومة العراقية. ولا استبعد أن يكون سماحته في وقت قريب مفاوضا باسم المقاومة حول ترتيبات رحيل المحتلين.

 

Whamed6@gmail.com





الاثنين١٦ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الهادي حامد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة