شبكة ذي قار
عـاجـل










حقّقت المقاومة العراقيّة بعض النجاحات السياسيّة على طريق كسر الحصار المفروض على حركة ممثّليها السياسيّين. فقبل أسابيع تمّ في اسطنبول عقد مؤتمر لدعم المقاومة.. وقبل أشهر انعقد في بيروت الملتقى العربيّ الدوليّ لدعم المقاومة..
لكنّ إسبانيا لم تتحمّل عقد مؤتمر لدعم المقاومة العراقيّة.


"المؤتمر الدوليّ للمقاومة السياسيّة العراقيّة: العراق، السيادة وإعادة البناء الديمقراطي" هذا هو إطار المؤتمر الذي كان مقرّرا أن تلتئم فعاليّاته في مدينتي خيخون ومدريد الإسبانيّتين من 18 حتّى 21 جوان الجاري.. أقول (كان مقرّرا) لأنّ المؤتمر لم ينعقد. فلقد قرّرت الحملة الإسبانيّة لمناهضة الاحتلال ومن أجل سيادة العراق (CEOSI) إلغاءه بسبب تهديدات إرهابيّة صادرة عن مجموعات مرتبطة بالحكومة العراقيّة العميلة.


كان واضحا أنّ الضغوطات أمريكيّة، وأنّ التهديدات قد صدرت عن ميليشيات طائفيّة مرتبطة مباشرة بضباع المنطقة الخضراء. ولذلك سارعت حكومة نوري المالكي لإبلاغ السلطات الإسبانيّة بتلك التهديدات، وكأنّها لا صلة لها بها، أو كأنّها عاجزة عن لجم تلك الميليشيات.


وقد تضمّن التحذير إعلام الحكومة الإسبانيّة بأنّ المخاطر تتضمّن تهديدات بالقتل موجّهة ضدّ أعضاء الحملة وأسرهم، وكذلك... التهديد بتنفيذ اعتداءات ضد مصالح الدولة الإسبانيّة.


لم يكن أمام اللجنة المنظّمة سوى اتّخاذ قرار الإلغاء لاسيّما أنّ الحكومة الإسبانيّة لم تتّخذ أيّة تدابير فعّالة لمواجهة هذه التطوّرات. بل إنّ حكومة مدريد التي ترأس الاتحاد الأوربي حالياً بدت عاجزة أو مشلولة وبالغت في مماطلاتها بشأن توفير الحماية للوفود المشاركة. ويبدو أنّ الحكومة الإسبانيّة رضخت للضغوط الأمريكيّة وللتهديدات الاقتصاديّة للحكومة العراقيّة المنتهية ولايتها. وكان من نتائج هذا الرضوخ أنّها ألغت التزامها بمنح تأشيرات الدخول للمشاركين العراقيّين، ومن ثمّ اكتفت بنقل تلك التهديدات المباشرة بتنفيذ اعتداءات عشوائيّة وانتقائيّة ضد مصالحها ومواطنيها داخل العراق وخارجه إلى الجهات المنظّمة للمؤتمر.


للحظات بدا كأنّ الحكومة الإسبانيّة طرف محايد.. أو كأنّ الصراع يدور بين أطراف لا صلة لها بهم، وكأنّه يدور على أرض غير أرضها، رغم أنّه كان ممكنا النظر إلى الموضوع من زاوية أكثر صدقا وأكثر وضوحا لاسيّما أنّ الحكومة الإسبانيّة ما فتئت تعلن أنّها ذات سيادة في اتّخاذ قرارها، بل وتعلن في خطابها أنّها ستمضي إلى ما لا نهاية في محاربة الإرهاب داخل حدودها. أليست الميليشيات التي هدّدت بضرب المصالح الإسبانيّة تنظيمات إرهابيّة؟ أليس القابعون في وكر الضباع في بغداد الآن عناوين ساطعة للإرهاب الذي يمكن أن تمارسه أيّة "حكومة" على شعبها؟ أم أنّ سلطات مدريد تعدّ الجهات المهدِّدة المحاورَ الوحيد والشرعيّ في العراق؟


لقد كان المؤتمر الدوليّ للمقاومة السياسيّة العراقيّة فرصة لفضح الجهات المسؤولة عن العنف في العراق، وبيان ارتهان الحكومة العراقيّة العميلة لأسيادها في واشنطن وطهران، مثلما كان مناسبة لتأكيد شرعيّة المقاومة العراقيّة وتمثيليّتها والتزامها بتحرير العراق وإعادة بنائه حرّا عربيّا بعيدا عن النهج الطائفيّ الذي أثخن البلاد بنفس القدر الذي فعله الغزو والاحتلال.


غير أنّ المقاومة وإن لم تنجح في عقد هذا المؤتمر، فإنّها ما تزال مستمرّة في مقارعتها للمحتلّ وأعوانه بكلّ الوسائل والأسلحة المتاحة. والجميع يعلم أنّها لا تستهدف في عملها العسكريّ سوى قواعد المحتلّ وأماكن تواجده ومسار دوريّاته وطرق إمداده. ويمكن القول إنّها تمكّنت بعد كلّ هذه السنوات من كسر الحصار الإعلاميّ عبر نشر عمليّاتها في بعض الفضائيّات إضافة إلى شبكات ومواقع الكترونيّة متخصّصة.


في الأسبوع الماضي لم تنجح المقاومة العراقيّة في عقد مؤتمرها.. لكنّها نجحت وعلى الميدان.. في أرض العراق في إسقاط طائرة أمريكيّة واصطياد أكثر من جنديّ أمريكيّ وتدمير أكثر من آليّة .. أمريكيّة طبعا..
نعم.. للنجاح أكثر من وجه .. وهذا أنقى وجوهه.


akarimbenhmida@yahoo.com





الجمعة١٣ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الكريم بن حميدة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة